انتهاكات مستمرة للإعلاميين.. وتراجع التغطية من داخل سوريا هذا العام

وثق المركز السوري للحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين وقوع 30 انتهاكًا خلال شهر يونيو (حزيران) 2016، منها مقتل 12 إعلاميًا، كان تنظيم داعش مسؤولاً عن قتل 5 منهم في دير الزور.
بينما وثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 45 إعلاميًا، واعتقال وخطف 27 وإصابة 38 آخرين في النصف الأول من عام 2016، وكشف تقريرها عن العمل الإعلامي في سوريا أنه يسير من سيئ إلى أسوأ في ظل عدم رعاية واهتمام كثير من المنظمات الإعلامية الدولية لما يحصل في سوريا، وتراجع التغطية الإعلامية بشكل كبير من سوريا في السنة الأخيرة مقارنة بالسنوات الماضية.
ونشر تنظيم داعش شريط فيديو تضمن تصويرًا لعمليات قتل بأساليب وحشية مختلفة لإعلاميين في دير الزور.
أما النظام السوري فقد قتل كلاً من أُسامة جمعة، بعد استهداف سيارة الإسعاف التي كانت تقله في حلب، والمصور التلفزيوني بلال الحسين الذي قضى تحت التعذيب بعد 4 سنوات من اعتقاله. كما قتل عبد الواحد عبد الغني الذي كان يقوم بتغطية المعارك في ريف حلب الشمالي، في حين توفي الإعلامي خالد العيسى في تركيا بعد أسبوع من إصابته بجراح مع زميله هادي العبد الله، في انفجار لم تتضح طبيعته بعد، استهدف مقر إقامته في حلب الواقع في منطقة تسيطر عليها جبهة النصرة. كذلك قتل 3 من إعلاميي الكتائب المسلحة هم: حسان المصري، وهو إعلامي في لواء شهداء الإسلام بريف دمشق، وكل من عبد الخالق حجو وعقيل عبد العزيز، وهما إعلاميان في حركة نور الدين الزنكي في حلب.
الانتهاكات التي أشار إليها بيان مركز الحريات لم تقتصر على عمليات القتل، فقد تعرض 7 إعلاميين لجروح مختلفة خلال عمليات عسكرية كانوا يقومون بتغطيتها، بينما أصيب هادي العبد الله مع زميله الراحل خالد العيسى بجروح مرتين خلال يومين في حلب، إحداهما نتيجة عملية عسكرية جوية والثانية عبر انفجار، في حين تعرض أحمد عبد القادر لمحاولة اغتيال في تركيا، وأصيب خليل رشيد بجروح بعد هجوم تبناه «داعش» على مقر قناة روداو في إقليم كردستان العراق، كما أصيب الإعلامي عبد المنعم الخليل من درعا بجروح ورضوض نتيجة اعتداء عناصر من الجيش الحر عليه.
ووقعت خلال شهر يونيو الماضي عمليتا اختطاف، فقد اختطف هزاع عدنان الهزاع في بلدة كفرنبل من قبل مجموعة مسلحة أطلقت سراحه بعد 10 أيام، في حين أطلق سراح وسيم الخطيب بعد 4 أيام من الاختطاف من قبل مجموعة مسلحة في ريف دمشق، ونجا كل من الصحافي الأميركي بلال عبد الكريم من الموت بعد استهداف سيارته في إدلب، كما نجا فراس المشهدي بعد استهداف منزله في حلب، وقامت جبهة النصرة بإغلاق راديو فريش في ريف إدلب منذ منتصف الشهر، وإلى أجل غير مسمى بداعي «تعيين كادر نسائي» في الإذاعة.
ودعا المركز السوري للحريات الصحافية في رابطة الصحافيين السوريين إلى احترام حرية العمل الإعلامي في سوريا، والعمل على ضمان سلامة العاملين فيه، مع محاسبة كل المتورطين في الانتهاكات. كما طالب مختلف الأطراف والجهات الدولية المعنية بتفعيل القوانين الدولية الخاصة بحماية الإعلاميين، ومحاسبة كل من ارتكب جرائم بحقهم، والعمل على الدفاع عنهم وعن حرية الصحافة وحق نقل المعلومات في سوريا.
ونبه التقرير إلى أن قرار إيقاف بث الإذاعة، وإغلاق موقع «فرش نت» وتعليق عمل اتحاد المكاتب الثورية، سيؤثر على حياة 400 موظف كانوا يعملون في تلك المؤسسات، ويعطل عمل إحدى أوائل الإذاعات التي بدأت البث بعد الثورة السورية.
أما تقرير الشبكة السورية لحقوق الإنسان، فقدم حصيلة الانتهاكات بحق الإعلاميين في النصف الأول من 2016، وسجل مقتل 45 إعلاميًا في النصف الأول من 2016، إذ قتلت قوات النظام منهم 14 بينهم امرأة وقضى 3 بسبب التعذيب. بينما قتلت قوات يزعم بأنها روسية 6 إعلاميين، وقتل تنظيم داعش 14 إعلاميًا، بينهم امرأة، فيما قتلت فصائل المعارضة المسلحة 6 إعلاميين. كما قُتل إعلاميان على يد قوات الإدارة الذاتية. و3 إعلاميين على يد جهات لم يتمكن التقرير من تحديدها.
ووفق التقرير فقد تم تسجيل 27 حالة ما بين اعتقال وخطف في النصف الأول من 2016 تم الإفراج عن 25 منها. واعتقلت قوات النظام إعلاميين ثم أفرجت عنهما لاحقًا، فيما اعتقلت جبهة النصرة 7 إعلاميين بينهم امرأة وأفرجت عنهم لاحقًا. وسجل التقرير اعتقال فصائل المعارضة المسلحة 6 إعلاميين أفرج عن 5 منهم. واعتقلت قوات الإدارة الذاتية 4 إعلاميين أفرجت عن 3 منهم.