فرنسا تزوّد العراق بمدفعية لمساعدته في محاربة «داعش»

كندا ترسل 60 عاملاً طبيًا إلى بغداد في إطار التحالف الدولي

فرنسا تزوّد العراق بمدفعية لمساعدته في محاربة «داعش»
TT

فرنسا تزوّد العراق بمدفعية لمساعدته في محاربة «داعش»

فرنسا تزوّد العراق بمدفعية لمساعدته في محاربة «داعش»

أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، اليوم (الجمعة)، أنّ باريس ستزود العراق بمدفعية لمساعدته في محاربة تنظيم داعش، إلا أنه استبعد إرسال قوات برية لمحاربة المتطرفين.
وأضاف هولاند في لقاء صحافي إثر اجتماع لمجلس الدفاع في قصر الإليزيه: «هذا الصباح وخلال مجلس الدفاع، قررت في إطار التحالف ضد (داعش) أن أضع في تصرف القوات العراقية قطعًا مدفعية. وستنشر الشهر المقبل».
وهذا الاجتماع هو الرابع لمجلس الدفاع منذ اعتداء نيس في 14 يوليو (تموز)، الذي أوقع 84 قتيلاً.
وأعطت أوساط الرئيس توضيحات أكثر بالقول إن «بعض بطاريات المدفعية ستوضع في تصرف الجيش العراقي مع مستشارين لتشغيلها».
وأكد الرئيس الفرنسي أيضًا نشر حاملة الطائرات «شارل ديغول» في المنطقة، في نهاية سبتمبر (أيلول)، قائلا: «سيتيح لنا ذلك تكثيف الضربات ضد المجموعات الإرهابية في سوريا وفي العراق مع طائرات (رافال) التي نملكها»، موضحًا: «هذا الأمر لا يعني تغيير طبيعة تدخلنا، نحن ندعم حلفاءنا في العراق وسوريا، لكنّنا لن ننشر قواتٍ على الأرض»، مضيفًا: «لدينا مشورة وتدريب لتقديمهما، لكن جنودنا ليسوا من يخوض الحرب على الأرض في سوريا والعراق».
على صعيد منفصل، أعلنت وزارة الدفاع الكندية، أمس، أن الجيش الكندي سيرسل «قريبًا» نحو 60 عاملا طبيا إلى شمال العراق، للعمل في مستشفى ميداني تابع للتحالف الدولي ضد «داعش».
وقال وزير الدفاع الكندي هارجات سينغ ساجان في بيان عقب اجتماع في واشنطن مع دول أخرى في التحالف، إن «كندا سترسل قريبًا ما يصل إلى 60 عاملاً طبيًا سيتولون إدارة منشأة طبية بالتعاون مع شركاء من التحالف في شمال العراق».
من جهته، قال وزير الخارجية الكندي ستيفان ديون إن «كندا تعتز بالمساهمة في كل المجالات العسكرية والمدنية لجهود التحالف»، مؤكدًا أن «هذا النوع من العمل التكاملي أساسي لضمان استقرار طويل الأمد في المنطقة».
وسينضم هؤلاء إلى القوات الخاصة والمدربين الذين أرسلتهم كندا من قبل إلى العراق في إطار مكافحة التنظيم المتطرف.
وكانت كندا انسحبت في مارس (آذار)، من حملة القصف التي يقوم بها التحالف الدولي بعد انتخاب جاستن ترودو رئيسا للوزراء. لكن أوتاوا ما زالت تساهم بطائرات مراقبة «سي بي - 140 أوروا» وطائرات للتزويد بالوقود «سي سي - 150 تي بولاريس».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.