قائد الباسيج يزور الجولان «سرًا».. وإسرائيل تؤكد علمها بالزيارة

تل أبيب: القيادي الإيراني تفقد المواقع العسكرية للجيش السوري و«حزب الله»

قائد الباسيج يزور الجولان «سرًا».. وإسرائيل تؤكد علمها بالزيارة
TT

قائد الباسيج يزور الجولان «سرًا».. وإسرائيل تؤكد علمها بالزيارة

قائد الباسيج يزور الجولان «سرًا».. وإسرائيل تؤكد علمها بالزيارة

بينما كشفت طهران عن زيارة غير معلنة لقائد قوات الباسيج إلى القنيطرة أعلنت إسرائيل استغرابها من ظهوره علنا مؤكدة رصد حركاته.
وأفادت مواقع إيرانية أمس نقلا عن مصادر في الحرس الثوري أن قائد الباسيج محمدرضا نقدي قام بجولة في مواقع يسيطر عليها الجيش السوري في القنيطرة. في غضون ذلك، نشرت وكالة أنباء الباسيج صورا للقيادي في الحرس الثوري في الجانب السوري من الجولان من دون الخوض في التفاصيل.
هذا ولم تذكر وسائل الإعلام الإيرانية توقيت الزيارة.
ويعرف نقدي بين قادة الحرس الثوري بخطاباته وما يخصصها الإعلام الإيراني عادة لأغراض الدعاية وما تعتبره «الحروب النفسية»، وهي ما تعد استراتيجية لقوات الباسيج التي يقودها نقدي.
في يناير (كانون الثاني) 2015 قالت إيران إن مروحية إسرائيلية استهدفت مساعد قائد فيلق قدس الإيراني محمد علي الله دادي وعددا من أعضاء ما يسمى «حزب الله» اللبناني بينهم نجل قائد ما يسمى «حزب الله» السابق، عماد مغنية. منذ ذلك الحين لم تذكر التقارير الإيرانية أي تفاصيل عن وجود قوات الحرس الثوري في الجولان رغم نشرها صورا منسوبة لجنودها في جبل الشيخ أثناء فصل الشتاء.
وتشارك قوات الحرس الثوري في الحرب الأهلية السورية منذ 2011، وتقدم إيران دعما ماديا وعسكريا إلى الجيش السوري والميليشيات الموالية للنظام كما ترفض خروج الأسد من السلطة. ويعد محمدرضا نقدي ثالث أكبر قيادي عسكري يزور سوريا بعد سليماني وحسين همداني الذي قتل نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي في معارك جنوب حلب.
وفي تل أبيب، أشاروا باستغراب إلى هذه الزيارة. ولكنهم أكدوا أن نقدي تعمد الظهور علنا في قلب منطقة القنيطرة على مقربة شديدة من الحدود وأن وكالة الأنباء الإيرانية «فارس» نشرت خبرا عن الزيارة هي الأخرى، فبدا أنها تتحدى إسرائيل. ومع ذلك فإن إسرائيل لم تقم بقصف المنطقة.
وكان نقدي قد التقى عددا من ضباط وجنود الفرق الحربية على الجانب السوري من الجولان. وراح يتفقد المواقع العسكرية لقوات الجيش السوري وما يسمى «حزب الله» واستمع إلى شروحات لهم.
وكشف مسؤول عسكري في تل أبيب أن زيارة نقدي أثارت تساؤلات كثيرة في إسرائيل، إذ من كان يصل إلى هذه المنطقة عادة هو قائد فيلق «القدس» في الحرس الثوري قاسم سليماني وكان يحذر من الاقتراب من الحدود مع إسرائيل.
«فهل تم استبعاد سليماني؟ وهل هذه الزيارة تأتي لفحص الرد على الغارات التي تقوم بها إسرائيل عادة، وآخرها قبل يومين عندما تم إطلاق قذيفتين باتجاه منطقة السيطرة الإسرائيلية؟ ولماذا اختار نكدي منطقة قريبة من حدود وقف إطلاق النار داخل هضبة الجولان السورية المحتلة؟ وهل هذه الزيارة بمثابة استفزاز أو توصيل رسائل؟».
على الصعيد نفسه، حرصت وسائل الإعلام الإسرائيلية على الإشارة إلى أن إسرائيل لم تقم بأي رد فعل عليها.
من جهة ثانية، كشف النقاب أمس أن الجيش الإسرائيلي، يدرس في هذه الأيام، طلب منظمة إنسانية يهودية - أميركية، تدعى «عاميليا»، السماح لها بتقديم معونات إنسانية للبلدات السورية في منطقة الجولان، المحاذية للحدود مع إسرائيل، بهدف مد يد العون للسكان في المنطقة، وتعزيز العلاقات معهم لمستقبل أفضل.
وقال رئيس المنظمة المذكورة، رجل الأعمال اليهودي، موتي كهانا، إنه يرى ضرورة إقامة «منطقة آمنة» في الجانب السوري من الحدود مع إسرائيل، بغية إعادة الحياة إلى طبيعتها بعدما خرجت عن نصابها في أعقاب الحرب المندلعة في الدولة منذ ما يزيد على 5 سنوات. ومن المعلوم أن قوات المعارضة السورية هي التي تسيطر على المنطقة الحدودية مع إسرائيل، بعد انسحاب قوات الجيش السوري منها وتركيز قواتها في محيط العاصمة دمشق. وتهدف المنظمة إلى تعزيز المجتمع المدني في المنطقة، وذلك بتقديم العون على ثلاثة أوجه، الأول هو نقل أجهزة طبية وإقامة مستشفى ميداني يستبدل الحاجة لنقل الجرحى إلى داخل إسرائيل. والوجه الثاني هو إعادة تأهيل المؤسسات التربوية، وتمكين مواصلة التعليم في المدارس. والثالث إدخال مساعدات غذائية ضرورية لأهالي المنطقة.
بدوره قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أبيحاي أدرعي، إن «الجيش يدرس التعاون مع منظمات مختلفة بهدف تقديم مساعدات إنسانية للسوريين». وقال رئيس الجمعية إن «الأوضاع في سوريا أقسى من الأوضاع في غزة، ويجب على الجميع أن يقدم المساعدة. إننا بحاجة إلى عون المجتمع الدولي». وأوضح كهانا أن أهدافه إنسانية وليست سياسية قائلا: «لسنا مع الأسد أو مع (داعش). هذه رسالة مهمة للشعب السوري لكي نتمكن في المستقبل من بناء علاقات ودية بين الجانبين». وفي حال موافقة الجيش الإسرائيلي على النشاط، من المتوقع أن تبدأ المنظمة عملها في الأسابيع القادمة بالتنسيق مع الجيش.



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.