قال باحثون أميركيون إنهم رصدوا حالة فريدة لـ«سمك الكهوف»، الذي يحيا في الكهوف المظلمة ولا يتمكن من الحصول إلا على القليل من الطعام، بعد أن أظهر أعراضا مماثلة لأعراض مرض السكري، إلا أنه ظل متمتعا بصحة جيدة.
وأضافوا في تقرير يقدم إلى المؤتمر السنوي تقيمه جمعية علوم الجينات الأميركية في أورلاندو بولاية فلوريدا، أنهم كشفوا عن الأسس الجينية لتكيف هذا السمك مع بيئته الصعبة، الأمر الذي سيؤدي في المستقبل إلى تطوير وسائل لمكافحة السكري والأمراض الأخرى.
وقال الدكتور نيكولاس روهنر الباحث في معهد ستاورز للأبحاث الطبية المشرف على الدراسة: «وجدنا أن سمك الكهوف يمتلك مستويات عالية جدا من الدهون، ويتسم بصفات مقاومة الجوع الشديد، وله أعراض مماثلة لأمراض الإنسان مثل السكري، والكبد الدهني غير الناجم عن تناول الكحول». وأضاف: «ومع ذلك فقد ظل السمك صحيا ولم نجد لديه أي مشاكل صحية كالتي نراها لدى الإنسان. ولذا فإن الكشف عن الآليات الجزيئية الحاصلة في جسم السمك، ربما سيتيح لنا فهم أمراض الإنسان».
ودرس الباحثون سمكة Astyanax mexicanus التي تحيا في مياه المكسيك، ويحيا بعض أنواع هذا السمك في الكهوف المظلمة، وقد فقد بصره وصبغته مع الزمن، فيما يحيا بعضه الآخر في الأنهار القريبة من الكهوف. ووجدوا أن مستويات الغلوكوز لديها تزداد بشدة بعد الأكل ثم تنخفض بشدة عند الجوع، وهي تماثل ما يحدث لدى مرضى السكري من النوع الثاني من البشر. وركز فريق روهنر على دراسة عمليات الأيض (التمثيل الغذائي) لسمك الكهوف التي تسمح له بالعيش لفترات طويلة من دون طعام. وعندما يحصل فيضان الأنهار يحصل السمك على الغذاء، ويزيد من مستويات الدهون بشكل كبير ثم يأخذ بحرقها عند انتفاء الطعام.
ولاحظ الباحثون أن سمك الكهوف يمتلك مستويات من الدهون تبلغ 10 أضعاف ما يمتلكه نفس السمك في الأنهار.
«سمك الكهوف المكسيكية».. مصاب بالسكري ويحيا طبيعيًا
علماء أميركيون يرصدون الأسس الجينية لإصابته
«سمك الكهوف المكسيكية».. مصاب بالسكري ويحيا طبيعيًا
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة