المعهد الاتحادي للتكنولوجيا ـ زيوريخ في سويسرا

نافذة على جامعة

المعهد الاتحادي للتكنولوجيا ـ زيوريخ في سويسرا
TT

المعهد الاتحادي للتكنولوجيا ـ زيوريخ في سويسرا

المعهد الاتحادي للتكنولوجيا ـ زيوريخ في سويسرا

سنة بعد سنة يفرض المعهد الاتحادي للتكنولوجيا - زيوريخ في سويسرا موقعه بين أرقى جامعات العالم.
هذا المعهد، أو الجامعة المتخصصة بمختلف فروع الهندسة والتكنولوجيا والعلوم التطبيقية، يحتل منذ زمن المركز الأول بين جامعات سويسرا، والمركز على مستوى أوروبا باستثناء بريطانيا.
على الصعيد التنظيمي يتبع المعهد، مع شقيقه الأصغر المعهد الاتحادي للتكنولوجيا - لوزان في الجزء الناطق بالفرنسية من سويسرا «تجمع المعاهد التكنولوجية السويسرية» التابع بدوره وبصورة مباشرة لوزارة الداخلية الاتحادية السويسرية.
الحكومة الاتحادية السويسرية أسست المعهد عام 1854 في مدينة زيوريخ، كبرى مدن البلاد في شمالها الناطق باللغة الألمانية، وكان الهدف المعلن لتأسيسه تخريج المهندسين والعلماء، وفتحت أبوابه أمام الطلبة في العام التالي. وضم في بداية عهده ست دوائر تخصصية هي: العمارة والهندسة المدنية والهندسة الميكانيكية والكيمياء وعلم الغابات، بالإضافة إلى دائرة جامعة تدرس تخصصات كالرياضيات والعلوم الطبيعية والآداب والعلوم الاجتماعية والسياسية. وعبر العقود غدا مركزا علميا متميزا وجسرا بين عالمي الأكاديمية والصناعة والأعمال.
في البداية تقاسم المعهد حرمه الجامعي مع جارته جامعة زيوريخ، التي بخلاف طابعه الاتحادي تتبع «كانتون» أو ولاية زيوريخ. وفي الواقع كان ثمة خلاف في فترة التأسيس بين تيارين الأول تيار ليبرالي يدعو إلى «جامعات اتحادية» ذات تمويل وإشراف على مستوى البلاد كلها، والثاني محافظ يؤيد «جامعات ولايات» تتولى الولايات السويسرية تمويلها والإشراف عليها.
ومن ثم بين عامي 1905 و1908 تحت رئاسة جيروم فرانيل أعيد تنظيم مناهج التدريس ليتحول المعهد من معهد تكنولوجي إلى جامعة متكاملة حقيقية بما في ذلك منح الحق بمنح شهادات الدكتوراه. كذلك بمرور الوقت نما حجمه وزيد عدد دوائره حتى بلغ اليوم 16 دائرة.
يبلغ عدد طلبة المعهد حاليا أكثر من 17 ألف طالب وطالبة، بينما يزيد عدد أفراد الهيئتين التدريسية والإدارية على 10 آلاف. وتضم مبانيه المقر الرئيس التاريخي ومجمعه العصري الواقعين إلى الشرق من وسط زيوريخ. وتقدر ميزانيته بنحو مليار و720 ألف دولار أميركي.
وفق تقييمات المستوى يحتل المعهد الـ12 في العالم وفق تقييم التايمز الجامعي وتقييم «كيو إس»، والمركز الـ20 في العالم في تقييم شنغهاي «آر آيه دبليو» للجامعات هذا العام 2013، كما يحتل المركز الأول بين جامعات الدول الناطقة بالألمانية، ويحتل المركز الثاني في أوروبا بعد جامعة كمبردج، والمركز الخامس في العالم في التخصصات العلمية التطبيقية.
ومن جهة ثانية، يعتز المعهد بأن 21 من خريجيه وأساتذته حصلوا على جوائز نوبل علمية، على رأسهم العالم الشهير ألبرت آينشتاين، الذي يعد ربما أشهر خريجيه على الإطلاق.
وفي هذا المجال نشير إلى أن بين أبرز خريجي المعهد وطلبته القدامى، إلى جانب آينشتاين «أبو علم الصواريخ» فيرنر فون براون، الشخصيات التالية أسماؤها:
فيلهلم كونراد روتنجن (مكتشف الأشعة السينية - أشعة إكس) وألفريد فيرنر وفريتز هابر وفيليكس بلوخ وهاينريش روهرر وغيورغ بدنورز وكارل ألكسندر موللر وريتشارد إيرنست من حاملي جوائز نوبل، ومن المهندسين المعماريين العالميين سنتياغو كالاترافا وماكس فريش وجاك هرتزوغ وبيار دو مورون وفابيو راينهارت.
ومن العالم العربي المهندس ورجل الصناعة المصري الدكتور عادل جزارين.



جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة
TT

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

جامعة ياغيلونيا البولونية... احتلها النازيون فأسست مؤسسة تعليمية سرية مناهضة

تم تصنيف جامعة ياغيلونيا في مدينة كراكوف البولندية كأفضل مؤسسة تعليمية جامعية في البلاد، إلى جانب كونها واحدة من أعرق الجامعات في العالم. بدأت قصتها عام 1364 عندما نجح الملك كازيمير الأعظم بعد سنوات طويلة في إقناع البابا أوربان الخامس بمنح تصريح لإنشاء مؤسسة للتعليم الجامعي في مدينة كراكوف، قام الملك بتمويلها بعائدات مناجم فياليتشكا الملحية القريبة.
بعد ثلاث سنوات كان الجرس يدق في أرجاء المؤسسة معلناً عن بدء الدروس والتي كانت في الفلسفة والقانون والطب. وبدأت الجامعة، التي كان أول اسم يطلق عليها هو أكاديمية كراكوف، في الازدهار والنجاح خلال القرن التالي عندما بدأت في تدريس الرياضيات واللاهوت والفلك، حيث جذبت تلك المواد الباحثين والدارسين البارزين من مختلف أنحاء أوروبا. وتطلب توسعها بخطى سريعة إنشاء حرم جامعي أكبر. وقد التحق نيكولاس كوبرنيكوس، الذي أحدث بعد ذلك ثورة في فهم الكون، بالجامعة منذ عام 1491 حتى 1495.
مع ذلك، لم يستمر ما حققته الجامعة من نجاح وازدهار لمدة طويلة كما يحدث طوال تاريخ بولندا؛ ففي عام 1939 احتل النازيون مدينة كراكوف وألقوا القبض على الأساتذة بالجامعة وقاموا بنقلهم إلى معسكري التعذيب زاكزينهاوسين، وداخاو؛ ولم يعد الكثيرون، لكن من فعلوا ساعدوا في تأسيس جامعة مناهضة سرية ظلت تعمل حتى نهاية الحرب. كذلك اضطلعت جامعة ياغيلونيا بدور في الاحتجاجات المناهضة للنظام الشمولي في الستينات والثمانينات، واستعادت حالياً مكانتها المرموقة كمؤسسة لتدريب وتعليم النخبة المتعلمة المثقفة في بولندا.
ساعد انضمام بولندا إلى الاتحاد الأوروبي عام 2004 في زيادة موارد الجامعة، وفتح أقسام جديدة، وإنشاء مرافق أفضل منها ما يسمى بـ«الحرم الجامعي الثالث» أو «الحرم الجامعي للذكرى الـ600» في منطقة بيخوفيسه. وبلغ عدد الملتحقين بالجامعة في 87 برنامجا دراسيا خلال العام الدراسي 2015-2016 47.494 طالباً.
وطوال قرون التحق خلالها عدد كبير من الطلبة بالجامعة، كان التحاق أول طالبة بالجامعة يمثل حدثاً بارزاً، حيث قامت فتاة تدعى نوفويكا، بالتسجيل في الجامعة قبل السماح للفتيات بالالتحاق بالجامعة بنحو 500 عام، وكان ذلك عام 1897، وتمكنت من فعل ذلك بالتنكر في زي شاب، وكانت الفترة التي قضتها في الدراسة بالجامعة تسبق الفترة التي قضاها زميل آخر لحق بها بعد نحو قرن، وكان من أشهر خريجي الجامعة، وهو نيكولاس كوبرنيكوس، الذي انضم إلى مجموعة عام 1492، وربما يشتهر كوبرنيكوس، الذي يعد مؤسس علم الفلك الحديث، بكونه أول من يؤكد أن الأرض تدور حول الشمس، وهو استنتاج توصل إليه أثناء دراسته في الجامعة، ولم ينشره إلا قبل وفاته ببضعة أشهر خوفاً من الإعدام حرقاً على العمود. من الطلبة الآخرين المميزين كارول فويتيالا، والذي يعرف باسم البابا يوحنا بولس الثاني، الذي درس في قسم فقه اللغة التاريخي والمقارن بالجامعة.