المحكمة الرياضية تصدم الروس.. والأسوأ قادم

قرار استبعاد أبطال ألعاب القوى من أولمبياد ريو يثير غضب موسكو وتراه {جريمة في حق الرياضة}

الحزن يبدو على الروسية إيسنباييفا بطلة القفز بالزانة التي وصفت القرار بأنه جنازة لألعاب القوى (أ.ب)
الحزن يبدو على الروسية إيسنباييفا بطلة القفز بالزانة التي وصفت القرار بأنه جنازة لألعاب القوى (أ.ب)
TT

المحكمة الرياضية تصدم الروس.. والأسوأ قادم

الحزن يبدو على الروسية إيسنباييفا بطلة القفز بالزانة التي وصفت القرار بأنه جنازة لألعاب القوى (أ.ب)
الحزن يبدو على الروسية إيسنباييفا بطلة القفز بالزانة التي وصفت القرار بأنه جنازة لألعاب القوى (أ.ب)

رفضت محكمة التحكيم الرياضية أمس طعنا من روسيا ضد استبعاد متسابقيها في ألعاب القوى من أولمبياد ريو دي جانيرو، التي تبدأ بعد أسبوعين؛ وهو ما أدى إلى إدانة سريعة وغاضبة من موسكو. ويزيد القرار من احتمال أن تختار اللجنة الأولمبية الدولية الآن إيقاف روسيا بشكل كامل عن كل الرياضات في ريو، وليس فقط ألعاب القوى. وقد يسبب ذلك أعمق أزمة في الحركة الأولمبية منذ المقاطعات الأميركية والسوفياتية في ثمانينات القرن الماضي، وستمثل ضربة قاصمة لدولة تفتخر بوضعها بصفتها قوة رياضية عالمية.
وقالت المحكمة، وهي أعلى سلطة رياضية، في بيان ساند حق الاتحاد الدولي لألعاب القوى في إيقاف الاتحاد الروسي «ترفض محكمة التحكيم الرياضية الطعون المقدمة من اللجنة الأولمبية الروسية و68 رياضيا روسيا».
ووحدها داريا كليشينا، لاعبة الوثب الطويل، سمح لها بالمشاركة؛ كونها تتدرب في الولايات المتحدة، حيث تخضع لاختبارات المنشطات.
وذكر الاتحاد الدولي، أن الرياضيين «النظيفين» فقط يحق لهم بالمشاركة في ألعاب ريو، وهو ما أكدته محكمة التحكيم الرياضي: «يمكن للرياضيين أصحاب الأهلية بحسب الاتحاد الدولي المشاركة في ألعاب ريو».
وقال رئيس البعثة الروسية في أولمبياد ريو: إن القرار يخلو من أي منطق، بينما وصفته إيلينا إيسنباييفا الفائزة بذهبيتين أولمبيتين في القفز بالزانة بأنه «جنازة لألعاب القوى».
وقال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين «نحن نأسف بالتأكيد لهذا القرار الذي أصدرته محكمة التحكيم الرياضية والذي يشير إلى كل متسابقينا». فيما وصف متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية القرار بأنه «جريمة في حق الرياضة».
وفرض الاتحاد الدولي لألعاب القوى الإيقاف في نوفمبر (تشرين الثاني) بعدما كشف تقرير مستقل عن استخدام واسع النطاق للمنشطات في ألعاب القوى الروسية، وتم تجديد الإيقاف في يونيو (حزيران) الماضي بعدما رأى مجلس الاتحاد الدولي أن روسيا لم تحرز أي تقدم كاف في برنامجها لمكافحة المنشطات.
وتجادل روسيا بأنها اتخذت خطوات لتنقية الرياضة وبأن الإيقاف الشامل سيكون ظالما للرياضيين الذين لم يتورطوا في استخدام المنشطات.
وقال بيسكوف: «لا يمكن تقبل مبدأ المسؤولية الجماعية».
ونقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن فيتالي موتكو، وزير الرياضة الروسي، قوله: إنه «سيدرس الخطوات التي يمكن اتخاذها في ضوء قرار المحكمة، وأنه لا يمكن ترك الأمور بهذا الشكل». والكرة الآن في ملعب اللجنة الأولمبية الدولية لتقرر ما إذا كان يجب استبعاد روسيا من كل الرياضات في أولمبياد ريو التي تبدأ في الخامس من أغسطس (آب).
وازدادت الضغوط على اللجنة الأولمبية الدولية لاتخاذ مثل هذه الخطوة هذا الأسبوع بعدما كشف تقرير آخر أعدته الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات عن استخدام ممنهج وواسع النطاق للمواد المحفزة للأداء من جانب المتسابقين الروس قبل وأثناء أولمبياد سوتشي الشتوي 2014.
واجتمعت اللجنة التنفيذية التابعة للجنة الأولمبية الدولية يوم الثلاثاء لمناقشة المسألة، ورغم أنها أدانت الأنشطة وبدأت إجراءات انضباطية ضد المتورطين فيها، فإنها أجلت أي إعلان عن إيقاف شامل لحين الحصول على استشارة قانونية ومعرفة قرار محكمة التحكيم الرياضية.
ومن المتوقع أن تتخذ اللجنة الأولمبية الدولية قرارا الأسبوع المقبل. وقال الاتحاد الدولي لألعاب القوى: إنه «سعيد بأن المحكمة الرياضية أيدت الإيقاف الذي فرضه».
وقال سيباستيان كو، رئيس الاتحاد الدولي للقوى: «بينما نشعر بالسعادة لأن لوائحنا وقوتنا في تأييد لوائحنا وميثاق مكافحة المنشطات وجدت دعما.. فإنه ليس يوم بيانات الانتصار».
وأضاف: «أنا لست هنا لإيقاف المتسابقين عن المنافسة. الرغبة الأساسية لاتحادنا هي الاحتواء وليس الاستبعاد».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».