إبراهيموفيتش الفذ والقيادي جائع لإنجاز في الدوري الممتاز

صاحب الـ34 عامًا وصل إلى أولد ترافورد محملاً بالكثير من الألقاب والقصص المثيرة للجدل

إبراهيموفيتش يستعرض قميص يونايتد - مورينهو وإبراهيموفيتش وتعاون جديد في نادٍ جديد (أ.ف.ب)
إبراهيموفيتش يستعرض قميص يونايتد - مورينهو وإبراهيموفيتش وتعاون جديد في نادٍ جديد (أ.ف.ب)
TT

إبراهيموفيتش الفذ والقيادي جائع لإنجاز في الدوري الممتاز

إبراهيموفيتش يستعرض قميص يونايتد - مورينهو وإبراهيموفيتش وتعاون جديد في نادٍ جديد (أ.ف.ب)
إبراهيموفيتش يستعرض قميص يونايتد - مورينهو وإبراهيموفيتش وتعاون جديد في نادٍ جديد (أ.ف.ب)

ليس هناك كثير من اللاعبين، في عالم تحاول فيه بعض الأندية الآن فرض سيطرتها على حسابات الأفراد على شبكات التواصل الاجتماعي، الذين يمكن أن يعلنوا نبأ انتقالهم على الإنترنت قبل فريقهم الجديد، لكن زلاتان إبراهيموفيتش ليس لاعب كرة قدم عاديًا بالنسبة لكل عشاق اللعبة.
لقد وصل إبراهيموفيتش (34 عامًا)، إلى أولد ترافورد في صفقة انتقال حر بعد انتهاء عقده مع باريس سان جيرمان بطل فرنسا، وهو ما يعني أن مانشستر يونايتد لا يمتلك فقط مجرد واحد من أعظم مهاجمي عصرنا الحالي، بل أيضًا واحدًا من أعظم الشخصيات على مر العصور.
يبدو أن إبراهيموفيتش يملك مزحة قاتلة يرفقها بكل هدف قاتل، لكن هذا الصراحة والطلاقة والميل لإثارة الجدل هدد في كثير من الأحيان بأن يلقي بظلال على نجاحه كلاعب.
لقد فاز إبراهيموفيتش بالدوري في فرنسا وإيطاليا وهولندا، ورغم أن شيئا واحدا لا يزال بعيدا عن متناوله – دوري الأبطال، الذي لن يتنافس فيه يونايتد الموسم القادم، وقليلون هم من يمكنهم مجاراة سجله هذا العامر بالألقاب. توج إبراهيموفيتش بالدوري في أربع دول مختلفة خلال مسيرته التي بدأت مع مالمو في السويد عام 1999 مرورا بأياكس أمستردام الهولندي ويوفنتوس ولعب تحت قيادة مورينهو في إنترناسيونالي كما دافع عن قميص برشلونة وميلان. وسجل 392 هدفا في 677 مباراة وفاز بلقب على الأقل في كل موسم منذ عام 2001.
يحمل إبراهيموفيتش 28 لقبا كبيرا لو شئنا الدقة، ليس من بينها لقبا الدوري الإيطالي الممتاز اللذين سحبا في يوفنتوس بسبب فضيحة «الكالتشيو بولي» والتلاعب بنتائج المباريات. وخلال المواسم الـ13 الماضية، فاز بلقب الدوري المحلي مع ناديه 12 مرة، واحتل في المرة الوحيدة المتبقية المركز الثاني في ميلان في موسم 2011 - 2012.
ومع هذا، فقد واجه الكثير من الانتقادات – والتي طالته من إنجلترا أكثر من أي مكان آخر. قبل أربع سنوات قال إبراهيموفيتش: «كما هو الحال دائما في إنجلترا، كانت كل وسائل الإعلام ضدي».
وبالتأكيد فإن وجود أحد أكبر اللاعبين اعتدادا بنفسه في أحد أكبر أندية العالم في بلد شكك دائما في قدرات إبراهيموفيتش سيجذب أنظار الجماهير للمباريات عندما ينطلق الموسم الجديد في أغسطس (آب) المقبل.
لكن مع تقدمه في العمر وعدم استقرار الأوضاع في يونايتد وعدم المشاركة في دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل فإن سحبا قد تحوم في الأفق.
كان الانطباع من دوائر معينة أنه لم يقدم الأداء المقنع بشكل كاف ضد أندية الدوري الممتاز، وظل هذا الانطباع سائدًا حتى الضربة الخلفية شبه الخيالية التي سكنت شباك إنجلترا في المباراة التي جمعتها بالسويد وانتهت بفوز الأخيرة 4 - 2، والتي سلم الجميع معها بتألقه. كان ذلك بالطبع هدفه الرابع - بعد أن أكمل الهاتريك بتسديدة دقيقة من ركلة ثابتة. أما الأسئلة حول تراجع قوته وهو في عامه الـ34، فقد اختفت بعد ما قدمه الموسم الماضي الذي كان أكثر مواسمه من حيث غزارة الأهداف على الإطلاق، حيث سجل أرقاما قياسية تعد حلما بعيد المنال للغالبية العظمى من اللاعبين. سجل 51 هدفا في 50 مباراة، 38 منها في 31 مباراة في الدوري. وبالتأكيد قد لا تكون دفاعات الفرق المنافسة في الدوري الفرنسي الممتاز ليست بهذه القوة، كما أنه كان يلعب لفريق حسم اللقب مبكرا بحلول مارس (آذار) لكن هذا المردود الغزير مدهش كذلك.
ليس هنالك أدنى شك بأنه سيظل جائعا للنجاح لكن ما الذي يمكن أن يكون في جعبة مهاجم لم يعرف عنه أنه من نوعية المهاجمين المتسمين بالسرعة، ومع اقتراب يوم ميلاده الـ34 في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، ويمكن أن يقدمه في الدوري الممتاز الهائج؟.
الكثير.. وهذا وفقًا لجوزيه مورينهو، الذي يعتقد بأن رغبة المهاجم الجامحة وضراوته سيكون لهما دور في لم شمل فريق متشرذم بعد الفترة المخيبة للآمال تحت قيادة لويس فان غال. والعلاقة التي تجمع بين الاثنين قوية على نحو لافت للنظر. وقد كان كلاهما يشيد كثيرا بالآخر منذ عملا معا أول الأمر في إنترناسيونالي الإيطالي خلال موسم 2008 - 2009، حيث فازوا بالدوري الممتاز «سيري إيه» بعد أن سجل إبراهيموفيتش 25 هدفا، وفاز باكتساح بجائزتي أفضل لاعب وأفضل هداف في الدوري.
ومع هذا، فقد بيع إبراهيموفيتش إلى برشلونة نظير 40 مليون جنيه إسترليني إضافة إلى صامويل إيتو، وقال إبان إتمام الصفقة إنه كان «يعيش حلما» لكن سرعان ما تحول هذا الحلم إلى كابوس، إذ اصطدم مع مدرب الفريق الكتالوني آنذاك، جوزيب غوارديولا، وبدا أن لا مكان له خلال المراحل الأولية لطريقة «التيكي تاكا».
كان مورينهو يريد الاحتفاظ بإبراهيموفيتش في سان سيرو لكن الإعجاب المتبادل بينهما زاد بعد ذلك. وقد قال المدرب: «إن لاعبا أعطانا مثلما أعطاني إبراهيموفيتش سيظل دائما في قلبي. هو محترف بمعنى الكلمة، وواحد من أفضل المهاجمين في العالم». وقال مورينهو بعد أن قرر مجددا الاستعانة بجهود الندم السويدي: «زلاتان لا يحتاج إلى تقديم. الإحصاءات تتحدث عن نفسها.. إبراهيموفيتش لاعب يبذل دائما مائة في المائة من مجهوده».
وأضاف: «فاز بأهم بطولات الدوري في عالم كرة القدم والآن لديه الفرصة للعب في أفضل مسابقة دوري في العالم وأعرف أنه سيغتنم الفرصة وسيعمل بجد لمساعدة الفريق للتتويج بألقاب».
في سيرته الذاتية، «أنا زلاتان»، يكتب إبراهيموفيتش عن مورينهو، فيقول: «هو القائد لأحد الجيوش، ولكنه يهتم كذلك بعلاقته مع لاعبيه، كان يبعث إلى برسائل نصية طوال الوقت يسأل عني».
ويقول إبراهيموفيتش إن البرتغالي «رجل يمكنني أن أموت لأجله بشكل أو بآخر»، ويحكي الكثير من القصص من ذلك الموسم في الإنتر، حيث كان في أمس الحاجة لتقديم أداء مقنع للمدرب صعب الإرضاء، كتوضيح لقدرة مورينهو على التحفيز، وكذلك حالة النهم التي لا تقاوم لدى اللاعب للتألق.
وتبدو أوجه التشابه بين الاثنين واضحة، واشتراكهما في كراهية غوارديولا، مدرب مانشستر سيتي الجديد، كلها أمور ستفرض نفسها على الأجواء قبل أول ديربي في الموسم بين قطبي مانشستر. وكتب إبراهيموفيتش: «إذا أضاء مورينهو إحدى الغرف، يتوارى غوارديولا خجلا».
ومع هذا فإن ثقته التي لا تتزعزع، يمكن أن تدفع بالناس في اتجاه خاطئ. ويقول: «لا أملك إلا أن أضحك على مدى الكمال في شخصيتي»، لكن هذه المزاعم التي تنطوي على مبالغة أدت في كثير من الأحيان لمردود عكسي وعواقب وخيمة.
حدث أحد الأمثلة على ذلك، قبل مباراة السويد والبرتغال في كأس العالم 2014. قال في مقابلة صحافية قبل المباراة: «الله وحده يعلم من سيتأهل». وعندما رد الصحافي قائلا إنه من الصعب أن يطلب المرء إجابة من الله، كان الرد الفوري من إبراهيموفيتش صاحب الوجه جامد الملامح: «في هذه الحالة تكلم معي أنا».
وفازت البرتغال واحتج هو لاحقا، قائلا إن كأس العالم لن يكون جديرا بالمشاهدة من دون مشاركته.
ومع هذا، فوراء هذه الأنا المتضخمة والتي لا تقارن، تكمن موهبة فائقة رفيعة وقدرته على تقديم الأداء الجريء والحاسم، لا ينبغي التقليل من شأنها.
كان لبعض اللاعبين نوعية من الأهداف أو المهارات المسجلة باسمهم - ركلة جزاء بانينكا، أو استدارة كرويف - لكن إبراهيموفيتش ربما كان هو الوحيد المعروف بالفعل الخاص به. تم الاعتراف رسميًا بالفعل «زلاتانيرا» Zlatanera، (أن يهيمن ويسود) في قاموس اللغة السويدية قبل 4 أعوام. وبعد أن قضى نفس هذه الفترة من الزمن، كان خلالها بؤرة الضوء التي لا خلاف عليها في باريس، لن تكون قدرته على الهيمنة على إنجلترا بهذه السهولة. وعلي أي حال، ستكون مشاهدة إبراهيموفيتش من الأشياء الإجبارية، مع محاولته لإعادة النادي الذي تراجع أداؤه، إلى القمة من جديد.
قال إبراهيموفيتش عن الوقت الذي قضاه في فرنسا: «حضرت كملك، ورحلت كأسطورة». وأضاف «استمتعت بالكثير من الذكريات الرائعة خلال مسيرتي والآن أنا مستعد للاحتفاظ بذكريات جديدة مميزة في إنجلترا، لا أطيق الانتظار للعمل مع مورينهو من جديد. إنه مدرب رائع وأنا جاهز للتحدي الجديد والمثير». والوصول لأي شيء قريب من هذا في إنجلترا، سيستلزم منه أداءً وجهدًا استثنائيًا للغاية في واقع الأمر. ومع اقتراب اعتزاله فإنه خصص وقتًا طويلا للمشاركة في حملات الدعاية ولا شك في أن الانضمام إلى يونايتد أحد أبرز العلامات التجارية في العالم لعب دورًا كبيرًا في قراره بالانتقال إلى إنجلترا.
لكن رغبته في تحقيق الفوز والتتويج لا تزال متوهجة ورغم أن حدوث ذلك غير مضمون مع يونايتد فإن المشجعين الإنجليز سيستمتعون بمتابعة سعيه للحفاظ على تألقه وتميزه.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.