الجزائر: رئيس البرلمان يدافع عن قوانين حكومية اعتبرت مكممة للأفواه

في حين طالب نواب الأغلبية بالتساوي مع الوزراء في الأجور

الجزائر: رئيس البرلمان يدافع عن قوانين حكومية اعتبرت مكممة للأفواه
TT

الجزائر: رئيس البرلمان يدافع عن قوانين حكومية اعتبرت مكممة للأفواه

الجزائر: رئيس البرلمان يدافع عن قوانين حكومية اعتبرت مكممة للأفواه

في حين دافع العربي ولد خليفة، رئيس الغرفة البرلمانية الأولى بالجزائر، عن مسعى الحكومة إلى منع ضباط الجيش المتقاعدين من ممارسة السياسة مدى الحياة، طالب نواب الأغلبية الموالين لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة مساواتهم في الأجور مع الوزراء.
وقال ولد خليفة، في مقابلة مع وكالة الأنباء الحكومية، نشرتها أمس، إن «الذين ينتقدون قانوني المستخدمين العسكريين وضباط الاحتياط لم يفهموا مغزيهما الحقيقيين»، في إشارة إلى سخط المعارضة وقطاع من ضباط الجيش المتقاعدين على ما يتضمنه من حظر بخصوص التعاطي مع شؤون الجيش والقضايا السياسية في الإعلام.
وأوضح ولد خليفة بهذا الخصوص أن «واجب التحفظ موجود في كل المؤسسات الحساسة للدولة، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، وهو ما يعد أمرا طبيعيا»، مضيفا أنه «لا يمكن أن نتصور أن من يعمل في إطار أمني حساس، يفشي أسرارا بعد خروجه إلى التقاعد، أو يعبر عن مواقف مضادة للمصلحة العليا للبلاد».
ويرى معارضو القانونين المثيرون للجدل أن العساكر المتقاعدين، المعروفين بتفاعلهم مع الأحداث السياسية والأمنية، وبتصريحاتهم في الإعلام حول هذه المواضيع، لم يخوضوا أبدا في الأسرار العسكرية حتى يمكن تبرير إخضاعهم لـ«واجب التحفظ» مدى الحياة. وقد تم متابعة جنرال متقاعد اسمه حسين بن حديد قضائيا بسبب الخوض في قضايا الجيش، وأفرج عنه الأسبوع الماضي، بعد قضاء 10 أشهر في السجن الاحتياطي.
وبشأن مجموعة من القوانين، التي كانت محل انتقاد كبير من طرف نواب المعارضة، بحجة أن البرلمان تعرض لضغط من الحكومة للمصادقة عليها بسرعة، وبأن هذه القوانين في حد ذاتها جاءت لتحد من نشاط الأحزاب غير الموالية للسلطة، قال ولد خليفة، الذي يرأس «المجلس الشعبي الوطني» (الغرفة الأولى) منذ 2012: «على عكس ما يقال لم يتم تمرير مشاريع القوانين الأخيرة المعروضة على الغرفة السفلى للبرلمان بصفة استعجالية، بل أخذت حقها في الدراسة والنقاش قبل التصويت عليها».
وشدد ولد خليفة على أنه «لم يمنع أي برلماني من إبداء رأيه أو تقديم اقتراحات بخصوص هذه القوانين، التي تم التصويت عليها في آخر المطاف وفقا لقاعدة الأغلبية والأقلية»، واحتج قطاع من النواب ضد «التسرع» في المناقشة والتصويت على القوانين الخاصة بالعساكر، وقانون الانتخابات وقانون استحداث «هيئة عليا لمراقبة الانتخابات».
وحسب المعارضة، يتضمن قانون الانتخابات قضية خطيرة، تتعلق بحرمان الأحزاب التي لم تحصل في انتخابات البرلمان الماضية على نسبة 4 في المائة من أصوات الناخبين، من المشاركة في الاقتراع المرتقب في مايو (أيار) 2017.
وحول هذا القانون، قال ولد خليفة، في حواره مع الوكالة الرسمية، إنه «تضمن إصلاحات حقيقية لا يمكن إنكارها، من بينها حل الإشكال الذي طالما طرح بخصوص منصب رئيس المجلس الشعبي البلدي، الذي سيؤول في المستقبل إلى متصدر لائحة المترشحين الحاصل على الأغلبية».
وتتهم أحزاب المعارضة في البرلمان، خصوصا الإسلامية، ولد خليفة بأنه «مهتم أكثر بالمرافعة لصالح مبادرات الحكومة، بدل الدفاع عن استقلال السلطة التشريعية عن السلطة التنفيذية». وينتمي ولد خليفة لحزب الأغلبية «جبهة التحرير الوطني»، الذي يسيطر على الحكومة. وحتى الرئيس عبد العزيز بوتفليقة جاء من هذا الحزب، فهو مناضل قديم فيه، منذ أيام ثورة التحرير (1954 - 1962).
في غضون ذلك، طالب نواب الأغلبية من «جبهة التحرير» و«التجمع الوطني الديمقراطي» (يقوده مدير الديوان بالرئاسة أحمد أويحي)، برفع أجورهم حتى تتساوى مع المستحقات الشهرية للوزراء. ويتقاضى البرلماني نحو 3 آلاف دولار أميركي شهريا، في حين تبلغ أجرة عضو الحكومة نحو 4 آلاف دولار. علما بأن متوسط المدخول الشهري لموظف في الجزائر يتراوح بين 400 و500 دولار.
وقد رفع طلب البرلمانيين إلى رئاسة الجمهورية بشكل غير رسمي خلال «يوم برلماني حول دور مؤسسة التشريع في دستور 2016»، نظم أول من أمس. وظل موضوع أجور النواب دائما محل جدل في الأوساط السياسية والإعلامية. فالنواب في نظر المجتمع لا يستحقون الأجور التي يأخذونها، لأنهم لا يقومون بدورهم بصفتهم سلطة رقابة على أعمال الحكومة، التي تهيمن بشكل كامل على نشاط التشريع.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.