لغز «الصافرة السعودية» يستعصي على الخبير الإنجليزي

قرار «السوبر» وضع هاورد ويب في وجه المدفع.. وتساؤلات عن وعوده

الثقة ما زالت مهزوزة في الحكم السعودي من قبل كل الأطراف  -  هاورد ويب  («الشرق الأوسط»)
الثقة ما زالت مهزوزة في الحكم السعودي من قبل كل الأطراف - هاورد ويب («الشرق الأوسط»)
TT

لغز «الصافرة السعودية» يستعصي على الخبير الإنجليزي

الثقة ما زالت مهزوزة في الحكم السعودي من قبل كل الأطراف  -  هاورد ويب  («الشرق الأوسط»)
الثقة ما زالت مهزوزة في الحكم السعودي من قبل كل الأطراف - هاورد ويب («الشرق الأوسط»)

في 5 أغسطس (آب) 2015، قرر الاتحاد السعودي لكرة القدم تعيين الحكم الإنجليزي هاورد ويب مديرًا لدائرة التحكيم في منصب مستحدث للتخفيف من صداع الكرة السعودية المزمن المتمثل في مشكلات وجدل التحكيم. وفي حين تفاءل الجميع بحلول سريعة وعاجلة لهذه القضية، فإن الوضع يبدو بالنسبة لكثير من المتابعين كما هو عليه، فيما يتساءل الشارع الرياضي عن الأثر الذي تركه وسيتركه الحكم الإنجليزي الخبير على المنافسات الكروية السعودية.
وثارت التساؤلات بشكل أكثر حدة بعد القرار المفاجئ من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم مؤخرا، بتكليف حكم أجنبي بإدارة مباراة السوبر السعودي المقبلة بين الهلال والأهلي، وهو الأمر الذي يناقض وعود هاورد ويب بمنح الصافرة السعودية فرصة إدارة المنافسات والمناسبات المحلية بنسبة مائة في المائة.
وبالعودة إلى سيرة الحكم الإنجليزي الذي ولد في روثرهام في يوركشاير في إنجلترا في 14 يوليو (تموز) 1971، وكان والده أحد عمال المناجم، فقد نشأ وترعرع بالقرب من واحد من أكثر مشاهد الصراعات الصناعية مرارة في تاريخ بريطانيا الحديث، وتعلم الكثير خلال عمره الذي تجاوز الأربعين، واختار طريقه بدقة، فويب شرطي إنجليزي سابق، ولكن لن يكون من الإنصاف أن نقارن بين عمله حكما عالميا في كرة قدم، والأحداث التي شهدها عندما كان شابا والتي من شأنها أن تشكل المجتمع الذي نشأ وترعرع فيه.
ففي عام 1984، اشتبك 14 ألف شخص من الشرطة وعمال المناجم في مصنع فحم الكوك التابع لشركة «بريتش ستيل» في أورجريف بمقاطعة جنوب يوركشاير، وصعد ويب وأحد أصدقائه إلى أعلى جبل لكي يمكنهما رؤية ما يحدث بشكل أفضل، عندها كان يبلغ 13 عامًا فقط، وبعد ذلك بأعوام قليلة، قام ويب بإدارة أول مباراة كرة قدم على الأرض نفسها، عندما شارك في تحكيم مباراة للناشئين تحت 11 عاما، بعدما تيقن وهو في سن الـ16 من عمره أن حلمه بأن يكون لاعب كرة قدم محترفا لن يتحقق أبدا، ولأنه الحكم الإنجليزي الأكثر تميزا في هذه الحقبة، فقد كان الاسم الأبرز في الفيلم الوثائقي الذي تم إنتاجه عن الحكام المشاركين في بطولة كأس الأمم الأوروبية عام 2008، والذي يحمل اسم «اقتل الحكم»، وتم إلقاء الضوء فيه على هاورد ويب بشكل كبير.
في عام 2003 كانت انطلاقة الحكم في الدوري الإنجليزي الممتاز «البريمير ليغ»، ذلك الحكم الذي بدأ حياته في عالم الكرة مساعدا ليتدرج بالمسابقات ويصبح حكما أول، وبعد ذلك بعامين نال الشارة الدولية عن عمر 34 عاما، كانت إدارته للمباريات حافلة بالأحداث والصخب، وقاد سوبر الدرع الخيرية بين تشيلسي بطل الدوري وآرسنال بطل الكأس، لتنتهي المباراة بنتيجة هدفين مقابل هدف لبطل الدوري.
وبدأت مسيرة ويب في دوري أبطال أوروبا عام 2006 في البطولة التي حقق لقبها برشلونة، تلتها بعام مشاركته بقيادة مباريات كأس العالم تحت 20 عاما، في عام 2008 قاد مباريات أمم أوروبا، بعد ذلك بعامين كان عاما ذهبيا لهاورد ويب عندما جمع بين قيادة نهائي دوري أبطال أوروبا بين إنتر ميلان الإيطالي وبايرن ميونيخ، ونهائي كأس العالم بين هولندا وإسبانيا بعده بشهرين، وأخرج 14 بطاقة صفراء في اللقاء ليكسر الرقم السابق بـ6 بطاقات صفراء في نهائي كأس العالم 1986.
هذه المسيرة الحافلة بالإنجازات وقيادة المباريات المهمة والحاسمة، قادت مسيري الكرة السعودية للسعي إلى خدماته مسؤولا عن دائرة التحكيم، آملين أن يضع حدا لأخطاء التحكيم السعودي.
وكانت الأندية السعودية قد استعانت بـ150 حكم أجنبيا منذ 2009 كلفوا قرابة 20 مليون ريال، ففي عام 2009 تمت الاستعانة بـ17 طاقما أجنبيا، مقابل 30 طاقما في عام 2010، وفي عام 2011 تمت الاستعانة بـ17 طاقما، بينما انخفض العدد إلى 13 طاقما في عام 2012، وفي عام 2013 تمت الاستعانة بـ9 طواقم فقط، بينما ارتفع العدد إلى 14 طاقما في عام 2014.
وفي عام 2015 تضاعف العدد إلى 28 طاقما، ليتقلص إلى 22 طاقما أجنبيا في 2016.
وكان رئيس لجنة الحكام عمر المهنا قد كشف أن لجنة الحكام تسعى مع دائرة التحكيم إلى تقليص الاستعانة بالحكام الأجانب، ليكون عدد الطاقم الأجنبي المتاح للأندية 3 طواقم بدلاً من 5 طواقم كما هي الحال في المواسم الماضية.
ويرى ويب أن الاستعانة بالحكام الأجانب في المباريات القوية والحساسة يضعف من شخصية الحكم السعودي، ويوجد حاليًا هاورد ويب في معسكر الحكام الذي يقام في التشيك، حيث وضع ويب برنامج الحكام بالكامل خلال المعسكر، ويشمل البرنامج اليومي للحكام تمارين صباحية مخصصة للياقة البدنية تحت إشراف المحاضر سيمون دوني (إنجليزي) والمدربين محمد البراك وعبد الرحمن المالكي، تتبعها ثلاث محاضرات مخصصة للتعديلات الجديدة في قانون كرة القدم، وكذلك بعض مواد القانون وإدارة المباريات تحت إشراف مدير الدائرة هاورد ويب (إنجليزي)، والمحاضرين علي الطريفي، ودارين كان (إنجليزي) وهربي ويليام (آيرلندي)، وفرنك دبليكير (بلجيكي)، ثم فترة راحة لمدة ثلاث ساعات قبل المحاضرة المخصصة لإجراء الاختبارات سواء في القانون أو حالات الفيديو والتسلل تحت إشراف المحاضرين يوسف ميرزا وعبد المحسن الزويد، على أن تكون الفترة المسائية مخصصة لتمرين عملي لمدة ساعتين بمشاركة جميع المحاضرين. ويعد هذا المعسكر هو المعسكر الأول الذي يحضره هاورد ويب بصفته مدير دائرة التحكيم، والدولي السعودي السابق عبد الرحمن الزيد، والذي كان حكمًا رابعًا في نهائي كأس العالم 1998 بين فرنسا والبرازيل. ويرى أن هاورد ويب لم يترك بصمته حتى الآن، «وقد تظهر بصمته من العام المقبل، فعمله في البداية إشرافي، ويتمثل في إنشاء قاعدة بيانات، وستكون مشاركته الفعلية منذ معسكر الحكام المقبل».
ويؤكد الزيد أنه يجب حصول ويب على صلاحياته كاملة مع فريقه، كالصلاحيات الفنية في متابعة وتقييم الحكام.
وأشار الزيد أنه من المؤيدين لويب ولاستمراره، ومن إيجابياته اختيار حكام أجانب مميزين بسبب علاقاته مع الاتحادات الأوروبية.
من جانبه، يرى عدنان المعيبد، عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم والمتحدث الرسمي، أن تجربة هاورد ويب «ناجحة.. فالحكم على الصعيد المهني من أفضل الحكام، وقاد نهائي كأس العالم 2010».
ويذكر المعيبد أن ويب ساعد الاتحاد السعودي في وضع برامج الحكام والمتابعة والمشاركة في اختباراتهم، وقام بإعداد تقارير كاملة عن الحكام. وحول إيجابيات هاورد ويب، يقول المعيبد إنه قام بتصعيد الحكام الشباب والاعتماد عليهم، «بالإضافة إلى اختياره خيرة الحكام الأجانب الذين قدموا للمملكة لإدارة المباريات المهمة الموسم الماضي، فالحكام الذين قدموا للمملكة شاهدنا عددا كبيرا منهم في نهائيات أمم أوروبا 2016 التي أقيمت في فرنسا وانتهت قبل أيام، وهذا يؤكد حسن الاختيار». وأضاف عضو الاتحاد السعودي لكرة القدم أن «ويب كانت أول توصية له هي تقليل العدد المسموح به للأندية لاستقدام الحكام الأجانب من 5 مباريات إلى 3 مباريات، وهذا شيء ممتاز للغاية منه، رغم أنه أجنبي».
وأوضح المعيبد أن الإعلام والأندية والجماهير تشاهد أخطاء الحكم السعودي ولا ترى ميزاته، واستدل المعيبد بكأس أمم أوروبا الأخيرة وأنها «كانت مليئة بالأخطاء»، وطالب بإعطاء الثقة للحكام، فهم عامل أساسي لنجاح الرياضة، وأكد أن الحكم الناجح سيسهم في تقليل الاحتقان والتعصب، «لهذا سنسعى إلى أن نوفر من المبالغ التي تصرف على الحكام الأجانب ونجعلها لتطوير الحكم السعودي».
ورأى الإعلامي صالح الحمادي أنه «من باب الإنصاف، تحتاج تجربة هاورد ويب إلى موسمين حتى يصبح التقييم موضوعيا والحكم عادلا على التجربة كاملة».
ويؤكد الحمادي أن من سلبيات التجربة استمرار رئيس لجنة الحكام عمر المهنا في قيادة اللجنة، «وهو أسوأ من قادها في تاريخها الحديث، فمنذ 30 عاما وتجربته هي الأكثر فشلا، وهي الأطول بعد فترة رجل التحكيم الأقوى عبد الرحمن الدهام، فلهذا يجب رحيل عمر المهنا ومجيء قائد أفضل منه».
ويرى الحمادي «أننا بحاجة إلى ما بين 3 و5 سنوات حتى لا نحتاج للحكم الأجنبي بسبب تكرار أخطاء الحكم السعودي».
ويشير الحمادي إلى أن «المباريات النهائية ما زالت تحتاج أجانب في ظل الحكام الحاليين»، وأكد في نهاية حديثه أنه «بعد 3 سنوات، سيكون الحُكم منطقيا على تجربة الخبير الإنجليزي».



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.