تعلن آنجيلا إيغل، اليوم، رسميا عن ترشحها لزعامة حزب العمال في تحد لجيريمي كوربين، لتصبح الساحة السياسية البريطانية تهيمن عليها وجوه نسائية تتمتع بخبرة سياسية طويلة وتاريخ حزبي غني. وفيما أخذت كل من تيريزا ماي، وزيرة الداخلية البريطانية، ومنافستها على زعامة حزب المحافظين أندريا ليدسوم، حقهما من التغطية الإعلامية، لا تزال إيغل غير معروفة نسبيا لدى الشارع البريطاني.
ولدت إيغل في 17 فبراير (شباط) 1961 في يوركشاير من أب كان موظفا في مطبعة وأم خياطة، وتلقت دروسها في مدرسة حكومية قبل أن تتخصص في الفلسفة والسياسة والاقتصاد في جامعة أكسفورد.
برزت في شبابها بفوزها في مسابقات الشطرنج، واعتبرت صحيفة «إيفنينغ ستاندرد» أن ذلك يؤشر إلى قدرتها الذهنية على التعامل مع الأوضاع المتأزمة على غرار ما يواجهه حزب العمال حاليا.
وبعد عملها في النشاط النقابي عبر كونفدرالية موظفي الخدمات الصحية، دخلت المعترك السياسي وانتخبت نائبة للمرة الأولى في 1992 في دائرة والاسي بشمال غربي بريطانيا في 2001. وانضمت إلى حكومة توني بلير، لكنها خرجت منها في العام التالي بعد تغيير وزاري، وفي 2007 عادت إلى الحكومة خصوصا بعدما عهد إليها رئيس الوزراء غوردن براون حقيبة الدولة لشؤون العمل والتقاعد بين 2009 و2010، لكنها فشلت في تلك المرحلة في توقع انفجار الأزمة العقارية في 2008، معتبرة أمام البرلمان أن مخاوف الليبراليين الديمقراطيين من الانكماش محض «خيال كارثي»، ومع انتقال حزب العمال إلى صفوف المعارضة، كانت عضوا في حكومة الظل مع إيد ميليباند، ثم جيريمي كوربن منذ سبتمبر (أيلول) 2015. عرف عن إيغل أنها منضبطة إلى حد كبير، وتلتزم دائما تعليمات قيادتها على صعيد التصويت، لكنها خرجت عن القاعدة نهاية العام الفائت حين أيدت توجيه ضربات إلى تنظيم داعش في سوريا، علما بأن استقالتها الاثنين من حكومة الظل شكلت صدمة وتسببت في انسحاب ثلثي الأعضاء الآخرين.
وتشكل إيغل، مع شقيقتها ماريا النائبة منذ 1997، أول توأمين ينتخبان في مجلس العموم البريطاني.
من جهتها، كتبت صحيفة «ديلي تلغراف» المحافظة أنه بمقدار ما كان جيريمي كوربين غير مقنع في مواجهة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون خلال جلسات المساءلة الأسبوعية أمام البرلمان، كانت إيغل التي قارعت وزير المال جورج أوزبورن «صادمة».
وأضافت الصحيفة أن إيغل التي تمثل الجناح اليساري في الحزب بعيدا عن النهج الاشتراكي الديمقراطي لبلير أو براون: «يمكنها فعلا أن تقنع أعضاء الحزب بأنها حاولت العمل مع كوربن، لكن من دون جدوى». وتابعت: «يمكنها أن تخاطب جميع أنواع الناخبين والفئات الشعبية بشكل مقنع. إنها تحديدا ما يحتاج إليه حزب العمال». وبعدما توقع الجميع أن تتحدى إيغل كوربن اعتبارا من الخميس الماضي، فضلت في مرحلة أولى تتبنى موقفا هادئا لتفسح له مجال الانسحاب من دون مشكلات، مما يؤشر إلى حذر وأيضا إلى ولاء حيال الحزب.
إيغل.. ابنة خياطة ولاعبة «شطرنج» محترفة تنافس على زعامة المعارضة البريطانية
انتخبت نائبة للمرة الأولى في 1992 وشاركت في حكومات بلير وبراون
إيغل.. ابنة خياطة ولاعبة «شطرنج» محترفة تنافس على زعامة المعارضة البريطانية
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة