ألمانيا تحت صدمة الاعتداء.. والقاتل مختل عقليًا لا علاقة له بتنظيمات متطرفة

محققون: هناك رابط بين اطلاق النار في ميونيخ والنروجي بريفيك الذي قتل 77 شخصًا

ألمانيا تحت صدمة الاعتداء.. والقاتل مختل عقليًا لا علاقة له بتنظيمات متطرفة
TT

ألمانيا تحت صدمة الاعتداء.. والقاتل مختل عقليًا لا علاقة له بتنظيمات متطرفة

ألمانيا تحت صدمة الاعتداء.. والقاتل مختل عقليًا لا علاقة له بتنظيمات متطرفة

أعلنت السلطات الالمانية اليوم (السبت)، أنّ اعتداء ميونيخ نفذه شخص يعاني من مشاكل نفسيه لا علاقة بينه وبين المتطرفين، وأنّه استوحى جريمة النروجي من اليمين المتطرف اندريس بيرينغ بريفيك.
بدوره، أوضح قائد شرطة ميونيخ هوبرتوس اندري «وجدنا عناصر تدل على أنّه يهتم بقضايا مرتبطة بالمختلين عقليا» الذين ارتكبوا عمليات قتل وخصوصًا كتب ومقالات في صحف. وأضاف أنّه ليس هناك أدنى علاقة لمطلق النار بتنظيم «داعش».
وتابع النائب العام، أنّ مطلق النار الذي ولد لأب يعمل سائق أجرة هو شاب ألماني إيراني في 18 من العمر، ولد في ميونيخ وارتاد مدرسة في المدينة. وقد أطلق النار مساء أمس، على مارة بالقرب وداخل مركز تجاري كبير، مما أدى إلى سقوط 9 قتلى و16 جريحًا؛ وهو«يعاني شكلا من اشكال الاكتئاب»، وقال «إنّه مرض». كما دعا إلى توخي الحذر ازاء المعلومات التي تقول إنّه أُخضع لعلاج للامراض العقلية.
كما ذكر اندري أنّ المحققين كشفوا «رابطا واضحًا» بين اطلاق النار والنروجي بريفيك الذي قتل 77 شخصًا قبل خمسة أعوام تماما. مستطردًا أن الهجوم لا علاقة له أيضًا باللاجئين. وقال إن السلطات فتشت غرفة منفذ الهجوم ولم تجد أي «مؤشرات على الإطلاق لوجود صلة بتنظيم داعش». وأشار إلى أن التحقيقات لم تتوصل إلى أي سبب يدعو للاعتقاد بوجود أكثر من مهاجم. وذكر أنه لا يوجد ما يستدعي تفادي الذهاب إلى ميونيخ، أو إلغاء أي أحداث بالمدينة لاعتبارات أمنية.
إلى ذلك، أعلنت وزارة خارجية كوسوفو في بيان أنّ «ثلاثة شبان البان (كوسوفيين) لقوا مصرعهم في الهجوم».
من جانبه، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاوش اوغلو، مصرع ثلاثة اتراك وأنّ السلطات اتصلت بذويهم. أمّا وزارة الخارجية اليونانية فأكّدت أيضًا أنّ مواطنا يونانيا بين ضحايا الاعتداء.
وكان ممثل لنيابة ميونيخ قد صرّح: «ننطلق من مبدأ أنّ الأمر في هذه القضية عمل كلاسيكي لمختل عقليًا»، تحرك بلا دوافع سياسية على ما يبدو. وأضاف: «ليست هناك أسباب أخرى».
وتحاول الشرطة الألمانية صباح اليوم معرفة مزيد من التفاصيل بشأن هوية ودوافع الشاب، الذي سبب صدمة في ألمانيا بعد أيام على هجوم بساطور.
وكانت الشرطة الألمانية ذكرت أنه ليس هناك أي دليل يسمح بتحديد ما إذا كان هجوم ميونيخ الذي أدى إلى جرح 16 شخصًا بينهم 3 إصاباتهم خطيرة، هو اعتداء أو عمل شخص مختل عقليًا.
وداهمت قوات الأمن فجر اليوم، شقة في مبنى من عدة طوابق شمال المدينة، لكن الشرطة لم تؤكد أنّها شقة الألماني الإيراني الذي زرع الرعب قبل أن ينتحر.
وردًا على سؤال لوكالة الصحافة الفرنسية في المكان، قالت جارة تعرف الشاب إنّه «كان شخصًا طيبًا (...) يضحك مثل كل شخص طبيعي».
وأكدت دلفي دالبي (40 سنة) التي تقيم في الطابق الأول، بينما كان الشاب يقطن في الشقة الخامسة: «لم أره يومًا غاضبًا ولم أسمع عن أي مشكلة له مع الشرطة أو مع الجيران».
وفي تسجيل فيديو قصير انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مساء أمس، بعيد إطلاق النار، يظهر رجل مصاب وهو يشتم رجلاً آخر يرتدي ملابس سوداء ويحمل مسدسًا وهو يقف على سطح المركز التجاري. وقالت الشرطة إنه قد يكون منفذ الهجوم.
ويرد صوت يبدو أنه صوت المهاجم، على الجريح قائلاً: «أنا ألماني، ولدت هنا. في حي هآرتس 4». ثم قال عبارة غامضة: «كنت أخضع للعلاج في مستشفى».
وفي برلين، يفترض أن تُلقي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خطابًا ظهر اليوم، بعد الاجتماع مع الوزراء الرئيسيين في حكومتها، الذين قطع معظمهم عطلاتهم الصيفية.
وستنكس الأعلام في جميع أنحاء ألمانيا تكريمًا لأرواح الضحايا، الذين لم تكشف تفاصيل أيضًا عن أعمارهم أو جنسياتهم.
وفي ميونيخ تعود الحياة تدريجيًا إلى طبيعتها بعدما عاشت المدينة حالة طوارئ حقيقية، إذ إن السلطات كانت تخشى وجود 3 مهاجمين فارين في المدينة، مستندة في ذلك إلى شهادات.
وبدأت وسائل النقل المشترك تعمل تدريجيًا صباح اليوم، بعدما توقفت ليلاً.
لكن ألمانيا ما زالت تحت تأثير الصدمة بعد هذا الهجوم الذي سبقه قبل 4 أيام فقط هجوم بساطور، قام به في قطار في بافاريا طالب لجوء في السابعة عشرة من عمره، وقال إنّه من تنظيم داعش.
وكتبت الصحيفة المحلية «تي تسد» في عنوانها الرئيسي: «هجوم على ميونيخ». وقالت صحيفة محلية أخرى «ابيندتسايتونغ» إنّ «الأمر وصل إلينا. سكان ميونيخ كانوا يعتقدون بأنّهم آمنين. الخوف كبر بعد كل هجوم في باريس وإسطنبول وبروكسل». وأضافت: «منذ الجمعة بات واضحًا أنه لم يعد هناك أمان في أي مكان، وحتى في المدينة الأكثر أمانًا في ألمانيا».
وعلى الرغم من أن الدوافع ما زالت مجهولة، يأتي إطلاق النار هذا في أجواء من التوتر في أوروبا.
فهذا الهجوم هو الثالث ضد مدنيين في أوروبا في أقل من 10 أيام بعد اعتداء نيس (جنوب فرنسا) في 14 يوليو (تموز) الذي أسفر عن سقوط 84 قتيلاً، والهجوم بساطور في فورتسبورغ.
وقبيل الساعة 18.00 (16.00 ت. غ) من الجمعة الماضي أطلق الإنذار الأول. فقد قام الشاب الذي كان يرتدي ملابس سوداء كما ظهر في تسجيل لفيديو هواة، بإطلاق نار على مارة وهو يبتعد عن مطعم لسلسلة ماكدونالدز قريب من المركز التجاري. وقد شوهد وهو يطلق النار والناس يفرون من أمامه.
ودخل الشاب بعد ذلك إلى المركز التجاري وواصل إطلاق النار، كما أفاد شهود عيان، قبل أن يلوذ بالفرار.
وقد أصيب برصاص أطلقته دورية للشرطة وعثر على جثته على بعد كيلومتر واحد. وبعدما أرسلت خبراء متفجرات للتأكد من أنّه لا يحمل عبوات معه، لاحظت الشرطة أنّه انتحر.



خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
TT

خبراء الأرصاد الجوية يتوقعون ضعف ظاهرة «النينا»

«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)
«النينا» هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات (أرشيفية - رويترز)

قالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن هناك مؤشرات على أنه ربما تتشكل ظاهرة «النينا» المناخية، ولكن بشكل ضعيف للغاية.

وأضافت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية في جنيف، اليوم (الأربعاء)، إن فرص تطورها خلال الشهرين ونصف الشهر المقبلة تبلغ 55 في المائة. ويكون لظاهرة «النينا عادة تأثير تبريد على المناخ العالمي».

و«النينا»، وتعني بالإسبانية «الفتاة»، هي ظاهرة طبيعية تحدث كل بضع سنوات. وهي عكس ظاهرة «النينو» التي تعني «الصبي» بالإسبانية، حيث ترتفع درجة حرارة المحيط الهادئ الاستوائي بشكل كبير.

وهذا يؤثر على الرياح والضغط الجوي وهطول الأمطار، وبالتالي الطقس في كثير من أجزاء العالم. وترفع ظاهرة «النينو» متوسط درجة الحرارة العالمية، في حين أن ظاهرة «النينا» تفعل العكس تماماً.

كانت ظاهرة «النينو» لا تزال قابلة للرصد في بداية هذا العام، لكن المنظمة العالمية للأرصاد الجوية تقول إن الظروف المحايدة تسود منذ شهر مايو (أيار) تقريباً، ولا يزال هذا الحال مستمراً. ومن المؤكد بالفعل أن عام 2024 سيكون الأكثر سخونة منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.

وتقول المنظمة العالمية للأرصاد الجوية إن ظاهرة «النينا» لم تتطور بعد بسبب الرياح الغربية القوية غير المعتادة التي تهب بين شهري سبتمبر (أيلول) وأوائل نوفمبر (تشرين الثاني).