أكثر من تسعة آلاف مرشح يطلقون حملاتهم لانتخابات البرلمان العراقي

انطلقت أمس حملة الانتخابات التشريعية العراقية المرتقبة في الثلاثين من الشهر الحالي التي يخوضها رئيس الوزراء نوري المالكي للفوز بولاية ثالثة، بينما تجتاح البلاد أسوأ موجة عنف منذ سنوات.
وانتشرت في عموم شوارع بغداد والمدن العراقية ملصقات لمرشحين يتنافسون على 328 مقعدا في مجلس النواب وسط توقعات بعدم فوز أي من الأحزاب المتنافسة بأغلبية مطلقة، مما سيؤدي، كما في الانتخابات السابقة، إلى الدخول في مفاوضات طويلة لتشكيل الحكومة.
ويتوقع أن يفوز «ائتلاف دولة القانون» الذي يتزعمه رئيس الوزراء بأكبر عدد من أصوات الناخبين رغم وجود منافسين آخرين بينهم «ائتلاف المواطن» بزعامة عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وكتلة «الأحرار» التي تعد حتى الآن الممثل الرئيس للتيار الصدري الذي يتزعمه مقتدى الصدر.
وغالبا ما تخضع الحملات الانتخابية في العراق بالإضافة إلى أدوار الأحزاب السياسية لتأثيرات طائفية وقبلية. وإضافة إلى الملصقات التي تحمل صورا لمرشحين، حملت لافتات أخرى عبارات تؤكد فخر عشائر بمرشحين من أبنائها لخوض الانتخابات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وفي ما يتعلق بالمناطق ذات الغالبية السنية، في غرب وشمال البلاد، من المتوقع أن ينحصر التنافس بين رئيس البرلمان أسامة النجيفي ونائب رئيس الوزراء صالح المطلك. ويبدو من غير المرجح أن تجري الانتخابات في جميع مناطق محافظة الأنبار غرب البلاد التي تعاني سوء الأوضاع الأمنية إثر تواصل في بعض مدن المحافظة العمليات المسلحة والاشتباكات بين قوات الأمن ومسلحين من تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش).
وفي إقليم كردستان من المرجح أن يتراجع الاحتكار التاريخي للحزبين الرئيسين الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني أمام حركة التغيير.
وقال مناف الحيدري أحد المرشحين للانتخابات عن حزب الدعوة الإسلامي: «بدأنا بوضع ملصقاتنا في المناطق المزدحمة من بغداد والمناطق المكتظة والتي يمر عبرها الناس». وأضاف: «قسمنا بغداد إلى مناطق مختلفة وتوجهنا إلى المناطق التي تشهد وجودا أكثر لمؤيدينا».
ويطرح الناخبون الكثير من المشكلات، بينها سوء الخدمات وارتفاع معدلات البطالة، إضافة إلى سوء الأوضاع الأمنية التي أدت إلى مقتل أكثر من 2200 شخص خلال الفترة الماضية من هذا العام.
ورغم تفاؤل كثير من العراقيين بإمكانية تغيير الأوضاع السياسية في حكومة وحدة وطنية تعاني انقسامات داخلية، أعرب آخرون عن تشاؤمهم من قدرة الانتخابات على إحداث هذا التغيير. وقال مازن رميض (26 سنة)، عامل في شركة للأطعمة الجاهزة في بغداد: «هناك وجوه جديدة، لكن القوائم ذاتها». وأضاف بسخرية: «لا حاجة بهم إلى ملء الشوارع بالملصقات لأنها ستملأ بالأوساخ وتسبب الازدحام».
وأفاد بيان صدر أول من أمس عن المتحدث باسم المفوضية المستقلة للانتخابات، صفاء الموسوي، بمصادقة مجلس المفوضية على قوائم المرشحين لانتخابات مجلس النواب العراقي والبالغ عددهم 9040 مرشحا. وأضاف أن الحملة الانتخابية ستنتهي قبل يوم من موعد التصويت، المقرر في الـ30 من الشهر الحالي.