مطالبات أميركية بتخصيص مزيد من الأموال للعمليات العسكرية في العراق

الكربولي: الولايات المتحدة لديها التزامات بتقديم كل أشكال الدعم والمعونة للجانب العراقي

استعدادات لقوات عراقية وتدريبات في إطار محاربة داعش (رويترز)
استعدادات لقوات عراقية وتدريبات في إطار محاربة داعش (رويترز)
TT

مطالبات أميركية بتخصيص مزيد من الأموال للعمليات العسكرية في العراق

استعدادات لقوات عراقية وتدريبات في إطار محاربة داعش (رويترز)
استعدادات لقوات عراقية وتدريبات في إطار محاربة داعش (رويترز)

دعا مارك ثورنبيري، رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس النواب الأميركي، الرئيس باراك أوباما إلى تخصيص مزيد من الأموال، لتمويل العمليات العسكرية ضد «داعش» وطالبان ومنظمات إرهابية أخرى، في العراق، وسوريا، وأفغانستان، وليبيا، وغيرها. وأشار إلى جهود استعمال تكنولوجيا أميركية لكشف الهجمات الانتحارية قبل وقوعها، وذلك مواصلة لتصريحات قادة الجمهوريين، خلال مؤتمر الحزب في كليفلاند (ولاية أوهايو).
وقال ثورنبيرى، خلال مناقشة مع صحافيين بعد عودته من جولة إلى العراق وأفغانستان، إنه «يجب على إدارة الرئيس أوباما تقديم طلب ميزانية تكميلية من الكونغرس». وقال إن القوات الأميركية وقوات التحالف تحرز تقدما في أفغانستان ضد طالبان، وأيضا ضد «داعش» في سوريا العراق، لكن تظل هناك تحديات كثيرة في الحملتين، وتظل الهجمات الانتحارية لغزا بالنسبة إلى القوات الأميركية.
وأشار ثورنبيري إلى أنه بحث مع المسؤولين العراقيين إمكانية كشف الهجمات الانتحارية قبل وقوعها، وذلك باستخدام تكنولوجيا أميركية يمكن أن تكشف عن أماكن إعداد القنابل والمتفجرات. وقال إن هذا يؤكد أهمية زيادة الميزانية العسكرية.
جمهوريون آخرون في الكونغرس قالوا، في الماضي، إن أوباما يجب أن يطلب رسميا أموالا إضافية للعام المالي الذي سيبدأ في أول أكتوبر (تشرين الأول)؛ لأنه كان أعلن، في وقت سابق هذا الشهر، ما سماه الجمهوريون «قرارين عسكريين مهمين»؛ الأول: إرسال قوات إضافية إلى العراق، والثاني: الإبقاء على قوات في أفغانستان أكثر مما كان مقررا في الماضي.
وكانت تحدثت وسائل إعلام أميركية عن طلب لزيادة قوات إضافية؛ مما يدفع بالطبع إلى وضع ميزانية إضافية من الكونغرس، الذي يقوده الجمهوريون، والإدارة الأميركية التي يقودها الديمقراطيون». وأشارت إلى أن أوباما كان هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) ضد الميزانية العسكرية التي يناقشها الكونغرس، التي يتوقع أن تصل إلى 602 مليار دولار، وذلك لأن الجمهوريين وضعوا فقرات تجبر أوباما على الموافقة على التمويل العسكري لمشاريع معينة يريدها بعض هؤلاء الجمهوريون في ولاياتهم.
صحيفة «واشنطن بوست» ذكرت أن مايك شيلدز، مدير إدارة المتفجرات في البنتاغون، قال: إن وكالته، بسبب نقص في ميزانيتها، لن تكون قادرة على تقديم حلول سريعة لسلسلة الهجمات الانتحارية في العراق التي يرتكبها تنظيم داعش، ولسلسلة الهجمات الانتحارية في أفغانستان التي يرتكبها تنظيم طالبان.
وكان الجنرال شيلدز سافر إلى العراق مع عدد من كبار المسؤولين في إدارة المتفجرات في البنتاغون؛ وذلك لمناقشة سلسلة الهجمات الانتحارية هناك، وكيفية إحباطها.
وعلى الجانب العراقي أعلنت لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي أن «الولايات المتحدة الأميركية هي من تقود التحالف الدولي في الحرب ضد الإرهاب، وبالتالي فإن لديها بموجب ذلك التزامات وأعباء لا بد من تأديتها، ومنها تمويل ما تقوم بإرساله من قوات ومعدات وطيران إلى العراق». وقال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي محمد الكربولي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «بين العراق والولايات المتحدة الأميركية اتفاقية ثنائية في مختلف الميادين تم التوقيع عليها على عهد الحكومة السابقة، وهي تلزم الجانب الأميركي بتقديم كل أشكال الدعم والمعونة للجانب العراقي بمن في ذلك التسليح والتدريب والتجهيز»، مبينا أن «ما تقوم به الولايات المتحدة من فعاليات سواء من خلال إرسال المزيد من المستشارين الذين بلغ عددهم أكثر من 4000 مستشار أو قوات خاصة، بالإضافة إلى الطائرات التي تتولى قصف أهداف تنظيم داعش يتطلب بالتأكيد إنفاق المزيد من الأموال لإدامة زخم هذه العمليات، وهو ما ينسجم مع الرؤية الأميركية في أن الحرب على (داعش) قد تستغرق سنوات».
وكان رئيس لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي قد دعا إدارة الرئيس باراك أوباما إلى مطالبة الكونغرس بتخصيص المزيد من الأموال، لتمويل خططها في العراق وأفغانستان وسط توقعات بنشوب معركة على ميزانية الدفاع عندما يعود النواب إلى واشنطن هذا الخريف.



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.