قطر تودع مليار دولار في بنك السودان المركزي

خلال زيارة سريعة للأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى الخرطوم

قطر تودع مليار دولار في بنك السودان المركزي
TT

قطر تودع مليار دولار في بنك السودان المركزي

قطر تودع مليار دولار في بنك السودان المركزي

قالت الحكومة السودانية إن دولة قطر أودعت مليار دولار في البنك المركزي السوداني، لمساعدته على تعزيز احتياطيه من النقد الأجنبي. وتعهدت بالاستثمار في المجالات الزراعية والعقارية في السودان.
وأعلن وزير المالية السوداني بدر الدين محمود أن دولة قطر وضعت وديعة مالية قدرها مليار دولار في بنك السودان المركزي، خلال زيارة الأمير تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر للسودان أمس. وأضاف الوزير السوداني أن الدوحة أبدت استعدادها للاستثمار في مشروعين كبيرين في السودان، وأن الجانبين اتفقا على حل المشكلات التي تواجه الاستثمارات القطرية في السودان، خصوصا في مجالي العقارات والزراعة.
وغادر أمير دولة قطر الخرطوم بعد زيارة قصيرة للسودان استغرقت ساعات، أجرى خلالها مباحثات مشتركة مع الرئيس السوداني عمر البشير، بحثا خلالها العلاقات الثنائية وآفاق التعاون المشترك بين الخرطوم والدوحة.
وقال الأمير تميم بن حمد آل ثاني في بيان صحافي عقب وصوله إلى مطار الخرطوم إن زيارته تأتي تأكيدا على حرص البلدين على التشاور والتنسيق المستمر حول القضايا ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها تطورات الأوضاع على الساحتين العربية والإقليمية، وسبل دعم وتعزيز علاقات الأخوة والتعاون بين السودان وقطر. وقال الأمير في البيان إنه يأمل أن تشهد علاقات البلدين مزيدا من التطور والتقدم.
من جهته قال وزير الخارجية السوداني علي كرتي في تصريحات صحافية مشتركة مع نظيره القطري خالد العطية بمطار الخرطوم إن المباحثات بين البلدين تركزت على العلاقات الاقتصادية وقضية دارفور، نافيا أن تكون للزيارة أية علاقة بالتوترات التي تشهدها المنطقة العربية، وأنها كانت مبرمجة منذ فبراير (شباط) الماضي، وتأجلت لأسباب كثيرة، بينما قال الوزير القطري إن بلاده ملتزمة بدعم ملف السلام والتنمية في دارفور، وإن هناك توافقا بين الخرطوم والدوحة للمضي قدما في التعاون.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».