روسيا تحبس أنفاسها في انتظار «دخان اللجنة الأولمبية الأبيض»

اكتشاف 45 حالة تعاطي منشطات أخرى في أولمبياد بكين ولندن.. والكرملين يأمل في مشاركة «غير المتنشطين»

الروسي بطل العالم في سباق 110 أمتار حواجز سيرغي شوبنكوف اعترف بأنه «لا دخان من دون نار» - البطلة الروسية في القفز بالزانة إيسينباييفا لمّحت إلى الاعتزال (رويترز)
الروسي بطل العالم في سباق 110 أمتار حواجز سيرغي شوبنكوف اعترف بأنه «لا دخان من دون نار» - البطلة الروسية في القفز بالزانة إيسينباييفا لمّحت إلى الاعتزال (رويترز)
TT

روسيا تحبس أنفاسها في انتظار «دخان اللجنة الأولمبية الأبيض»

الروسي بطل العالم في سباق 110 أمتار حواجز سيرغي شوبنكوف اعترف بأنه «لا دخان من دون نار» - البطلة الروسية في القفز بالزانة إيسينباييفا لمّحت إلى الاعتزال (رويترز)
الروسي بطل العالم في سباق 110 أمتار حواجز سيرغي شوبنكوف اعترف بأنه «لا دخان من دون نار» - البطلة الروسية في القفز بالزانة إيسينباييفا لمّحت إلى الاعتزال (رويترز)

ستكون الساعات القليلة المقبلة صعبة جدا على الروس، فهم يحبسون أنفاسهم بانتظار قرار اللجنة الأولمبية الدولية التي ستقرر غدا مصير رياضييهم الذين يواجهون جميعهم خطر الغياب عن دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في ريو من 5 إلى 21 من الشهر المقبل. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، أن المنشطات لا مكان لها في عالم الرياضة، قبل يومين من قرار اللجنة الأولمبية الدولية بشأن مشاركة الرياضيين الروس في ألعاب ريو دي جانيرو الأولمبية.
ولم تكن الرياضة الأولمبية في حاجة إلى مزيد من الأجواء السلبية المشحونة في ظل فضيحة التنشط المنظم الذي أدى إلى استبعاد رياضيي ألعاب القوى الروس عن ألعاب ريو 2016 لكي يضاف إليها خبر اكتشاف 45 حالة جديدة من المنشطات في إعادة التحاليل لسلسلة ثانية من العينات المأخوذة في أولمبياد بكين 2008 ولندن 2012. وطالت هذه الحالات 30 رياضيا في أولمبياد بكين و15 في لندن، وأضيفت إلى الحالات الـ53 التي تم اكتشافها في عملية إعادة التحاليل للسلسلة الأولى من العينات فارتفع العدد الإجمالي حتى الآن إلى 98 حالة.
لكن ما يهم الروس الآن لا علاقة له ببكين 2008 أو لندن 2012، بل هم ينتظرون بتوتر شديد قرار الأحد الذي سيصدر عن اللجنة الأولمبية الدولية، إثر اجتماع عبر الهاتف للجنتها التنفيذية. وأمل الكرملين أمس في أن تسمح اللجنة الأولمبية الدولية للرياضيين الروس غير المتنشطين بالمشاركة في ريو 2016، وجاء هذا التمني بعد تزايد المطالبة بالاستبعاد الكامل لروسيا وبعدما رفضت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) الاستئناف المقدم من قبل اللجنة الأولمبية الروسية و67 رياضيا روسيا في مسابقات ألعاب القوى طالبوا بالمشاركة في الألعاب. وبعثت 14 وكالة وطنية لمكافحة المنشطات، بينها الأميركية والألمانية، أمس، برسالة مشتركة إلى رئيس اللجنة الأولمبية الدولية الألماني، توماس باخ، تناشده فيها استبعاد روسيا من أولمبياد 2016 في ريو دي جانيرو.
وقال بوتين خلال اجتماع وزاري: «الموقف الرسمي للسلطات الروسية، للحكومة والرئيس ولنا كلنا، أنه لا يوجد ولا يمكن أن يوجد أي مكان للمنشطات في عالم الرياضة». ودعا بوتين لتشكيل لجنة مستقلة تضم خبراء أجانب لمعالجة مشكلة مكافحة المنشطات في الرياضة الروسية. واقترح بوتين أن يرأس هذه اللجنة فيتالي سميرنوف نائب رئيس اللجنة الأولمبية الدولية سابقا وعضو شرف اللجنة حاليا.
ووصف بوتين سميرنوف، الذي كان عضوا في اللجنة الأولمبية الدولية بين 1971 و2015 بأن «سمعته لا تشوبها شائبة».
وبعد أن كانت ثاني أفضل بلد خلال أولمبياد لندن 2012 في مسابقات ألعاب القوى بنيلها 17 ميدالية، بينها 8 ذهبية، ستنحصر مشاركة روسيا في أم الألعاب برياضيتين، هما داريا كليشينا لاعبة الوثب الطويل التي سمح لها بالمشاركة لكونها تتدرب في الولايات المتحدة حيث تخضع لاختبارات المنشطات، والمتخصصة في سباق 800 متر، يوليو ستيبانوفا التي كانت وراء الكشف عن وجود نظام تنشيط ممنهج في روسيا، ما أدى إلى معاقبة اتحاد ألعاب القوى بالإيقاف منذ نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.
ما هو مؤكد أن الأجواء قاتمة جدا والصحف الروسية تعكس حالة عدم اليقين التي تعيشها الرياضة في بلادها، وقد تساءلت «سبورت - إكسبرس»: ماذا ينتظر المنتخب الوطني الروسي؟»، فيما كتبت «كومسوموسكايا برافدا»: «الرياضة الروسية ليست على بعد خطوة واحدة من الهاوية بل مليمترات قليلة»، متحدثة عن رياضة «مريضة وميؤوس من شفائها». واعترفت الصحيفة أن «كل ما يحدث مع رياضيينا هو ثمرة أخطائنا»، منددة بالأموال الطائلة التي يتقاضاها الرياضيون الروس، معتبرة أنه «عندما يكون هناك كثير من المال، فإغراء الغش يكون كبيرا».
وفي الصفحات الداخلية لصحيفة «سبورت - إكسبرس» اعترف بطل العالم في سباق 110 أمتار حواجز، سيرغي شوبنكوف، الذي سيكون من بين المحرومين من المشاركة في ريو 2016، بأنه «لا دخان من دون نار».
لكن شوبنكوف كان مقتنعا أيضا بأن السلطات الرياضية العليا «تبحث عن العقاب وتسوية الحسابات»، وهو شعور بالعداء يتشاركه مع كثيرين من مواطنيه وعلى رأسهم وزير الرياضة، فيتالي موتكو، الذي انتقد الخميس قرار محكمة التحكيم الرياضي بالإبقاء على العقوبة التي فرضها الاتحاد الدولي لألعاب القوى على الروس. وقال موتكو، الذي صدر بحقه قرارا يمنعه والمسؤولين في وزارته من السفر إلى ريو: «برأيي، هذا قرار غير موضوعي ومسيس نوعا ما، ولا يوجد له أي أساس قانوني».
وبدوره، قال رئيس الاتحاد الروسي لمسابقة الخماسية، فياتشيسلاف أمينوف، إن «مشكلة المنشطات موجودة في كثير من البلدان، وبالتالي لماذا روسيا هي كبش الفداء الوحيد للجنة الأولمبية الدولية؟». وشدد أمينوف على ضرورة أن «تتخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارا يتوافق مع المثل الأولمبية لأنه إذا لم تشارك روسيا في الألعاب الأولمبية، فالمنافسة لن تكون عادلة».
ووصل الأمر بالبطلة الأولمبية في القفز بالزانة يلينا إيسينباييفا إلى التلميح بأنها ستعتزل في حال فرضت اللجنة الأولمبية الدولية حظرا شاملا على رياضيي بلادها.
وقالت إيسينباييفا في شريط فيديو على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، نقلته وكالة «ريا نوفوستي» الروسية للأنباء: «في حال رفضت اللجنة الأولمبية الدولية السماح للرياضيين الروس بالذهاب إلى الألعاب الأولمبية، فلا أرى أي سبب للاستمرار في التدريبات».
وتابعت: «كثيرون يقولون إنني لا أزال بحالة جيدة وأن بإمكاني المشاركة في دورة أولمبية أخرى، ولكني في الرابعة والثلاثين، وسأختار عائلتي»، مشيرة إلى أن قرار محكمة التحكيم الرياضي كان صادما بالنسبة لها و«قتل آخر أمل لي في احتمال إنهاء مسيرتي وأنا في القمة بنصر في الألعاب الأولمبية». وأكدت: «أنا فعلا لا أعتقد بأن اللجنة الأولمبية الدولية ستسمح للرياضيين الروس بالمشاركة في ألعاب ريو»، مضيفة بتهكم: «أصبح الآن بإمكان الرياضيين الأجانب (النظيفين) تنفس الصعداء والاستفادة من غيابنا من أجل الفوز بالميداليات شبه الذهبية»، في إشارة منها إلى أن غياب الروس ينهي المنافسة الحقيقية.



بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».