شنت فصائل من المعارضة السورية هجومًا واسعًا ضد مواقع سيطرة قوات النظام في مدينة حلب في شمال سوريا، ردًا على إغلاق الأخيرة الطريق الوحيد المؤدي إلى الأحياء الشرقية التي تعاني نقصًا متزايدًا في المواد الغذائية والأساسية.
وترافق الهجوم مع إطلاق عشرات القذائف على الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام.
وقال مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن لوكالة الصحافة الفرنسية: «شنت الفصائل المعارضة هجومًا واسعًا على 4 محاور ضد نقاط التماس مع النظام داخل مدينة حلب». ودارت صباح الاثنين، وفق مراسل للوكالة في الأحياء الشرقية، اشتباكات عنيفة داخل المدينة، لاسيما في منطقة حلب القديمة التي تتقاسم قوات النظام والفصائل المعارضة السيطرة عليها.
وشملت المعارك، وفق المرصد، منطقتي سيف الدولة وبستان القصر، وهما خطا تماس في الجزء الجنوبي من المدينة. وأفاد المرصد بأنّ الفصائل أطلقت «منذ فجر اليوم نحو 300 قذيفة على الأحياء الغربية، وبينها السريان والميريديان والمشارقة وغيرها».
ولم تحقق الفصائل أي خرق، وفق عبد الرحمن الذي أشار إلى أن ذلك «يعود بشكل خاص إلى القصف الجوي لقوات النظام على مناطق الاشتباك» وعلى أحياء أخرى في الجهة الشرقية.
وتعرضت المدينة القديمة منذ عام 2012 لدمار كبير نتيجة المعارك طال أسواقها المدرجة على لائحة اليونيسكو للتراث العالمي، فضلاً على تجمعات سكنية تعود إلى 7 آلاف عام. وتتقاسم قوات النظام والفصائل السيطرة على أحياء مدينة حلب.
وجاءت التطورات العسكرية بعد إعلان قوات النظام السوري السبت، «تمديد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا»، إلا أن الهدنة لم تسر على منطقة حلب.
وأوضح عبد الرحمن أنّ هجوم اليوم، يأتي «ردًا على تقدم قوات النظام شمال مدينة حلب باتجاه طريق الكاستيلو»، المنفذ الوحيد المتبقي للأحياء الشرقية.
وأكد محمود أبو مالك من المكتب الإعلامي لحركة نور الدين الزنكي المقاتلة المعارضة في حلب، أنّ «كتائب الثوار استخدمت في هجومها على وسط مدينة حلب كل أنواع المدفعية الثقيلة والرشاشات»، مشيرًا إلى أن الهدف من الهجوم «تخفيف الضغط عن جبهة الملاح وحندرات»، في إشارة إلى المعارك الدائرة في منطقة الكاستيلو.
وأغلقت قوات النظام الخميس طريق الكاستيلو بعدما تمكنت من السيطرة عليه ناريًا، وواصلت التقدم باتجاهه لتصبح حاليًا على بعد نحو 500 متر منه.
وطريق الكاستيلو هو طريق الإمداد الوحيد للأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وهو يربط هذه الأحياء بريف حلب الغربي ومحافظة إدلب وصولاً إلى تركيا.
وبدأت أزمة النقص في المواد الغذائية تتفاقم. وأظهرت صور التقطها مراسل وكالة الصحافة الفرنسية، أسواقًا فارغة بمعظمها من المواد الغذائية والخضار.
ويعيش نحو 200 ألف شخص في أحياء حلب الشرقية. وتسعى قوات النظام إلى تطبيق حصار كامل عليها. كما أشار المراسل في الأحياء الشرقية، إلى نقص أيضًا في المحروقات، البنزين والمازوت والغاز للاستخدام المنزلي.
وقال أحد السكان بلال طرقجي: «ذهبت اليوم لتعبئة دراجتي النارية بالبنزين ولم أجد، بحثت كثيرًا دون جدوى».
وكان عدد كبير من السكان سارعوا مع بدء المعارك إلى شراء المواد التموينية بكثرة، لذلك فرغت الأسواق من المنتجات. كذلك، فرغت الشوارع من المواطنين الذين فضلوا البقاء في منازلهم تفاديًا للقصف.
فصائل المعارضة تشن هجومًا واسعًا ضد قوات النظام السوري في حلب
فصائل المعارضة تشن هجومًا واسعًا ضد قوات النظام السوري في حلب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة