إردوغان: الانقلابيون عرضوا على رئيس الأركان لقاء غولن

قلق أوروبي وتركي من حالة الطوارئ

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتفقد آثار التخريب بالبرلمان الذي تعرض لقصف من مروحيات الانقلابيين مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 يوم الجمعة الماضية (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتفقد آثار التخريب بالبرلمان الذي تعرض لقصف من مروحيات الانقلابيين مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 يوم الجمعة الماضية (أ.ب)
TT

إردوغان: الانقلابيون عرضوا على رئيس الأركان لقاء غولن

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتفقد آثار التخريب بالبرلمان الذي تعرض لقصف من مروحيات الانقلابيين مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 يوم الجمعة الماضية (أ.ب)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان يتفقد آثار التخريب بالبرلمان الذي تعرض لقصف من مروحيات الانقلابيين مما أدى إلى مقتل شخصين وإصابة 12 يوم الجمعة الماضية (أ.ب)

كشف الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، عن أن أفراد الجيش الانقلابين طلبوا من قائد أركان الجيش الجنرال، خلوصي أكار، الذي احتجزوه ليلة الانقلاب الفاشل الجمعة قبل الماضي، التفاوض مع الداعية عبد الله غولن ولقاءه؛ ما يثبت تورطه في محاولة الانقلاب الفاشلة.
وقال إردوغان في مقابلة أجرتها معه قناة «فرانس 24» الفرنسية، أمس السبت: إن «عناصر المنظمة الإرهابية قاموا بمحاولة الانقلاب العسكرية الفاشلة في تركيا اعتمادا على أوامر زعميهم (فتح الله غولن) المقيم في ولاية بنسلفانيا الأميركية».
وأضاف: «الكثير من المسجونين أقروا بذلك، حتى أن أحد الذين أسروا رئيس الأركان اقترح عليه اللقاء مع زعيمهم غولن، وهذه هي المرة الأولى التي أصرح فيها بهذه المعلومة»، داعيا الأطراف المنتقدة إلى تقييم الأحداث بالشكل السليم وتلقي المعلومات من الجهات الرسمية، وليس من الجهات المعارضة لتركيا.
وشدّد الرئيس التركي على ضرورة تطهير جميع المؤسسات في البلاد من عناصر منظمة «فتح الله غولن (الكيان الموازي)» الإرهابية؛ للحيلولة دون دفع ثمن باهظ في المرحلة اللاحقة.
وقال إردوغان: «المنظمة الإرهابية تغلغلت داخل المؤسسات العسكرية والأمنية والوزارات على مدى 40 عاما، وباتت أشبه بورم خبيث كالسرطان حتى داخل القطاع الخاص»، مشيرا إلى أن الخطوات التي ستتخذ خلال فترة حالة الطوارئ ستكون كفيلة لحل هذه المشكلة.
وقال إردوغان، إنه «لم يصدر أي قرار بعد بشأن رئيس جهاز المخابرات أو رئيس الأركان بسبب التقصير في الإبلاغ بوقوع محاولة الانقلاب الفاشلة رغم علمهما المسبق منذ الساعة الرابعة عصرا»، وإنه «لو تطلب الأمر اتخاذ قرار فسأدرسه مع رئيس الوزراء، ونتخذ الإجراء اللازم». وأضاف، أن رئيس جهاز المخابرات، هاكان فيدان، قدّم استقالته خلال الاجتماع الذي جرى بينهما أول من أمس (الجمعة) و«في حال استدعى الأمر اتخاذ قرار في هذا الشأن، فإننا نجتمع برئيس الوزراء ونقيّم الأمر ثم نُصدر قرارنا النهائي».
وتابع إردوغان: «نحن نمرّ في الوقت الراهن بمرحلة انتقالية، ونواصل عملنا مع زملائنا، ولكن في الحقيقة هناك حالة ضعف استخباراتية، وهنا تذكّروا عندما وقع الهجوم على الأبراج في أميركا في 11 سبتمبر (أيلول)، لم يطرح أحد وقتها سؤالا حول إقالة جهاز الاستخبارات هناك، كذلك الأمر بالنسبة لهجمات فرنسا، وبلجيكا وغيرها».
من ناحية أخرى، أكد إردوغان، أن وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة ستُعاقب في حال ثبوت تورطها بمحاولة الانقلاب الفاشلة، وفقا للقوانين التي ينص عليها الدستور التركي، مشيرا إلى أن هذه الوسائل مضطرة إلى الالتزام بما تنص عليه القوانين، حالها كحال المجالات الأخرى.
وشدد إردوغان على ضرورة احترام رغبة شعبه إذا طالبه بإعادة عقوبة الإعدام، معتبرا أن الاتحاد الأوروبي منحاز ولا يلتزم موقفا محايدا تجاه تركيا.
وعما إذا كانت إعادة حكم الإعدام الذي ألغي بموجب معايير الاتحاد الأوروبي تعني انتهاء مرحلة انضمام تركيا للاتحاد ؟، قال إردوغان: «إن كان شعبي يطالب بحكم الإعدام، ويوافق البرلمان على ذلك، ينبغي على أحد ألا يؤاخذنا؛ فإن الامتثال لذلك يعد من واجبات السياسيين».
وتابع في السياق ذاته «هل حكم الإعدام موجود في أميركا وروسا والصين؟، نعم إنه موجود. كما أنه موجود حاليا في غالبية دول العالم».
واتهم إردوغان الاتحاد الأوروبي باتخاذ موقف «متحيز ومتعصب» حيال تركيا بسبب الانتقادات الأوروبية للإجراءات التي اتخذتها أنقرة في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة التي جرت الجمعة قبل الماضي.
وقال: «إنهم يصدرون تصريحات متناقضة. إنهم متعصبون وسيواصلون التصرف بهذا الأسلوب المتعصب تجاه تركيا».
وبات طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في مهب الريح بعد أن لمّح الرئيس التركي إلى احتمال إعادة العمل بعقوبة الإعدام في أعقاب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وهي خطوة لو خطتها الحكومة التركية سيكون من شأنها حرمان البلاد فورا من الانضمام إلى الاتحاد.
كما أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه إزاء إعلان حالة الطوارئ في تركيا في أعقاب المحاولة الانقلابية، فيما ردت أنقرة بأن فرنسا اتخذت إجراءً مماثلا العام الماضي. وأشار الرئيس التركي إلى عدم اهتمامه بتلك التصريحات والانتقادات، ولفت إلى حالة الطوارئ التي أعلنتها كل من فرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وألمانيا على خلفية الهجمات الإرهابية.
وأضاف إردوغان: «ألمانيا أعلنت حالة الطوارئ في ميونيخ بعد مقتل 6 أشخاص، وأنا تحدثت عن مقتل 246 شخصا وإصابة 2185 آخرين، ضحايا محاولة الانقلاب الفاشلة»، موضحا أن «الدول الأوروبية التي أعلنت حالة الطوارئ لم تشهد الوتيرة نفسها من الأحداث التي شهدتها تركيا، ولم تواجه محاولة انقلابية تستهدف الدولة بكاملها».
وقال إردوغان، إن تركيا كانت تشاهد في العقود الماضية كيف أن دولا أقل تطورا منها وأقل أهلية للعضوية تنضم إلى الاتحاد الأوروبي.. «أجبرتنا أوروبا على الانتظار 53 عاما، رغم أننا أفضل حالا من الدول التي انضمت فعلا إلى الاتحاد. لم تجبر أي دولة مرشحة على تجرع معاناة كما أجبرنا».
ويعود طلب تركيا الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي إلى عام 1963، فيما تقدمت بطلب انضمام رسمي عام 1987، ولم تبدأ مفاوضات الانضمام بين الطرفين إلا عام 2005.
وفي رده على سؤال حول مقارنة حالة الطوارئ المعلنة في فرنسا وتركيا، لفت إردوغان إلى اختلاف أسباب حالة الطوارئ بين البلدين، مشيرا إلى أن ما حدث في فرنسا يعد عملا إرهابيا عاديا، أما ما جرى في تركيا فهو محاولة انقلاب مسلح للسيطرة على الدولة. وأكد الرئيس التركي على ضرورة التفرقة بين حالة الطوارئ في البلدين، متسائلا: «أريد أن أسأل مسؤولي الاتحاد الأوروبي: هل أنتم وراء الانقلاب أم مع دولة يسودها قانون ديمقراطي؟». وفي شأن آخر، قال: إن «الانتقادات الموجهة لتركيا فيما يتعلق بتطبيق حالة الطوارئ، دون الرجوع إلى أدلة أو معلومات صحيحة، ستكون غير منصفة»، مضيفا: «إذا كانت مصادر المعلومات التي يمتلكونها خاطئة، فإن الذين يشغلون مناصب مسؤولة داخل منظمة مثل الاتحاد الأوروبي سيقعون في الخطأ، تصرفاتكم تشير إلى أنكم إما تحكمون بشكل مسبق أو معدومون من القدرة على إدارة هذه الوظائف». وفيما يتعلق بمطالبة الإدارة الأميركية بتقديم أدلة دامغة حول تورط فتح الله غولن زعيم «الكيان الموازي» في محاولة الانقلاب مقابل تسليمه، لفت إردوغان إلى أن «الفاعلين معروفون، والدعاوى المتعلقة حول كون ما حصل هو محاولة انقلاب، وأن غولن هو زعيم الإرهابيين، مستمرة أمام محاكم مختلفة».
وتابع متسائلا: «هل قدمت لنا أميركا أدلة حتى اليوم لدى مطالبتنا بتسليمها الإرهابيين؟، مضيفا: «نحن سلمنا لهم الإرهابيين والجناة الذين طلبوا تسليمهم دون أن نطالبهم بأي أدلة، أما الآن نطالبهم بتسليم غولن الذي حاول قلب الحكم، وهم يطلبوا منا أدلة».
وأضاف إردوغان: «نحن نفعل ما تفعله كل الدول المتقدمة». وتابع: «أصدقاؤنا الغربيون لا يرون كل هذه القنابل، ربما سيرونها بعد مقتل كبار المسؤولين في هذا البلد، نتخذ كل التدابير، وسنستمر في اتخاذها». وفيما يتعلق بلقائه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، أضاف إردوغان «أعتقد إن لم يحصل وضع استثنائي، من الممكن أن نعقد لقاءً في حدود منتصف أغسطس (آب) المقبل».
وكان إردوغان تفقد المواقع التي تعرضت لهجوم في مبنى البرلمان في أنقرة مساء الجمعة، وأعلن أن حكومته قضت على أغلبية الانقلابيين في الجيش ومختلف أجهزة الدولة، وشدد في أول خطاب له أمام البرلمان منذ الانقلاب الفاشل على أن «اقتصاد بلاده مستقر»، وطمأن رجال الأعمال والمستثمرين بأنه «لا يوجد ما يدعوهم للقلق».
ودعا إردوغان الشعب إلى الصبر والاستمرار في التظاهر حتى استئصال «ورم الانقلابيين» من مختلف مؤسسات الدولة.
وندد الرئيس التركي بشدة بتصريحات المسؤولين الأميركيين والغربيين التي تتهم الحكومة التركية بالتعسف في التعامل مع مدبري الانقلاب الفاشل. وقال: إن حكومته سترسل للغرب ملفات مرفقة بتسجيلات وصور عن الدمار والضرر والقتل الذي أحدثه الانقلابيون. وقال إردوغان، إن من «قاموا بالمحاولة الانقلابية الفاشلة (منتصف الشهر الحالي)، وقصفوا مقر البرلمان، لا يمكن أن يكونوا من أبناء الشعب، بل هم إرهابيون متنكرون في زي عسكري».
وأعرب عن «إحباطه الكبير جرّاء آثار القصف والدمار داخل مقر البرلمان»، مشيرا إلى أن «الانقلابيين بلغوا درجة من الخيانة والدناءة سمحت لهم باستخدام الأسلحة والطائرات، والدبابات والسلاح الثقيل ضد شعب كانت أمواله وضرائبه مصدر تمويل شراء تلك الأسلحة». ودعا إردوغان المستثمرين إلى عدم تعليق استثماراتهم ومواصلة عملهم في تركيا، مؤكدا أن الدولة لن توقف استثماراتها في البنية التحتية والفوقية.
كما وجه الرئيس التركي دعوة للقطّاع المالي في البلاد إلى تخفيض الفوائد على قروض المستثمرين لإفساح المجال أمامهم، مشددا على أن «الحكومة اتخذت كل الاستعدادات اللازمة لمواجهة أي مشكلات في القطاع المالي». جاء ذلك وسط تعالي الأصوات من خارج تركيا وداخلها للتعبير عن المخاوف من حالة الطوارئ والإجراءات التي تتخذ عقب محاولة الانقلاب الفاشلة، حيث دعت ألمانيا إلى إنهاء ذلك الإجراء في أسرع وقت ممكن. وحذرت مجموعة محامين دوليين تركيا من استخدام حالة الطوارئ للتعدي على سيادة القانون وحقوق الإنسان.
وقالت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني: إن «رد الفعل على الانقلاب يجب ألا يقوض الحقوق الأساسية.. ما نراه في مجالات التعليم والقضاء والإعلام على وجه الخصوص غير مقبول». كما أثارت حالة الطوارئ مخاوف لدى بعض الأتراك من العودة إلى أيام الأحكام العرفية بعد انقلاب عسكري عام 1980، أو ذروة تمرد كردي في التسعينات عندما خضع معظم جنوب شرقي تركيا، الذي يغلب على سكانه الأكراد، لحالة الطوارئ.
وقال زينيل كاراتاش، رئيس فرع إسطنبول في منظمة «هيومن رايتس فاونديشن»: «إن ثمة قلقا كبيرا حيال ذلك. حالة الطوارئ طبقت لسنوات كثيرة في هذا البلد، وإذا واجهناها مجددا فستنمو مشاعر القلق هذه». كما عبرت أحزاب المعارضة، باستثناء حزب الحركة القومية، التي وقفت مع السلطات ضد الانقلاب عن قلقها من أن حالة الطوارئ قد تؤدي إلى تركز قدر كبير من السلطات في يد إردوغان الذي لطالما اتهمه منافسوه بقمع حرية التعبير.
في الوقت نفسه، قال نائب رئيس الوزراء التركي نور الدين جانيكلي: إن حجم تسلل العناصر الموالية لرجل الدين فتح الله غولن، الذي تتهمه أنقرة بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية الأخيرة، في مرافق الدولة لم تكتشف منه إلا «قمة جبل الجليد»، مضيفا أن عدد الاعتقالات مرشح للارتفاع.
وكان 60 ألفا على الأقل من موظفي الدولة قد اعتقلوا أو أقيلوا في حملة تطهير أثارت انتقادات حول العالم.
وانتقد جانيكلي حلفاء تركيا لإدانتهم «الضعيفة» للانقلابيين، وقال: «ما لبثت هذه المنظمة الإرهابية تتسلل منذ 40 عاما في كل زوايا البلاد، في الوزارات والمؤسسات والقطاع الخاص. فالأمر ليس محددا بالقضاء والمحاكم والشرطة والجيش، بل يشمل أيضا قطاع التعليم. بل يمكننا القول إنهم نجحوا في التسلل في قطاع التعليم بشكل أفضل من القطاعات الأخرى».
يذكر أن موظفي وزارة التعليم ومدرسي المدارس الخاصة وعمداء الجامعات والكليات يمثلون نحو نصف عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة.
وكان الرئيس رجب طيب إردوغان أعلن الأربعاء حالة الطوارئ في البلاد لمدة 3 أشهر، وقال: «إنها قابلة للتمديد»، وتسمح للرئيس والحكومة بتجاوز البرلمان عند سن القوانين الجديدة، وكذلك تقييد الحقوق والحريات أو حجبها.



رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
TT

رئيس الصين: مستعدون للعمل مع الاتحاد الأوروبي لعقد مؤتمر سلام بشأن غزة

الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)
الرئيس الصيني شي جين بينغ (رويترز)

نقلت وسائل إعلام رسمية صينية عن الرئيس شي جين بينغ اليوم الاثنين قوله إن بكين مستعدة للعمل مع الاتحاد الأوروبي لدعم مؤتمر سلام دولي أوسع نطاقا وأكثر موثوقية وفعالية لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

وبحسب رويترز، قال شي للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين خلال اجتماع ثلاثي في قصر الإليزيه إن المهمة الملحة هي تحقيق وقف شامل لإطلاق النار في أسرع وقت ممكن، وإن الأولوية الرئيسية هي ضمان وصول المساعدة الإنسانية.


مقولة الدروس المُستقاة في الحرب

دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
TT

مقولة الدروس المُستقاة في الحرب

دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)
دبابات إسرائيلية على حدود قطاع غزة الاثنين (أ.ف.ب)

الدروس المُستقاة، هي الدروس المستخلصة من التنفيذ العمليّ لاستراتيجيّة ما. والاستراتيجيّة، هي تحضير لسيناريو مستقبليّ، لكن في الحاضر، لتنفيذه في مرحلة لاحقة. وهي، أي الاستراتيجيّة، وهم (Illusion) كما يقول بعض الخبراء. هي خطّة مُتخيّلة. هي خطّة مستقبلية، ترتكز على تجارب الماضي، وما أُخذ منها من عبر ودروس، لكن في واقع ديناميكيّ يتغيّر باستمرار. تُحدّث الاستراتيجيّة نفسها عبر الداتا المتدفّقة على منظومتها من خارج بنيتها، إن كان من العدو مباشرة، أو من خلال المصادر العامة والمفتوحة. لكن التحديث لا يعني مُطلقا صواب ونجاح هذه الاستراتيجيّة. فالاختبار الفعليّ، هو دائماً في مسرح الحرب. هو الوحيد القادر على قياس نجاح هذه الاستراتيجيّة. هو القادر على اختبار عبقريّة القادة، وشجاعة المقاتل أمام أهمّ اختبار له، ألا وهو مواجهة الموت. ويقول الفيلسوف الألماني الكبير جورج فريدريك هيغل عن الموت: «إن مواجهة الموت هي تجربة أساسيّة في تحوّل الإنسان إلى إنسان، وفي انتقاله من كائن حيّ إلى كائن يُدرك ذاته».

لا تتجسّد الدروس المستقاة فعلاً إلا إذا أدخلت في البنى الفكريّة والتنفيذيّة للجيوش. وهنا تتظهّر المعضلة التالية: إذا أخذ الفريق (أ) الدروس المستقاة من حربه ضدّ الفريق (ب). وإذا فعل الفريق (ب) نفس الشيء كما الفريق (أ). ألا يعني هذا الأمر انتفاء أهميّة هذه الدروس؟ ألا يصبح الفريقان بعد إدخالهما لدروسهما المُستقاة في منظومتيهما العسكريّة وكأنهما بدآ من المربّع الأولّ والنقطة صفر؟ ألا يأخذنا هذا التساؤل إلى المفارقة التي تحدّث عنها أرسطو حول الوقت حين قال: «إذا كان الزمن يتكون أساساً من نوعين مختلفين من عدم الوجود (المستقبل - «ليس بعد، والماضي - «لم يعد»)، فماذا يمكن القول عن الحاضر اللحظيّ والمتلاشي»؟ وعليه كيف يتمّ التخطيط للمستقبل؟ فهل يمكن تذكّر الماضي كما هو، أم أنه أيضاً مُتخيّل حتى ولو تمّ تدوينه بالتفصيل من قبل المؤرّخين؟

مقاتلة حربية إسرائيلية في سماء جنوب لبنان الاثنين (أ.ف.ب)

يسأل الفيلسوف والمؤرّخ الأميركي ويل دورانت في كتابه: «دروس التاريخ»، هل حدّد الإنسان أنماطاً تاريخيّة ساعدته على سبر كنه المستقبل وفكّ ألغازه؟ في النهاية، والقول لدورانت، قد يكون التاريخ دون معنى وفائدة، وعلى أنه ذلك التكرار المُرهق للأخطاء في المستقبل. لذلك يسخر منّا التاريخ في كلّ مرّة نحاول حصر تدفّقه في أطر ومفاهيم نظريّة. وهو دائماً يتمرّد على كل تعميم نقوم به، ويخرق قواعدنا باستمرار.

يقول الكاتب الأميركيّ جوزيف ستيب إن أخذ الدروس المُستقاة من التاريخ يجب أن توضع تحت مجهر مبدأين أساسيّين هما: الظروف، واللامتوقّع، أو حالة طوارئ ممكنة الحصول (Context & Contingency). فلكلّ حدث معيّن ظروفه الخاصة، من الاجتماعيّة إلى الاقتصاديّة، مروراً بالسياسيّة، وغيرها من العوامل. إذن، كيف يمكن أخذ الدروس المستقاة من حرب ما حصلت في الماضي، وإسقاطها على حرب نُخطّط لها الآن في ظروف مختلفة؟ في هذا الإطار، يُعرّف المؤرّخ الأميركيّ جون لويس غاديس حالة اللامتوقّع، أو الطوارئ، (Contingency) على أنها تلك الظواهر التي لا تشكّل أنماطاً معيّنة.

أحداث اعتمدت فيها الأنماط التاريخيّة

عندما أراد الأميركيّون تغيير النظام في العراق، انكبّوا على دراسة الاستراتيجيّة التي اعتمدوها عند إعادة بناء اليابان وألمانيا، وذلك بعد هزيمتهما في الحرب العالميّة الثانية. نجح الأميركيّون في ألمانيا، واليابان. لكنهم فشلوا في العراق، فقط لأن الظروف مختلفة كلّيا. فإعادة بناء اليابان وألمانيا حصلت بعد الاستسلام. وبعد موافقة البلدين. كل هذه الظروف لم تكن متوفّرة في حالة العراق.

في الحرب الدائرة اليوم في غزّة، اعتمد الجيش الإسرائيليّ عقيدة قتالية كانت قد ارتكزت على تجربة حرب مع لبنان العام 2006، كما على كلّ نصف الحروب التي خاضها هذا الجيش ضد قطاع غزّة. فبعد الحرب، رسم رئيس الأركان آنذاك أفيف كوخافي عقيدة تحت مُسمّى «الاندفاعة»، (Momentum). بعد كوخافي، رسم رئيس الأركان الحالي هرتسي هاليفي عقيدة عسكريّة جديدة تحت مُسمّى (Maalot) بالعبريّة، أي الصعود. تعتمد هذه العقيدة على القتال الهجين (Hybrid). كل هذه العقائد العسكريّة ارتكزت على التجارب السابقة، وما أُخذ منها من دروس مستقاة للحرب المقبلة. نعايش الآن في قطاع غزّة كل ما أُعد له، إن كان من جهة الجيش الإسرائيليّ، أو من جهّة حركة «حماس» وغيرها من التنظيمات في القطاع. حتى الآن، فشلت كلّ الدروس التاريخيّة للفريقين، وانتقلت الحرب إلى حرب استنزاف بكل أبعادها.

نظرة على الصورة التكتيكية في حرب غزّة

في الحرب عادة، هناك ثلاثة مستويات هي: الاستراتيجيّ، العملانيّ، والتكتيكيّ. تُخاض الحرب عادة على كلّ المستويات، وفي نفس الوقت، حتى ولو تمّ فصلها عن بعضها البعض. لكن مع التقدّم التكنولوجي، بدأنا نلاحظ التماهي أكثر بين المستويات الثلاثة، إلى درجة أنه بدأ الحديث عن ضرورة توفّر ما يُسمّى بالعريف الاستراتيجيّ (Strategic Corporal) على المستوى التكتيكي. بكلام آخر، هذا العريف الذي يقاتل على هذا المستوى عليه أن يكون مثقفاً إلى درجة تجعله ملمّاً بكل المستويات ضمن المستوى الجيوسياسيّ.

في الختام، قد يمكن طرح الأسئلة التالية فيما يخصّ الدروس المستقاة مما يجري في غزّة. إن جوهر الحرب في غزّة هو تكتيكي بامتياز، لكن مع تداعيات إقليميّة، وجيوسياسيّة، وحتى على المستوى الدوليّ. في حرب غزّة كل فريق يُعلّم الآخر كيف عليه أن يقاتله، وذلك كلما طالت مدّة الحرب. قد يُطلق على هذه المرحلة ما يُسمّى بالتنافذ (Osmosis). ولأن الحرب في غزّة تكتيكية بامتياز، فهل عملية استنتاج الدروس المستقاة هي عملية آنية ظرفيّة تفرضها ديناميكيّة الحرب، وعليها يتم التأقلم الفوريّ؟ وهل يرى المقاتل الفرديّ الدروس المستقاة كما يراها قائده المباشر على المستوى العملاني، وكما يراها قائده الأعلى على المستوى الاستراتيجيّ؟ إذن، كيف يمكن الدمج بين كلّ هذه المستويات للتوصّل فعلاً إلى استنتاج الدروس المستقاة؟ أم أن كلّ هذه العملية هي فقط مثل النجم القطبي، الذي لا يمكن لمسه، لكنه على الأقلّ يدّلنا عن بُعد على اتجاه الشمال الجغرافيّ؟ فعلاً، إن الحرب كالحرباء (Chameleon) كما وصفها كلوزفيتز.


المحافظ خوسيه راؤول مولينو يفوز بالانتخابات الرئاسية في بنما

المحافظ خوسيه راؤول مولينو يحتفل بفوزه (أ.ف.ب)
المحافظ خوسيه راؤول مولينو يحتفل بفوزه (أ.ف.ب)
TT

المحافظ خوسيه راؤول مولينو يفوز بالانتخابات الرئاسية في بنما

المحافظ خوسيه راؤول مولينو يحتفل بفوزه (أ.ف.ب)
المحافظ خوسيه راؤول مولينو يحتفل بفوزه (أ.ف.ب)

فاز المحافظ خوسيه راؤول مولينو بالانتخابات الرئاسيّة في بنما، أمس الأحد، بحصوله على 34 في المائة من الأصوات، متقدّماً بتسع نقاط على أقرب منافسيه؛ ألفريدو جونكا، الذي أقرّ بهزيمته.

وتوجّه جونكا إلى مولينو بالقول: «يُسعدني، باسم المحكمة الانتخابيّة، أن أبلغكم بأنّكم (...) فزتم برئاسة جمهوريّة» بنما.

من جهته، قال القنصل السابق ريكاردو لومبانا (يمين الوسط)، الذي حلّ في المركز الثاني، لأنصاره إنّه يعترف بفوز «رئيس جمهوريّة بنما المُنتخب خوسيه راؤول مولينو»، وفقاً لما ذكرته «وكالة الصحافة الفرنسية».

وأُغلقت، الأحد، مراكز الاقتراع في الانتخابات الرئاسية التي تنافس فيها ثمانية مرشّحين.

وتشكلت طوابير خارج مراكز الاقتراع، في وقت مبكر من صباح الأحد، مع بدء نحو ثلاثة ملايين ناخب الإدلاء بأصواتهم، لاختيار رئيس جديد، وأعضاء مجلس النواب والحكومات المحلية في الدولة الواقعة بأميركا الوسطى.

وتقدّم المحامي المحافظ، خوسيه راؤول مولينو (64 عاماً)، بفارق كبير في استطلاعات الرأي مع حصوله على نحو 37 في المائة من الأصوات، وفق آخِر استطلاع.

لكنه اضطرّ إلى انتظار قرار المحكمة، الذي وافق على ترشيحه، وصدر في اللحظة الأخيرة الجمعة.

ولم يقترب غير ثلاثة من المرشّحين السبعة الباقين من الحصول على نسبة تأييد تبلغ 15 في المائة، في الدولة الواقعة بأميركا الوسطى، والتي تعاني فساداً متجذّراً وموجة جفاف شديدة تؤثّر في قناة بنما التي تحمل أهمية اقتصادية بالغة للبلاد، فضلاً عن تدفق المهاجرين المتوجّهين إلى الولايات المتحدة الذين يمرون عبر أدغالها.

ويحتل المراتب اللاحقة لمولينو، الرئيس السابق الديمقراطي الاجتماعي مارتن توريخوس، وسياسيان من يمين الوسط هما وزير الخارجية السابق رومولو روكس، والسفير السابق لدى الولايات المتحدة ريكاردو لومبانا.

خوسيه راؤول مولينو يسلّم على أنصاره بعد فوزه (أ.ف.ب)

«واجهة لشخص تأكد أنه فاسد»

حلّ مولينو مكان الرئيس السابق ريكاردو مارتينيلي، مرشحاً عن حزب «تحقيق الأهداف» اليميني، بعدما خسر مارتينيلي استئنافاً تَقدّم به ضد إدانته بغسل أموال.

وجرى الطعن بترشح مولينو، الذي كان مرشحاً لمنصب نائب الرئيس إلى أن جرى استبعاد مارتينيلي؛ على أساس أنه لم يفز في انتخابات تمهيدية، ولم يختر نائباً للترشح معه، بموجب القانون.

ورفضت المحكمة العليا هذه الشكوى، الجمعة، في حكمٍ رحّب به مارتينيلي الذي يعتقد معظم البنميين أنه سيكون الحاكم الفعلي من وراء الكواليس، وفق استطلاع نُشر مؤخراً.

وبعد التصويت توجه خوسيه راؤول مولينو إلى سفارة نيكاراغوا؛ حيث التقى مارتينيلي، وتصافح الرجلان بحرارة وتبادلا عبارة «أخي، سنفوز»، وفق مقطع فيديو نشره فريق حملة حزب «رياليزاندو ميتاس» الذي أسسه مارتينيلي.

ولجأ مارتينيلي، الذي ما زال يحظى بشعبية في بنما مع كلبه برونو، إلى سفارة نيكاراغوا، ويدير منها حملته الداعمة للمرشح المقرّب منه.

ويتوق عدد من البنميين إلى فترة الازدهار الاقتصادي في ظل حكومة مارتينيلي من عام 2009 حتى 2014 التي شهدت تطوّراً في البنى التحتية شمل توسيع القناة، وبناء أول خط مترو في أميركا الوسطى.

تكشف الاستطلاعات حالياً أن ملفات ارتفاع تكاليف المعيشة والوصول إلى مياه الشرب والجريمة باتت أبرز القضايا التي تشغل الناخبين.

ورفض مولينو، الذي كان رئيس الأمن العام في عهد مارتينيلي، القضية الجنائية المرفوعة ضد رئيسه السابق، على اعتبار أنها مدفوعة سياسياً، وقد يملك قريباً سلطة إصدار عفو عنه.

ويوم الجمعة، دعا مغني السلسا الشهير والناشط البنمي، روبين بليدز، الناخبين إلى عدم التصويت لرجل وصفه بأنه «واجهة لشخص تأكد أنه فاسد».

المرشح الرئاسي في بنما عن حزب «أوترو كامينو» ريكاردو لومبانا يحيي أنصاره بعد علمه بنتائج الانتخابات الرئاسية (أ.ف.ب)

مخاوف اقتصادية

وسيغادر الرئيس لورنتينو كورتيزو، من «الحزب الثوري الديمقراطي» (يسار وسط)، منصبه بعد ولاية شهدت اتهامات بانتشار الفساد على المستوى الرسمي، وتراجع الاستثمارات، وازدياد الدين العام.

وتقتصر الفترة الرئاسية في بنما على ولاية واحدة.

وبات نحو 45 في المائة من الوظائف في بنما بالسوق غير الرسمية، مع اقتراب معدل البطالة من نسبة 10 في المائة.

ويعاني ثلث سكان الريف الفقر.

في الوقت نفسه، جرى الحد من الحركة عبر قناة بنما التي يعتمد عليها الاقتصاد ويمر فيها نحو 6 في المائة من التجارة البحرية في العالم، نتيجة الجفاف.

وتُعد منطقة دارين غاب بين كولومبيا وبنما، والتي مر عبرها أكثر من نصف مليون مهاجر غير مسجّل، العام الماضي، تعرّضوا لانتهاكات انتقدتها مجموعات حقوقية، مصدر إزعاج آخر للرئيس المقبل. وتعهّد مولينو بإغلاقها.

ويحقّ لنحو ثلاثة ملايين من مواطني بنما، البالغ عددهم 4.4 مليون، المشاركة في الانتخابات التي تجري في جولة واحدة يتطلب الفوز فيها حصد غالبية الأصوات.

كما أنهم سينتخبون مجلساً وطنياً جديداً.

وتتمثل هموم البنميين الرئيسية في الفساد وكلفة العيش والحصول على مياه الشرب والحماية الاجتماعية.


الشرطة الأسترالية تقتل صبياً بعد واقعة طعن تحمل «بصمات» الإرهاب

مفوض شرطة أستراليا الغربية الكولونيل بلانش يتحدث في مؤتمر صحافي في بيرث بأستراليا الأحد 5 مايو 2024... حيث قُتل صبي يبلغ من العمر 16 عاماً مسلح بسكين برصاص الشرطة بعد أن طعن رجلاً في مدينة بيرث الواقعة على الساحل الغربي لأستراليا (أ.ب)
مفوض شرطة أستراليا الغربية الكولونيل بلانش يتحدث في مؤتمر صحافي في بيرث بأستراليا الأحد 5 مايو 2024... حيث قُتل صبي يبلغ من العمر 16 عاماً مسلح بسكين برصاص الشرطة بعد أن طعن رجلاً في مدينة بيرث الواقعة على الساحل الغربي لأستراليا (أ.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تقتل صبياً بعد واقعة طعن تحمل «بصمات» الإرهاب

مفوض شرطة أستراليا الغربية الكولونيل بلانش يتحدث في مؤتمر صحافي في بيرث بأستراليا الأحد 5 مايو 2024... حيث قُتل صبي يبلغ من العمر 16 عاماً مسلح بسكين برصاص الشرطة بعد أن طعن رجلاً في مدينة بيرث الواقعة على الساحل الغربي لأستراليا (أ.ب)
مفوض شرطة أستراليا الغربية الكولونيل بلانش يتحدث في مؤتمر صحافي في بيرث بأستراليا الأحد 5 مايو 2024... حيث قُتل صبي يبلغ من العمر 16 عاماً مسلح بسكين برصاص الشرطة بعد أن طعن رجلاً في مدينة بيرث الواقعة على الساحل الغربي لأستراليا (أ.ب)

أطلقت الشرطة الأسترالية النار على صبي يبلغ من العمر 16 عاماً مسلح بسكين ليلقى مصرعه بعد أن طعن رجلاً في مدينة بيرث، الواقعة على الساحل الغربي لأستراليا، بحسب تصريح مسؤولين يوم الأحد.

وقعت الحادثة في ساحة انتظار السيارات الخاصة بمتجر أجهزة كمبيوتر بضاحية ويليتون مساء السبت. وصرح روجر كوك، رئيس وزراء ولاية أستراليا الغربية، لصحافيين يوم الأحد، بأن الصبي قد هاجم الرجل، ثم اندفع نحو ضباط الشرطة، قبل أن يُطلقوا عليه النار.

مقطع فيديو يظهر موقع حادثة الطعن في بيرث (أ.ب)

وقال كوك في مؤتمر صحافي: «هناك دلائل تشير إلى تحول الصبي نحو التوجه المتطرف عبر الإنترنت». وأضاف: «ولكني أريد أن أطمئن المجتمع في هذه المرحلة إلى أن (الصبي) قد تصرف وحده وبشكل منفرد على ما يبدو»، بحسب تقرير لوكالة أنباء «أسوشييتد برس».

وذكرت سلطات الولاية أن ثمة دلائل على أن الصبي البالغ من العمر 16 عاماً، والذي كان مسلحاً بسكين مطبخ، اعتنق أفكاراً متشددة عبر الإنترنت، مضيفة أنها تلقت مكالمات من أعضاء معنيين من الجالية المسلمة بالمنطقة قبل الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من مساء السبت. وقالت الشرطة إن الهجوم الذي وقع في ضاحية ويليتون يحمل «بصمات» الإرهاب.

في هذه الصورة من مقطع فيديو يتحدث رئيس وزراء أستراليا الغربية روجر كوك في مؤتمر صحافي في بيرث بأستراليا الأحد 5 مايو 2024 بعد أن قُتل صبي يبلغ من العمر 16 عاماً مسلح بسكين برصاص الشرطة بعد أن طعن رجلاً (أ.ب)

وقد تم العثور على رجل في الثلاثينات من عمره في مكان الحادثة مصاباً بطعنة في ظهره، وتم نقله إلى المستشفى في حالة خطرة لكنها مستقرة، وفقاً لبيان للشرطة. وتجري الشرطة ومنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية تحقيقاً خاصاً بمكافحة الإرهاب في مدينة سيدني الواقعة على الساحل الشرقي منذ أن طعن صبي آخر يبلغ من العمر 16 عاماً، أسقفاً وكاهناً آشورياً أرثوذكسياً في إحدى الكنائس في 15 أبريل (نيسان).

وتم توجيه تهمة ارتكاب عمل إرهابي إلى الصبي، كما تم توجيه مجموعة من الاتهامات إلى ستة من شركائه المزعومين، من بينها التآمر للمشاركة في عمل إرهابي والتخطيط له. ولا يزال جميعهم قيد الاعتقال.

وقال أنتوني ألبانيز، رئيس الوزراء الأسترالي، إنه قد تلقى تقريراً عن حادثة الطعن الأخيرة في بيرث من جانب ريس كيرشو مفوّض الشرطة الفيدرالية الأسترالية، ومايك بيرجس المدير العام لمنظمة الاستخبارات الأمنية الأسترالية، الذي يرأس وكالة التجسس المحلية الرئيسية في البلاد. وقال ألبانيز: «لقد تم إبلاغي بعدم وجود تهديد مستمر للمجتمع بناءً على المعلومات المتاحة». وأضاف قائلاً: «نحن أمة محبة للسلام، وليس هناك مكان للتطرف والعنف في أستراليا».

وقال كول بلانش، مفوض شرطة أستراليا الغربية، إن الشرطة قد تلقت مكالمة طوارئ هاتفية بعد الساعة 10 مساءً من صبي يقول إنه سيرتكب أعمال عنف. وأضاف بلانش أن الصبي كان يشارك في برنامج لإصلاح الشباب المعرضين لخطر التطرف. وقال: «لا أريد أن أقول إنه قد تحول إلى التوجه المتطرف لأنني أعتقد أن هذا جزء من التحقيق».

كذلك قالت الشرطة إنها قد تم إبلاغها في وقت لاحق عبر مكالمة هاتفية من أحد المواطنين بوقوع اعتداء بالسكين في ساحة انتظار للسيارات. واستجاب ثلاثة ضباط شرطة، أحدهم مسلح بمسدس، واثنان مسلحان بأجهزة صعق كهربائي، بالتوجه إلى موقع الحادثة.

وقال بلانش إن الشرطة قد استخدمت صاعقين كهربائيين، لكنهم لم يتمكنوا من شلّ حركة الصبي قبل أن يتم قتله برصاصة واحدة. وقال بلانش إن أفراداً من الجالية الإسلامية المحلية كانوا قد أثاروا مخاوف الشرطة بشأن سلوك الصبي قبل مقتله يوم السبت.

لا مكان للعنف في الإسلام

وأدان سيد ودود جانود، إمام مسجد الناصر، أكبر مساجد مدينة بيرث، عملية الطعن في بيان، قائلاً: «لا مكان للعنف في الإسلام». وأضاف قائلاً: «نقدّر جهود الشرطة في الحفاظ على سلامة مجتمعنا والمجتمعات المحلية. وأريد أيضاً أن أثني على الجالية الإسلامية المحلية التي أبلغت الشرطة عن الجاني قبل الحادثة».

وانتقدت بعض الشخصيات القيادية المسلمة، الشرطة الأسترالية لإعلانها أن حادثة الطعن في الكنيسة، التي وقعت خلال الشهر الماضي، عمل إرهابي، لكنها لم تفعل المثل فيما يتعلق بحالة الهياج، التي حدثت في مركز تسوق في مدينة سيدني قبلها بيومين، وأسفرت عن مقتل ستة أشخاص وإصابة العشرات. وقد أطلقت الشرطة النار على منفذ الهجوم، البالغ من العمر 40 عاماً، في اعتداء المركز التجاري، وأردته قتيلاً، ولم تكشف الشرطة بعدُ عن دافع الرجل.

يعد اعتداء الكنيسة هو الثالث الذي يتم تصنيفه من قبل السلطات الأسترالية عملاً إرهابياً منذ عام 2018. في ديسمبر (كانون الأول) 2022، قتل ثلاثة مسيحيين متشددين ضابطَي شرطة وأحد المارّة، في كمين بالقرب من منطقة ويامبيلا في ولاية كوينزلاند، وقتلت الشرطة منفذي الجريمة لاحقاً.

بعد أيام من واقعة طعن في سيدني

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2018، طعن مسلم من أصل صومالي ثلاثة من المارّة في وسط مدينة ملبورن، مما أسفر عن مقتل أحدهم، قبل أن ترديه قوات الشرطة قتيلاً.

وجاء الهجوم على الأسقف بعد أيام فقط من واقعة طعن في ضاحية بوندي الساحلية في سيدني أودت بحياة ستة أشخاص. وتعد الجرائم التي تنفذ بأسلحة نارية وبيضاء نادرة في أستراليا، التي تصنف باستمرار من بين أكثر الدول أماناً في العالم، وفقاً للحكومة الاتحادية.


الهند تتهم كندا بـ«الهوس» لتحقيقها في ضلوع نيودلهي باغتيال زعيم من السيخ

وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار (حسابه على منصة «إكس»)
وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار (حسابه على منصة «إكس»)
TT

الهند تتهم كندا بـ«الهوس» لتحقيقها في ضلوع نيودلهي باغتيال زعيم من السيخ

وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار (حسابه على منصة «إكس»)
وزير الخارجية الهندي إس. جايشانكار (حسابه على منصة «إكس»)

أعلن وزير الخارجية الهندي أن أوتاوا تُظهر «هوساً» بتحقيقها في احتمال ضلوع الهند في اغتيال زعيم من السيخ، غرب كندا، بعد توقيف ثلاثة رجال، الجمعة، يشتبه في ضلوعهم بجريمة القتل.

وأوقفت الشرطة الكندية، الجمعة، ثلاثة هنود في العشرينات من العمر يشتبه بانتمائهم إلى فريق اغتال الزعيم السيخي هارديب سينغ نيجار في فانكوفر العام الماضي.

وأكدت قوات الأمن الكندية أنها تحقّق «في وجود صلات محتملة مع الحكومة الهندية»، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

ونقلت وكالة أنباء «برس ترست» الهندية عن وزير الخارجية إس. جايشانكار قوله، السبت، «إن اتهام الهند هوس سياسي في كندا».

وهاجر نيجار إلى كندا في عام 1997 وأصبح مواطناً كندياً في عام 2015. وهو من دعاة إقامة دولة للسيخ منفصلة عن الهند باسم «خاليستان».

وكان مطلوباً لدى السلطات الهندية بتهمة الإرهاب والتآمر لارتكاب جريمة قتل. وقُتل في يونيو (حزيران) 2023 برصاص مهاجمين ملثمين في مرأب معبد للسيخ قرب مدينة فانكوفر على الساحل الغربي لكندا.

وأغرقت القضية كندا والهند في أزمة دبلوماسية خطيرة في الخريف الماضي، بعدما ألمح رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو إلى تورط الحكومة الهندية في عملية الاغتيال. ووصفت نيودلهي الاتهامات بأنها «سخيفة».

وبعد شهر، اضطرت الحكومة الكندية إلى إعادة عشرات من دبلوماسييها في الهند بعدما هدّدت نيودلهي بسحب حصانتهم الدبلوماسية.

وقُتل آلاف الأشخاص في ثمانينات القرن الماضي خلال تمرد انفصالي كان يهدف إلى إنشاء وطن للسيخ باسم «خاليستان»، واجهته القوات الهندية بقمع شديد.

وتراجع زخم هذه الحركة في الأراضي الهندية، لكنها تحظى بدعم أقلية من السيخ في الشتات توجد خصوصاً في كندا التي تضم أكبر جالية للسيخ خارج الهند على مستوى العالم، حيث يبلغ عددهم 770 ألف شخص.

وأوضح جايشانكار أن نيودلهي تسعى إلى إقناع أوتاوا بعدم منح الانفصاليين السيخ تأشيرات دخول أو أي شرعية سياسية لأنهم «يسببون مشاكل لـ(كندا)، ولنا، وكذلك لعلاقاتنا الدبلوماسية».

وأضاف أن كندا «لا تتقاسم معنا أي دليل في بعض القضايا، كما أن أجهزة الشرطة لا تتعاون معنا».


الشرطة الأسترالية تقتل صبياً بعد ثالث عملية طعن خلال شهر

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر موقع حادث الطعن في بيرث (أ.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر موقع حادث الطعن في بيرث (أ.ب)
TT

الشرطة الأسترالية تقتل صبياً بعد ثالث عملية طعن خلال شهر

صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر موقع حادث الطعن في بيرث (أ.ب)
صورة مقتبسة من مقطع فيديو تظهر موقع حادث الطعن في بيرث (أ.ب)

قالت الشرطة الأسترالية اليوم (الأحد) إنها قتلت بالرصاص صبياً، بعد أن طعن رجلاً في بيرث عاصمة ولاية أستراليا الغربية، في هجوم قالت السلطات إنه يشير إلى عمل من أعمال الإرهاب، وهو ثالث عملية طعن تشهدها أستراليا خلال أقل من شهر.

وذكرت سلطات الولاية أن ثمة دلائل على أن الصبي البالغ من العمر 16 عاماً، والذي كان مسلحاً بسكين مطبخ، اعتنق أفكاراً متشددة عبر الإنترنت، مضيفة أنها تلقت مكالمات من أعضاء معنيين من الجالية المسلمة بالمنطقة، قبل الهجوم الذي وقع في وقت متأخر من مساء السبت، وفقاً لما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقالت الشرطة إن الهجوم الذي وقع في ضاحية ويليتون يحمل «بصمات» الإرهاب؛ لكن لم يتم إعلانه بعد عملاً إرهابياً.

وقال روجر كوك، رئيس وزراء ولاية أستراليا الغربية، في مؤتمر صحافي تلفزيوني في بيرث: «في هذه المرحلة يبدو أنه تصرف بمفرده» في إشارة إلى المهاجم.

وقالت السلطات إن الضحية الذي طُعن في ظهره حالته مستقرة في المستشفى.

ويأتي هذا الحادث بعد أن اتهمت شرطة ولاية نيو ساوث ويلز، الشهر الماضي، كثيراً من الصبية بارتكاب جرائم تتعلق بالإرهاب، في التحقيقات التي أعقبت طعن أسقف آشوري، بينما كان يلقي خطبة على الهواء مباشرة في سيدني يوم 15 أبريل (نيسان).

وجاء الهجوم على الأسقف بعد يومين فقط من واقعة طعن في ضاحية بوندي الساحلية في سيدني، أودت بحياة 6 أشخاص.

وتعد الجرائم التي تنفذ بأسلحة نارية وبيضاء نادرة في أستراليا، التي تصنف باستمرار من بين أكثر الدول أماناً في العالم، وفقاً للحكومة الاتحادية.


كندا: تدخل أجنبي في الانتخابات «لم يغيّر نتيجتها»

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
TT

كندا: تدخل أجنبي في الانتخابات «لم يغيّر نتيجتها»

رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو يدلي بشهادته أمام لجنة التحقيق في التدخل الأجنبي في 10 أبريل الماضي (أ.ف.ب)

خلصت لجنة تحقيق عامة، الجمعة، إلى أن الانتخابات الكندية الأخيرة التي أعادت حكومة جاستن ترودو الليبرالية إلى السلطة، قد شهدت تدخلاً أجنبياً، لكنها أكدت أن ذلك لم يُغيّر نتيجة الانتخابات. وقالت ماري جوزيه هوغ، رئيسة اللجنة المعنية بالتدخل الأجنبي، إن «أعمال تدخل أجنبي قد ارتُكبت خلال الاقتراعين العامين الفيدراليين الأخيرين، لكنها لم تقوض نزاهة نظامنا الانتخابي الذي لم تهتز صلابته»، كما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية». وخلص هذا التقرير المرحلي الأول، الذي نُشر بعد 21 يوماً من جلسات استماع لرؤساء وكالات استخبارات ومسؤولين كبار وقادة سياسيين كنديين، إلى أن «الحزب الليبرالي كان سيتولى السلطة مع أو من دون تدخل أجنبي في عامي 2019 و2021». ومنذ أشهر، أدّت شكوك حيال حصول تدخل صيني في الانتخابات الكندية إلى زيادة الضغط على الحكومة، ودفعت إلى إطلاق تحقيق عام حول هذا الموضوع في سبتمبر (أيلول). ووثّق التقرير الذي صدر، الجمعة، هذه المناورات الأجنبية، وجاء فيه أن «الدول الأجنبية تستخدم مجموعة تكتيكات للتدخل في الديمقراطية الكندية»، مثل «دفع رشى»، وممارسة «الابتزاز»، و«إطلاق تهديدات»، و«عرض دعم مالي» خصوصاً على مرشحين سياسيين، و«شنّ هجمات إلكترونية»، أو حتى «تنفيذ حملات تضليل». وأشارت اللجنة إلى أن الاستخبارات الكندية ترى أن الصين «تُشكّل إلى حد بعيد أكبر تهديد للفضاء الانتخابي الكندي». وتُعدّ هذه الاستنتاجات «أولية»، ويُتوقع صدور تقرير نهائي في ديسمبر (كانون الأول). وقال دومينيك لوبلان، وزير الأمن العام والمؤسسات الديمقراطية: «لن ننتظر التقرير النهائي لمواصلة تعزيز إجراءاتنا»، مؤكداً أن الحكومة ترحب بهذه الاستنتاجات الأولية. والشهر الماضي، أدلى رئيس الوزراء جاستن ترودو بشهادته أمام هذه اللجنة، مؤكداً أن الجهود التي بذلتها حكومته لإحباط محاولات التدخل قد تكللت بالنجاح. وكثيراً ما نفت الصين الاتهامات بالتدخل، في وقت تسود فيه توترات دبلوماسية بين البلدين.


مدير «الصحة العالمية» يدعو للتوصل إلى اتفاق للحماية من الجوائح

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)
TT

مدير «الصحة العالمية» يدعو للتوصل إلى اتفاق للحماية من الجوائح

المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)
المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس (إ.ب.أ)

حض المدير العام لمنظمة الصحة العالمية من جنيف، الجمعة، الدول التي تتفاوض على نص حول الحماية من أي جوائح مستقبلية والوقاية منها، على التوصل إلى اتفاق وذلك قبل أيام من حلول الموعد النهائي لإقراره.

وقال تيدروس أدهانوم غيبرييسوس للمفاوضين المجتمعين في مقر المنظمة الأممية: «أعلم أن العملية كانت صعبة وشاقة أحياناً، وأنها لم تنته بعد. أعلم أنكم اضطررتم جميعاً إلى تقديم تنازلات لم ترغبوا في القيام بها».

وتعمل دول منظمة الصحة العالمية منذ عامين على مسودة اتفاق دولي وبدأت مفاوضات ماراثونية الاثنين على أمل التوصل إلى توافق بحلول 10 مايو (أيار) كحد أقصى.

وتجري مناقشة كل بند من بنود مسودة الاتفاقية الـ37 على التوالي، و ينقسم المفاوضون إلى مجموعات عمل سعيا للتوصل إلى توافق.

وبعد خمسة أيام من المفاوضات، أقر تيدروس بأن خلافات لا تزال قائمة، مؤكدا في المقابل أن المواقف تبدو متقاربة أكثر من قبل. وقال «أقر بأنه قد يكون هناك وفود غير قادرة على الرغم من جهودها الحميدة، على الانخراط في التوافق، ولكنها تملك الخيار، بإمكانها أن تختار عدم عرقلة الاتفاق». وطلب من الدبلوماسيين «أمنحوا أنفسكم ما تفتخروا به».

وأضاف «إمنحوا شعوب العالم وشعوب بلدانكم والشعوب التي تمثلونها، مستقبلاً أكثر أماناً، لذا ليس لدي سوى طلب واحد: أرجوكم، قوموا بذلك من أجلهم».

وتهدف المفاوضات إلى إنجاز نص لاعتماده خلال الجمعية العالمية لدول منظمة الصحة التي تنطلق في 27 مايو.

وينبغي أن يتيح النص الملزم الاستعداد لأي جوائح مستقبلية قد يشهدها العالم، فيما تشدد الدول الأكثر فقرا على أهمية «الإنصاف».

وتتركز الخلافات الرئيسية حول الوصول بشكل عادل إلى العوامل الممرضة المكتشفة والحصول على المنتجات لمكافحة الجائحة، مثل اللقاحات التي يتم تطويرها بالاستناد إلى هذه الاكتشافات والتوزيع المنصف للاختبارات والعلاجات واللقاحات ضد الجائحة، وكذلك الوسائل لانتاجها.

وقالت الرئيسة المشاركة للمفاوضات بريشوس ماتسوسو في مؤتمر صحافي الجمعة، إن «الدول بدأت تجد» أرضية مشتركة. وحذرت من أنه إن كانت المناقشات حول بعض بنود مشروع النص «أحرزت تقدما كبيرا»، إلا أن «المهلة تنفد».

ومع تلاشي ذكرى ملايين الضحايا الذين حصدتهم جائحة «كوفيد-19» والمعاناة والأضرار الاقتصادية الجسيمة الناجمة عنها، يتبدد الشعور بالحاجة الملحة.

ويركز المشروع الجديد على نقاط التوافق لمحاولة التوصل إلى الإجماع المطلوب ويترك مهمة بت بعض المواضيع الشائكة لمحادثات مستقبلية في السنتين المقبلتين.

* نتيجة جيدة

واعتبر الرئيس المشارك للمفاوضات رولان دريس أنه كما هو الحال في جميع المناقشات المماثلة، من المتوقع أن تتحلحل الأمور مع مشارفة المهلة على نهايتها.

وأكد الدبلوماسي الهولندي «نحن مقتنعون بأننا سنتوصل إلى نتيجة جيدة بحلول نهاية الأسبوع».

إلا أن المنظمات غير الحكومية التي تابعت المفاوضات بدت أقل تفاؤلا.

وقال ك. م. غوباكومار، الباحث في «ثيرد وورد نتوورك» (Third World Network) لوكالة الصحافة الفرنسية: «لمسنا تفاؤلا لدى الرؤساء المشاركين ولكن، من جانب آخر، هناك تشكيك من دول مختلفة». وأوضح «لا تزال هناك أسئلة دون إجابة. فحول الوصول العادل، لم يتم تقديم أي شيء ملموس. وحول وسائل التمويل؟ صمت».

ودعا الدول النامية إلى النظر في مدى التغيير الذي سيحدثه النص في الوضع الراهن غير المرضي على صعيد الوصول المنصف إلى اللقاحات والاختبارات والأدوية.

وقالت يوانكيونغ من منظمة «أطباء بلا حدود» إن العديد من القضايا التي تهم منظمتها غير الحكومية، مثل العاملين في مجال الصحة والبحث والتطوير ونقل التكنولوجيا إلى البلدان النامية، لا تزال موضع مناقشات معمّقة ضمن مجموعات العمل. وأضافت «يبدو أن بعض القضايا الخلافية الرئيسية لا تزال تثير الجدل».


أمطار غزيرة تغرق جنوب البرازيل... وعشرات القتلى والمفقودين (صور)

الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)
الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)
TT

أمطار غزيرة تغرق جنوب البرازيل... وعشرات القتلى والمفقودين (صور)

الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)
الأمطار الغزيرة غمرت الشوارع في بورتو أليغري ولاية ريو غراندي دو سول (أ.ب)

أعلنت السلطات المحلية في البرازيل أمس (الجمعة) أن أمطاراً غزيرة هطلت في ولاية ريو غراندي دو سول في أقصى جنوب البلاد تسببت في مقتل 39 شخصاً، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى إذ لا يزال العشرات في عداد المفقودين، بحسب «رويترز».

يتم إنقاذ سكان الجزر الساحلية لبحيرة جوايبا من قبل الجيش البرازيلي بعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة (إ.ب.أ)

وذكر الدفاع المدني في ريو غراندي دو سول أن 68 شخصاً ما زالوا في عداد المفقودين، ونزح ما لا يقل عن 24 ألفاً من الولاية المتاخمة لأوروغواي والأرجنتين، والتي تضرر تقريباً نصف مدنها البالغ عددها 497 مدينة.

وقال إدواردو ليتشي حاكم الولاية للصحافيين: «هذه الأعداد قد تتغير بشكل كبير خلال الأيام التالية عندما نتمكن من الوصول إلى مزيد من المناطق».

صورة بطائرة من دون طيار تظهر المركبات في المنطقة المتضررة من الفيضانات في إنكانتادو (رويترز)

وغمرت المياه الشوارع تماماً ودُمرت طرق وجسور في مدن كثيرة. وتسببت العاصفة أيضاً في حدوث انهيارات أرضية وانهيار جزئي لهيكل سد في محطة صغيرة للطاقة الكهرومائية.

وقالت السلطات إن سداً آخر في مدينة بينتو جونكالفيس مُعرض أيضاً لخطر الانهيار، وأمرت الأشخاص الذين يقطنون بالقرب منه بإخلاء منازلهم.

رجل يقف خارج منزل متضرر من الفيضانات في ريلفادو في ريو غراندي دو سول (رويترز)

وتقع الولاية في نقطة جغرافية تلتقي فيها الأجواء الاستوائية والقطبية، مما خلق نمطاً مناخياً تتخلله فترات من الأمطار الغزيرة وأخرى من الجفاف.

ويعتقد علماء محليون أن هذا النمط يفاقمه تغير المناخ.

أثرت الفيضانات بشكل رئيسي على ولاية ريو غراندي دو سول بما في ذلك بورتو أليغري العاصمة الإقليمية مما أجبر أكثر من 30 ألف شخص على مغادرة منازلهم (إ.ب.أ)

وهطلت أمطار غزيرة على ريو غراندي دو سول في سبتمبر (أيلول) الماضي حين تسبب إعصار فوق مداري في فيضانات أسفرت عن مقتل أكثر من 50 شخصاً.

يتم إنقاذ سكان الجزر الساحلية لبحيرة غوايبا من قبل الجيش البرازيلي بعد الفيضانات الناجمة عن الأمطار الغزيرة في بورتو أليغري (إ.ب.أ)

وجاء ذلك بعد أكثر من عامين من الجفاف المستمر بسبب ظاهرة النينيو مع ندرة في الأمطار.

وسافر الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا إلى الولاية يوم الخميس لزيارة الأماكن المتضررة، ومناقشة جهود الإنقاذ مع الحاكم.


المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من «التهديدات الانتقامية» ضدّها

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
TT

المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من «التهديدات الانتقامية» ضدّها

المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)
المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان (وسط) (حسابه على منصة «إكس»)

أصدرت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، تحذيراً إلى «الأفراد الذين يهدّدون بالانتقام» منها أو من موظفيها، مؤكدة أنّ مثل هذه الأعمال يمكن أن تشكّل «هجوماً على إدارة العدالة».

وقال مكتب المدعي العام كريم خان، ومقرّه في لاهاي، في بيان نشره على موقع «إكس»، إنّه يسعى إلى «الانخراط بشكل بنّاء مع جميع أصحاب المصلحة في كلّ مرّة يكون الحوار متوافقاً مع صلاحياته».

وأضاف: «مع ذلك، فإنّ هذا الاستقلال وهذا الحياد يتمّ تقويضهما عندما يهدّد الأفراد باتخاذ إجراءات انتقامية ضدّ المحكمة أو ضدّ موظفي المحكمة» في حال اتخاذ «قرارات» بشأن تحقيقات تقع ضمن صلاحياتها.

وحذّر من أنّ «مثل هذه التهديدات، حتى لو لم يتمّ تنفيذها، يمكن أن تشكّل هجوماً على إدارة العدالة» المنوطة بالمحكمة الجنائية الدولية.

وقال إنّ المحكمة الجنائية الدولية تدعو إلى وضع حدّ «فوري» لـ«محاولات العرقلة أو التخويف أو التأثير بشكل غير مبرّر على مسؤوليها».

ولم يرغب مكتب خان في أن يحدّد لـ«وكالة الصحافة الفرنسية» الجهة التي أطلقت هذه التهديدات وما إذا كانت مرتبطة بإسرائيل والحرب في غزة.

وفتحت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقاً في عام 2021 بشأن إسرائيل، وكذلك بشأن حركة «حماس» وفصائل فلسطينية مسلّحة أخرى، بتهمة ارتكاب جرائم حرب محتملة في الأراضي الفلسطينية، ثمّ وسّعت نطاق التحقيق ليشمل «تصعيد الأعمال العدائية والعنف منذ هجمات السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023» التي نفّذتها «حماس» على الأراضي الإسرائيلية.

وقال مسؤولون إسرائيليون لصحيفة «نيويورك تايمز» إنهم يتوقعون أن تصدر المحكمة الجنائية الدولية مذكّرات توقيف ضد أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، وربما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، فيما يتصل بإدارة العمليات العسكرية المدمّرة التي شنّتها إسرائيل في قطاع غزة رداً على هجوم «حماس».

وعدّ الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ، الأربعاء، أن احتمال قيام المحكمة الجنائية الدولية بتوجيه التهم إلى قادة إسرائيليين على خلفية الحرب في غزة، يمثل «خطراً على الديمقراطيات»، داعياً حلفاءه إلى «معارضة» ذلك.

من جهته، قال نتنياهو إن هدف مذكرات التوقيف بحق قادة إسرائيليين، في حال صدورها، سيكون «تهديد قادة وجنود إسرائيل، وبشكل خاص شل قدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها».

وأسفر هجوم السابع من أكتوبر عن مقتل 1170 شخصاً، وفقاً لتعداد أجرته «وكالة الصحافة الفرنسية» بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية. وخُطف خلال الهجوم أكثر من 250 شخصاً من جنوب إسرائيل، ما زال 129 منهم محتجزين رهائن في غزة، بينهم 35 تقول إسرائيل إنّهم لم يعودوا على قيد الحياة وجثثهم محتجزة في غزة.

وردّاً على هجوم «حماس»، تعهّدت إسرائيل القضاء على الحركة، وهي تشنّ مذذاك عملية عسكرية ضخمة ضدّ قطاع غزة أسفرت حتى اليوم عن مقتل 34622 شخصاً، معظمهم من المدنيين، وفق وزارة الصحّة في غزة.