وزير العدل العراقي: سننهي ملف المحكومين بالإعدام طبقًا للقانون

العبادي يشكل لجنة رباعية

وزير العدل العراقي: سننهي ملف المحكومين بالإعدام طبقًا للقانون
TT

وزير العدل العراقي: سننهي ملف المحكومين بالإعدام طبقًا للقانون

وزير العدل العراقي: سننهي ملف المحكومين بالإعدام طبقًا للقانون

أكد وزير العدل العراقي حيدر الزاملي، أن الأمر الصادر عن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الخاص بتشكيل لجنة تتولى حسم ملف المحكومين بالإعدام، «يأتي طبقا لاتفاق من أجل أن ننهي هذا الملف بصورة نهائية، وغلق باب المجادلات؛ لأنها أخذت أكثر من حاجتها».
وجاء حديث الوزير، في تعقيب على قرار العبادي أمس، بتشكيل لجنة تتولى حسم ملف المحكومين بالإعدام.
وذكر بيان لمكتبه الإعلامي أن «العبادي وجه بتشكيل لجنة من ممثلين عن الأمانة العامة لمجلس الوزراء، ومجلس القضاء الأعلى، ورئاسة الجمهورية، ووزارة العدل، تتولى حسم ملف المحكومين بالإعدام، وتحديد المعوقات والأسباب التي تؤدي إلى تأخير تنفيذ أحكام الإعدام، ووضع التوصيات اللازمة لتسريع المصادقة على الأحكام المذكورة».
وفي هذا السياق قال وزير العدل حيدر الزاملي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «الوزارة من جانبها لم تقصر، ولن تقصر بإيقاع القصاص بالمجرمين، ولكن حسب السياقات القانونية، وهي وزارة سيادية، وتمثل سياسة الدولة وليس ردود أفعال حسب الحوادث الجارية». وأضاف الوزير الزاملي أن «كل إجراءات العدل تقع ضمن السياقات، وهي لا تخضع لأي ضغوط خارجية أو داخلية إلا بما يتوافق مع القانون».
من جهته أكد الخبير القانوني أحمد العبادي لـ«الشرق الأوسط»، أن «قانون أصول المحاكمات الجزائية في العراق رسم آلية واضحة على صعيد المسار القانوني لإصدار الأحكام، والتي هي التحقيق والمحاكمة وإصدار الحكم وتصديق القرار وعرضه على رئيس الجمهورية ومن ثم تنفيذه من قبل وزارة العدل، وبشكل واضح لا لبس فيه». وأضاف العبادي أن «هناك فقرة في قانون أصول المحاكمات الجزائية تبيح إعادة المحاكمة، وهو إجراء قانوني بحد ذاته، لكن أحيانا يحصل خلل في جانب معين قد لا يبدو منظورا تماما، ولكنه يؤثر في النهاية على سياق المحاكمات».
وفي وقت عد فيه العبادي اللجنة التي شكلها رئيس الوزراء «يمكن أن تكون عامل تسريع في تنفيذ الأحكام طبقا للآلية التي شرحناها، لكن أي إجراء سريع دون استكمال كل الجوانب القانونية، يمكن أن يؤدي في النهاية إلى ذهاب أبرياء، حيث يمكن أن يحرمهم من حق الدفاع عن النفس». وكانت رئاسة الجمهورية واجهت اتهاما في تأخير إصدار المراسيم الجمهورية الخاصة بأحكام الإعدام. لكن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية خالد شواني نفى مسؤولية الرئاسة عن ذلك، وقال في بيان رسمي، إن الرئاسة هي المخول الوحيد بأحكام المصادقة على الإعدام وفق الدستور، «وهناك لجان تابعة لدوائر متخصصة في الرئاسة تتابع تلك الأحكام بشكل دقيق». وأضاف أن «بعض ملفات أحكام الإعدام الموجودة في الرئاسة؛ متعلق بالإرهاب، وبعضها الآخر جنائي، مؤكدا أن القانونيين برئاسة الجمهورية يعيدون النظر في تلك الملفات، «فالملف الذي تمت إجراءاته القانونية يصدر فيه مرسوم جمهوري، والملف الذي لم تكتمل إجراءاته يُعاد إلى مجلس القضاء بهدف إكمالها».
وأوضح شواني أن «رئيس الجمهورية فؤاد معصوم لم يرفض أي حكم إعدام صادر بحق المدانين من قبل القضاء العراقي»، مبينا أن أحكام الإعدام الموجودة في رئاسة الجمهورية لا تتجاوز 750 حكما، بينها 155 حكما متعلقا بقضايا «إرهابية» فقط، «لا كما أشيع مؤخرا بأن عددها 7 آلاف حكم منذ 2006».



الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)
فعالية حوثية داخل جامعة صنعاء تضامناً مع «حزب الله» (إعلام حوثي)

كثّفت الجماعة الحوثية استهدافها مدرسي الجامعات والأكاديميين المقيمين في مناطق سيطرتها بحملات جديدة، وألزمتهم بحضور دورات تعبوية وزيارات أضرحة القتلى من قادتها، والمشاركة في وقفات تنظمها ضد الغرب وإسرائيل، بالتزامن مع الكشف عن انتهاكات خطيرة طالتهم خلال فترة الانقلاب والحرب، ومساعٍ حثيثة لكثير منهم إلى الهجرة.

وذكرت مصادر أكاديمية في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن مدرسي الجامعات العامة والخاصة والموظفين في تلك الجامعات يخضعون خلال الأسابيع الماضية لممارسات متنوعة؛ يُجبرون خلالها على المشاركة في أنشطة خاصة بالجماعة على حساب مهامهم الأكاديمية والتدريس، وتحت مبرر مواجهة ما تسميه «العدوان الغربي والإسرائيلي»، ومناصرة فلسطينيي غزة.

وتُلوّح الجماعة بمعاقبة مَن يتهرّب أو يتخلّف من الأكاديميين في الجامعات العمومية، عن المشاركة في تلك الفعاليات بالفصل من وظائفهم، وإيقاف مستحقاتهم المالية، في حين يتم تهديد الجامعات الخاصة بإجراءات عقابية مختلفة، منها الغرامات والإغلاق، في حال عدم مشاركة مدرسيها وموظفيها في تلك الفعاليات.

أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

وتأتي هذه الإجراءات متزامنة مع إجراءات شبيهة يتعرّض لها الطلاب الذين يجبرون على حضور دورات تدريبية قتالية، والمشاركة في عروض عسكرية ضمن مساعي الجماعة لاستغلال الحرب الإسرائيلية على غزة لتجنيد مقاتلين تابعين لها.

انتهاكات مروّعة

وكان تقرير حقوقي قد كشف عن «انتهاكات خطيرة» طالت عشرات الأكاديميين والمعلمين اليمنيين خلال الأعوام العشرة الماضية.

وأوضح التقرير الذي أصدرته «بوابة التقاضي الاستراتيجي»، التابعة للمجلس العربي، بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأسرى والمختطفين، قبل أسبوع تقريباً، وغطّي الفترة من مايو (أيار) 2015، وحتى أغسطس (آب) الماضي، أن 1304 وقائع انتهاك طالت الأكاديميين والمعلمين في مناطق سيطرة الجماعة الحوثية التي اتهمها باختطافهم وتعقبهم، ضمن ما سمّاها بـ«سياسة تستهدف القضاء على الفئات المؤثرة في المجتمع اليمني وتعطيل العملية التعليمية».

أنشطة الجماعة الحوثية في الجامعات طغت على الأنشطة الأكاديمية والعلمية (إكس)

ووثّق التقرير حالتي وفاة تحت التعذيب في سجون الجماعة، وأكثر من 20 حالة إخفاء قسري، منوهاً بأن من بين المستهدفين وزراء ومستشارين حكوميين ونقابيين ورؤساء جامعات، ومرجعيات علمية وثقافية ذات تأثير كبير في المجتمع اليمني.

وتضمن التقرير تحليلاً قانونياً لمجموعة من الوثائق، بما في ذلك تفاصيل جلسات التحقيق ووقائع التعذيب.

ووفق تصنيف التقرير للانتهاكات، فإن الجماعة الحوثية نفّذت 1046 حالة اختطاف بحق مؤثرين، وعرضت 124 منهم للتعذيب، وأخضعت اثنين من الأكاديميين و26 من المعلمين لمحاكمات سياسية.

وتشمل الانتهاكات التي رصدها التقرير، الاعتقال التعسفي والإخفاء القسري والتعذيب الجسدي والنفسي والمحاكمات الصورية وأحكام الإعدام.

عشرات الأكاديميين لجأوا إلى طلب الهجرة بسبب سياسات الإقصاء الحوثية وقطع الرواتب (إكس)

وسبق أن كشف تقرير تحليلي لأوضاع الأكاديميين اليمنيين عن زيادة في طلبات العلماء والباحثين الجامعيين للهجرة خارج البلاد، بعد تدهور الظروف المعيشية، واستمرار توقف رواتبهم، والانتهاكات التي تطال الحرية الأكاديمية.

وطبقاً للتقرير الصادر عن معهد التعليم الدولي، ارتفعت أعداد الطلبات المقدمة من باحثين وأكاديميين يمنيين لصندوق إنقاذ العلماء، في حين تجري محاولات لاستكشاف الطرق التي يمكن لقطاع التعليم الدولي من خلالها مساعدة وتغيير حياة من تبقى منهم في البلاد إلى الأفضل.

إقبال على الهجرة

يؤكد المعهد الدولي أن اليمن كان مصدر غالبية الطلبات التي تلقّاها صندوق إنقاذ العلماء في السنوات الخمس الماضية، وتم دعم أكثر من ثلثي العلماء اليمنيين داخل المنطقة العربية وفي الدول المجاورة، بمنحة قدرها 25 ألف دولار لتسهيل وظائف مؤقتة.

قادة حوثيون يتجولون في جامعة صنعاء (إعلام حوثي)

لكن تحديات التنقل المتعلقة بالتأشيرات وتكلفة المعيشة والاختلافات اللغوية الأكاديمية والثقافية تحد من منح الفرص للأكاديميين اليمنيين في أميركا الشمالية وأوروبا، مقابل توفر هذه الفرص في مصر والأردن وشمال العراق، وهو ما يفضله كثير منهم؛ لأن ذلك يسمح لهم بالبقاء قريباً من عائلاتهم وأقاربهم.

وخلص التقرير إلى أن العمل الأكاديمي والبحثي داخل البلاد «يواجه عراقيل سياسية وتقييداً للحريات ونقصاً في الوصول إلى الإنترنت، ما يجعلهم يعيشون فيما يُشبه العزلة».

وأبدى أكاديمي في جامعة صنعاء رغبته في البحث عن منافذ أخرى قائمة ومستمرة، خصوصاً مع انقطاع الرواتب وضآلة ما يتلقاه الأستاذ الجامعي من مبالغ، منها أجور ساعات تدريس محاضرات لا تفي بالاحتياجات الأساسية، فضلاً عن ارتفاع الإيجارات.

إجبار الأكاديميين اليمنيين على المشاركة في الأنشطة الحوثية تسبب في تراجع العملية التعليمية (إكس)

وقال الأكاديمي الذي طلب من «الشرق الأوسط» التحفظ على بياناته خوفاً على سلامته، إن الهجرة ليست غاية بقدر ما هي بحث عن وظيفة أكاديمية بديلة للوضع المأساوي المعاش.

ويقدر الأكاديمي أن تأثير هذه الأوضاع أدّى إلى تدهور العملية التعليمية في الجامعات اليمنية بنسبة تتجاوز نصف الأداء في بعض الأقسام العلمية، وثلثه في أقسام أخرى، ما أتاح المجال لإحلال كوادر غير مؤهلة تأهيلاً عالياً، وتتبع الجماعة الحوثية التي لم تتوقف مساعيها الحثيثة للهيمنة على الجامعات ومصادرة قرارها، وصياغة محتوى مناهجها وفقاً لرؤية أحادية، خصوصاً في العلوم الاجتماعية والإنسانية.

وفي حين فقدت جامعة صنعاء -على سبيل المثال- دورها التنويري في المجتمع، ومكانتها بصفتها مؤسسة تعليمية، تُشجع على النقد والتفكير العقلاني، تحسّر الأكاديمي اليمني لغياب مساعي المنظمات الدولية في تبني حلول لأعضاء هيئة التدريس، سواء في استيعابهم في مجالات أو مشروعات علمية، متمنياً ألا يكون تخصيص المساعدات لمواجهة المتطلبات الحياتية للأكاديميين غير مشروط أو مجاني، وبما لا يمس كرامتهم.