بغداد تجهز خطة تحرير الموصل للتنفيذ.. والنازحون يتجاوزون 3 ملايين

الساعدي لـ«الشرق الأوسط»: العملية ستتم على مراحل ويهمنا الضبط الأمني

بغداد تجهز خطة تحرير الموصل للتنفيذ.. والنازحون يتجاوزون 3 ملايين
TT

بغداد تجهز خطة تحرير الموصل للتنفيذ.. والنازحون يتجاوزون 3 ملايين

بغداد تجهز خطة تحرير الموصل للتنفيذ.. والنازحون يتجاوزون 3 ملايين

أصبحت خطة تحرير الموصل من قبضة «داعش» جاهزة لتستعد القوات الأمنية العراقية لتنفيذ العملية العسكرية التي تعتبرها الكبرى لتحرير المدينة، التي تعتبر آخر وأهم معاقل تنظيم داعش في العراق.
وأعلن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أن القوات المسلحة العراقية تتحرك حاليا لتحرير مدينة الموصل، وقال العبادي، خلال حضوره حفل تخرج لقوات من الشرطة: «إن قواتنا الأمنية تتحرك حاليا في الموصل لتحريرها من آخر معاقل (داعش) الإرهابي».
وأضاف العبادي أن «الإرهاب كلما تلقى منا ضربات وهزائم فإن هناك من يحاول إحداث فتنة وشغب ومشكلات وأزمات، مشيرا إلى أن «العراق والمنطقة بل العالم أجمع يتعرض لخطر هذا الإرهاب مما يستوجب التعاون للقضاء عليه».
وأشار رئيس الوزراء العراقي إلى أن «وجود عصابات الجريمة المنظمة المتمثلة في القتل والخطف والفساد المنظم يمثل تحديا آخر للبلاد، لافتا إلى أنه تحد يحتاج إلى جهد كبير لمواجهته».
وتسارعت مؤخرا وتيرة الاستعدادات الجارية لاستعادة مدينة الموصل شمال العراق، حيث المعقل الأهم للتنظيم في الأراضي العراقية، في الوقت الذي أعلن فيه وزير الدفاع العراقي، خالد العبيدي، أن عناصر تنظيم داعش صاروا ينسحبون أمام تقدم القوات العراقية ويبحثون عن ملاذات أخرى، مؤكدا أن الحكومة في بغداد مصممة على أن يكون عام 2016 نهاية التنظيم في العراق.
إلا أنه في ظل تخوف من استهداف المدنيين والاستغلال الطائفي للعملية العسكرية، مثل ما حصل في الفلوجة، أكد قائد عمليات تحرير الفلوجة، الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي، استمرار تقدم القوات الأمنية في عمليات تحرير مدينة الموصل بالكامل، لافتا إلى أن الخطة العسكرية قريبة لما تم تطبيقه في مدينة الفلوجة التي حققت النجاح.
وقال الساعدي، في حديث لـ«الشرق الأوسط» إن «عملية تحرير الموصل ستكون على عدة مراحل، وقد أنجزت القوات الأمنية المرحلة الأولى من العملية بنجاح كبير حيث تمكنت من تحرير كثير من المناطق المهمة في محافظة نينوى، مؤكدا استمرار العمليات العسكرية في جميع أرجاء المحافظة فضلا عن عمليات مسك الأرض».
وأشار الساعدي بقوله إلى أن «هناك تواصلا دائما مع كثير من المصادر المعلوماتية التي تصلنا من الداخل، من أبناء المحافظة المتعاونين مع قواتنا الأمنية والمتواجدين داخل مدينة الموصل لمتابعة تحركات عناصر العصابات الإرهابية».
هذا، ومن المؤمل أن تشهد مدينة الموصل نزوح أعداد كبيرة من أهلها قبل وأثناء العمليات العسكرية، حيث سيؤدي هذا النزوح إلى تصاعد أعداد النازحين في العراق، حيث كشفت مؤخرًا منظمة الصليب الأحمر الدولية عن وصول أعداد النازحين في العراق لنحو 3 ملايين نازح، بينهم مليون و500 ألف طفل، بسبب العمليات العسكرية التي تشهدها مناطقهم، فيما أشارت إلى أن الأطفال يعيشون «ظروفًا صعبة» في معسكرات النازحين، وقالت منظمة الصليب الأحمر الدولية في تقرير لها: «إن المنظمة كشفت في تقرير وثائقي يتحدث عن معسكرات النازحين في العراق عن صور ملتقطة من الجو لأحد مخيمات نازحي مدينة الفلوجة، حيث بينت الصور عملية هروب عشرات الآلاف من أهالي مدينة الفلوجة والمناطق الأخرى القريبة منها بعد أن تمكنوا من الإفلات من قبضة تنظيم داعش».



نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
TT

نزيف بشري للجماعة الحوثية رغم توقف المعارك

مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)
مقبرة أنشأتها الجماعة الحوثية لقتلاها في صنعاء (أ.ف.ب)

شيّعت الجماعة الحوثية خلال الأسبوع الماضي أكثر من 15 قتيلاً من قيادييها العسكريين والأمنيين من دون إعلان ملابسات سقوطهم. ورغم توقف المعارك العسكرية مع القوات الحكومية اليمنية في مختلف الجبهات؛ فإن النزيف البشري المستمر لقياداتها وعناصرها يثير التساؤلات عن أسبابه، بالتزامن مع مقتل العديد من القادة في خلافات شخصية واعتداءات على السكان.

ولقي قيادي بارز في صفوف الجماعة مصرعه، الأحد، في محافظة الجوف شمال شرقي العاصمة صنعاء في كمين نصبه مسلحون محليون انتقاماً لمقتل أحد أقاربهم، وذلك بعد أيام من مقتل قيادي آخر في صنعاء الخاضعة لسيطرة الجماعة، في خلاف قضائي.

وذكرت مصادر قبلية في محافظة الجوف أن القيادي الحوثي البارز المُكنى أبو كمال الجبلي لقي مصرعه على يد أحد المسلحين القبليين، ثأراً لمقتل أحد أقاربه الذي قُتل في عملية مداهمة على أحد أحياء قبيلة آل نوف، التي ينتمي إليها المسلح، نفذها القيادي الحوثي منذ أشهر، بغرض إجبار الأهالي على دفع إتاوات.

من فعالية تشييع أحد قتلى الجماعة الحوثية في محافظة حجة دون الإعلان عن سبب مقتله (إعلام حوثي)

ويتهم سكان الجوف القيادي القتيل بممارسات خطيرة نتج عنها مقتل عدد من أهالي المحافظة والمسافرين وسائقي الشاحنات في طرقاتها الصحراوية واختطاف وتعذيب العديد منهم، حيث يتهمونه بأنه كان «يقود مسلحين تابعين للجماعة لمزاولة أعمال فرض الجبايات على المركبات المقبلة من المحافظات التي تسيطر عليها الحكومة، وتضمنت ممارساته الاختطاف والتعذيب والابتزاز وطلب الفدية من أقارب المختطفين أو جهات أعمالهم».

وتقول المصادر إن الجبلي كان يعدّ مطلوباً من القوات الحكومية اليمنية نتيجة ممارساته، في حين كانت عدة قبائل تتوعد بالانتقام منه لما تسبب فيه من تضييق عليها.

وشهدت محافظة الجوف مطلع هذا الشهر اغتيال قيادي في الجماعة، يُكنى أبو علي، مع أحد مرافقيه، في سوق شعبي بعد هجوم مسلحين قبليين عليه، انتقاماً لأحد أقاربهم الذي قُتِل قبل ذلك في حادثة يُتهم أبو علي بالوقوف خلفها.

في الآونة الأخيرة تتجنب الجماعة الحوثية نشر صور فعاليات تشييع قتلاها في العاصمة صنعاء (إعلام حوثي)

وتلفت مصادر محلية في المحافظة إلى أن المسلحين الذين اغتالوا أبو علي يوالون الجماعة الحوثية التي لم تتخذ إجراءات بحقهم، مرجحة أن تكون عملية الاغتيال جزءاً من أعمال تصفية الحسابات داخلياً.

قتل داخل السجن

وفي العاصمة صنعاء التي تسيطر عليها الجماعة الحوثية منذ أكثر من 10 سنوات، كشفت مصادر محلية مطلعة عن مقتل القيادي الحوثي البارز عبد الله الحسني، داخل أحد السجون التابعة للجماعة على يد أحد السكان المسلحين الذي اقتحم السجن الذي يديره الحسني بعد خلاف معه.

وتشير المصادر إلى أن الحسني استغل نفوذه للإفراج عن سجين كان محتجزاً على ذمة خلاف ينظره قضاة حوثيون، مع المتهم بقتل الحسني بعد مشادة بينهما إثر الإفراج عن السجين.

وكان الحسني يشغل منصب مساعد قائد ما يسمى بـ«الأمن المركزي» التابع للجماعة الحوثية التي ألقت القبض على قاتله، ويرجح أن تجري معاقبته قريباً.

وأعلنت الجماعة، السبت الماضي، تشييع سبعة من قياداتها دفعة واحدة، إلى جانب ثمانية آخرين جرى تشييعهم في أيام متفرقة خلال أسبوع، وقالت إنهم جميعاً قتلوا خلال اشتباكات مسلحة مع القوات الحكومية، دون الإشارة إلى أماكن مقتلهم، وتجنبت نشر صور لفعاليات التشييع الجماعية.

جانب من سور أكبر المستشفيات في العاصمة صنعاء وقد حولته الجماعة الحوثية معرضاً لصور قتلاها (الشرق الأوسط)

ويزيد عدد القادة الذين أعلنت الجماعة الحوثية عن تشييعهم خلال الشهر الجاري عن 25 قيادياً، في الوقت الذي تشهد مختلف جبهات المواجهة بينها وبين القوات الحكومية هدوءاً مستمراً منذ أكثر من عامين ونصف.

ورعت الأمم المتحدة هدنة بين الطرفين في أبريل (نيسان) من العام قبل الماضي، ورغم أنها انتهت بعد ستة أشهر بسبب رفض الجماعة الحوثية تمديدها؛ فإن الهدوء استمر في مختلف مناطق التماس طوال الأشهر الماضية، سوى بعض الاشتباكات المحدودة على فترات متقطعة دون حدوث أي تقدم لطرف على حساب الآخر.

قتلى بلا حرب

وأقدمت الجماعة الحوثية، أخيراً، على تحويل جدران سور مستشفى الثورة العام بصنعاء، وهو أكبر مستشفيات البلاد، إلى معرض لصور قتلاها في الحرب، ومنعت المرور من جوار السور للحفاظ على الصور من الطمس، في إجراء أثار حفيظة وتذمر السكان.

وتسبب المعرض في التضييق على مرور المشاة والسيارات، وحدوث زحام غير معتاد بجوار المستشفى، ويشكو المرضى من صعوبة وصولهم إلى المستشفى منذ افتتاح المعرض.

ويتوقع مراقبون لأحوال الجماعة الحوثية أن يكون هذا العدد الكبير من القيادات التي يجري تشييعها راجعاً إلى عدة عوامل، منها مقتل عدد منهم في أعمال الجباية وفرض النفوذ داخل مناطق سيطرة الجماعة، حيث يضطر العديد من السكان إلى مواجهة تلك الأعمال بالسلاح، ولا يكاد يمرّ أسبوع دون حدوث مثل هذه المواجهات.

ترجيحات سقوط عدد كبير من القادة الحوثيين بغارات الطيران الأميركي والبريطاني (رويترز)

ويرجح أن يكون عدد من هؤلاء القادة سقطوا بقصف الطيران الحربي للولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا اللتين شكلتا منذ قرابة عام تحالفاً عسكرياً للرد على استهداف الجماعة الحوثية للسفن التجارية وطرق الملاحة في البحر الأحمر، وتنفذان منذ ذلك الحين غارات جوية متقطعة على مواقع الجماعة.

كما تذهب بعض الترجيحات إلى تصاعد أعمال تصفية الحسابات ضمن صراع وتنافس الأجنحة الحوثية على النفوذ والثروات المنهوبة والفساد، خصوصاً مع توقف المعارك العسكرية، ما يغري عدداً كبيراً من القيادات العسكرية الميدانية بالالتفات إلى ممارسات نظيرتها داخل مناطق السيطرة والمكاسب الشخصية التي تحققها من خلال سيطرتها على أجهزة ومؤسسات الدولة.

وبدأت الجماعة الحوثية خلال الأسابيع الماضية إجراءات دمج وتقليص عدد من مؤسسات وأجهزة الدولة الخاضعة لسيطرتها، في مساعِ لمزيد من النفوذ والسيطرة عليها، والتخفيف من التزاماتها تجاه السكان بحسب المراقبين.