محبو الشاي في كينيا يكتشفون طعم قهوتهم الوطنية الفاخرة

محبو الشاي في كينيا يكتشفون طعم قهوتهم الوطنية الفاخرة
TT

محبو الشاي في كينيا يكتشفون طعم قهوتهم الوطنية الفاخرة

محبو الشاي في كينيا يكتشفون طعم قهوتهم الوطنية الفاخرة

يحمل الكيني مارتن شابايا (26 عامًا) لقب أفضل معد للقهوة في أفريقيا رغم انزعاجه من مذاق هذا المشروب الأكثر رواجًا حول العالم، وهو يجول العالم مشاركًا في منافسات عالمية في هذا المجال.
وبدأ هذا الشاب عمله في تقديم القهوة منذ ما لا يزيد على 5 سنوات. وصعوده الصاروخي في هذه المهنة دليل على حب الكينيين للقهوة بأنواعها المختلفة.
ويذكر مارتن شابايا ما حصل معه في أول يوم عمل في أحد مطاعم سلسلة «آرت كافيه»، ويقول: «لم أكن قد تذوقت القهوة يومًا في حياتي، كانت يومها أول مرة أرى فيها آلة لصنع قهوة اسبريسو».
ويلقى هذا النوع من القهوة رواجًا كبيرًا في كينيا، خصوصًا بفضل المقاهي الـ36 التابعة لمجموعة «جافا هاوس»، وهي النظير الكيني لمقاهي «ستاربكس»، إضافة إلى مقاهي سلسلة «آرت كافيه» البالغ عددها 15 في البلاد، بينها 4 تعمل تحت راية «دورمانز كوفي» أقدم شركات تحميص البن في البلاد.
وتروي مديرة شركة «دورمانز كوفي» روزي رانا: «تساءلنا على مدى سنوات طويلة في شأن الجدوى من فتح متاجر متخصصة في القهوة في البلاد، نظرًا إلى أن محبيها كانوا من السياح والأجانب، في حين أن الكينيين كانوا يقبلون عليها بدرجة قليلة».
غير أن هذا الزمن ولى بحسب رانا التي تؤكد أن القهوة في كينيا «باتت تؤخذ على محمل الجد على أنها تجارة ومنتج». وتلفت إلى أن «القهوة المصنعة في بلدان شرق أفريقيا لها مذاق فريد، وهذا سبب الإعجاب الكبير بها حول العالم». وتجول روزي رانا بين آلات التحميص مرتدية مريلة بيضاء مخصصة للمختبرات شأنها في ذلك شأن جميع الموظفين في المصنع الواقع في نيروبي.
وتؤكد أن «التحميص فن وعلم، وتنتج عنه فروق دقيقة ومذاقات. بضع دقائق يمكن أن تحدث فرقًا بين تحميص جيد وآخر سيئ». ويدوم التحميص المثالي لحبات البن لقهوة أرابيكا الكينية نحو 15 دقيقة على حرارة 250 درجة مئوية.
وينبغي بعدها تغليف الحبات في ورق ألمنيوم لحمايتها مما يصفه مسؤول الرقابة على الجودة في شركة «دورمانز» تيم أوبيايو بـ«أعداء القهوة»، أي الحرارة والضوء والرطوبة والأكسجين. ويؤكد أوبيايو أن «الأخطر هو الأكسجين لأنه يقضي على المذاق». وتعتبر «دورمانز» أهم شركة لتحميص البن في نيروبي لكنها ليست الوحيدة.
ويؤكد أصحاب الشركات المستقلة أن التزود من شركات تحميص صغيرة يتيح الحصول على حبات البن المطلوبة محمصة ومطحونة بحسب الرغبة.
وفتحت اندريا مورا مقهى «بوينتزيرو» نهاية سنة 2015 في باحة واقعة قرب متحف الفنون في نيروبي، بهدف إقامة واحة سلام في قلب الفوضى في وسط المدينة وتقديم قهوة أرابيكا «نقية» مصدرها مزرعة واحدة في كينيا.
وقد بات الكينيون وفق مورا مستهلكين محنكين للقهوة، وبالتالي يصعب إرضاؤهم.
وتقول: «لطالما كنا بلدًا لشاربي الشاي وزارعي القهوة، لكن شرب القهوة بات مع زرعها جزءًا من ثقافتنا». وتؤكد أبي ماك اندرو من على شرفة مقهى «تين روف كافيه» الذي تشارك في ملكيته أن «شرب القهوة لم يعد هواية نخبوية».
وقد تذوق مارتن شابايا القهوة للمرة الأولى في حياته عندما بدأ بالتدريب الخاص بمهنته كنادل، لكن «لم أحبها يومًا» على حد تعبيره خلال ارتشافه الشاي بالليمون والزنجبيل بهدف محاولة محو هذه الذكرى.
سريعًا، بنى علاقة ودية مع زبون إيطالي أربعيني كان يرتاد المقهى بشكل دائم ويطلب يوميًا قهوة اسبريسو.
ويقول: «كان يشرح لي التقنيات وتعلمت كيف أجيد فن تحضير الفنجان المثالي».
ومع أن زبائنه يحبون قهوة الاسبريسو والكابوتشينو التي يحضرها، يتميز مارتن شابايا في المنافسات بخلطة تحمل اسم «غودنايت كينيا»، وهي عبارة عن قهوة اسبريسو ممزوجة بعصير العنب وعصير البرتقال والهال.
ويوضح هذا «الباريستا» أن «القهوة الكينية فيها مذاق قريب من الليمون وعنب الثعلب، ثمة بالتالي تكامل بين هذه المذاقات».



موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.