قال مجلس حكماء المسلمين إن عدم القضاء على تنظيم داعش الإرهابي يهدد السلم العالمي، وإنه لا مفر الآن من توحيد الجهود للقضاء على التنظيم الأكثر عنفا وتخليص العالم من جرائمه التي لا يقرها عرف ولا دين. وأفتى المجلس «بأن من يقفون وراء حادث مدينة نيس الفرنسية الدموي مجرمون وفاسدون، لأن دماء البشر جميعا معصومة ومحرمة».
في حين أكد تقرير مصري أن التدابير الأمنية وحدها لا يمكن أن تمنع المتطرفين من «الدهس والطعن» إذا تيقنوا أنه «جهاد في سبيل الله»، لافتا إلى أن عناصر «داعش» تنفذ ما جاء في دعوة المتحدث الإعلامي للتنظيم أبو محمد العدناني لمقاتليه المنتشرين حول العالم باستخدام الوسائل المتاحة لقتل الأوروبيين والأميركيين، بما في ذلك «الدهس بالمركبات والطعن بسكين المطبخ».
وتبنى تنظيم داعش الاعتداء الذي وقع في مدينة نيس بجنوب شرقي فرنسا مساء الخميس الماضي، وأسفر عن مقتل 84 شخصا على الأقل، وفق ما أفادت وكالة «أعماق» وإذاعة «البيان» أمس وهما تابعتان للتنظيم المتطرف.. وكانت وزارة الداخلية الفرنسية قد أعلنت أن مسلحا انطلق بشاحنة مسرعة صوب حشد كان يشاهد عرضا للألعاب النارية خلال الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي.
وقال مجلس حكماء المسلمين أمس، إننا «في حاجة شديدة لنشر ثقافة السلام والتعايش بين المجتمعات المختلفة على تنوعها واختلافها، والوقوف صفا واحدا لاقتلاع (الإرهاب الأسود) من جذوره وإلا ستدفع البشرية ثمن الإرهاب خرابا ودمارا».
وأوضح مصدر مطلع في مجلس حكماء المسلمين لـ«الشرق الأوسط» أن «أعضاء المجلس يؤكدون أن محاربة الفكر المتطرف تحتاج إلى نظرة شاملة يتعاون فيها الجميع، مع ضرورة إدراك أهمية منح مساحة أكبر من الاهتمام لفئة الشباب، وبذل مزيد من الجهد لتوعيتهم بمخاطر التطرف والإرهاب».
وطالب «حكماء المسلمين» الغرب بالبحث عن مخرج من أزمة الإرهاب وصد الإرهاب العالمي، ونشر ثقافة التعايش السلمي، والقضاء على النزاعات التي تعاني منها الإنسانية في مناطق مختلفة من العالم، وتحذير الشباب والفتيات وصغار السن من الوقوع في براثن الجماعات المتطرفة، التي تلعب على استغلال عقولهم.
وكان رئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، قد أكد خلال زيارته لفرنسا في مايو (أيار) الماضي، أن «الإرهاب أزمة عالمية، وأن الحوادث التي تقع تفرض فرضا على أصحاب القرار النافذ والمؤثر في مجريات الأحداث، أن يتحملوا مسؤولياتهم كاملة أمام الضمير العالمي والإنساني وأمام التاريخ في أن يتدخلوا لصد هذا الإرهاب العالمي.. ووقف حمامات الدماء المسفوكة وأكوام الأشلاء المتناثرة من أجساد الفقراء والمساكين، وأطفالهم ونسائهم، والتي يقدمونها كل يوم قرابين على مذابح العابثين بمصائر الشعوب».
وسبق أن شن إرهابيون هجمات دامية على مناطق مُتفرقة من العاصمة الفرنسية باريس في أوقات مُتزامنة نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أسفرت عن وقوع أكثر من 120 قتيلا ونحو مائتي مصاب، وأعلن تنظيم داعش الإرهابي تبني الاعتداءات والهجمات وقتها، متوعدا بمزيد من الهجمات.
في غضون ذلك، قال تقري مصري إن حادث مدينة نيس الفرنسية، يؤكد بوضوح أن التدابير والاحترازات الأمنية وحدها لا تكفل تحقيق الأمن والتصدي للأعمال الإرهابية، ولا يمكن بحال من الأحوال منع المتطرفين والإرهابيين من تهديد أمن الدول والمجتمعات من خلال تشديد الإجراءات الأمنية فقط؛ بل يجب أن يتم معالجة ظاهرة العنف والتطرف بشكل كلي وشامل، وإيلاء المواجهة الفكرية للفكر المتطرف والعنيف الأهمية الكافية لمنع الأشخاص من الانزلاق نحو تبني أفكار العنف والإرهاب التي تروج لها جماعات العنف هنا وهناك.
وأوضح التقرير الصادر عن مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية، أن الإجراءات الأمنية المشددة وإعلان حالة الطوارئ يمكن أن تحد من الهجمات الإرهابية واستخدام الأسلحة في قتل المدنيين؛ لكنها لا تمنعها بالكلية، فلا يمكن بحال أن تمنع الإجراءات الأمنية المشددة شخصا ما من دهس الأفراد عبر شاحنة أو سيارة إذا ما قرر ذلك، خاصة إذا اعتبر هذا الشخص أن هذا العمل جهاد في سبيل الله، وهو أمر تدركه جيدا الجماعات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش الإرهابي، والذي دعا فيه العدناني إلى استخدام الوسائل المتاحة لقتل الأوروبيين والأميركيين، بما في ذلك الدهس بالمركبات والطعن بالسكين.
تقرير مصري: التدابير الأمنية وحدها لا تمنع المتطرفين من «الدهس والطعن»
«حكماء المسلمين»: عدم القضاء على «داعش» يهدد السلم العالمي
تقرير مصري: التدابير الأمنية وحدها لا تمنع المتطرفين من «الدهس والطعن»
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة