رجال شرطة إسرائيليون يتحرشون بالفلسطينيين في القدس انتقامًا أو لمجرد التسلية

أحد ضحايا الاعتداء فتى في الثانية عشرة لم يزل عاجزًا عن التعرف على أهله

قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي تحرس مجموعات من المصلين اليهود خلال تجولهم في الأقصى (أ.ف.ب)
قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي تحرس مجموعات من المصلين اليهود خلال تجولهم في الأقصى (أ.ف.ب)
TT

رجال شرطة إسرائيليون يتحرشون بالفلسطينيين في القدس انتقامًا أو لمجرد التسلية

قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي تحرس مجموعات من المصلين اليهود خلال تجولهم في الأقصى (أ.ف.ب)
قوات من شرطة الاحتلال الإسرائيلي تحرس مجموعات من المصلين اليهود خلال تجولهم في الأقصى (أ.ف.ب)

اعترف تقرير داخلي في الشرطة الإسرائيلية، أن أفراد شرطة «حرس الحدود» يبادرون إلى «عمليات احتكاك» مقصودة مع الفلسطينيين من سكان القدس الشرقية المحتلة، تكون في بعض الأحيان لأهداف سياسية انتقامية، وتكون في حالات أخرى لمجرد التسلية. وعقبت المحامية آن ساتشيو، من جمعية حقوق المواطن، على ذلك بالقول، إن هناك ظاهرة بارزة للتحرش بالناس بهدف القمع والانتقام، وغالبا ما يقع فيها ضحايا من الأبرياء.
وأضافت ساتشيو، أن «الحديث عن سلوك مرفوض في أساسه ويتعارض مع دور وصلاحيات الشرطة. هذا عمل بودر إليه بهدف خلق حالة تجر استخدام قوات الشرطة إلى وسائل قاتلة، مثل بنادق روغر وعيارات الأسفنج، وهي تعكس الاستهتار الخطير بحياة البشر وتشكل خطرا على الأبرياء، كما ثبت في حالة أحمد أبو حمص».
وتطرق التقرير الداخلي في الشرطة إلى نموذج لهذا «الاحتكاك» الذي جرى في بلدة العيسوية، وأدى إلى مواجهات في يوم السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي، بين شبان البلدة الفلسطينيين وقوة من حرس الحدود دخلت إلى القرية. وخلال المواجهات جرى إطلاق عيار إسفنجي على الفتى أحمد أبو حمص (12 عاما)، فأصيب بجراح بالغة في رأسه وأمضى ثلاثة أسابيع في المستشفى تلقى خلالها التنفس الاصطناعي. ومنذ ذلك الوقت يعاني من إصابة بالغة في دماغه، ولا يتعرف على أبناء عائلته. وقدمت العائلة شكوى إلى قسم التحقيق مع الشرطة بواسطة محام يهودي. وقبل شهرين تقريبا، أعلن قسم التحقيق مع الشرطة (ماحش) أنه قرر إغلاق الملف، «لأنه لم يجر التوصل إلى قاعدة أدلة تؤكد ارتكاب مخالفة». وطلب المحامي الاستئناف على القرار، لكن «ماحش» سلمته ملف التحقيق الفارغ تقريبا. وفي الأسبوع الماضي تسلم الملف الكامل، الذي يتضمن عشرة تقارير عن عمل قوات الشرطة التي شاركت في الحادث، والتي أشارت كلها تقريبا إلى أن الحادث بدأ نتيجة «عملية احتكاك» أو «عملية احتكاك بادرت إليها الشرطة».
وروى أحد أفراد الشرطة أنه «خلال وردية الظهر، دخلنا للعمل في قرية العيسوية للقيام باحتكاك مع السكان». ووصف آخر: «خلال العمل المبادر إليه والمخطط في قرية العيسوية بإشراف الفرقة (حوشن13)، قمنا بدورية راجلة في القرية. فقد طلبوا منا الوصول إلى محطة الوقود (منتا) في العيسوية، للمشاركة في عملية احتكاك في القرية، وجرى تقديم إرشاد لنا قبل العملية حول كيفية الاحتكاك». ويدعي حرس الحدود، أن المقصود ليس عمليات استفزاز متعمدة، وإنما عمليات مركزة هدفها اعتقال مشبوهين، في أعقاب أحداث سابقة أو بعد تلقي معلومات استخباراتية. مع ذلك يستدل من التقارير أنه في السادس من يناير لم يتم تسجيل أحداث عنيفة في القرية. وقبل يوم من ذلك تم تسجيل أربع حالات لرشق الحجارة في القرية ومحيطها. وتعتبر العيسوية إحدى المناطق المتوترة في القدس الشرقية، وعلى مدار فترة طويل وقعت فيها كل يوم، تقريبا، صدامات عنيفة بين الشرطة والسكان.
ويؤكد السكان، مثل غيرهم من سكان مناطق أخرى في القدس الشرقية، أن سبب اندلاع المواجهات هو استفزاز الشرطة لهم. وفي الحادث الذي أصيب فيه الفتى أبو حمص أيضا، يدعي السكان أنه لم تقع أحداث في القرية حتى دخول قوة الشرطة. وقال المحامي إيتي ماك إن «هذا العمل غير مسؤول والسكان يدفعون ثمن ذلك. في نهاية الأمر هذه ليست عملية ضرورية. وبعد ذلك تدعي الشرطة أنها واجهت الخطر واستخدمت السلاح. خطير جدا انتهاء الحادث على هذا الشكل».



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».