مسؤول إسرائيلي: حماس ترفض {مفاوضات تبادل} قبل إطلاق سراح أسرى شاليط

قال إن الحركة تريد ذلك كرسم دخول في المفاوضات

صورة ضوئية لمقال {الشرق الأوسط} الذي نشر في مارس الماضي
صورة ضوئية لمقال {الشرق الأوسط} الذي نشر في مارس الماضي
TT

مسؤول إسرائيلي: حماس ترفض {مفاوضات تبادل} قبل إطلاق سراح أسرى شاليط

صورة ضوئية لمقال {الشرق الأوسط} الذي نشر في مارس الماضي
صورة ضوئية لمقال {الشرق الأوسط} الذي نشر في مارس الماضي

أكد مسؤول إسرائيلي كبير ما نشرته صحيفة «الشرق الأوسط» نهاية مارس (آذار) الماضي، حول شروط حركة حماس للدخول في مفاوضات تبادل أسرى مع إسرائيل، إذ قال المسؤول لصحيفة «يديعوت أحرنوت» الأوسع انتشارًا في إسرائيل إن حماس تريد صفقة «شاليط 2»، في إشارة إلى الصفقة السابقة بين الطرفين، والتي نفذت في 2011، وأطلقت «حماس» بوجبها سراح الجندي الإسرائيلي المحتجز لديها جلعاد شاليط مقابل نحو ألف أسير فلسطيني، «ولكن، هذا ليس كل شيء: فحماس لا تكتفي بهذه المطالب، بل تتعنت أكثر أيضًا في مواقفها، وتطالب بالحصول على رسوم دخول للموافقة على الجلوس على طاولة المفاوضات، وتطالب بإطلاق سراح 50 أسيرًا أمنيًا تم توقيفهم بعد اختطاف الشبان في عملية عودة الأخوة (عملية خطف وقتل 3 مستوطنين في 2014 في الخليل) فقط مقابل الجلوس والتباحث».
وكانت «الشرق الأوسط» قد نشرت عن شرط «حماس» هذا في مارس الماضي مصحوبًا بشرط آخر، وهو فصل هذا الملف عن أي ملف آخر، في حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتحدث عن تطورات مهمة. واليوم يؤكد المسؤول الإسرائيلي، الذي لم تنشر الصحيفة اسمه، صحة هذه المعلومات.
وذكرت يديعوت «لقد نُشرت مُطالبة «حماس» للحصول على رسوم الدخول للمرة الأولى في الصحيفة العربية «الشرق الأوسط» قبل بضعة أشهر، وقد أكدها الآن ذلك المسؤول الإسرائيلي». وأوضحت يديعوت أن القيادة الإسرائيلية ترفض تقبل تلك الإملاءات المُتعلقة ببدء المفاوضات بإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وتُطالب بمفاوضات من دون وضع شروط مُسبقة.
وتؤكد يديعوت أنه حتى الآن لا توجد أي مفاوضات رسمية فعلاً تتعلق باستعادة جثمانَي الجنديين، الملازم هدار غولدين والرقيب أول أورون شاؤول، أبراهام منغيستو، وهشام السيد، لكن هناك اتصالات سرية تُدار بين الجانبين عن طريق وسطاء، في محاولة للوصول إلى تفاهمات تُتيح، على الأقل، أن يجلس الطرفان ويتفاوضا، لكن الطرفين يتمسكان بمواقفهما حتى الآن، وهما ليسا قادرين على عقد النقاش.
وقال المسؤول الإسرائيلي «إن إسرائيل وكما تم إبلاغ الوسطاء، ليست مستعدة لدفع ثمن أكبر في صفقات التبادل، لا سيما وأن الحديث يدور في حالة الجنديين غولدين وشاؤول، عن جُثتين».‎ وتحدث عن استعداد إسرائيل للتخفيف من شروط اعتقالهم فقط.
وبتطابق كلام المسؤول الإسرائيلي مع ما قاله المصدر المطلع في حماس لـ«الشرق الأوسط» نهاية مارس الماضي حول أن أي مفاوضات حول تبادل أسرى مع إسرائيل لم تنطلق بشكل عملي، باستثناء وساطات تقوم بها جهات خارجية من أجل فحص إمكانية إتمام صفقة، مضيفا أن «حماس وضعت شرطين أوليين لجميع الوسطاء، الأول أن تقوم إسرائيل بإطلاق سراح أسرى صفقة وفاء الأحرار السابقة المعروفة في إسرائيل بصفقة «شاليط»، والتي تمت عام 2011 قبل إطلاق أي مفاوضات، والثاني أن تكون مفاوضات الأسرى منفصلة عن أي ملف آخر».
وجاءت التوضيحات آنذاك ردًا على تصريحات لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو قال فيها إنه يتابع شخصيًا مسألة الجنود الذين أسرتهم «حماس» خلال الحرب الأخيرة صيف 2014، وأن هناك جهودًا مضنية تجري بهذا الشأن، إذ تعقد اللقاءات حول الأمر كل عدة أيام، مضيفا أنه أبلغ بتطور مهم في القضية بدون أن يوضح ما هو.
وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها موضوع تبادل الأسرى. ففي وقت سابق طلب نتنياهو من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون التدخل، ومن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، كما عرض نتنياهو في مفاوضات وقف النار في القاهرة نهاية عام 2014 الإفراج عن 25 فلسطينيا اعتقلتهم خلال الحرب، إضافة إلى 18 جثة لفلسطينيين، مقابل تسلم جثتي الجنديين في غزة، لكن «حماس» رفضت ذلك بشكل قاطع، وطلبت فصل المفاوضات ولم توافق إسرائيل آنذاك، قبل أن يتضح أن ثمة إسرائيليين آخرين موجودان في غزة تحت قبضة حماس.
وعمدت حماس خلال الفترة السابقة على شن حرب نفسية على إسرائيل، ونشرت ملصقات ضخمة يظهر فيها مقاتلون ملثمون من القسام في مهمات مختلفة، وإلى جانبهم صور جنود إسرائيليين مع علامات استفهام، في إشارة إلى أنهم قد يكونون أحياء.
ولاحقًا قالت الحركة في استعراض عسكري كبير إنه على نتنياهو أن يتفقد عدد جنوده، وأبرزت صندوقا أسود، في إشارة إلى امتلاكها أشياء غير التي أعلنت عنها إسرائيل. وهذا الملف هو من اختصاص الذراع العسكرية لحركة حماس (كتائب القسام) التي تفضل الصمت في هذا الملف.
وقالت يديعوت: «يظهر من بين الثلاثي الذي يُدير المفاوضات، من جانب حماس، يحيى السنوار، الذي كان سجينًا في إسرائيل سابقا، وأطلق سراحه في صفقة شاليط، ويُدرك أكثر من غيره حجم الأزمة. وهناك مروان عيسى أيضًا من بين الثلاثي المفاوض، والذي يُعتبر نائب قائد أركان حماس، وقيادي آخر يدعى روحي مشتهى»، وأضافت موضحة أن «الذراع العسكرية لحركة حماس لا تهتم بمسألة إقامة ميناء على شاطئ غزة ولا بتخفيف الحصار. فالسنوار مُتطرف جدًا بمواقفه فيما يخص هذه المسألة، وليس مُستعدًا أن يسمع أي شيء، ما عدا تحرير الأسرى الأمنيين الموجودين في السجون الإسرائيلية». وتابعت قائلة: «يقولون في إسرائيل إنه على الرغم من أن الشروط المُسبقة للمفاوضات حول إطلاق سراح الأسرى ليست واردة، يمكن للقيادي السنوار أن يُحسّن الشروط الممنوحة لـ1500 سجين من حركة حماس الموجودين في السجون الإسرائيلية. ولكن إذا صمم بخصوص مصير 50 رجلاً فهو يتجاهل بذلك مصير 1500 سجين».



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».