6290 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية وتضاعف عدد المعتقلين إداريًا

بلال كايد: لا أضرب عن الطعام لكي أموت بل لأنني أريد الحياة حرًا

6290 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية وتضاعف عدد المعتقلين إداريًا
TT

6290 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية وتضاعف عدد المعتقلين إداريًا

6290 أسيرًا فلسطينيًا في السجون الإسرائيلية وتضاعف عدد المعتقلين إداريًا

شكا الفلسطينيون من الارتفاع الكبير في عدد الأسرى، الذي وصل، في مطلع الشهر الحالي، إلى 6290 أسيرًا، بزيادة 2290 عن العدد قبل سنتين. كما يشكون من مضاعفة عدد المعتقلين الإداريين، الذين يتم الزج بهم في السجون، من دون أن توجه إليهم أي تهمة، ويجري تجديد اعتقالهم كل 3 أشهر. وحسب تقرير لمصلحة السجون الإسرائيلية، كان عددهم 200 معتقل في مطلع سنة 2014، وتضاعف أكثر من 3 مرات، ليصل إلى 688 معتقلاً في نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وكان عدد من المعتقلين الإداريين قد أعلنوا إضرابًا متواصلاً عن الطعام، إلى أن ألغي عنهم الاعتقال، مثل نشيط الجهاد الإسلامي، خضر عدنان، الذي أضرب 66 يومًا، فأطلق سراحه سنة 2012، وكذلك محمد القيق، الذي أضرب 93 يومًا. ثم انضم إليهما، الأسير بلال كايد، الذي يضرب عن الطعام منذ 41 يومًا.
ويخضع كايد، منذ 3 أسابيع، للعلاج في مستشفى برزيلاي، بسبب تدهور حالته الصحية، وهو مقيد إلى سريره في غرفة مغلقة، جرى إسدال الستائر على شباكها، وتمنع زيارته. وتتواصل إضاءة هذه الغرفة على مدار الساعة، فيما تتعقب الكاميرا ما يحدث فيها على امتداد اليوم. كما يقوم 3 من أفراد شرطة خدمات السجون بحراسة بلال طول الوقت، بحيث يوجد اثنان منهم بشكل دائم في الغرفة. ويرفض بلال فحصه أو إضافة الأملاح والمواد المعدنية إلى الماء الذي يشربه، ويفقد، أحيانًا، نظره للحظات، ويجد صعوبة في المشي، ويعاني من آلام بالغة في الرأس، ويواجه خطر إصابته بجلطة قلبية.
وكايد أسير فلسطيني قديم، كان قد أمضى محكوميته بالسجن 14.5 سنة، بحلول يوم الاثنين 13 يونيو الماضي. لكن سلطات الاحتلال لم تطلق سراحه، بل فرضت عليه، بشكل استثنائي، الاعتقال الإداري الذي لا يمنحه حتى حق معرفة الشبهات ضده. قبل 5 أيام من ذلك، جرى نقل كايد من سجن رامون إلى قسم الانتقال في سجن الرملة. واعتقد بأن هذا الإجراء، كان مقدمة لإطلاق سراحه. وفي قريته عصيرة الشمالية، شمال نابلس، جرت الاستعدادات لعودته، وجهز بيته، ورفعت لافتات ترحيب من قبل الجبهة الشعبية. وقرر شقيقه محمود، الذي يملك ناديًا للتدريب البدني، تسليم إدارة النادي لشقيقه بلال. كما بدأت العائلة البحث عن زوجة له. وفي اليوم المقرر لإطلاق سراحه، وصل أبناء عائلته ورفاقه إلى حاجز الظاهرية، وعندها تلقوا المحادثة الهاتفية التي أبلغتهم بأنه جرى نقل بلال إلى المحكمة العسكرية في عوفر، حيث سلم أمر اعتقال إداري لمدة 6 أشهر، وحمل تاريخ السابع من يونيو.
وصرح بلال لمحاميته فرح بيادسي، أثناء زيارتها له أخيرًا، بأنه لا يضرب عن الطعام من أجل حريته فقط، وإنما كي لا تحول إسرائيل هذا الأسلوب إلى نهج، وتقوم باعتقال الفلسطينيين وفق أوامر إدارية، وعلى أساس ادعاءات سرية، قبل لحظات من إطلاق سراحهم. وقال، إن الإضراب عن الطعام هو رسالة واضحة، مفادها أنه لم يختر البقاء في السجن بإرادته الحرة. وأضاف: «أنا أضرب عن الطعام ليس لكي أموت، وإنما لأنني أريد الحياة حرًا وأرفض تقبل الاعتقال كأمر طبيعي».
يشار إلى أن الأمر العسكري الذي يتم الاعتماد عليه في الاعتقال الإداري (المادتان 284 و294)، يمنح القادة العسكريين صلاحية الأمر باعتقال شخص إداريًا، حين يتوفر «أساس معقول للافتراض بأنه من أجل أمن المنطقة أو أمن الجمهور». وفي كثير من الأحيان، يجري فرض الاعتقال الإداري بسبب إفادات كاذبة، يوجهها عملاء للاحتلال أو أشخاص يرغبون في الإساءة إليه. وتدل تجربة الماضي، على أنه في فترات الغليان العام ضد الاحتلال، تقوم إسرائيل بتنفيذ اعتقالات إدارية لنشطاء سياسيين واجتماعيين فلسطينيين، بسبب نشاطهم السياسي وقدرتهم التنظيمية ومواقفهم. وتبلغ فترة الاعتقال الإداري 6 أشهر، ويمكن تجديدها وفق أوامر جديدة، وقد وصلت، في السابق، إلى 5 سنوات. ويتم إحضار المعتقل إلى المحكمة العسكرية بعد 8 أيام من اعتقاله، تنفيذًا لإجراء يسمى «المراقبة القضائية». وتطلع النيابة القاضي على الملف السري والأدلة والشبهات، لكن لا يسمح للأسير أو محاميه الاطلاع عليها. ويتقبل القاضي موقف النيابة، عادة، وعندها يمكن الاعتراض، وتكرار الاعتراض ولكن عبثًا، ولا يتبقى إلا انتظار موعد الإفراج أو تمديد الاعتقال.
وحسب مصادر فلسطينية، فإن 47 أسيرًا فلسطينيًا يضربون اليوم عن الطعام، تضامنًا مع بلال كايد. ويعتبر الاحتلال كل إضراب عن الطعام خرقًا لقوانين السجن، وردًا على ذلك تقوم السلطات باتخاذ تدابير عقابية ضدهم، مثل منع زيارة العائلات، ومصادرة أدواتهم الشخصية والمعدات الكهربائية، وفرض غرامات مالية، ونقلهم إلى الزنازين، وتقليص نصف المبلغ المخصص للشراء من الكانتين.



مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
TT

مصر: الإفراج عن الناشط السوري ليث الزعبي وترحيله

سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)
سوريون يغادرون مصر بعد سقوط بشار (مواني البحر الأحمر)

أفرجت السلطات الأمنية المصرية عن الناشط السوري الشاب ليث الزعبي، بعد أيام من القبض عليه وقررت ترحيله عن مصر، و«هو ما توافق مع رغبته»، بحسب ما كشف عنه لـ«الشرق الأوسط» صديقه معتصم الرفاعي.

وكانت تقارير إخبارية أشارت إلى توقيف الزعبي في مدينة الغردقة جنوب شرقي مصر، بعد أسبوع واحد من انتشار مقطع فيديو له على مواقع التواصل الاجتماعي تضمن مقابلة أجراها الزعبي مع القنصل السوري في القاهرة طالبه خلالها برفع علم الثورة السورية على مبنى القنصلية؛ ما تسبب في جدل كبير، حيث ربط البعض بين القبض على الزعبي ومطالبته برفع علم الثورة السورية.

لكن الرفاعي - وهو ناشط حقوقي مقيم في ألمانيا ومكلف من عائلة الزعبي الحديث عن قضية القبض عليه - أوضح أن «ضبط الزعبي تم من جانب جهاز الأمن الوطني المصري في مدينة الغردقة حيث كان يقيم؛ بسبب تشابه في الأسماء، بحسب ما أوضحت أجهزة الأمن لمحاميه».

وبعد إجراء التحريات والفحص اللازمين «تبين أن الزعبي ليس مطلوباً على ذمة قضايا ولا يمثل أي تهديد للأمن القومي المصري فتم الإفراج عنه الاثنين، وترحيله بحرياً إلى الأردن ومنها مباشرة إلى دمشق، حيث غير مسموح له المكوث في الأردن أيضاً»، وفق ما أكد الرفاعي الذي لم يقدّم ما يفيد بسلامة موقف إقامة الزعبي في مصر من عدمه.

الرفاعي أوضح أن «أتباع (الإخوان) حاولوا تضخيم قضية الزعبي والتحريض ضده بعد القبض عليه ومحاولة تصويره خطراً على أمن مصر، وربطوا بين ضبطه ومطالبته برفع علم الثورة السورية في محاولة منهم لإعطاء القضية أبعاداً أخرى، لكن الأمن المصري لم يجد أي شيء يدين الزعبي».

وشدد على أن «الزعبي طوال حياته يهاجم (الإخوان) وتيار الإسلام السياسي؛ وهذا ما جعلهم يحاولون إثارة ضجة حول قضيته لدفع السلطات المصرية لعدم الإفراج عنه»، بحسب تعبيره.

وتواصلت «الشرق الأوسط» مع القنصلية السورية في مصر، لكن المسؤولين فيها لم يستجيبوا لطلب التعليق، وأيضاً لم تتجاوب السلطات الأمنية المصرية لطلبات توضيح حول الأمر.

تجدر الإشارة إلى أن الزعبي درس في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، وبحسب تقارير إعلامية كان مقيماً في مصر بصفته من طالبي اللجوء وكان يحمل البطاقة الصفراء لطلبات اللجوء المؤقتة، وسبق له أن عمل في المجال الإعلامي والصحافي بعدد من وسائل الإعلام المصرية، حيث كان يكتب عن الشأن السوري.

وبزغ نجم الزعبي بعد انتشار فيديو له يفيد بأنه طالب القنصل السوري بمصر بإنزال عَلم نظام بشار الأسد عن مبنى القنصلية في القاهرة ورفع عَلم الثورة السورية بدلاً منه، لكن القنصل أكد أن الأمر مرتبط ببروتوكولات الدبلوماسية، وأنه لا بد من رفع عَلم الثورة السورية أولاً في مقر جامعة الدول العربية.

ومنذ سقوط بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ولم يحدث بين السلطات في مصر والإدارة الجديدة بسوريا سوى اتصال هاتفي وحيد بين وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي ووزير خارجية الحكومة المؤقتة السورية أسعد الشيباني، فضلاً عن إرسال مصر طائرة مساعدات إغاثية لدمشق.