الخارجية البريطانية: بحثنا تسلسل اتفاق محتمل حول اليمن

وزراء خارجية السعودية والإمارات والمملكة المتحدة وأميركا يشددون على ضرورة الاتفاق في الكويت

الخارجية البريطانية: بحثنا تسلسل اتفاق محتمل حول اليمن
TT

الخارجية البريطانية: بحثنا تسلسل اتفاق محتمل حول اليمن

الخارجية البريطانية: بحثنا تسلسل اتفاق محتمل حول اليمن

قال بيان صدر عن وزارة الخارجية البريطانية في وقت متأخر الليلة قبل الماضية، إن «وزراء خارجية السعودية والإمارات وأميركا وبريطانيا، بحثوا تسلسل اتفاق محتمل حول اليمن، من دون أن يفصل في نوعية هذا الاتفاق».
وذكر البيان، أن الوزراء شددوا على أنه «آن الأوان للتوصل لاتفاق في الكويت، وأكدوا أن الحل الناجح يشمل ترتيبات تتطلب انسحاب الجماعات المسلحة من العاصمة ومناطق أخرى، واتفاقا سياسيا يتيح استئناف عملية انتقال سياسي سلمية وتشمل الجميع».
وأعرب الوزراء خلال الاجتماع عن قلقهم بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والاقتصادية في اليمن، وعاودوا تأكيد دعمهم القوي لمبعوث الأمم المتحدة الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد، ولدور الأمم المتحدة بالتوسط لأجل الوصول لحل سياسي دائم للأزمة، بناء على المرجعيات المتفق عليها بشأن المحادثات برعاية الأمم المتحدة، وتحديدا قرارات مجلس الأمن – بما فيها القرار (2216)، ومبادرة مجلس التعاون الخليجي، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني.
وأردف البيان بأن الوزراء «اتفقوا على ضرورة ألا يهدد الصراع في اليمن دول الجوار، وعاودوا تأكيد أن إعادة تشكيل حكومة ممثلة للجميع هو السبيل الوحيد لمكافحة جماعات إرهابية كـ(القاعدة) و(داعش) بفاعلية، ومعالجة الأزمة الإنسانية والاقتصادية بنجاح». كما دعا الوزراء إلى الإفراج غير المشروط والفوري عن جميع السجناء السياسيين.
إلى ذلك، أعلن الوفد الانقلابي بالكويت أن هناك مقترحات أممية جديدة لحل الأزمة اليمنية، مبينا أن هذه الأفكار تخضع للدراسة والنقاش في الوقت الراهن وقد يتبلور لديهم ردا واضحا خلال الساعات القليلة المقبلة، لحل الأزمة اليمنية، الذي دخلت شهرها الـ16، بعد بدء «عاصفة الحزم» ثم «إعادة الأمل».
وأوضح محمد عبد السلام، رئيس الوفد الحوثي إلى الكويت، لـ«الشرق الأوسط»، أن إسماعيل ولد الشيخ أحمد مبعوث الأمم المتحدة لليمن عرض عليهم أفكارا ومقترحات أممية، ولا يزال الوفد يدرس هذه الأفكار والمقترحات للرد عليها. وأفاد بأنهم التقوا ولد الشيخ مرتين أمس، وأول من أمس، على مستوى رؤساء الوفود وعلى مستوى الوفود بالكامل، وكان الطرح حول بعض الأفكار أو المقترحات تبنتها الأمم المتحدة، موضحا أن الوفد يدرس هذه الأفكار، وقال: «قد يستغرق نقاشها 24 ساعة لتكون لدينا رؤية واضحة».
إلا أن عبد السلام جدد التأكيد على تمسك وفدهم بـ«اتفاق شامل وكامل وواحد، وما زال النقاش مستمرا، ولا نستطيع الحسم في الأمر حتى الآن، ولا يمكنه التوضيح أكثر من ذلك، وكذلك لا يرى مصلحة تخدم الحوار في أن نتحدث عن هذه الجزئية الآن».
ويصر الوفد الحوثي، على أنه لا يمكن أن ينفذ شيئا في الميدان إلا بغطاء سياسي، ويقول متحدث الوفد «كان التوافق في المشاورات السابقة أن يكون هناك حكومة وحدة وطنية وبعض التفاصيل الأخرى السياسية، بما في ذلك الجانبان الأمني والعسكري وغيرهما، وعندما عدنا وجدنا المبعوث الأممي في كلمته الافتتاحية يتحدث عن الحلين الأمني والعسكري وما أسماه الخطة (أ)، ولم يتحدث لا من قريب أو بعيد عن حل سياسي».
وأشار عبد السلام أن ولد الشيخ عاد بالمشاورات إلى نقطة الصفر بحديثه عن اتفاقات مختلفة عما اتفقنا عليه خلال 75 يوما في الكويت، لكنه استدرك بقوله «بالنسبة لنا احتاج الأمر إلى مزيد من النقاش والطرح؛ لأننا ذهبنا ونحن نحمل رؤية، وعدنا وناقشنا هذه الرؤية واستكمالها، ثم وجدنا رؤية أخرى غير ما نوقشت في جلسات الكويت».
واستبعد محمد عبد السلام أن يؤثر الإعلان الكويتي بتحديد سقف زمني للمشاورات بأسبوعين في فحوى هذه المشاورات ونتائجها.
وكانت الكويت حددت مهلة زمنية لا تتجاوز 15 يوما لأطراف النزاع اليمني المشاركين في مشاورات السلام، مؤكدة اعتذارها عن مواصلة استضافتها بعد هذه المهلة، بحسب مسؤول في وزارة الخارجية.
وقال عبد السلام «هذا الأمر يعود للإخوة الكويتيين والأمم المتحدة.. في النهاية الأمر يعود إليهم، ولا نرى أن الوقت قد يمثل بالنسبة لنا ضغطا إن لم نقبل ببعض الأطروحات».



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.