فندق «سان جورج» St George Hotel هو أقدم فنادق العاصمة اللبنانية بيروت، ويعتبر أشهر فنادقها قاطبة على مدار التاريخ. بني الفندق في أواخر العشرينات من القرن الماضي، في وسط بيروت، وهو يطل مباشرة على شاطئ البحر المتوسط، واشتهر كونه مقرا لإقامة أثرياء لبنان وقادته والشخصيات الزائرة. كما كان الفندق الشهير يستقطب وجوه المجتمع الفني الراقي ونجوم العالم، على غرار إليزابيث تايلور وريتشارد بورتون، بالإضافة إلى شخصيات من عائلات ملكية، مثل شاه إيران السابق، وفنانين عرب، مثل أم كلثوم.
وتأثر الفندق المكون من أربعة أدوار، ويمتاز بجدرانه الزاهية زهرية اللون، بشكل كبير في أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، حيث احترق، ثم تحول متراسا للمتحاربين منذ عام 1975، مثله في ذلك مثل أقرانه من فنادق بيروت الشهيرة، كـ«كارلتون» و«بريستول» و«بوريفاج»، التي تحولت إلى مقرات لإدارة الحرب الأهلية، فيما عرف وقتها على نطاق واسع بـ«حرب الفنادق».
وضم «سان جورج» عددا كبيرا من المرافق الشهيرة، مثل بلاج «سان جورج» (المسبح) الذي كان وجهة أبرز الشخصيات. كما كان المطعم الفرنسي الراقي في الطابق الأول من الفندق متميزا للغاية، وكان من أبرز رواده عدد من أشهر الشخصيات اللبنانية والرؤساء ورؤساء الحكومات، بينما كان المقهى الشهير قبلة كبار الصحافيين في العالم العربي.
وأعيد تعمير «سان جورج» بعد نهاية الحرب، وصار تحت سلطة الجيش السوري حتى منتصف التسعينات، إلا أن التفجير الذي أودى بحياة رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري عام 2005، والذي أسفر عن مقتل عدد من رواد الفندق والعاملين به، وتدمير أجزاء منه، تسبب في إغلاق الفندق بعدها لمدة عامين بداعي التحقيقات في اغتيال الحريري.
وبعد إعادة افتتاحه جزئيا، عرضت شركة «سوليدير» التي تمتلك معظم الأعمال الإنشائية والعقارية في وسط بيروت شراء الفندق، إلا أن ملاك الفندق رفضوا بيعه. وفي عام 2007، قامت الشركة بالاستيلاء على الشاطئ الخاص بالفندق. وفي بيان لها آنذاك، قالت «سوليدير» إن عقد الاستثمار الخاص بالمرفأ الغربي السياحي الموقع بينها وبين الحكومة اللبنانية قد عهد إليها بصورة حصرية بإشغال المرفأ السياحي الغربي بأقسامه كافة، إضافة إلى استثماره. كذلك وجهت إدارة الفندق في عام 2004 اتهامات إلى شركة «سوليدير» بإعاقة ترميم الفندق التاريخي.
وبينما كان الفندق ينعم في الماضي برؤية على البحر من كل الجهات تقريبا، يحيط به اليوم مرفأ صغير لليخوت، وسور يبلغ ارتفاعه مترين من جانب آخر، ومشروع استثماري جديد شيد داخل البحر من جهة ثالثة.
«عقار له تاريخ»: «سان جورج» بيروت.. إطلالة على الحرب والسلام
«عقار له تاريخ»: «سان جورج» بيروت.. إطلالة على الحرب والسلام
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة