أصبحت خطة تحرير الموصل من قبضة «داعش» جاهزة لتستعد القوات الأمنية العراقية لتنفيذ العملية العسكرية التي تعتبرها الكبرى لتحرير المدينة، التي تعتبر آخر وأهم معاقل تنظيم داعش في العراق.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن القوات المسلحة العراقية تتحرك حاليا لتحرير مدينة الموصل، وقال العبادي، خلال حضوره حفل تخرج لقوات من الشرطة: «إن قواتنا الأمنية تتحرك حاليا في الموصل لتحريرها من آخر معاقل (داعش) الإرهابي».
وأضاف العبادي أن «الإرهاب كلما تلقى منا ضربات وهزائم فإن هناك من يحاول إحداث فتنة وشغب ومشكلات وأزمات، مشيرا إلى أن «العراق والمنطقة بل العالم أجمع يتعرض لخطر هذا الإرهاب مما يستوجب التعاون للقضاء عليه».
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن «وجود عصابات الجريمة المنظمة المتمثلة في القتل والخطف والفساد المنظم يمثل تحديا آخر للبلاد، لافتا إلى أنه تحد يحتاج إلى جهد كبير لمواجهته».
وتسارعت مؤخرا وتيرة الاستعدادات الجارية لاستعادة مدينة الموصل شمال العراق، حيث المعقل الأهم للتنظيم في الأراضي العراقية، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أن عناصر تنظيم داعش صاروا ينسحبون أمام تقدم القوات العراقية ويبحثون عن ملاذات أخرى، مؤكدا أن الحكومة في بغداد مصممة على أن يكون عام 2016 نهاية التنظيم في العراق.
إلا أنه في ظل تخوف من استهداف المدنيين والاستغلال الطائفي للعملية العسكرية، مثل ما حصل في الفلوجة، أكد قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، استمرار تقدم القوات الأمنية في عمليات تحرير مدينة الموصل بالكامل، لافتا إلى أن الخطة العسكرية قريبة لما تم تطبيقه في مدينة الفلوجة التي حققت النجاح.
وقال الساعدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية تحرير الموصل ستكون على عدة مراحل، وقد أنجزت القوات الأمنية المرحلة الأولى من العملية بنجاح كبير حيث تمكنت من تحرير كثير من المناطق المهمة في محافظة نينوى، مؤكدا استمرار العمليات العسكرية في جميع أرجاء المحافظة فضلا عن عمليات مسك الأرض».
وأشار الساعدي بقوله إلى أن «هناك تواصلا دائما مع كثير من المصادر المعلوماتية التي تصلنا من الداخل، من أبناء المحافظة المتعاونين مع قواتنا الأمنية والمتواجدين داخل مدينة الموصل لمتابعة تحركات عناصر العصابات الإرهابية».
هذا، ومن المؤمل أن تشهد مدينة الموصل نزوح أعداد كبيرة من أهلها قبل وأثناء العمليات العسكرية، حيث سيؤدي هذا النزوح إلى تصاعد أعداد النازحين في العراق، حيث كشفت مؤخرًا منظمة الصليب الأحمر الدولية عن وصول أعداد النازحين في العراق لنحو 3 ملايين نازح، بينهم مليون و500 ألف طفل، بسبب العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم، فيما أشارت إلى أن الأطفال يعيشون «ظروفًا صعبة» في معسكرات النازحين، وقالت منظمة الصليب الأحمر الدولية في تقرير لها: «إن المنظمة كشفت في تقرير وثائقي يتحدث عن معسكرات النازحين في العراق عن صور ملتقطة من الجو لأحد مخيمات نازحي مدينة الفلوجة، حيث بينت الصور عملية هروب عشرات الآلاف من أهالي مدينة الفلوجة والمناطق الأخرى القريبة منها بعد أن تمكنوا من الإفلات من قبضة تنظيم داعش».
بغداد تجهز خطة تحرير الموصل للتنفيذ.. والنازحون يتجاوزون 3 ملايين
الساعدي لـ«الشرق الأوسط»: العملية ستتم على مراحل ويهمنا الضبط الأمني
بغداد تجهز خطة تحرير الموصل للتنفيذ.. والنازحون يتجاوزون 3 ملايين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة