طيران روسيا والنظام يعطل 4 مشاف من الخدمة في حلب

300 ألف شخص في الأحياء الشرقية تحت الحصار والقصف

متطوعو الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا يخرجون الأجساد العالقة تحت ركام بناء في حي الفردوس بحلب استهدف بغارة جوية أول من أمس (أ ف ب)
متطوعو الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا يخرجون الأجساد العالقة تحت ركام بناء في حي الفردوس بحلب استهدف بغارة جوية أول من أمس (أ ف ب)
TT

طيران روسيا والنظام يعطل 4 مشاف من الخدمة في حلب

متطوعو الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا يخرجون الأجساد العالقة تحت ركام بناء في حي الفردوس بحلب استهدف بغارة جوية أول من أمس (أ ف ب)
متطوعو الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة المعارضة في سوريا يخرجون الأجساد العالقة تحت ركام بناء في حي الفردوس بحلب استهدف بغارة جوية أول من أمس (أ ف ب)

استهدفت غارات جوية 4 مشافٍ ميدانية وبنكا للدم في مدينة حلب، خلال أربع وعشرين ساعة، حسبما أفادت منظمة طبية، أمس.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إن ضربات جوية نفذتها الحكومة السورية، الليلة قبل الماضية، تسببت في توقف العمل في 4 مستشفيات بمحافظة حلب. ونقلت «رويترز» عنه أن من بين المستشفيات المتضررة 3 مستشفيات في مدينة حلب نفسها، حيث توجد مناطق خاضعة لسيطرة النظام وأخرى تحت سيطرة مقاتلي المعارضة. والمستشفى الرابع في ريف حلب الغربي.
وذكرت منظمة الأطباء المستقلين التي تقوم بدعم هذه المشافي، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن القصف الذي استهدف مشفى للأطفال في الأحياء الشرقية للمدينة، أسفر عن مقتل رضيع يبلغ عمره يومين.
وبعد 9 ساعات من الاستهداف الأول للمشفى، تسببت الضربة الثانية التي وقعت عند الساعة الواحدة من صباح أمس، في قطع إمداد الأكسجين عن الرضع، بحسب المنظمة.
وأفادت المنظمة، في بيانها، بأن «الأطباء لم يتمكنوا سوى من النداء لزملائهم من أجل حماية الرضع».
وأضافت المنظمة أن المشافي الأربعة (مشفى الأطفال، ومشفى الزهراء، ومشفى البيان، ومشفى الدقاق) خرجت من الخدمة، «إثر سلسلة من الضربات الجوية التي شنها الطيران الروسي والسوري، واستهدفت المؤسسات الطبية في حلب».
واعتبرت منظمة الصحة العالمية أن سوريا تعد من الدول الأكثر خطورة للعاملين في القطاع الصحي في عام 2015، حيث شهدت 135 هجوما وأعمال عنف أخرى استهدفت العاملين أو بنى تحتية طبية.
وتضررت عدة مشافٍ خلال الأشهر الأخيرة، كما قتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في حلب.
وتحدث ناشطون من المدينة على مواقع التواصل، أمس، عن أن حلب تتعرض بشكل مستمر منذ الصباح إلى قصف جوي مكثف، وأن أجواء المدينة لم تخل من الطيران منذ الفجر.
وتقوم القوات النظامية، منذ 17 يوليو (تموز)، بمحاصرة الأحياء الشرقية بشكل كامل في المدينة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة منذ عام 2012 السيطرة على أحيائها مع الفصائل المقاتلة.
وأصدرت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تقريرًا بعنوان «الأحياء الشرقية في حلب تحت الحصار والقصف»، أشارت فيه إلى أن القوات النظامية تقدمت بمساعدة ميليشيات محلية وأجنبية على منطقة مزارع الملاح في 7 يوليو 2016، وباتت مطلة على طريق الكاستيلو بشكل مباشر. وفي العاشر من الشهر، بدأت هذه القوات باستهداف أي آلية تمر عبره، ليتم بذلك تشديد الحصار على ما لا يقل عن 300 ألف نسمة تقطن الأحياء الشرقية في المدينة. وذكر التقرير أن قوات سوريا الديمقراطية تساهم في حصار أحياء حلب المذكورة، عبر سيطرتها على حي الشيخ مقصود، وعدم تسهيل مرور المساعدات والمدنيين.
وسجل التقرير، في الفترة التي يغطيها منذ 10 يوليو، مقتل 99 مدنيًا، بينهم 25 طفلاً و16 امرأة، في أحياء حلب الشرقية، حيث قتلت قوات النظام 71 مدنيًا، بينهم 18 طفلاً و11 سيدة، ومنهم 14 مدنيًا (بينهم طفلان) قضوا في أثناء محاولتهم المرور عبر طريق الكاستيلو. في حين قتلت القوات الروسية 28 مدنيًا، بينهم 7 أطفال و5 نساء.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.