بعد المالكي.. النجيفي يتلقى دعوة من البيت الأبيض للقاء أوباما في نوفمبر

رئيس البرلمان بحث مع بايدن هاتفيا الأوضاع الإقليمية وينوي زيارة السعودية والأردن

النجيفي والمالكي خلال لقاء سابق في بغداد
النجيفي والمالكي خلال لقاء سابق في بغداد
TT

بعد المالكي.. النجيفي يتلقى دعوة من البيت الأبيض للقاء أوباما في نوفمبر

النجيفي والمالكي خلال لقاء سابق في بغداد
النجيفي والمالكي خلال لقاء سابق في بغداد

كشف رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي عن تلقيه اتصالا هاتفيا مطولا من نائب الرئيس الأميركي جوزيف بايدن تضمن دعوته لزيارة واشنطن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل لبحث الملفات العالقة وقضايا المنطقة، وفي المقدمة منها الأزمة السورية.
ويأتي تصريح النجيفي بعد يوم واحد من إعلان مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي عن قيامه بزيارة إلى الولايات المتحدة أواخر الشهر الحالي، على أن يلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما في الأول من نوفمبر المقبل.
وقال النجيفي، خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة الموصل مساء أول من أمس، إن «اتصالا هاتفيا جمعني بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، على مدى ساعة كاملة، بشأن الأوضاع في الشرق الأوسط، والقضية السورية، والوضع العراقي الداخلي، والقلق من تصاعد العنف ومشاكل العملية السياسية، والانتخابات المقبلة»، مضيفا: «أعطيت بايدن خلاصة رؤيتي وتجربتي في البرلمان ونتائج زيارتي للدول المجاورة».
وأكد النجيفي عن «قرب قيامه بزيارة إلى المملكة العربية السعودية والأردن تصب باتجاه نوع من التفاهم الإقليمي وتوازن المصالح، بشأن القضايا التي شهدتها بالمنطقة»، موضحا أن منها «الشحن الطائفي والاقتتال الطائفي في سوريا الذي يدور قسم منه في العراق ويشكل قلقا لدى دول أخرى مثل البحرين».
وأعرب النجيفي عن اعتقاده أن «الأوضاع في العراق لن تهدأ والقضية السورية لن تحل إلا بالتفاهم بين دول المنطقة». وتابع أن «زيارتي لإيران كانت بهدف إيقاف نزيف الدم العراقي».
وبشأن قانون الانتخابات المختلف عليه الذي تأجل منذ ما قبل عيد الأضحى بسبب عدم وجود توافق سياسي قال النجيفي إن «إقرار قانون الانتخابات سيجري خلال أسبوعين ليتسنى الالتزام بالموعد المحدد لإجراء الانتخابات في الثلاثين من أبريل (نيسان) 2014 المقبل»، نافيا وجود أي نية لتأجيل الانتخابات أو تمديد عمر الحكومة الحالية.
وشدد رئيس البرلمان على «أهمية الالتزام بموعد إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة تمثل ما تسفر عنه من نتائج»، لافتا إلى أن «الخلافات بشأن قانون الانتخابات تتعلق برغبة التحالف الكردستاني أن يكون العراق دائرة واحدة، أو جعلها دوائر متعددة بحسب ما تريده أغلبية الكتل».
وأوضح النجيفي أن هناك «عدة أنظمة بديلة مطروحة للانتخابات تجري مناقشتها حاليا وإذا لم يجرِ الاتفاق على قانون جديد فستجري العودة إلى القديم مع بعض التعديلات»، مبينا أن «الكتل السياسية لا تريد تطبيق نظام سانت ليغو الذي تم العمل به في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، لما سببه من تفتت للأصوات ومشاكل أدت إلى زيادة حدة الصراعات وتشكيل حكومات ضعيفة».
من جهته أكد مقرر البرلمان العراقي محمد الخالدي والقيادي في كتلة «متحدون» التي يتزعمها أسامة النجيفي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «زيارة النجيفي إلى واشنطن ستعقب بفترة قصيرة زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى هناك، علما بأن الموضوعات التي ستجري مناقشتها مع الإدارة الأميركية تكاد تكون واحدة، وهي الأوضاع الداخلية في العراق وقضايا المنطقة، وفي المقدمة منها الأزمة السورية». وأضاف الخالدي أن «هناك قلقا أميركيا على الأوضاع في العراق، لا سيما الأمنية منها، ومنها التهجير الطائفي في مناطق معينة، بالإضافة إلى امتدادات الأزمة السورية»، مشيرا إلى أن «الاتفاق الاستراتيجي بين البلدين يلزم الولايات المتحدة بإجراء المزيد من المفاوضات مع القادة العراقيين لتجنب المخاطر المحتملة فيما لو انزلقت الأوضاع، وهو ما يضع الأميركان في حرج بالغ». وأكد أن «هناك ملفات عديدة سوف يناقشها النجيفي، في المقدمة منها الأزمة السورية، وهو ما سوف يكون محور لقاءاته مع عدد من قادة دول المنطقة، حيث سيقوم بزيارات قريبة إلى كل من المملكة العربية السعودية والأردن».
على صعيد متصل فقد اتهمت كتلة الأحرار التابعة للتيار الصدري ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي بالعمل على تأخير إقرار قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة؛ لأن «رئيس الوزراء منهم».
وقال النائب عن كتلة الأحرار حسين الشريفي في بيان له أمس إن «قانون الانتخابات من المفترض أن يدرج على جدول الأعمال لمجلس النواب، يوم الثلاثاء المقبل، إلا أنه لا يمكن حسمه خلال الأيام القادمة، بسبب كثرة الخلافات السياسية على القانون».

وتابع الشريفي أن «ائتلاف دولة القانون ليس مع تمرير قانون الانتخابات لأن رئيس الوزراء نوري المالكي من الائتلاف، فضلا عن ثقلهم الانتخابي في مجلس النواب الحالي»، لافتا إلى أن «الانتخابات المقبلة إذا أجريت بالوقت المحدد ربما لا يحصلون على ولاية ثالثة، ولن يحافظوا على ثقلهم الشعبي كما حصل في الدورة السابقة».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.