مرحلتان لتحرير آخر معاقل «داعش».. وكارتر يعلن من بغداد إرسال 560 جنديًا

وزير الدفاع الأميركي يؤكد أن قاعدة القيارة منصة إطلاق تحرير الموصل

وزير الدفاع الأميركي ونظيره العراقي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي ونظيره العراقي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
TT

مرحلتان لتحرير آخر معاقل «داعش».. وكارتر يعلن من بغداد إرسال 560 جنديًا

وزير الدفاع الأميركي ونظيره العراقي في بغداد أمس (إ.ب.أ)
وزير الدفاع الأميركي ونظيره العراقي في بغداد أمس (إ.ب.أ)

كشف محافظ نينوى السابق وقائد الحشد الوطني أثيل النجيفي أن «تنظيم داعش بدأ بحفر خطوط دفاعية عند تخوم مدينة الموصل، مما سيجعل معركة الاقتحام تمر بمرحلتين: الأولى خارجية، والثانية داخل المدينة، ومن خلال انتفاضة جماهيرية كبرى».
وقال النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «معركة الموصل لن تكون صعبة مثلما كان متوقعًا، سواء للتحضيرات العسكرية واللوجيستية القائمة حاليًا من قبل القوات العراقية أو لجدية الولايات المتحدة، التي تعتبر بدورها تحرير الموصل جزءًا من خطتها لمحاربة تنظيم داعش والقضاء عليه في كل من العراق وسوريا».
وتحدث النجيفي عن انتفاضة جماهيرية سوف تندلع من داخل الموصل، وقال إن هناك عملاً كبيرًا يجري في الداخل للثورة المضادة ضد التنظيم الإرهابي، وهو ما سوف يترك أثره على سرعة تحرير المدينة وهزيمة «داعش»، لكنه استدرك بالقول إن الوقت غير مناسب للقيام بفعاليات من قبل تلك القوى حتى لا ترصد وتكشف من قبل «داعش».
تأكيدات النجيفي بشأن الدور الأميركي في تحرير الموصل، تأتي في وقت حررت فيه قاعدة القيارة القريبة من مدينة الموصل، بالتزامن مع الزيارة التي بدأها أمس إلى بغداد وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر وإعلانه للصحافيين قبيل وصوله بغداد أن «المستشارين الأميركيين مستعدون لمرافقة الكتائب العراقية إذا تطلب الأمر أثناء تحركها باتجاه الموصل».
وأضاف كارتر: «القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي ستستخدم القاعدة الجوية التي تمت استعادتها أخيرًا في القيارة منصة انطلاق لمعركة استعادة الموصل من عصابات (داعش) الإرهابية». ووصف كارتر، تحرير قاعدة القيارة بـ«الانتصار الاستراتيجي الرئيسي».
وأشار إلى أن «القاعدة ستكون أحد المحاور الرئيسية التي ستنطلق منها القوات العراقية التي تتقدم نحو تطويق القطاع الجنوبي للموصل.. وهذا هو الدور الاستراتيجي لقاعدة القيارة».
وأكد وزير الدفاع الأميركي أن «أهمية السيطرة على قاعدة القيارة الجوية تكمن في استطاعتنا لتأسيس منطلق إسناد لوجيستي إلى الجوار من مدينة الموصل، ولهذا فسيكون هناك دعم لوجيستي أميركي لعملية التحرير».
وكشف كارتر عن قيام بلاده بإرسال نحو 560 جنديًا إضافيًا إلى العراق لمساعدة القوات العراقية لتحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم داعش العام الحالي، معللاً ذلك لـ«تصعيد الحملة على تنظيم داعش، وتقديم المشورة للقوات المحلية في خطة استعادة الموصل هذا العام».
كما جدد كارتر خلال لقائه وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي استعدادات الولايات المتحدة لتقديم كل الدعم الممكن لاستعادة الموصل، طبقًا لما أعلنته وزارة الدفاع العراقية.
وتأتي زيادة القوات الأميركية بعد أقل من ثلاثة أشهر من إعلان واشنطن إرسال 200 من الجنود الأميركيين، لتقديم المساعدة والمشورة العسكرية للقوات العراقية في تقدمها نحو الموصل، وهو ما اعتبره الخبراء تصعيدا للحرب ضد «داعش»، والاستفادة من التقدم والانتصارات الأخيرة للقوات العراقية. فبعد انتصار الجيش العراقي في كل من تكريت والرمادي والفلوجة قد يبدو أن تحرير الموصل تعتبر «أم المعارك» في الحرب على تنظيم داعش المتطرف، وخصوصا أنها ثاني أكبر المدن العراقية وذات أهمية استراتيجية في الحرب ضد «داعش».
وبهذه الزيادة في عدد الجنود الأميركيين يصل إجمالي القوات الأميركية الموجودة في العراق إلى 4647 جنديا.
وأشار الجنرال شون مكفارلاند، القائد الأميركي الأعلى في العراق، إلى أن القوات الأميركية الإضافية ستعمل في القاعدة الجوية القيارة التي يتكون قاعدة انطلاق لاستعادة الموصل.
هذه الزيارة تعد الرابعة لكارتر إلى العراق منذ تولية منصب وزير الدفاع الأميركي في فبراير (شباط) 2015، وتأتي بعد يومين فقط من سيطرة الجيش العراقي على قاعدة القيارة الجوية جنوب الموصل، التي تعتبر خطوة مهمة للجيش العراقي إذا ما أراد السيطرة على مدينة الموصل والبدء الفعلي لعملية تحرير المدينة، التي سيطرت عليها «داعش» منذ منتصف عام 2014.
ويجدر الإشارة إلى أن القوات الأميركية قد أسست قاعدة مؤقتة جنوب شرقي الموصل في مدينة مخمور، لكن قاعدة القيارة ستكون أهم لقربها من الموصل؛ حيث تقع على بعد 30 كيلومترا فقط من الموصل. وتعتبر قاعدة جوية كبيرة، بها مهبط طائرات كاف لهبوط طائرات ناقلة للمساعدات، وقد اعتاد الجيش الأميركي على استخدامها خلال حرب العراق الأخيرة.
بيد أن محافظ نينوى السابق أثيل النجيفي أكد أن «هناك مؤشرات تفيد بأن الأميركيين ينوون البقاء في قاعدة القيارة جنوب الموصل لأطول فترة ممكنة حتى تستقر المنطقة»، مبينًا «وجود مخاوف لديهم بأن هناك مخاطر بهذا الشأن، وهو ما يجعل عملية استخدامهم قاعدة القيارة لن يتوقف عند حدود معركة الموصل».
وبشأن سكان الموصل الموجودين داخل المدينة، قال النجيفي: «إنهم يزدادون ولا ينقصون، وذلك بسبب عمليات النزوح من القرى المحيطة بها»، مشيرًا إلى أن «نحو 100 ألف مواطن نزح من القيارة خلال الأيام الأخيرة باتجاه الموصل، حيث تم إيقافهم عند السيطرات (نقاط التفتيش) قبيل مدخل المدينة، وتم إيقافهم لساعات ثم سمح لهم بالدخول كونهم حشودًا جماهيرية كبيرة».
إلى ذلك أكد رئيس ائتلاف «متحدون للإصلاح» أسامة النجيفي، الشقيق الأكبر لأثيل النجيفي أن المعركة الأكبر مع تنظيم داعش الإرهابي ستكون في الموصل.
وقال أسامة النجيفي في بيان إن «العدو الأول والأخطر الذي يواجه العراق هو الإرهاب، لذلك تكون مواجهته والقضاء عليه واجبًا وطنيًا ذا أبعاد دولية وإنسانية»، مشيرًا إلى أن «المعركة الأكبر مع تنظيم داعش الإرهابي ستكون في الموصل». وأضاف النجيفي: «بسبب من رمزية المدينة وحجمها ووجود أكثر من مليون ونصف المليون مواطن ما زالوا داخلها، فإنها تتطلب خططًا جديدة واستراتيجيات قوامها الحفاظ على المواطن وتراث المدينة وبنيتها التحتية»، مؤكدًا أن «القوات المحررة لا بد أن تكون ذات قبول عالٍ لأهل المدينة، لمنع أي محاولة لـ(داعش) من استغلال الثغرات بما يقوي ويطيل احتلاله».
جاء ذلك، خلال استقبال النجيفي، القائم بالأعمال الإماراتي في بغداد، لبحث سبل الدعم العربي لمعركة الموصل.
وأوضح رئيس ائتلاف «متحدون للإصلاح» أن «قرار أهل نينوى بعدم مشاركة الحشد الشعبي في معركة التحرير يأتي ضمن سياق يؤكد أن أهل المدينة أولى بتحرير مدينتهم، وهم في غنى عن إشكالات غير ضرورية يمكن أن تخدم خصمهم»، مؤكدًا «ترحيبهم بالجيش العراقي والقوات الرسمية الأخرى للشرطة الوطنية والحشد الوطني والعشائري وقوات البيشمركة، وبدعم من التحالف الدولي المضاد للإرهاب».



وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

وفد إسرائيلي بالقاهرة... توقعات بـ«اتفاق وشيك» للتهدئة في غزة

طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل أشياء تم انتشالها من مكب النفايات في خان يونس جنوب قطاع غزة (أ.ف.ب)

زار وفد إسرائيلي رفيع المستوى القاهرة، الثلاثاء، لبحث التوصل لتهدئة في قطاع غزة، وسط حراك يتواصل منذ فوز الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإنجاز صفقة لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار بالقطاع المستمر منذ أكثر من عام.

وأفاد مصدر مصري مسؤول لـ«الشرق الأوسط» بأن «وفداً إسرائيلياً رفيع المستوى زار القاهرة في إطار سعي مصر للوصول إلى تهدئة في قطاع غزة، ودعم دخول المساعدات، ومتابعة تدهور الأوضاع في المنطقة».

وأكد مصدر فلسطيني مطلع، تحدث لـ«الشرق الأوسط»، أن لقاء الوفد الإسرائيلي «دام لعدة ساعات» بالقاهرة، وشمل تسلم قائمة بأسماء الرهائن الأحياء تضم 30 حالة، لافتاً إلى أن «هذه الزيارة تعني أننا اقتربنا أكثر من إبرام هدنة قريبة»، وقد نسمع عن قبول المقترح المصري، نهاية الأسبوع الحالي، أو بحد أقصى منتصف الشهر الحالي.

ووفق المصدر، فإن هناك حديثاً عن هدنة تصل إلى 60 يوماً، بمعدل يومين لكل أسير إسرائيلي، فيما ستبقي «حماس» على الضباط والأسرى الأكثر أهمية لجولات أخرى.

ويأتي وصول الوفد الإسرائيلي غداة حديث رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في كلمة، الاثنين، عن وجود «تقدم (بمفاوضات غزة) فيها لكنها لم تنضج بعد».

وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية، الثلاثاء، عن عودة وفد إسرائيل ضم رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، ورئيس جهاز الأمن العام «الشاباك» رونين بار، من القاهرة.

وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأنه عادت طائرة من القاهرة، الثلاثاء، تقلّ رئيس الأركان هرتسي هاليفي، ورئيس الشاباك رونين بار، لافتة إلى أن ذلك على «خلفية تقارير عن تقدم في المحادثات حول اتفاق لإطلاق سراح الرهائن في غزة».

وكشف موقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي عن أن هاليفي وبار التقيا رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، وكبار المسؤولين العسكريين المصريين.

وبحسب المصدر ذاته، فإن «إسرائيل متفائلة بحذر بشأن قدرتها على المضي قدماً في صفقة جزئية للإفراج عن الرهائن، النساء والرجال فوق سن الخمسين، والرهائن الذين يعانون من حالة طبية خطيرة».

كما أفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه جرت مناقشات حول أسماء الأسرى التي يتوقع إدراجها في المرحلة الأولى من الاتفاقية والبنود المدرجة على جدول الأعمال، بما في ذلك المرور عبر معبر رفح خلال فترة الاتفاق والترتيبات الأمنية على الحدود بين مصر وقطاع غزة.

والأسبوع الماضي، قال ترمب على وسائل التواصل الاجتماعي، إن الشرق الأوسط سيواجه «مشكلة خطيرة» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وأكد مبعوثه إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الاثنين، أنه «لن يكون من الجيد عدم إطلاق سراح» الرهائن المحتجزين في غزة قبل المهلة التي كررها، آملاً في التوصل إلى اتفاق قبل ذلك الموعد، وفق «رويترز».

ويتوقع أن تستضيف القاهرة، الأسبوع المقبل، جولة جديدة من المفاوضات سعياً للتوصل إلى هدنة بين إسرائيل و«حماس» في قطاع غزة، حسبما نقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرّب من الحركة، السبت.

وقال المصدر: «بناء على الاتصالات مع الوسطاء، نتوقع بدء جولة من المفاوضات على الأغلب خلال الأسبوع... للبحث في أفكار واقتراحات بشأن وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى». وأضاف أنّ «الوسطاء المصريين والقطريين والأتراك وأطرافاً أخرى يبذلون جهوداً مثمّنة من أجل وقف الحرب».

وخلال الأشهر الماضية، قادت قطر ومصر والولايات المتحدة مفاوضات لم تكلّل بالنجاح للتوصل إلى هدنة وإطلاق سراح الرهائن في الحرب المتواصلة منذ 14 شهراً.

وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، السبت، إن الزخم عاد إلى هذه المحادثات بعد فوز دونالد ترمب بالانتخابات الرئاسية الأميركية، الشهر الماضي. وأوضح أنّه في حين كانت هناك «بعض الاختلافات» في النهج المتبع في التعامل مع الاتفاق بين الإدارتين الأميركية المنتهية ولايتها والمقبلة، «لم نر أو ندرك أي خلاف حول الهدف ذاته لإنهاء الحرب».

وثمنت حركة «فتح» الفلسطينية، في بيان صحافي، الاثنين، بـ«الحوار الإيجابي والمثمر الجاري مع الأشقاء في مصر حول حشد الجهود الإقليمية والدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، والإسراع بإدخال الإغاثة الإنسانية إلى القطاع».

وأشار المصدر الفلسطيني إلى زيارة مرتقبة لحركة «فتح» إلى القاهرة ستكون معنية بمناقشات حول «لجنة الإسناد المجتمعي» لإدارة قطاع غزة التي أعلنت «حماس» موافقتها عليها.