هل قوض خلاف هودجسون ونيفيل مسيرة إنجلترا في «يورو 2016»؟

أساليب لعب مدرب إنجلترا كانت تتعرض للانتقاد والتشكيك العلني من قبل مساعديه

فينغر أحد المرشحين البارزين لتدريب منتخب إنجلترا (رويترز) - هل لم يكن هناك توافق بين هودجسون ومساعده نيفيل؟ (رويترز)
فينغر أحد المرشحين البارزين لتدريب منتخب إنجلترا (رويترز) - هل لم يكن هناك توافق بين هودجسون ومساعده نيفيل؟ (رويترز)
TT

هل قوض خلاف هودجسون ونيفيل مسيرة إنجلترا في «يورو 2016»؟

فينغر أحد المرشحين البارزين لتدريب منتخب إنجلترا (رويترز) - هل لم يكن هناك توافق بين هودجسون ومساعده نيفيل؟ (رويترز)
فينغر أحد المرشحين البارزين لتدريب منتخب إنجلترا (رويترز) - هل لم يكن هناك توافق بين هودجسون ومساعده نيفيل؟ (رويترز)

كشفت مصادر أن مسيرة منتخب إنجلترا في بطولة «يورو 2016» توقفت بفعل تدهور في علاقة العمل بين المدير الفني روي هودجسون ومساعده غاري نيفيل، وسلسلة من الخلافات وسط أعضاء الطاقم التدريبي.
وفي حين كانت العلاقات جيدة بين لاعبي المنتخب خلال البطولة، فإنه تبين أنه كان هناك خلاف يدور وراء الكواليس عندما يتعلق الأمر بهودجسون وأعضاء طاقمه التدريبي.
ورغم أن كل الأشخاص ذوي الصلة في هذا التقرير يكنون جميعًا الاحترام لبعضهم بعضًا، ففي أسوأ اللحظات كان هناك انقسام واضح حول أساليب لعب الفريق، وتحديدًا الإشارات على وجود توتر بين هودجسون ونيفيل.
دخل آخرون على خط الخلافات، حيث كانت أساليب هودجسون تتعرض للتشكيك العلني من قبل مساعديه. وصرح مصدر مقرب من المنتخب: «كانت العلاقة طيبة بين اللاعبين، لكن المدربين هم من كانت بينهم خلافات».
كان اتحاد كرة القدم الإنجليزي قلقًا للغاية بشأن التغييرات الكبيرة في مقر الفريق في شانتيلي، حيث تبين أن فندق أوبرج دو جو دو باوم الذي يبلغ سعر الليلة فيه 500 جنيه إسترليني، قام بإزالة الثريات الكريستالية الفخمة قبل وصول اللاعبين خوفًا من المخاطرة بتحطيمها. عاد الفندق للعمل نهاية هذا الأسبوع وكشف العاملون أنهم نقلوا كل المحتويات الزجاجية الأغلى، لأن الاتحاد الإنجليزي كان يخشى من تعرضها للدمار.
وفي حين كان اللاعبون مساندين بوجه عام لهودجسون واستاءوا من التقارير التي شككت في اختيار رحيم ستيرلينغ في مباراة آيسلندا، فإن حقيقة أنهم أخذوا على عاتقهم مسؤولية تجنيب هاري كاين لعب الكرات الركنية تشير إلى أنهم لم يكونوا دائمًا راضين عن تكتيكات المدرب.
كانت أساليب هودجسون التدريبية، التي شكك فيها ستيفن جيرارد بعد بطولة كأس العالم الأخيرة، مصدرًا من مصادر الخلافات. كان نيفيل يجد في ديف واتسون، مدرب حراس المرمى، حليفًا وثيقًا. وكان اللاعبون اشتكوا من الرسائل المختلطة، كما أن الإحساس العام بالارتباك لا يخفف منه الكشف عن أن أحد اللاعبين توجه إلى المنطقة الفنية خلال مباراة آيسلندا، وتساءل عن الدور الذي من المفترض أن يؤديه زميل له في الفريق.
وجاءت هذه التسريبات في نفس اليوم الذي وصف فيه الرئيس التنفيذي للاتحاد الإنجليزي، مارتن غلين، سابقيه بأنهم «ساذجون»، لدفعهم مثل تلك المبالغ الضخمة لمدربي إنجلترا السابقين، وأوضح أن المدرب الجديد سيتقاضى راتبًا متعلقًا بالأداء.
كان الراتب السنوي المقدر بـ3.5 مليون جنيه سنويًا الذي كان يتقاضاه هودجسون يعني أنه صاحب أعلى راتب أساسي بين كل المدربين الموجودين في «يورو 2016»، وإن كان يظل أقل كثيرًا من الـ6 ملايين جنيه سنويًا، التي كان يتقاضاها فابيو كابيلو وسفين غوران إريكسون.
وقال غلين: «حصل روي على ثروة، لكنها نصف الثروة التي حصل عليها فابيو. كانت الحجة ضد سفين وفابيو في الماضي أن هذه الرواتب لم يتم تقييمها. ببساطة كنا سذجًا. وأعتقد بأننا سندفع راتبًا قياسيًا للشخص المناسب. وبداية، يجب أن يكون ذلك مرهونًا بالنتائج».
وأضاف: «رؤيتي حول تلك الأشياء هي: بعيدًا عن المشاعر، ما الراتب القياسي للتدريب رفيع المستوى؟ لكي نصل فعلاً إلى الشخص المناسب، فإذا كان يتقاضى حاليًا 4 ملايين في نادٍ من الأندية، عليك أن تكون في نفس هذه المنطقة».
ومضى غلين، الذي وصف نفسه بأنه «مكتئب» بسبب إخفاقات إنجلترا: «لحسن الحظ، أننا تولينا الشؤون المالية للاتحاد الإنجليزي الآن. كانت بحالة مذرية ولكننا قمنا بإعادة هيكلة، وإعادة تنظيم، ونحن في وضع مالي أفضل مما كنا عليه من قبل، لكن هذا لا يعني أننا سنكون متساهلين في دفع الأموال».
وواصل: «أعرف القليل عما يتقاضاه يواخيم لوف مدرب ألمانيا. هناك أشياء أخرى هناك ليست متاحة لنا. بالتأكيد في حالة ألمانيا هناك نسبة من رقم الرعاية تصل مباشرة إلى المدرب. ومن ثم عندما تنظر إلى الحزمة الإجمالية للراتب فهي مختلفة إلى حد ما. نحتاج لأن نوجد في نفس إطار ما يدفعه أبطال العالم، وبشكل تنافسي، علينا أن نعرف كيف نجعل العرض جذابًا لشخص ما. سندخل السوق وعليك أن تدفع بمعدل سوقي جاذب، لكن لا أحد يريد أن يكون ساذجًا».
ستبدأ إنجلترا عهدًا جديدًا بمباراة ودية على ملعب ويمبلي في الأول من سبتمبر (أيلول) المقبل، ضد جمهورية التشيك، يعقبها بثلاثة أيام مباراة في سلوفاكيا في تصفيات كأس العالم. وإذا لم يكن قد تم التوصل إلى اتفاق مع أحد المدربين قبل ذلك الموعد، فمن الممكن تكليف غاريث ساوثجيت، مدرب منتخب تحت 21 عامًا، بتولي المسؤولية بشكل مؤقت خلال هاتين المباراتين.
ولدى ساوثجيت تردد في العمل مدربًا مؤقتًا، وأقر مسؤولون بالاتحاد الإنجليزي بشكل غير معلن أن هذا القرار وضعهم في مأزق. كان غلين ورفاقه يتوقعون أن يتشبث ساوثجيت بهذه الفرصة. وألمح أرسين فينغر للاتحاد الإنجليزي بإمكانية توليه المنصب، لكن هذا يضيف إلى قائمة من المرشحين ذوي الرواتب الباهظة، تضم لوران بلان، وروبرتو مارتينيز، وسلافين بيليتش، ويورغن كلينزمان، بينما يتقدم غلين هودل، وسام ألارديس، وستيف بروس وإدي هوي قائمة الخيارات الإنجليزية.
وأشار دان اشورث، رئيس اللجنة المسؤولة عن إيجاد مدرب جديد للمنتخب الإنجليزي، إلى أن عملية الاختيار ستكون واسعة للغاية، وأردف قائلاً: «هل يمتلك فينغر فهمًا رائعًا للدوري الإنجليزي واللاعبين الإنجليز ووسائل الإعلام الإنجليزية وتطلعات إنجلترا؟ من دون شك نعم». وحتى يكون هذا التصور حقيقة واقعة، يتعين على الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم أن ينتظر موسمًا كاملاً حتى ينتهي تعاقد فينغر مع آرسنال، وهو ما يعني خوض نصف مشوار التصفيات المؤهلة للمونديال تحت قيادة مدرب مؤقت.
ورغم أن كثيرًا من المدربين الكبار يخشون المغامرة بأسمائهم بتدريب المنتخب الإنجليزي، فإن المدافع السابق ريو فرديناند يقول: «لا يوجد مدرب يمكنه أن يرفض المنصب». وأضاف: «أي شخص وزنه ذهب ولديه مقدار من الثقة سيقبل تحدي تدريب المنتخب الإنجليزي، لأنه لا يوجد شخص يمكنه أن يفعل أسوأ مما فعله المدرب السابق».
وكرر غلين أنه يفضل مدربًا إنجليزيًا، «لكن إذا نظرت للقائمة ستجد أنه ليس هناك الكثير في المستوى العالمي».
ولهذا فالاتحاد الإنجليزي لا يحصر خياراته في المدرب الإنجليزي، خصوصًا عندما ترددت بالفعل تقارير بأن اللاعبين الكبار يفضلون بشدة مدربًا أجنبيًا، حيث يعتقدون بأن المرشحين الإنجليز دون المستوى. سيتم التشاور مع واين روني وجو هارت وجيمس ميلنر، لكن الاتحاد مدرك بالفعل لمشاعر اللاعبين.
وأكد غلين أن ستيف بيترز الطبيب النفسي الذي عمل مع هودجسون في فرنسا، من غير المرجح أن يكون ضمن الطاقم التدريبي الجديد، على أساس أن الاتحاد يريد أشخاصًا متفرغين بشكل كامل للمساعدة في الوصول إلى عقول اللاعبين.
وقال غلين: «كان ستيف رائعًا وعمل بأمانة مع روي، لأن هذا المنصب كان نوعًا ما بمثابة قفزة إلى المجهول. وأعتقد بأن هناك سؤالاً مفتوحًا الآن: هل يمكن أن نستعين بأشخاص مثل ستيف أو غيره بطريقة أكثر تنظيمًا، بالطريقة التي نفعلها مع فرق التطوير؟ هذا سؤال مفتوح وأريد من مدرب إنجلترا الجديد أن يكون منفتحًا على هذا النوع من الأفكار».



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.