سعوديون يقودون القطارات.. ومدير «سرب»: أثبتوا كفاءتهم

المعهد يفتح باب التسجيل والدراسة تبدأ في 4 سبتمبر المقبل

كابينة أحد القطارات السعودية التي تستهدف إحلالها بأطر سعودية («الشرق الأوسط»)
كابينة أحد القطارات السعودية التي تستهدف إحلالها بأطر سعودية («الشرق الأوسط»)
TT

سعوديون يقودون القطارات.. ومدير «سرب»: أثبتوا كفاءتهم

كابينة أحد القطارات السعودية التي تستهدف إحلالها بأطر سعودية («الشرق الأوسط»)
كابينة أحد القطارات السعودية التي تستهدف إحلالها بأطر سعودية («الشرق الأوسط»)

في خطوة جديدة تثبت مدى ثقة القطاع الخاص، والجهات الحكومية السعودية، بقدرات الشباب السعودي الواعد، تتجه المملكة بشكل جاد إلى رفع معدلات تأهيل وتوظيف الشباب في قيادة وصيانة القطارات، يأتي ذلك من خلال المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية «سرب».
وفي هذا الخصوص، أكد المهندس عبد العزيز بن محمد الصقير، مدير عام المعهد لـ«الشرق الأوسط» أمس، أن الشباب السعودي أثبت وبشكل فعلي مدى قدرته على العمل في شبكة الخطوط الحديدية، من خلال قيادة القطارات، والعمل في الاتصالات والتحكم داخل هذه القطارات، وصيانة القاطرات والعربات، إضافة إلى صيانة البنية التحتية.
وأضاف الصقير: «نراهن في المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية على أن شباب الوطن قادرون على العمل والإبداع، ونسعى إلى نقل المعرفة من خلال تدريب وتأهيل هؤلاء الشباب عبر خبرات عالمية، مثل الاستعانة بكوادر تدريب بريطانية، كما أن الشباب السعودي فعليًا بدأوا في قيادة القطارات على شبكة الخطوط الحديدية داخل المملكة، وسط مهارة عالية وأداء متميز».
وفي هذا الخصوص، أعلن المعهد السعودي التقني للخطوط الحديدية «سرب»، عن بدء القبول لدراسة الدبلوم بالمعهد في دفعته الخامسة، والعمل في الشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار».
وأوضح مدير عام المعهد المهندس عبد العزيز بن محمد الصقير، أن التقديم على برامج الدبلوم سيتم من خلال موقع المعهد الإلكتروني، مبينًا أن الدراسة ستبدأ في 4 سبتمبر (أيلول) المقبل، في مقر المعهد بمدينة بريدة (وسط السعودية).
وأكد الصقير أن تخصصات الدراسة في «سرب» هي: قيادة القطارات، والاتصالات والتحكم، وصيانة القاطرات والعربات، وصيانة البنية التحتية. وستمنح الفرصة لشباب الوطن للحصول على وظائف جديدة وواعدة، من خلال العمل في قطاع الخطوط الحديدية ومجالاته المتعددة.
وأضاف مدير معهد «سرب» أن «من مزايا المعهد، أن يصبح المتقدم عند الاجتياز النهائي للقبول موظفًا في شركة (سار)، ليتمتع بكافة المزايا التي يتمتع بها الموظفون، ومن بينها حصوله على راتب خلال فترة التدريب، والتسجيل في التأمينات الاجتماعية، والتأمين الطبي، والإجازة السنوية المدفوعة».
يذكر أن معهد «سرب» بدأ في التدريب عام 2014، من خلال اتفاقية الشراكة الاستراتيجية التي أبرمت بين المؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني، والشركة السعودية للخطوط الحديدية «سار» في عام 2012، والتي تمثلت في إنشاء معهد متخصص في الخطوط الحديدية، تتوافق مخرجاته مع طفرة مشروعات الخطوط الحديدية على مستوى الربط بين المدن وداخلها والتي تشهدها المملكة والمنطقة حاليًا.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تستعد فيه السعودية خلال الفترة القريبة المقبلة، لإطلاق الشبكة الثانية من قطاراتها «سار»، حيث استكملت الشركة السعودية للخطوط الحديدية، البنى التحتية، ونجحت في مرحلة تشغيلية تجريبية جديدة، تربط العاصمة السعودية الرياض، مع آخر محطة في شمال البلاد في محافظة القريات في منطقة الجوف، وذلك بعد 65 عاما من انطلاق القطار الأول الذي يربط بين الرياض والدمام.



من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
TT

من واحة الأحساء إلى المحميات الملكية... نموذج للسياحة المستدامة في السعودية

واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)
واحة الأحساء في السعودية (اليونسكو)

تعد السياحة المستدامة أحد المحاور الرئيسية في السعودية لتعزيز القطاع بما يتماشى مع «رؤية 2030»، وبفضل تنوعها الجغرافي والثقافي تعمل المملكة على إبراز مقوماتها السياحية بطريقة توازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة والتراث.

يأتي «ملتقى السياحة السعودي 2025» بنسخته الثالثة، الذي أُقيم في العاصمة الرياض من 7 إلى 9 يناير (كانون الثاني) الجاري، كمنصة لتسليط الضوء على الجهود الوطنية في هذا المجال، وتعزيز تعاون القطاع الخاص، وجذب المستثمرين والسياح لتطوير القطاع.

وقد أتاح الملتقى الفرصة لإبراز ما تتمتع به مناطق المملكة كافة، وترويج السياحة الثقافية والبيئية، وجذب المستثمرين، وتعزيز التوازن بين العوائد الاقتصادية من السياحة والحفاظ على المناطق الثقافية والتاريخية، وحماية التنوع البيئي.

وعلى سبيل المثال، تعد الأحساء، المدرجة ضمن قائمة التراث العالمي لـ«اليونسكو»، ببساتين النخيل وينابيع المياه والتقاليد العريقة التي تعود لآلاف السنين، نموذجاً للسياحة الثقافية والطبيعية.

أما المحميات الطبيعية التي تشكل 16 في المائة من مساحة المملكة، فتُجسد رؤية المملكة في حماية الموارد الطبيعية وتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على البيئة.

جانب من «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» (واس)

«محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»

في هذا السياق، أكد رئيس إدارة السياحة البيئية في «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد»، المهندس عبد الرحمن فلمبان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أهمية منظومة المحميات الملكية التي تمثل حالياً 16 في المائة من مساحة المملكة، والتي تم إطلاقها بموجب أمر ملكي في عام 2018، مع تفعيل إطارها التنظيمي في 2021.

وتحدث فلمبان عن أهداف الهيئة الاستراتيجية التي ترتبط بـ«رؤية 2030»، بما في ذلك الحفاظ على الطبيعة وإعادة تنميتها من خلال إطلاق الحيوانات المهددة بالانقراض مثل المها العربي وغزال الريم، بالإضافة إلى دعم التنمية المجتمعية وتعزيز القاعدة الاقتصادية للمجتمعات المحلية عبر توفير وظائف التدريب وغيرها. ولفت إلى الدور الكبير الذي تلعبه السياحة البيئية في تحقيق هذه الأهداف، حيث تسعى الهيئة إلى تحسين تجربة الزوار من خلال تقليل التأثيرات السلبية على البيئة.

وأضاف أن المحمية تحتضن 14 مقدم خدمات من القطاع الخاص، يوفرون أكثر من 130 نوعاً من الأنشطة السياحية البيئية، مثل التخييم ورياضات المشي الجبلي وركوب الدراجات. وأشار إلى أن الموسم السياحي الذي يمتد من نوفمبر (تشرين الثاني) إلى مايو (أيار) يستقطب أكثر من نصف مليون زائر سنوياً.

وفيما يخص الأهداف المستقبلية، أشار فلمبان إلى أن «محمية الإمام عبد العزيز بن محمد» تستهدف جذب مليون زائر سنوياً بحلول 2030، وذلك ضمن رؤية المحميات الملكية التي تستهدف 2.3 مليون زائر سنوياً بحلول العام نفسه. وأضاف أن الهيئة تسعى لتحقيق التوازن البيئي من خلال دراسة آثار الأنشطة السياحية وتطبيق حلول مبتكرة للحفاظ على البيئة.

أما فيما يخص أهداف عام 2025، فأشار إلى أن المحمية تهدف إلى استقطاب 150 ألف زائر في نطاق المحميتين، بالإضافة إلى تفعيل أكثر من 300 وحدة تخييم بيئية، و9 أنواع من الأنشطة المتعلقة بالحياة الفطرية. كما تستهدف إطلاق عدد من الكائنات المهددة بالانقراض، وفقاً للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لشؤون الطبيعة.

هيئة تطوير الأحساء

بدوره، سلّط مدير قطاع السياحة والثقافة في هيئة تطوير الأحساء، عمر الملحم، الضوء لـ«الشرق الأوسط» على جهود وزارة السياحة بالتعاون مع هيئة السياحة في وضع خطط استراتيجية لبناء منظومة سياحية متكاملة. وأكد أن الأحساء تتمتع بميزة تنافسية بفضل تنوعها الجغرافي والطبيعي، بالإضافة إلى تنوع الأنشطة التي تقدمها على مدار العام، بدءاً من الأنشطة البحرية في فصل الصيف، وصولاً إلى الرحلات الصحراوية في الشتاء.

وأشار الملحم إلى أن إدراج الأحساء ضمن قائمة التراث الإنساني العالمي التابعة لـ«اليونسكو» يعزز من جاذبيتها العالمية، مما يُسهم في جذب السياح الأجانب إلى المواقع التاريخية والثقافية.

ورحَّب الملحم بجميع الشركات السعودية المتخصصة في السياحة التي تسعى إلى تنظيم جولات سياحية في الأحساء، مؤكداً أن الهيئة تستهدف جذب أكبر عدد من الشركات في هذا المجال.

كما أعلن عن قرب إطلاق أول مشروع لشركة «دان» في المملكة، التابعة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، والذي يتضمن نُزُلاً ريفية توفر تجربة بيئية وزراعية فريدة، حيث يمكنهم ليس فقط زيارة المزارع بل العيش فيها أيضاً.

وأشار إلى أن الأحساء منطقة يمتد تاريخها لأكثر من 6000 عام، وتضم بيوتاً وطرقاً تاريخية قديمة، إضافةً إلى وجود المزارع على طرق الوجهات السياحية، التي يصعب المساس بها تماشياً مع السياحة المستدامة.

يُذكر أنه يجمع بين الأحساء والمحميات الطبيعية هدف مشترك يتمثل في الحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية، مع تعزيز السياحة المستدامة بوصفها وسيلة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وكلاهما تمثل رمزاً للتوازن بين الماضي والحاضر، وتبرزان جهود المملكة في تقديم تجربة سياحية مسؤولة تُحافظ على التراث والبيئة.