لجنة التراث العالمي غير راضية عن تقليد آثار تدمر بالطباعة ثلاثية الأبعاد

لجنة التراث العالمي غير راضية عن تقليد آثار تدمر بالطباعة ثلاثية الأبعاد
TT

لجنة التراث العالمي غير راضية عن تقليد آثار تدمر بالطباعة ثلاثية الأبعاد

لجنة التراث العالمي غير راضية عن تقليد آثار تدمر بالطباعة ثلاثية الأبعاد

أعربت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو) عن تشككها إزاء الخطط الرامية إلى إعادة بناء موقع أثري بمدينة تدمر العريقة بسوريا، وذلك باستخدام جهاز طابعة ثلاثية الأبعاد، وهي من التقنيات الحديثة، بعد أن تعرضت أجزاء من الموقع للتدمير من جراء الحرب الأهلية السورية.
وقالت ميتشيلد روزلر مدير قسم التراث ومركز التراث العالمي التابع لمنظمة اليونيسكو إن «بعض الأشخاص يعتقدون بأنه باستطاعتك تنفيذ ذلك عن طريق جهاز ثلاثي الأبعاد، ولكن الأمر ليس بهذه السهولة».
وأكدت أنه «لا يسمح بإعادة البناء في إطار معاهدة التراث العالمي، المعنية بحماية المواقع التراثية في العالم».
ومع ذلك أقرت بأنه يجب أن تدور مناقشات حول موقع تدمر الأثري، واتخاذ قرار على أساس كل حالة على حدة حول كيفية التعامل مع المباني التي تعرضت للدمار.
ومن المقرر أن يناقش اليوم (الثلاثاء) اجتماع لجنة التراث العالمي باليونيسكو المنعقد في إسطنبول، موضوع تدمر وغيره من مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر.
وتعرضت أجزاء من تدمر للتدمير من جراء القتال بين قوات النظام السوري وقوات المعارضة، غير أن معظم الدمار الذي لحق بالموقع الأثري جاء عندما وقع تحت سيطرة ميليشيات تنظيم داعش، التي تمارس عمليات تحطيم التماثيل.
ومن بين المباني التاريخية والقطع الفنية التي تعرضت لأشد أنواع الدمار معبد بعل ومعبد بعلشمين وقوس النصر التذكاري.
وعملت روزلر عضوًا في وفد من الخبراء زار الموقع في أبريل (نيسان) الماضي، بعد أن تم تحريره من أيدي تنظيم داعش، وتمثلت مهمة الوفد في تقييم حجم التدمير.
وقالت إنها شعرت بالارتياح عندما رأت أن مدى الدمار لم يكن واسعًا كما كان متوقعًا، حيث يمكن ترميم بعض القطع الأثرية بشكل سهل نسبيًا، ومن بينها قوس النصر التذكاري، حيث بقيت منه قطع كاملة سليمة. وأضافت أنه لسوء الحظ أن المعبدين تعرضا للتدمير الكامل.
وكان قد تم الإعلان عن إنتاج نسخة مقلدة من قوس النصر التذكاري، عن طريق الطابعة ثلاثية الأبعاد، وعرضت في ميدان الطرف الأغر بلندن في أبريل الماضي.
وبعد أن تم عرض هذه النسخة المقلدة في نيويورك ثم في دبي، من المتوقع أن يستقر بها الحال في تدمر.
وتقول اليونيسكو «إن تدمر تحتوي على أطلال مبانٍ تاريخية لمدينة عظيمة كانت واحدة من أهم المراكز الثقافية في العالم القديم».
وأضافت أنه «من القرن الأول إلى القرن الثاني وقفت فنون ومعمار تدمر عند ملتقى طرق لعدة حضارات، ومزجت الأساليب الفنية اليونانية والرومانية مع التراث المحلي ومع التأثيرات الفارسية».
وكان موقع تدمر الأثري مدرجًا على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي المعرض للخطر منذ عام 2013.



لأول مرة... عرض كسوة الكعبة بكاملها خارج مكة المكرمة

كسوة الكعبة المشرفة (مؤسسة بينالي الدرعية)
كسوة الكعبة المشرفة (مؤسسة بينالي الدرعية)
TT

لأول مرة... عرض كسوة الكعبة بكاملها خارج مكة المكرمة

كسوة الكعبة المشرفة (مؤسسة بينالي الدرعية)
كسوة الكعبة المشرفة (مؤسسة بينالي الدرعية)

ضمن عدد هائل من المقتنيات التاريخية والقطع المستعارة من مؤسسات عربية ودولية ينفرد بينالي الفنون الإسلامية 2025 المقرر افتتاحه في 25 يناير (كانون الثاني) الحالي بعرض كسوة الكعبة المشرفة بالكامل، وهي المرة الأولى التي تشاهد فيها الكسوة خارج مكة المكرمة.

ويأتي عرض الكسوة في الدورة الثانية من البينالي بالتزامن مع الذكرى المئوية الأولى (حسب التقويم الهجري) لإنشاء مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة في السعودية، والذي ينال شرف صناعة الكسوة منذ عام 1346 هـ (1927 م).

جدير بالذكر أن الكسوة التي سيتم عرضها في البينالي غطّت الكعبة المشرّفة طوال العام الهجري الماضي ولم يسبق أن عُرضت بشكلها الكامل في أيّ محفل أو معرض من أي نوع.

قاعات عرض بينالي الفنون الإسلامية 2025 بجدة (مؤسسة بينالي الدرعية)

ويمثل عرض الكسوة سابقة أولى يسجلها البينالي ضمن جهوده المعرفية التي تُضيء الجوانب المرتبطة بالفنون الإسلامية والنقوش والزخارف الفريدة، والتي تتجلّى في الكسوة الشريفة بوصفها واحدة من أسمى الإنتاجات الإبداعية التي بلغها الفن الإسلامي.

وسيقدم البينالي من خلال عرض كسوة الكعبة المشرفة تعريفاً بالكسوة، وتطورها عبر التاريخ، وما يرتبط بها من فنون ونقوش ومهارات حِرفية ومعارف، وذلك بأسلوب عرضٍ مميز، يتيح للزوار التعرّف على التفاصيل الدقيقة في حياكتها، وتطريزها بخيوطٍ من الحرير والذهب والفضة. وستتم إعادة الكسوة إلى رعاية مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة بعد اختتام فعاليات البينالي.

وتهدف مؤسسة بينالي الدرعية من خلال عرض الكسوة إلى ترسيخ الاعتزاز بالإرث الثقافي الإسلامي، وخلق فرصة استثنائية تسمح لعامة الجمهور بالتعرف عن قرب على أحد أهم مظاهر الفن الإسلامي عبر التاريخ، وتقديم فهمٍ أعمق للحرفية العالية في صناعة كسوة الكعبة المشرفة، مع ما يتضمنه ذلك من تأكيد على مركزية المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين، وتوفيرها لكل الإمكانات والمهارات والحرفيين البارعين لصناعة الكسوة من خلال مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة المشرفة.

صالة الحجاج الغربية في مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة مكان إقامة فعاليات بينالي الفنون الإسلامية في دورته الثانية (مؤسسة بينالي الدرعية)

و إلى جانب كسوة الكعبة المشرفة سيعرض البينالي مجموعةً واسعة من التحف التاريخية الإسلامية وأعمال الفن المعاصر، بهدف دفع زواره إلى التأمل في ثراء الحضارة الإسلامية وفنونها الإبداعية، وذلك امتداداً لما قدمه البينالي في نسخته الأولى التي أُقيمت في عام 2023م تحت عنوان «أول بيت»، وحققت نجاحاتٍ كبيرةٍ جعلت منه ثاني أكثر بينالي زيارة في العالم، بحضورٍ وصلَ إلى أكثر من 600 ألف زائر تعرفوا على الإرث الثقافي للفنون الإسلامية.