ليبيا: قوات حكومة الوفاق تتقدم في سرت.. ومقتل 22 من عناصرها

أعلنت القوات الموالية لحكومة الوفاق في ليبيا، أنها حققت تقدما على محورين في مدينة سرت، إثر عمليات قصف بالمدفعية والطائرات ومعارك مع تنظيم داعش، قتل خلالها 22 من عناصرها.
وقالت القوات الحكومية في بيان، إنها «تتقدم على محورين بعد قصف بالمدفعية الثقيلة والطيران»، مشيرة إلى أن عدد الغارات الجوية التي شنتها طائراتها أول من أمس بلغ 16 غارة.
وأوضح العميد محمد الغصري، المتحدث باسم عملية «البنيان المرصوص»، الهادفة إلى استعادة مدينة سرت (450 كلم شرق طرابلس) من أيدي التنظيم المتطرف، إن «المحورين الجنوبي والساحلي بسرت» يشهدان «تقدما كبيرا» لقوات حكومة الوفاق. وأضاف، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية «وال» في طرابلس، أن هذا التقدم تحقق جراء «القصف الشديد بالمدفعية والأسلحة الثقيلة ومساندة سلاح الجو».
من جهته، أعلن مستشفى مصراتة (200 كلم شرق طرابلس)، حيث مركز قيادة العملية العسكرية، أن 22 من عناصر القوات الحكومية قتلوا في المعارك مع تنظيم داعش أول من أمس. وأوضح المستشفى، أن «عدد الشهداء الذين وصلوا إلى مستشفى مصراتة المركزي هو 22 شهيدا من قوات (البنيان المرصوص)، قضوا في الاشتباكات ضد تنظيم داعش الإرهابي بمدينة سرت». كما أعلن «وصول 175 جريحا من قوات عملية (البنيان المرصوص) إلى قسم الحوادث والطوارئ».
وكانت حصيلة سابقة أفادت بمقتل 12 عنصرا، وإصابة 70 عنصرا آخر بجروح.
وأطلقت القوات الموالية لحكومة الوفاق المدعومة من الأمم المتحدة قبل أكثر من شهرين عملية «البنيان المرصوص». وبعد التقدم السريع الذي حققته القوات الحكومية في بداية عمليتها العسكرية، عادت العملية وتباطأت بفعل المقاومة التي يبديها المتشددون الذين يشنون هجمات مضادة، وخصوصا بواسطة سيارات مفخخة يقودها انتحاريون.
وفي بداية يوليو (تموز) الحالي، أعلنت قوات الحكومة الليبية سيطرتها على حي السبعمائة، المهم في وسط مدينة سرت، وبدأت التقدم نحو محيط مركز وأغادوغو للمؤتمرات، حيث مركز قيادة المتطرفين. وقد قتل في العملية العسكرية منذ انطلاقها أكثر من 280 عنصرا من القوات الحكومية، وأصيب أكثر من 1500 بجروح، بحسب مصادر طبية في مدينة مصراتة.
على صعيد متصل، عثر أمس على 14 جثة مجهولة الهوية بمكب للقمامة بجوار مقر صندوق الضمان الاجتماعي في بنغازي.
ونقل موقع «بوابة الوسط» الإخباري الليبي أمس عن مصدر من داخل مركز بنغازي الطبي قوله «إن التوتر يسود قسم الثلاجة البشرية بالمركز بعد العثور على الجثث مجهولة الهوية ملقاة بمكب للنفايات في شارع الضمان بمنطقة الليثي القديم في مدينة بنغازي».
وأضاف المصدر، أن «الجثث كانت مكبلة اليدين، وعليها آثار تعذيب، حيث تعرض الضحايا للإعدام بإطلاق الرصاص على رؤوسهم».
وأدان مبعوث الأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر الحادث، واصفا إياه بـ«جريمة حرب»، وأعرب الدبلوماسي الألماني في تغريدة عن «صدمته وفزعه الشديدين جراء إعدام عدد من الأشخاص في بنغازي دون محاكمة، وهذه جريمة حرب»، وأضاف موضحا «أطلب فتح تحقيقات فورية، ويجب محاسبة هؤلاء المسؤولين عن الجريمة وتقديمهم للعدالة».
من جهة ثانية، رفض المجلس الأعلى لحوض مناطق الغاز والنفط في ليبيا أي اتفاق يبرمه إبراهيم الجضران، آمر جهاز حرس المنشآت النفطية مع المجتمع الدولي أو حكومة المجلس الرئاسي بشأن إعادة إنتاج وتصدير النفط.
وأكد المجلس، التابع للحكومة المؤقتة الليبية، في بيان أمس، أن «أي اتفاق جزئي يتم بين المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر وأي مجموعة مسلحة حول إعادة تصدير النفط في حكم العدم، ولا يمثل مناطق الحوض وسكانه».
واشترط المجلس ما وصفه «توافق كل الليبيين على إعادة الإنتاج والتصدير، وضمان توجيه عائداته لصالح قضايا الوطن الجامعة».
وأضاف المجلس بأنه «لن يسمح بإعادة إنتاج النفط إلا من خلال مسارات وخطوات يقرها، وبإذن من مجلس النواب والمؤسسة الوطنية للنفط في الحكومة المؤقتة؛ كونهما السلطة الشرعية»، واختتم موضحا أن «موانئ النفط ومن يتحكم فيها لا يمثل مناطق الإنتاج والضخ، وعلى من يريد إعادة إنتاج النفط التواصل مع المجلس الأعلى لمناطق حوض النفط والغاز»، متوعدا بأنه «سيتخذ كافة التدابير لتحقيق سيادة وسيطرة وإدارة الليبيين على الثروة النفطية».
وكان الجضران، آمر حرس المنشآت التابع لحكومة الوفاق الوطني بطرابلس، قد أعلن خلال مؤتمر صحافي أول من أمس مع كوبلر، أن تصدير النفط سيستأنف من مينائي السدرة وراس لانوف خلال مدة أقصاها 24 من الشهر الحالي.