{الانغماسيون}.. بين الحقيقة والترويج الإعلامي

{الانغماسيون}.. بين الحقيقة والترويج الإعلامي
TT

{الانغماسيون}.. بين الحقيقة والترويج الإعلامي

{الانغماسيون}.. بين الحقيقة والترويج الإعلامي

يستخدم لتنظيم داعش الإعلام كأحد أسلحته، سواء على مستوى الواقع العملي أو الافتراضي، حيث يستخدم تقنيات عالية مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما «تويتر»، بالإضافة إلى إصداراته الخاصة بتسويق عملياته الانتحارية، أو ما يقوم به من تنفيذ عمليات الإعدام بطرق وأساليب مختلفة.
ولعل «الانغماسيين» إحدى حلقات هذا الترابط الذي بات قائمًا بين الواقع والخيال، ولكنه يعود في الأصل إلى تراتبية في غاية التعقيد يشرحها لـ«الشرق الأوسط» الباحث في شؤون الجماعات المتشددة فاضل أبو رغيف قائلاً إن «الانغماسيين هم الحلقة الأخيرة أو الأحدث في سلسلة التراتب على صعيد التسميات التي يطلقها تنظيم داعش على مقاتليه، إذ إن من المعروف أن هذه الجماعات حين تختار عناصرها فإن أي عنصر يمر بعدة حالات ولكل حالة تسمية خاصة بها وتناسبها، وهي مناصح، مطاوع، مهاجر، جندي، عسكري، آمن، ناقل، أوي، راكن وصولاً إلى الساحب، وهو الشخص الذي يتولى سحب كتيبة الانتحاريين»، مشيرًا إلى أنه «لكل ولاية مجموعة من القواطع، إذ إن القاطع جزء من الولاية والكتيبة الواحدة تتكون من 3 إلى 7 أشخاص من الانتحاريين».
وأضاف أبو رغيف أن «تسمية الانغماسي في الواقع ليست جديدة بل هي جزء من أدبيات تلك التنظيمات المتشددة لكننا في العراق بدأنا بتداوله العام الماضي من خلال اطلاعنا على بعض أدبيات هذه الجماعات».
وردًا على سؤال عن معنى مفردة الانغماسي قال أبو رغيف إن «الانغماسي هو الذي ينغمس بين الناس ويذوب بين الناس والناس لا تعرفه، وهو ما يجعله ينفذ عمليته بطريقة توقع أكبر عدد من القتلى، لأنه غالبًا يصعب كشفه وبالتالي هم يملكون القدرة على المناورة والحركة»، موضحًا أن «أول من كان له قصب السبق على صعيد الانغماسيين هم الكتيبة الأوزبكية في تنظيم داعش». وعن الفرق بينه وبين الانتحاري يقول أبو رغيف إنه «ليس كل انتحاري انغماسيًا، ولكن كل انغماسي هو بالضرورة انتحاري».



تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)
TT

تاريخ مظلم للقيادات في كوريا الجنوبية

تشون دو - هوان (رويترز)
تشون دو - هوان (رويترز)

سينغمان ري (الصورة الرئاسية الرسمية)

إلى جانب يون سوك - يول، فإن أربعة من رؤساء كوريا الجنوبية السبعة إما قد عُزلوا أو سُجنوا بتهمة الفساد منذ انتقال البلاد إلى الديمقراطية في أواخر الثمانينات.

وفي سلسلة من التاريخ المظلم لقادة البلاد، عزل البرلمان الرئيسة بارك غيون - هاي، التي كانت أول امرأة تتولى منصب الرئاسة الكورية الجنوبية، ثم سُجنت في وقت لاحق من عام 2016. ولقد واجهت بارك، التي هي ابنة الديكتاتور السابق بارك تشونغ - هي، اتهامات بقبول أو طلب عشرات الملايين من الدولارات من مجموعات اقتصادية وصناعية كبرى.

وفي الحالات الأخرى، انتحر روه مو - هيون، الذي تولى الرئاسة في الفترة من 2003 إلى 2008، بصورة مأساوية في مايو (أيار) 2009 عندما قفز من منحدر صخري بينما كان قيد التحقيق بتهمة تلقي رشوة، بلغت في مجموعها 6 ملايين دولار، ذهبت إلى زوجته وأقاربه.

وعلى نحو مماثل، حُكم على الرئيس السابق لي ميونغ - باك بالسجن 15 سنة في أكتوبر (تشرين الأول) 2018 بتهمة الفساد. ومع ذلك، اختُصرت فترة سجنه عندما تلقى عفواً من الرئيس الحالي يون سوك - يول في ديسمبر (كانون الأول) عام 2022.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، إذ أدين تشون دو - هوان، الرجل العسكري القوي والسيئ السمعة، الملقّب بـ«جزار غوانغجو»، وتلميذه الرئيس نوه تاي - وو، بتهمة الخيانة لدوريهما في انقلاب عام 1979، وحُكم عليهما بالسجن لأكثر من 20 سنة، ومع ذلك، صدر عفو عنهما في وقت لاحق.

بارك غيون- هاي (رويترز)

الأحكام العرفية

باعتبار اقتصاد كوريا الجنوبية، رابع أكبر اقتصاد في آسيا، وكون البلاد «البلد الجار» المتاخم لكوريا الشمالية المسلحة نووياً، تأثرت كوريا الجنوبية بفترات تاريخية من الحكم العسكري والاضطرابات السياسية، مع انتقال الدولة إلى نظام ديمقراطي حقيقي عام 1987.

والواقع، رغم وجود المؤسسات الديمقراطية، استمرت التوترات السياسية في البلاد، بدءاً من تأسيسها بعد نيل الاستقلال عن الاستعمار الياباني عام 1948. كذلك منذ تأسيسها، شهدت كوريا الجنوبية العديد من الصدامات السياسية - الأمنية التي أُعلن خلالها فرض الأحكام العرفية، بما في ذلك حلقة محورية عام 1980 خلّفت عشرات القتلى.

وهنا يشرح الصحافي الهندي شيخار غوبتا، رئيس تحرير صحيفة «ذا برنت»، مواجهات البلاد مع الانقلابات العسكرية وملاحقات الرؤساء، بالقول: «إجمالاً، أعلنت الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية 16 مرة على الأقل. وكان أول مرسوم بالأحكام العرفية قد أصدره عام 1948 الرئيس (آنذاك) سينغمان ري، إثر مواجهة القوات الحكومية تمرداً عسكرياً بقيادة الشيوعيين. ثم فرض ري، الذي تولى الرئاسة لمدة 12 سنة، الأحكام العرفية مرة أخرى في عام 1952».

مع ذلك، كان تشون دو - هوان آخر «ديكتاتور» حكم كوريا الجنوبية. وتشون عسكري برتبة جنرال قفز إلى السلطة في انقلاب إثر اغتيال الرئيس بارك تشونغ - هي عام 1979، وكان بارك جنرالاً سابقاً أعلن أيضاً الأحكام العرفية أثناء وجوده في السلطة لقمع المعارضة حتى لا تنتقل البلاد رسمياً إلى الديمقراطية. نيودلهي: «الشرق الأوسط»