قائد عسكري يمني: الحوثي لن يحكمنا بأي حال

الحارثي أكد في حوار مع «الشرق الأوسط» أن قرار تحرير شبوة صدر سياسيًا

العميد الحارثي مع أحد عناصر «اللواء 19 مدرع» في بيحان («الشرق الأوسط»)
العميد الحارثي مع أحد عناصر «اللواء 19 مدرع» في بيحان («الشرق الأوسط»)
TT

قائد عسكري يمني: الحوثي لن يحكمنا بأي حال

العميد الحارثي مع أحد عناصر «اللواء 19 مدرع» في بيحان («الشرق الأوسط»)
العميد الحارثي مع أحد عناصر «اللواء 19 مدرع» في بيحان («الشرق الأوسط»)

إذا كان بالإمكان وصف موعد مع قائد عسكري في كلمة واحدة، فإن «الدقة» ستكون أشمل كلمة تصف اللقاء، فمواعيد القيادات العسكرية أدق من ساعات سويسرا «الفاخرة»، وساعات أميركا وكوريا الجنوبية «الذكية». العميد مسفر الحارثي قائد «اللواء 19 مشاة» في مديرية بيحان محافظة شبوة، من تلك القماشة الفاخرة الدقة، ليس في موعده فحسب، بل حتى في توضيحه لما يتحدث عنه.
حدد العميد موعدًا لإجراء حوار مع «الشرق الأوسط»، فقال: «الساعة السابعة والنصف نلتقي، الحوار يبدأ، والتاسعة إلا ربع ننهي».
إضافة إلى ذلك، يعرف القائد العسكري كم من المؤن والعتاد يكفيه ورفاقه، ويجيب واثقا: «نستطيع إكمال 6 أشهر على الأكثر»، وبابتسامة أكثر نقاء من صرامته، لم يصب العميد الحارثي بملل من ترديد جملة شجاعة، وهي: «حتى لو نفدت أسلحتنا، سنحارب الحوثي بسكاكين»، ويؤكد بالقول: «الحوثي لن يحكمنا بأي حال من الأحوال».
وبالانتقال إلى الميدان، ومسرح العمليات، يعتبر القائد منطقة القتال التي تقع تحت مسؤوليته عسكريًا استراتيجية، وأول الأسباب سبب اقتصادي، وهو وجود آبار النفط والغاز، بحسب قوله، مضيفا أن طرق المنطقة تتجه إلى عتق، عاصمة شبوة، وإلى منطقة العبر، كما تتجه إلى مأرب، وحضرموت، ويقول: «لا ننسى أنها منطقة حدودية، وربما يفكرون في استخدامها كورقة في موضوع الأقاليم والفيدرالية».
وأكد أن قرار تحرير بيحان بالكامل من الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح، قد اتخذ من القيادة السياسية والعسكرية، مبينًا أن التحرير قريب جدًا. وإلى تفاصيل الحوار.
* بداية، ما العمليات العسكرية الدائرة في جبهة بيحان؟ وإلى أين وصلت؟
- طبعًا جبهة بيحان بدأت العمليات العسكرية فيها يوم 19 مارس (آذار) 2016، حيث قمنا بعملية هجوم ناجحة، استطعنا فيها إسقاط الخنادق الأمامية للعدو وكسر شوكته، وأسرنا أكثر من 21 حوثيًا، وغنمنا كثيرًا من الأسلحة والمعدات، وكبدناهم عددًا كبيرًا من القتلى، ولا تزال بعض جثثهم ملقاة في الصحراء حتى اليوم.
وفي 29 يونيو (حزيران) قمنا بعملية نوعية أخرى، استطعنا من خلالها احتلال مناطق استراتيجية ومهمة يعتمد عليها العدو، وأسرنا وقتلنا كثيرًا منهم أيضًا، ووضعنا الخطط العسكرية بالاتفاق مع قوات التحالف، وكان لدقة الخطة وتفاعل الأفراد معها وتنفيذهم لها بالدقيقة أثر بالغ في نجاحها. كما عوضنا غياب الطيران باستخدام المدفعية التي كانت فعالة جدًا، وأشير هنا إلى أن جبهة «اللواء 19 مشاة» هي الجبهة الوحيدة في اليمن التي يتقابل فيها جندي الشرعية بجندي الحوثيين ويفصل بينهم 50 مترًا فقط في المزارع والجبال، وأحيانًا يتبادل الطرفان المياه.
* لكن ما سر تأخر تحرير بيحان حتى اليوم؟
- دعني أوضح هنا أن موقفنا هو التماشي مع مفاوضات الكويت لإظهار حسن النية والتزام الشرعية بالهدنة. لكنني أؤكد أننا منتصرون لأننا أصحاب الحق، وثابتون في مواقعنا ولن ننسحب، بل نتقدم باستمرار.
* ما قصة «اللواء 19 مشاة»؟
- تشكل «اللواء 19 مشاة» في 26 يوليو (تموز) 2015، بدعم من الإمارات العربية المتحدة والتحالف بقيادة السعودية، حيث يتألف من 3402 عسكري، المتواجد منهم حاليًا 2970 عسكريًا، إضافة إلى المقاومة الشعبية التي تعتبر السند الحقيقي لـ«اللواء 19 مشاة»، وهي تتكون من أبناء بيحان وبعض أبناء محافظة شبوة.
* ماذا عن الدعم الذي تلقاه «اللواء 19 مشاة»؟
- الحمد لله الدعم موجود من التحالف بقيادة السعودية والإمارات، كما تعلمون نحن نتبع المنطقة العسكرية الثالثة، وما حصلت عليه هذه المنطقة تقسمه على الألوية التابعة لها، ويأتينا الدعم الخاص بنا، لكن هذا الدعم للأسف غير كاف، نظرًا لاحتياطي العدو والتطورات معه، وهنا نؤكد أنهم إذا أرادوا لجبهة بيحان أن تنتصر وتتقدم للأمام لمساعدة جبهة صرواح وفرضة نهم وباقي الجبهات، فعليهم إعادة النظر في احتياجات جبهة بيحان كاملة.
* ما الاحتياجات الأساسية لكم في الوقت الراهن؟
- نحتاج الشيء الكثير، نحتاج للذخيرة بشكل أساسي كاحتياطي لنا فوق الموجود معنا، لدينا احتياطي من 4 – 6 أشهر، لكننا نريد مزيدًا للتقدم وكسر شوكة العدو.
* هل لديكم تقديرات لأعداد القوات المقابلة لكم؟ ومم تتشكل؟
- قوات العدو مكونة من الحوثيين وخبراء إيرانيين وحرس جمهوري، ويصل قوامها بين 3800 إلى 6 آلاف عسكري.
* برأيكم لماذا يستميت الحوثيون وأتباع المخلوع للحفاظ على جبهة بيحان؟
- وادي بيحان ممثل بثلاث مديريات (بيحان العليا، عين، عسيلان)، وتعتبر بيحان منطقة استراتيجية واقتصادية لوجود آبار النفط والغاز فيها، كذلك المنطقة طرقها تتجه إلى عتق عاصمة شبوة، وإلى منطقة العبر، كما تتجه إلى مأرب، وحضرموت، ولا ننسى أنها منطقة حدودية، وربما يفكرون في استخدامها كورقة في موضوع الأقاليم والفيدرالية.
* ما المساحة التي تسيطرون عليها في بيحان حاليًا؟
- في الواقع نتقاسم مساحة بيحان بنسبة 50 في المائة، مع العدو من قوات الحوثيين وأتباع المخلوع صالح.
* ألا ترون أنه لا تزال بحوزة الانقلاب مساحة كبيرة من بيحان؟
- لا ليست كبيرة، المساحة التي لديهم هي سكانية زراعية، وبالتالي هم يراهنون على إثارة نقمة السكان علينا من خلال قصف المناطق الآهلة بالمدنيين، ونسعى حاليًا لإخراج الناس من هذه المناطق لتصفيتها من هذه الميليشيات، ولتقليل الخسائر في صفوف المدنيين من أبناء بيحان.
* إذا ما قررت الشرعية تحرير بيحان بالكامل، كم هي المدة التي تحتاجونها؟
- في الحقيقة، القرار السياسي متخذ، بقية الأمور تبقى معلومات عسكرية سرية وتكتيكية لا يمكننا الحديث عنها اليوم بغرض مفاجئة العدو. لدي وقت وتاريخ لهذه العملية، وهي قريبة لكننا نترك الأمر للتطورات.
* بحكم وجودكم على أرض الواقع، كيف هو الوضع الإنساني في بيحان اليوم؟
- الوضع الإنساني في بيحان لا نحسد عليه، فحمى الضنك منتشرة بشكل واسع، والمستشفيات من دون أدوية. للأسف بيحان لم تجد أي اهتمام من المنظمات الدولية إطلاقًا، ولا نعلم سر هذا الإهمال، نلقي ببعض اللوم على القيادات لعدم توفيقهم في اختيار الأشخاص المناسبين لقيادة المحافظة، فمحافظ شبوة مريض نتمنى له الشفاء، ولا أعتقد أن القيادة السياسية عاجزة عن تعيين من يقود المحافظة لأنها تشكل صمام أمان لمحافظات حضرموت وأبين، كما أن لدى شبوة شريطًا ساحليًا كبيرًا على البحر العربي، وهو الشريان الرئيسي لتغذية الحوثيين، ونحن نحاول عدم وصول أي مهربات لهم، لذلك نرجو من الرئيس هادي التفكير جيدًا وتعيين محافظ يليق بسمعة محافظة شبوة.
* ماذا عن الانتهاكات الحوثية في بيحان؟
- انتهاكات الحوثيين في بيحان لا تعد ولا تحصى، فمنذ اليوم الأول للهدنة أطلقت الميليشيات صواريخها على المدنيين، ولا يزالون مستمرين في انتهاك الهدنة عبر قصف المدنيين، على الرغم من أن الجيش أمامهم لكنهم لا يستهدفونه، وهذا يدل على إفلاسهم الأخلاقي، يدعون أنهم مسلمون وهم بعيدون عن الإسلام، ويقومون بأمور كثيرة غريبة لا يتسع المجال لذكرها، تؤكد أن مسيرتهم شيطانية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
* ماذا عن نتائج زيارتك للرياض؟
- التقيت رئيس الوزراء الدكتور أحمد عبيد بن دغر، ونائب الرئيس الفريق علي محسن الأحمر، وكانت لقاءات طيبة، ووجدنا تفاعلاً ودعمًا معنويًا كبيرًا، وخرجنا ونحن على ثقة بالنصر وبقيادتنا السياسية، والتحالف معنا، ولن يفصل بيننا أي شيء حتى نطهر اليمن كاملة إن شاء الله.
* هل رصدتم أي عناصر إيرانية تقاتل مع الميليشيات أثناء المعارك؟
- نعم هذه العناصر موجودة، وقد استهدفنا مجموعة منهم بالمدفعية وأصبناهم، وقيادات الميليشيات تعرف ذلك جيدًا. وأؤكد هنا على نقطة هامة، وهي أننا لا ننتقم من أحد، وسنحرر الأرض، ومن لديه أي قضية أو شكوى فليذهب للمحاكم الشرعية، ولن نرضى بانتهاك عرض أي إنسان أو ماله، وسنحاكم المجرمين لدى العدالة.
* يتساءل بعض أبناء بيحان عن إغلاق الطرق الرئيسية إليها وهل من انفراجة في هذا الأمر؟
- نعم، فقد استطعنا فتح طريق عسيلان – جنة – صافر بعد مسحه، وأصبح سالكًا للسيارات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، أي من صافر إلى عسيلان. وما بعد عسيلان باتجاه النقوب طريق معبدة لكنها تقع تحت الاحتلال الحوثي، وما يهمنا هو أن تصل المواد الغذائية والمواد الطبية والأساسيات من مأرب إلى منطقة العليا. ونطالب المنظمات والهيئات العالمية والهلال الأحمر الإماراتي، ومركز الملك سلمان للإغاثة، ونستغيثهم، بالنزول إلى بيحان لإيجاد حل لحمى الضنك التي فتكت بالناس، والمستشفيات الموجودة من دون أدوية، كما أننا على أبواب نصر قادم، وهو بحاجة إلى احتياطات علاجية في المستشفيات.
* كيف ترون دور التحالف العربي في الوقوف معكم وإيقاف المد الإيراني في اليمن؟
- في الواقع، التحالف العربي قدم لنا كثيرًا، ولا يزال يقدم مختلف أنواع الدعم، وعليه نقول لهم شكرًا ثم شكرًا، فلولاهم لكان أشرف رجل يحكمه أرذل رجل. إذا كان رئيس اللجنة الثورية العليا هو بائع قات فما بالك بالآخرين! محمد علي الحوثي أو من يسمي نفسه رئيس الجمهورية هو بائع قات، وملف التحقيق معه موجود لدي في منطقة عسيلان، وتم سجنه خمسة أيام عام 2001 بسبب قضية قات.



«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
TT

«الجبهة الوطنية»... حزب مصري جديد يثير تساؤلات وانتقادات

مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)
مصريون بمحافظة القاهرة يشاركون في حملة جمع توكيلات لحزب «الجبهة الوطنية» الجديد (صفحة الحزب - فيسبوك)

ما زال حزب «الجبهة الوطنية» المصري الجديد يثير انتقادات وتساؤلات بشأن برنامجه وأهدافه وطبيعة دوره السياسي في المرحلة المقبلة، خاصة مع تأكيد مؤسسيه أنهم «لن يكونوا في معسكر الموالاة أو في جانب المعارضة».

وكان حزب «الجبهة الوطنية» مثار جدل وتساؤلات في مصر، منذ الكشف عن اجتماعات تحضيرية بشأنه منتصف الشهر الماضي، انتهت بإعلان تدشينه في 30 ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وتمحورت التساؤلات حول أسباب ظهوره في هذه المرحلة، وهل سيكون بديلاً لحزب الأغلبية في البرلمان المصري (مستقبل وطن)، لا سيما أن مصر مقبلة على انتخابات برلمانية نهاية العام الجاري.

هذه التساؤلات حاول اثنان من مؤسسي الحزب الإجابة عنها في أول ظهور إعلامي مساء السبت، ضمن برنامج «الحكاية» المذاع على قناة «إم بي سي»، وقال وكيل مؤسسي حزب «الجبهة الوطنية» ووزير الإسكان المصري السابق عاصم الجزار، إن «الحزب هو بيت خبرة هدفه إثراء الفكر وإعادة بناء الوعي المصري المعاصر»، مؤكداً أن الحزب «لا يسعى للأغلبية أو المغالبة، بل يستهدف التأثير النوعي وليس الكمي».

وأضاف: «هدفنا تشكيل تحالف من الأحزاب الوطنية القائمة، إذ لن نعمل وحدنا»، معلناً استعداد الحزب الجديد، الذي لا يزال يستكمل إجراءات تأسيسه رسمياً، للتحالف مع «أحزاب الأغلبية مستقبل وطن وحماة وطن والمعارضة والمستقلين أيضاً بهدف خدمة المصلحة الوطنية»، مستطرداً: «لن نكون أداة لتمرير قرارات، بل أداة للإقناع بها».

وشدد الجزار على أن «الحزب لا ينتمي لمعسكر الموالاة أو للمعارضة»، وإنما «نعمل لمصلحة الوطن».

وهو ما أكده رئيس «الهيئة العامة للاستعلامات» بمصر وعضو الهيئة التأسيسية لحزب «الجبهة الوطنية»، ضياء رشوان، الذي قال: «سنشكر الحكومة عندما تصيب ونعارضها عندما تخطئ»، مشيراً إلى أن «مصر ليس لها حزب حاكم حتى يكون هناك حديث عن موالاة ومعارضة».

الانتقادات الموجهة للحزب ارتبطت بتساؤلات حول دوره في ظل وجود نحو 87 حزباً سياسياً، وفق «الهيئة العامة للاستعلامات»، منها 14 حزباً ممثلاً في البرلمان الحالي، يتصدرها حزب «مستقبل وطن» بأغلبية 320 مقعداً، يليه حزب «الشعب الجمهور» بـ50 مقعداً، ثم حزب «الوفد» بـ39 مقعداً، وحزب «حماة الوطن» بـ27 مقعداً، وحزب «النور» الإسلامي بـ11 مقعداً، وحزب «المؤتمر» بـ8 مقاعد.

ورداً على سؤال للإعلامي عمرو أديب، خلال برنامج «الحكاية»، بشأن ما إذا كان الحزب «طامحاً للحكم ويأتي بوصفه بديلاً لحزب الأغلبية»، قال رشوان: «أي حزب سياسي يسعى للحكم، لكن من السذاجة أن نقول إن حزباً يعمل على إجراءات تأسيسه اليوم سيحصد الأغلبية بعد 8 أو 10 أشهر»، مشيراً إلى أن «الحزب لن يعيد تجارب (الهابطين من السماء)». واستطرد: «لن نسعى للأغلبية غداً، لكن قد يكون بعد غد».

وأضاف رشوان أن «الحزب يستهدف في الأساس إعادة بناء الحياة السياسية في مصر بعد فشل تجربة نظام الحزب الواحد في مصر منذ عام 1952»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إحياء تحالف 30 يونيو (حزيران)»، لافتاً إلى أن «التفكير فيه هو ثمرة للحوار الوطني الذي أثار زخماً سياسياً».

طوال ما يزيد على ساعة ونصف الساعة حاول الجزار ورشوان الإجابة عن التساؤلات المختلفة التي أثارها إعلان تدشين الحزب، والتأكيد على أنه «ليس سُلمة للوصول إلى البرلمان أو الوزارة»، وليس «بوابة للصعود»، كما شددا على أن «حزب الجبهة يضم أطيافاً متعددة وليس مقصوراً على لون سياسي واحد، وأنه يضم بين جنباته المعارضة».

وعقد حزب «الجبهة الوطنية» نحو 8 اجتماعات تحضيرية على مدار الأسابيع الماضي، وتعمل هيئته التأسيسية، التي تضم وزراء ونواباً ومسؤولين سابقين، حالياً على جمع التوكيلات الشعبية اللازمة لإطلاقه رسمياً.

ويستهدف الحزب، بحسب إفادة رسمية «تدشين أكبر تحالف سياسي لخوض الانتخابات البرلمانية المقبلة، عبر صياغة تفاهمات سياسية واسعة مع الأحزاب الموجودة»، إضافة إلى «لمّ الشمل السياسي في فترة لا تحتمل التشتت».

ومنذ إطلاق الحزب تم ربطه بـ«اتحاد القبائل والعائلات المصرية» ورئيسه رجل الأعمال إبراهيم العرجاني، حتى إن البعض قال إن «الحزب هو الأداة السياسية لاتحاد القبائل». وعزز هذه الأحاديث إعلان الهيئة التأسيسية التي ضمت رجل الأعمال عصام إبراهيم العرجاني.

وأرجع الجزار الربط بين الحزب والعرجاني إلى أن «الاجتماعات التحضيرية الأولى للحزب كانت تجري في مكتبه بمقر اتحاد القبائل؛ كونه أميناً عاماً للاتحاد»، مؤكداً أن «الحزب لا علاقة له باتحاد القبائل». وقال: «العرجاني واحد من عشرة رجال أعمال ساهموا في تمويل اللقاءات التحضيرية للحزب». وأضاف: «الحزب لا ينتمي لشخص أو لجهة بل لفكرة».

وحول انضمام عصام العرجاني للهيئة التأسيسية، قال رشوان إنه «موجود بصفته ممثلاً لسيناء، ووجوده جاء بترشيح من أهل سيناء أنفسهم».

وأكد رشوان أن «البعض قد يرى في الحزب اختراعاً لكتالوج جديد في الحياة السياسية، وهو كذلك»، مشيراً إلى أن «الحزب يستهدف إعادة بناء الحياة السياسية في مصر التي يقول الجميع إنها ليست على المستوى المأمول».

بينما قال الجزار: «نحن بيت خبرة يسعى لتقديم أفكار وحلول وكوادر للدولة، ونحتاج لكل من لديه القدرة على طرح حلول ولو جزئية لمشاكل المجتمع».

وأثارت تصريحات الجزار ورشوان ردود فعل متباينة، وسط تساؤلات مستمرة عن رؤية الحزب السياسية، التي أشار البعض إلى أنها «غير واضحة»، وهي تساؤلات يرى مراقبون أن حسمها مرتبط بالانتخابات البرلمانية المقبلة.

كما رأى آخرون أن الحزب لم يكن مستعداً بعد للظهور الإعلامي.

بينما أشار البعض إلى أن «الحزب ولد بمشاكل تتعلق بشعبية داعميه»، وأنه «لم يفلح في إقناع الناس بأنه ليس حزب موالاة».

وقال مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية الدكتور عمرو الشوبكي لـ«الشرق الأوسط» إن «الحزب قدم حتى الآن كلاماً عاماً دون تصور أو رؤية واضحة للإصلاح التدريجي»، موضحاً أنه «من حيث المبدأ من حق أي جماعة تأسيس حزب جديد».

وبينما أكد الشوبكي أن ما عرضه المسؤولون عن الحزب الجديد بشأن «عدم طموحه للحكم لا يختلف عن واقع الحياة السياسية في مصر الذي يترك للدولة تشكيل الحكومة»، مطالباً «بتفعيل دور الأحزاب في الحياة السياسية»، فالمشكلة على حد تعبيره «ليست في إنشاء حزب جديد، بل في المساحة المتاحة للأحزاب».