تورط كرة القدم الروسية في «المنشطات» يلقي بظلاله على مونديال 2018

اللجنة الأولمبية الدولية تمنع وزير الرياضة الروسي من حضور أولمبياد «ريو» وتدعو لتجميد أي أحداث رياضية كبرى بالبلاد

بلاتر رئيس الفيفا السابق الموقوف (يسار) يهدي الرئيس الروسي بوتين كرة بعد إعلان  استضافة روسيا مونديال 2018
بلاتر رئيس الفيفا السابق الموقوف (يسار) يهدي الرئيس الروسي بوتين كرة بعد إعلان استضافة روسيا مونديال 2018
TT

تورط كرة القدم الروسية في «المنشطات» يلقي بظلاله على مونديال 2018

بلاتر رئيس الفيفا السابق الموقوف (يسار) يهدي الرئيس الروسي بوتين كرة بعد إعلان  استضافة روسيا مونديال 2018
بلاتر رئيس الفيفا السابق الموقوف (يسار) يهدي الرئيس الروسي بوتين كرة بعد إعلان استضافة روسيا مونديال 2018

ألقى تقرير الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات الذي كشف ضلوع 11 لاعبا روسيا لكرة القدم في البرنامج الممنهج للمنشطات برعاية الدولة، بظلاله على استعدادات روسيا لاستضافة مونديال 2018، في الوقت الذي أعلنت فيه اللجنة الأولمبية الدولية أمس عن تشكيل لجنة تأديبية تدرس خيارات قانونية منها استبعاد روسيا بشكل كامل من ألعاب «ريو» الأولمبية الشهر المقبل، والدعوة إلى «تجميد» الأحداث الدولية الكبرى في روسيا.
وقررت اللجنة الأولمبية الدولية أمس منع وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو من حضور الألعاب الأولمبية المقررة الشهر المقبل في ريو دي جانيرو.
ويأتي القرار على خلفية «تقرير مكلارين» الذي اتهم روسيا مباشرة بالإشراف على برنامج للتلاعب بنظام المنشطات في أولمبياد سوتشي الشتوية 2014 وبطولة العالم لألعاب القوى في موسكو 2013.
وأكدت اللجنة الأولمبية أنها لن تمنح «أي مسؤول في وزارة الرياضة الروسية أو أي شخص ورد اسمه في (تقرير ماكلارين) التصاريح» لحضور الألعاب.
وكان تقرير المحامي ريتشارد ماكلارين اتهم روسيا مباشرة بالإشراف على برنامج للتلاعب بنظام المنشطات في أولمبياد سوتشي الشتوية 2014 وبطولة العالم لألعاب القوى في موسكو 2013، كما أشار لتورط عدد كبير من لاعبي كرة القدم أيضا.
ووعد الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) باتخاذ «الخطوات الملائمة» حول وجود حالات لتناول المنشطات في كرة القدم الروسية ضمن مئات من العينات الإيجابية التي أخفتها موسكو لرياضييها في كل الألعاب.
وقال الفيفا: «سيطلب الاتحاد الدولي من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات كل التفاصيل المتعلقة بالحالات الفردية لتعاطي المنشطات في كرة القدم الروسية، التي ذكرت في تقرير المحقق مكلارين».
وأضاف: «بمجرد أن يحصل الفيفا على هذه المعلومات من الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات، فسيتخذ الخطوات اللازمة».
وورد في التقرير أن وزير الرياضة الروسي فيتالي موتكو، الذي يرأس اللجنة المحلية المنظمة لكأس العالم 2018، لعب دورا في إخفاء أسماء لاعبي كرة القدم المتورطين في المنشطات.
وأوضح الفيفا أن لجنة القيم هي الجهة المخولة من الاتحاد الدولي لكرة القدم اتخاذ الإجراءات المتعلقة بهذا الأمر.
وقال متحدث باسم الفيفا إن الاتحاد الدولي يؤيد توصيات الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات بحرمان الروس من كل الأنشطة الرياضية، لكنه لم يفصح عن مصير مونديال 2018 الذي كان محل جدل منذ أن نالت روسيا شرف استضافته واتهامات لموسكو برشوة مسؤولين باللجنة التنفيذية للفيفا للفوز بالاستضافة.
وذكر التقرير أنه بين عامي 2012 و2015، هناك 643 حالة منشطات تم إخفاؤها من قبل السلطات الروسية، منها 11 حالة تتعلق بلاعبين روس في كرة القدم (منها حالة للاعب أجنبي يلعب في روسيا). ومع أن حالات كرة القدم أقل بكثير من الحالات في ألعاب القوى (139 حالة) ورفع الأثقال (117)، فإن كرة القدم تحظى باهتمام خاص لدى موتكو.
وبعد أن تردد أن الحكومة الروسية ستضحي بوزير الرياضة من أجل تبييض صفحتها أو على الأقل مواصلة القتال ضد خطر إبعادها عن كل منافسات أولمبياد «ريو» الشهر المقبل، ظهر أمس موتكو ليعلن عن إيقاف 4 مسؤولين في بلاده بسبب فضيحة المنشطات.
وقال موتكو إن مساعدته ناتاليا زهيلانوفا، وثلاثة من كبار المسؤولين هم: افاك اباليان وإيرينا روديونوفا ونائب رئيس مختبر موسكو لمكافحة المنشطات يوري شيزوف، قد أوقفوا مؤقتا بعد أن وردت أسماؤهم في التقرير الذي نشره مكلارين. لكن اللجنة الأولمبية الدولية أوضحت في بيان لها أمس أنها ستدرس «جميع الخيارات القانونية» بين الإقصاء الجماعي لروسيا من ألعاب «ريو» والحق بـ«العدالة الفردية» للرياضيين الروس. وأشارت اللجنة أيضا إلى أنها «ستأخذ في الاعتبار» رأي محكمة التحكيم الرياضي (كاس) في لوزان، المتوقع صدوره اليوم أو غدا بشأن استئناف 60 رياضيا روسيا ضد قرار إيقافهم من الاتحاد الدولي لألعاب القوى.
كما دعت اللجنة الأولمبية الدولية إلى «تجميد» الأحداث الدولية الكبرى في روسيا.
وكان رئيس اللجنة الأولمبية، الألماني توماس باخ، اعتبر التقرير بشأن قضية المنشطات الروسية «هجوما مروعا وغير مسبوق» على الرياضة. وقال في بيان له إن «النتائج التي توصل إليها التقرير تظهر هجوما مروعا وغير مسبوق على نزاهة الرياضة والألعاب الأولمبية». وتابع: «ولذلك، فان اللجنة الأولمبية الدولية لن تتردد باتخاذ أشد العقوبات المتاحة ضد أي فرد أو منظمة متورطة».
وكان غريغوري رودتشنكوف، المدير السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات، هو أول من كشف عن وجود برنامج منشطات منظم في روسيا. وكشف رودتشنكوف في مايو (أيار) الماضي أن العشرات من الرياضيين الروس، منهم 15 حصلوا على ميداليات أولمبية، استفادوا من نظام تنشيط نظمته وأشرفت عليه روسيا وأجهزة مخابراتها في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في سوتشي مطلع 2014.
وتعهد الكرملين بعد التقرير بإيقاف جميع المتورطين الذين وردت أسماؤهم في التقرير، وكانت البداية بنائب وزير الرياضة يوري ناغورنيخ الذي اعتبر أنه الرجل الذي أدار برنامج الغش والتلاعب بنظام المنشطات. ولكن مكلارين نقل عن رودتشنكوف قوله إنه «من غير المعقول ألا يعلم موتكو شيئا عن كامل نظام المنشطات».
وأكد الكرملين في المقابل تمسكه بموتكو، الذي أصر بدوره على أنه «ليس هناك ولا يمكن أن تكون أي ادعاءات موجهة ضدي».
وفقا لتقرير مكلارين، «عمل الروس بنظام إخفاء تقليدي، لجمع العينات قبل المسابقات، لتحديد ما إذا كان الرياضيون تحت خطر الفحوص الإيجابية، وبالتالي وجوب بقائهم في منازلهم. هذه العينات لا تجمع في قوارير رسمية، ونتائج اختباراتها لا تسجل في النظام الرسمي الذي يخضع لمراقبة الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات».
بالنسبة لألعاب لندن «قام الروس قبل الألعاب بجمع العينات في قوارير رسمية، لكن نتائج الاختبارات قام بها مختبر موسكو لتحديد احتمال سقوط الرياضيين في فحص المنشطات خلال الألعاب».
هذا الاحتمال يحدده غريغوري رودتشنكوف مسؤول المختبر الروسي لمكافحة المنشطات بالألوان «الأحمر أو الأصفر أو الأخضر في مؤشر للحالة. الأحمر عندما سيتم فحص الرياضي إيجابا في لندن ويتعين استبداله، الأصفر عند ظهور آثار منشطة في العينة، لكن يتوقع أن يكون الرياضي نظيفا في موعد الألعاب. والأخضر عندما يكون العداء نظيفا ويمكنه الذهاب إلى الألعاب». وتم إخفاء كل أسماء المتورطين وعددهم 46، 11 منهم حصلوا على ميداليات.
ويوضح مكلارين: «قبل بطولة العالم للقوى، قدم الرياضيون الروس عينات بول لمختبر موسكو، لتحليلها، في قوارير رسمية، ومن دون تسجيلها القوائم الرسمية، وخلال المسابقة، أرسلت أرقام عينات الرياضيين المحميين عبر رسائل نصية أو الهاتف إلى مختبر موسكو دون السماح تحت أي ذريعة بالكشف عن أي عينة إيجابية إلا لو كانت تخص رياضيا أجنبيا غير روسي.. بعد بطولة العالم، يضع المختبر جانبا العينات الواجب تبديلها، وتستبدل بها أخرى غير ملوثة قبل إرسالها مجددا للتحليل في مختبر آخر بطلب من الاتحاد الدولي لألعاب القوى».
وكشف: «في ألعاب سوتشي الشتوية استبدل مجلس الأمن الاتحادي الروسي بالعينات المنشطة للرياضيين الروس، أخرى نظيفة في غرفة مجاورة، بواسطة يفغيني بلوخين، وهو عميل سري في مجلس الأمن الاتحادي الروسي.. طلب أوليفييه رابين، مدير القسم العلمي في الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات، في ديسمبر (كانون الأول) 2014، من البروفسور رودتشنكوف تسليمه العينات المودعة في مختبر بموسكو وعددها 10 آلاف عينة. لكن بعدها بقليل، قام المختبر بتدمير 8 آلاف عينة».



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.