دعوات لعقد جلسة استثنائية لبرلمان العراق لبحث معاناة نازحي الموصل

بدأ تنظيم داعش بحفر الخنادق ببعض المناطق حول مدينة الموصل، استعدادا على ما يبدو أنها معركته الفاصلة، وسط تفاقم معاناة النازحين من المدن والنواحي والقرى الواقعة قرب المدينة التي تضم أكثر من مليوني نسمة.
ودعا رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي البرلمان إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة أزمة النزوح والمعاناة الناجمة وذلك في تصريح لـ«الشرق الأوسط».
لكن رئيس ديوان الوقف السني الشيخ عبد اللطيف هميم يرى في تصريح مماثل أن «المشكلة أكبر من الإمكانيات المتاحة برغم بذل المزيد من الجهود لتخفيفها».
وطبقا لمصادر من داخل شرطة محافظة نينوى فإن عناصر تنظيم داعش ما زالت مستمرة في حفر الخنادق حول مدينة الموصل، وانتهت من حفر ثلاثة خنادق تقع بين منطقتي، الشلالات، والنوران شمال الموصل. وأضاف مصدر مطلع بالقول إن «داعش بدأ بحفر خنادق جديدة تقع في مناطق جنوب وغرب وشرق وشمال مدينة الموصل، على خلفية تخوفه من عملية عسكرية قريبة لتحرير الموصل، على أمل عرقلة تقدم القوات الأمنية العراقية».
في الوقت نفسه تستعد القوات العراقية لمعركة التحرير، وسط جدل سياسي محتدم بشأن دور القوات الأميركية التي أرسلت حديثا، وعددها 560 جنديا، ومشاركة «الحشد الشعبي» في المعركة.
محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي اعتبر في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن خروج «الأهالي إلى ممرات آمنة طبقا لما تدعوهم إليه الحكومة العراقية أمر محفوف بالمخاطر نظرا للمعاناة الشديدة لعمليات النزوح وعدم توفر الإمكانيات المطلوبة لإيواء النازحين». وأضاف أنه «سبق لمدن أخرى قيل إنه جرى توفير ممرات آمنة بينما لم يتم توفير أبسط المستلزمات لهم في خيم النزوح».
لكن رئيس لجنة الهجرة والمهجرين في البرلمان العراقي رعد الدهلكي دعا إلى «مناقشة جادة وحقيقية لقضية النزوح وما يعانيه النازحون من أوضاع مأساوية وكله بسبب تقصير الجهات الرسمية حيث لا بد لنا من معرفة الأسباب الحقيقية لهذا الإخفاق الكبير في هذا الملف» مبينا أنه «لا يكفي أن نتحدث عن عمليات تحرير مدن ومحافظات بينما تستمر عمليات النزوح والتهجير وعدم السماح بالعودة لهذا السبب أو ذاك مستمرة».
وأوضح الدهلكي أن «هناك مخيمات نزوح لا تصلح لسكن بني آدم يضاف إلى أن هناك شبه إبادة جماعية بسبب فقدان كل شيء يمكن أن يديم الحياة» عادا «المعاناة ستتفاقم أكثر كلما اقتربنا من معركة الموصل».
وعلى صعيد متصل أكد رئيس الوقف السني الشيخ عبد اللطيف الهميم في حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن «المعاناة كبيرة بالفعل حيث قمت بزيارة كل معسكرات وخيام النازحين في العراق، وبعضها لعدة مرات من أجل الاطلاع على حجم المعاناة وتقديم كل ما يمكن تقديمه من مواد الإغاثة الطبية والغذائية بهدف توفير الحد المعقول لهذه العوائل النازحة التي تنتظر على أحر من الجمر العودة إلى مدنها ومنازلها وهو ما نعمل عليه بقوة على صعيد المدن والمحافظات التي جرى تحريرها من تنظيم داعش»، متابعا: «كما أننا نعمل على توفير المستلزمات الضرورية للنازحين من أهالي الموصل مع توقع المزيد من عمليات النزوح خلال الشهور المقبلة».
ودعا الهميم المجتمع الدولي إلى «بذل جهد أكبر في هذا المجال لأن القدرات المحلية ليست كافية بسبب حجم المشكلة الكبير»، وكان وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد انتقد الدعوات التي صدرت مؤخرا من عدد من المحافظات بإعادة النازحين قسريا إلى محافظاتهم بأنها انتهاك للدستور العراقي الذي ينص على حرية السكن والتنقل. وقال الوزير في بيان له تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه إن «التأخير في عودة النازحين إلى مناطق سكناهم في بعض المحافظات يعود إلى عدم جهوزيتها على مستوى الخدمات والأمن فضلا عن المنازل التي تضررت جراء العمليات العسكرية التي جرت في تلك المدن». ودعا الوزير «المحافظات التي تنوي إجبار الأسر النازحة على المغادرة والعودة إلى مدنها الأصلية بالعدول عن هذه الخطوة حيث إن وجود تلك الأسر لن يشكل أي خطر يوحي بتغيير ديموغرافي في المحافظات المضيفة».