نادين نسيب نجيم: في التمثيل المحترف مساحة الدور تكمن في عمقه

وصفت دورها في «نصّ يوم» بالممتع

نادين نسيب نجيم
نادين نسيب نجيم
TT

نادين نسيب نجيم: في التمثيل المحترف مساحة الدور تكمن في عمقه

نادين نسيب نجيم
نادين نسيب نجيم

قالت الممثلة نادين نسيب نجيم إنها استمتعت بأداء دور المرأة الشريرة في مسلسل «نصّ يوم»، الذي يعرض على عدد من شاشات التلفزة العربية في موسم رمضان الحالي. وأضافت في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «تجسيدي شخصيّات متنوعة في دور واحد كان عاملا أساسيا في استمتاعي بهذا الدور، ولعلّ شخصيتي في المسلسل (ميساء) المعتمدة على الشرّ استفزّتني بشكل مباشر فلم أتردد ولو للحظة للقيام به».
ألم تخافي من القيام بهذا الدور الذي يتطلّب الجرأة في القرار من قبل نجمة تمثيل اعتاد المشاهد عليها بأدوار رومانسية؟ «على العكس تماما، ففي أعماق كلّ منّا يسكن الخير والشر، والحياة تعلّمنا كيف نسيطر على الثاني بفعل التربية التي ننمو في ظلّها. وأنا شخصيا متعاطفة مع ميساء (اسم الشخصيّة التي تلعبها في المسلسل) للظروف التي مرّت بها وقساوة الحياة التي عاشتها رغم أنفها، فتحوّلت مع الوقت إلى فتاة شريرة، تقمع شعورها وتسيطر على عواطفها لتقاوم مطبّات الحياة. أما علّتها الوحيدة فهي وجود (جابر) في حياتها، الذي هو بمثابة الأخ الذي رافقها منذ صغرها أثناء وجودها في الميتم. ولذلك عندما قرأت النصّ أعجبت به وتحدّيت نفسي ووافقت عليه».
أطلّت نادين نسيب نجيم في أكثر من شخصيّة في «نصّ يوم»، فكانت مرة عبير وأخرى راغدة وثالثة يارا وغيرها، حتى إنها لعبت دور الفتاة العمياء. فنجحت في جذب المشاهد بأدائها الطبيعي تارة وبالتجدّد الذي رافق شكلها الخارجي تارة أخرى، فكانت المحرّك الأساسي في هذا العمل الذي يعرض على شاشة «نيو تي في» اللبنانية، و«إم بي سي» وغيرهما. وقالت معلّقة: «إن هذه الشخصيّات المنوّعة أعطتني حافزا لإخراج طاقتي التمثيلية، وأشعرتني كأنني أحلّق في سماء واسعة. ولعلّ أهمية الدور تكمن في هذا التنويع الذي يحمله فهو مركّب وصعب في آن».
وأضافت: «عادة ما كنت في أدواري السابقة مكبّلة في أداء شخصيّة واحدة، فاختلف الأمر في (نصّ يوم)، لأنني شعرت بالحريّة المطلقة».
غابت نادين نسيب نجيم عن خمس حلقات متتالية من المسلسل (كان البطل يبحث عن مكانها بعد أن هربت منه)، ورغم الإيقاع البطيء الذي رافق تلك الحلقات فإن المشاهد تساءل كيف وافقت النجمة اللبنانية على صغر مساحة الدور الذي تؤدّيه. وتوضح في هذا الصدد: «مساحة الدور بالنسبة للممثّل المحترف تترجم بالعمق الذي يحمله وليس بحجمه. فكم من نجوم عرب وأجانب حصدوا جوائز عالمية، لدور صغير قاموا به في عمل درامي أو سينمائي. وبالنسبة لي فغيابي عن تلك الحلقات التي ذكرتها انعكس إيجابا عليّ، إذ كنت الغائبة الحاضرة في ذهن المشاهد وهو يفكّك رموز القصة وعقدها باحثا عن الشخصية الحقيقية لميساء. وبرأيي هو نوع من الحنكة سادت حبكة النص من ناحية واختياري للدور من ناحية أخرى. وعندما قرأت النصّ لمست هذا الأمر، لذلك قمت بالدور عن سابق تصوّر وتصميم».
وعما تأخذه اليوم بعين الاعتبار في خياراتها التمثيلية، لا سيما في موسم رمضان الذي تسوده غزارة أعمال درامية تردّ: «المهم أن لا أكرّر نفسي، وأن أؤدّي دورًا لا يشبه ما قبله في مواسم رمضان الماضية، وأن تكون قصّة العمل مميّزة».
ولكن ألا تعتقدين أن بدايات «نصّ يوم» حملت إثارة حفّزت المشاهد لمتابعته منذ حلقاته الأولى، ثم ما لبث أن وقع في فخّ الرتابة؟ «هي أمور تحصل في أي عمل درامي، فيشهد طلعات ونزلات، خصوصا في شهر رمضان، لكن ما ستشاهدونه في الحلقات الأخيرة منه سينسيكم هذا الأمر فيبقي العمل بالصدارة». وهل ستكون نهايته على قدر آمال المشاهد؟ «لا أريد أن أفصح عنها، لكنها ستروق له على ما أعتقد».
وما أصعب المشاهد التي أدّيتها في هذا العمل؟ «غالبية المشاهد التي قدّمتها كانت صعبة، حتى إن المخرج سامر البرقاوي وفي كل مرة كان يناديني لدخول البلاتو كان يقول لي (ماستر سين) (مشهد رئيسي)، لأن المشاهد التي أدّيتها تشكّل محاور أساسية في العمل. إلا أن أصعبها هي تلك التي تعرّضت فيها للعنف الجسدي، إذ كان يجب أن تبدو طبيعية، وأخرى التي جمعتني بتيم حسن (مايار) عندما اكتشف مكان وجودي فكانت مواجهة حادّة تضمنّت مشاعر ممزوجة بالحبّ والفرح والحزن وغيرها».
وعن العبرة التي استخرجتها من مشوارها المهني، تقول: «لقد تعلّمت درسا أساسيا في الحياة، وهو أنها بمثابة آلة بيانو مفاتيحها الموسيقية تتألّف من الأبيض والأسود. وهكذا هم الناس الذين تلتقينهم في المهنة أو في الحياة ككلّ. وفي الماضي كنت أتمنى أن لا ألتقي إلا بالأبيض منهم (أشخاص إيجابيون)، أما اليوم فصرت أعرف تماما أنه يجب أن تمرّ الحياة بطبيعتها، ولولا الأشخاص أصحاب القلوب السوداء لما جاهدت وتعبت وتحدّيت ونجحت». وأضافت: «اليوم أصبح لدي لائحتين من الناس، فلا أتعاطى إلا مع من يحفزّني إيجابيا، أما الآخرون فقد ألغيتهم تماما من حياتي بعد أن أخطأت في تقديرهم».
وعن سبب عملها المستمر مع شركة الإنتاج «صبّاح إخوان» دون غيرها أوضحت: «هو ليس احتكارا كما يعتقد البعض، بل راحة أعيشها مع فريق العمل. فنحن نشكّل عائلة واحدة، وكلّ فرد منا له دوره في نجاح عمل نقوم به. فهذا الأمر لا يقع على عاتق شخص واحد يشارك في العمل، بل على المجموعة ككلّ، لأنها تكمل بعضها بعضا».
وهل أنت من يقترح اسم البطل الذي يقف أمامك؟ «أعطي رأيي، لكن القرار النهائي في هذا الموضوع يعود للشركة المنتجة بالتأكيد». وعن مشاريعها المستقبلية تقول: «حاليا أمضي فترة استراحة طويلة مع أفراد عائلتي الصغيرة. فلقد أصبت بالإنهاك لقيامي بعملين متتاليين (سمرا) و(نص يوم)، وفي الوقت نفسه يمكنني أن أعد المشاهد بإطلالة جديدة لموسم رمضان 2017 بعد أن وقّعت عرضا جديدا مع شركة (صبّاح إخوان)».
وعن الأعمال التي تتابعها في موسم رمضان: «في الحقيقة لا أملك الوقت الكافي إلا لمتابعة (نصّ يوم)، لكنني في بداية الشهر حاولت مشاهدة عدد من الأعمال الدرامية، فاكتفيت بمتابعة نحو أربع حلقات من كلّ منها، على أمل أن أعود وأشاهدها مليّا بعد انتهاء هذا الموسم. فغزارة الإنتاجات الدرامية لا تسمح لنا بمتابعة هذا الكمّ منها، وأعتقد أن الأمر يصبح أفضل عند انتهاء شهر رمضان، فأعود وأتابعها عن كثب عبر المواقع الإلكترونية أو شاشات التلفزة التي تعيد عرضها».



السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
TT

السوبرانو أميرة سليم لـ«الشرق الأوسط»: لا أسعى لمنافسة أحد

سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})
سليم في حفلها بأكاديمية الفنون المصرية بروما ({الشرق الأوسط})

كشفت مطربة الأوبرا المصرية (السوبرانو) أميرة سليم عن استعدادها لتقديم أغنيات باللهجة العامية المصرية بعدما قدمت أغنية «بنحب المصرية»، كما بدأت تقديم أغنيات باللغة المصرية القديمة بعدما حققت أغنيتها «ميروت إك» وتعني «حُبك» صدى واسعاً عبر قناتها الرسمية على «يوتيوب» وفي حفلاتها بمختلف دول العالم.

وأكدت المطربة المصرية التي تتنقل في إقامتها بين مصر وفرنسا، أنها تتطلع لإعادة تقديم أغنيات لمطربين آخرين على غرار شادية، كما أكدت حبها لصوت شيرين عبد الوهاب، وأبدت تطلعها لدخول مجال التمثيل إذا ما تلقت عملاً يجذبها.

السوبرانو المصرية أميرة سليم ({الشرق الأوسط})

وقدمت أميرة سليم حفلات عدة في أوروبا، بكل من الأوبرا الفرنسية والإيطالية والألمانية، كما قدمت أعمالاً بالأوبرا المصرية عقب تخرجها في معهد «الكونسرفتوار» بالقاهرة، وشاركت بالغناء في حفل «موكب المومياوات الملكية» 2021.

ومع قرب احتفالات أعياد الميلاد أحيت سليم قبل أيام حفلاً في «الأكاديمية المصرية للفنون بروما» بمصاحبة عازفة البيانو «باسكال روزيه»، قدمت خلاله أعمالاً غربية وعربية من بينها «أنشودة إيزيس» لأول مرة في إيطاليا، وأغانٍ للفنان فريد الأطرش.

وعن مشاركتها في الحفل الموسيقي الذي قدمه الموسيقار هشام نزيه على هامش مهرجان «الجونة السينمائي» تقول: «العمل مع هشام نزيه ممتع، فهو منفتح على مختلف أنواع الموسيقى ولا يرتبط بنوع معين، كما أنه ديمقراطي في عمله وصاحب روح جميلة، وقدمت معه (أنشودة إيزيس)، وهي المرة الأولى التي أقف معه بصفته مؤلفاً على المسرح، وذلك يمثل قيمة كبيرة ونادرة بالنسبة للفنان».

تتبنى سليم فكرة تقديم أغنيات باللغة المصرية القديمة ({الشرق الأوسط})

وتقدم السوبرانو حفلات بمصر بين وقت وآخر، لكنها تعترف بأنها ليست كافية، مؤكدة أنها تهتم بالجودة وتقديم حفل لائق في كل التفاصيل، وأن هذا ليس متاحاً دائماً.

وغنت أميرة سليم في حفلات بكل من السعودية والبحرين وعُمان وقطر، وحول الفرق في التلقي بين الجمهور العربي والغربي، تقول: «التفاعل الأكبر يكون مع الجمهور المصري والعربي، فهناك حميمية في ردود أفعالهم، بينما الجمهور الأوروبي لديه نظرة قائمة على التحليل؛ كونه يهتم بالفنون الرفيعة ومطلعاً عليها بشكل كبير».

وبعد أكثر من 20 عاماً من عملها بصفتها مطربة أوبرالية اتجهت أميرة لتقديم أغنيات خاصة بها، وتقول عن ذلك: «لطالما قدمت أعمالاً لمؤلفين آخرين، لكنني أتمنى تقديم أعمال تخصني، وهو ما بدأت فيه مع أغنية (بنحب المصرية)، وقد أصدرها في ألبوم»، وأضافت: «لا أسعى لمنافسة أحد حيث أغني بأسلوبي الخاص بصفتي مطربة أوبرا».

تؤكد أميرة أنه قد حان الوقت لتقديم أغنيات خاصة بها ({الشرق الأوسط})

وتتبنى سليم فكرة إحياء اللغة المصرية القديمة من خلال الغناء، وقدمت أولى أغنياتها في هذا الصدد بعنوان «ميروت إك» وتعني «حُبك»، وتقول عنها: «هي أغنية عاطفية تُظهر وجهاً آخر للمرأة في الحضارة المصرية القديمة التي كانت تقع في الحب وتعبر عنه، وأتطلع لمواصلة هذا التوجه، برغم أنه أمر ليس سهلاً»، موضحة أن «صعوبته تكمن في أن الأغنيات تعتمد على أشعار فرعونية، لذا لا بد من استخراج النص وترجمته والتدريب على النطق الصحيح مع خبراء الآثار وعلم المصريات، ثم وضع موسيقى ملائمة له، وقد استخدمت في لحن الأغنية التي قدمتها مقطوعة شهيرة للموسيقار الألماني باخ مع ألحان من ارتجالي، وهناك ملحنون مصريون رحبوا بخوض تجربة التلحين لأغنيات بالهيروغليفية».

وعمن تسمع لهم في الغناء العربي تقول: «أستمع جيداً لكل ما يُطرح، لكنني أحب صوت شيرين عبد الوهاب فهو صوت مصري أصيل، كما أحب أغنيات فرقتي (مسار إجباري) و(كايروكي) لأن موسيقاهما تجمع بين الألحان الشرقية والغربية».

«ميروت إك» أغنية عاطفية تُظهر وجهاً آخر للمرأة في الحضارة المصرية القديمة

أميرة سليم

وتحرص أميرة في حفلاتها على تقديم أعمال الموسيقار الراحل سيد درويش الذي تراه «فناناً سابقاً لعصره» وتُعِده «بيتهوفن العرب» الذي حقق ثورة في الموسيقى وأحدث تطوراً كبيراً وأدخل «الهارموني» في الموسيقى الكلاسيكية، وهو في رأيها لم يتم اكتشاف ما أحدثه من تطوير في الموسيقى الشرقية بعد، مضيفة: «حين أغني له في أوروبا يتجاوب الأجانب معي بحماس رغم عدم فهمهم لكلماته، لكنهم يقدرون موسيقاه كثيراً».

كما تقدم السوبرانو المصرية ضمن حفلاتها أغنيات لفريد الأطرش وأسمهان، وأرجعت ذلك إلى أن «نوعية أغانيهما قريبة أكثر لصوتها، وقد تأثر فريد بالموسيقى الكلاسيكية، كما أن أسمهان صوت أوبرالي وقد تأثر بأعمالها كل مطربي الأوبرا».

«أستمع جيداً لكل ما يُطرح لكنني أحب صوت شيرين عبد الوهاب فهو صوت مصري أصيل»

أميرة سليم

وأبدت أميرة تطلعها لتقديم أغنيات لشادية، مؤكدة أن «شادية لديها رصيد كبير من الأغنيات الرائعة التي تتسم بـ(الشقاوة) مثل التي قدمتها مع الملحن منير مراد»، وترحب بخوض تجارب تمثيلية من خلال أعمال تناسبها، مؤكدة أن «مطرب الأوبرا لا بد أن تكون لديه قدرة على الأداء التمثيلي».

وتنتمي أميرة سليم لأسرة فنية، فوالدتها هي عازفة البيانو الشهيرة مارسيل متى، ووالدها الفنان التشكيلي الراحل أحمد فؤاد سليم، ولكل منهما بصمته الخاصة على مسيرتها، مثلما تقول: «والدتي هي من علمتني كل شيء في الموسيقى، وشجعتني ودعمتني مثلما دعمت أجيالاً عديدة من الفنانين، فيما أثر والدي علي في كل ما هو إنساني، مثل رسالة الفن وكيف نقدمها وأن يكون لدى الفنان شجاعة التجريب».