بان كي مون: إغلاق قطاع غزة عقاب جماعي يستوجب المساءلة

أكد مواصلة العمل من أجل مستقبل بدون احتلال وقمع

بان كي مون: إغلاق قطاع غزة عقاب جماعي يستوجب المساءلة
TT

بان كي مون: إغلاق قطاع غزة عقاب جماعي يستوجب المساءلة

بان كي مون: إغلاق قطاع غزة عقاب جماعي يستوجب المساءلة

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أن إغلاق قطاع غزة يخنق سكانه واقتصاده ويعيق جهود إعادة البناء والإعمار، مشددا على أن ذلك يعد عقابا جماعيا يجب المساءلة عليه.
وقال الأمين العام في كلمة له خلال مؤتمر صحفي عقده في غزة، إن السكان يعانون من ظروف معيشية صعبة للغاية، مضيفا: "اليوم وعلى مسافة قصيرة بالسيارة من مجمعات التقنيات العالية في إسرائيل، يعيش سكان غزة على أقل من اثنتي عشرة ساعة من الكهرباء يومياً، ويحتاج اليوم نحو سبعين في المئة من السكان المساعدة الإنسانية.
وأضاف أن ذلك الوضع لا يمكن أن يستمر، وإنه يغذي الغضب واليأس، ويزيد خطر التصعيد الجديد للأعمال العدائية التي لن تجلب إلا المزيد من المعاناة لسكان غزة، مشدداً على ضرورة الحديث بشكل منفتح عن التحديات والصعوبات غير المقبولة التي يواجهها سكان غزة، والإهانة الناجمة عن الاحتلال والإغلاق وأيضا عن الانقسام بين غزة والضفة الغربية.
وأشار إلى أن فلسطين واحدة، وإلى أن تتحد غزة والضفة الغربية تحت حكومة فلسطينية واحدة ديمقراطية وشرعية، تقوم على سيادة القانون ومبادئ منظمة التحرير الفلسطينية، فإن آفاق غزة في التعافي الكامل ستكون محدودة، وأن مسؤولية المصالحة مازالت تقع على عاتق القادة الفلسطينيين .
وزاد: الفلسطينيين في غزة يحتلون موقعاً خاصا للغاية في قلبه، مشيراً إلى أنه زار غزة أربع مرات خلال الأعوام العشرة التي قضاها في منصب الأمين العام للأمم المتحدة، مضيفا أن نحو 90% من المدارس والمستشفيات تم إصلاحها، كما أعيد بناء الكثير من المنازل، مؤكدا في الوقت ذاته على ضرورة فعل المزيد.
وتابع بان كي مون: "نستطيع إعادة بناء المنازل، ولكن هل نستطيع بناء حياة الناس، هل يمكننا مساعدة من عانوا من أهوال الحرب، في التعامل مع الجروح العميقة التي خلفها العنف ؟ هل يمكن أن نضمن المساءلة، وأن يشعر ضحايا الصراع بالعدالة؟ هل يمكن أن نوفر الوظائف والرخاء ليصبح السلام مستداما؟، إجابتي هي نعم".
وأكد الأمين العام مواصلة دعم الأمم المتحدة لسكان غزة، مشددا أن على المجتمع الدولي مسؤولية مستمرة تحتم عليه العمل بشكل حاسم من أجل السلام، مشيرا إلى أن الأمم المتحدة ستواصل العمل من أجل مستقبل بدون احتلال وقمع، يتسم بالكرامة والديمقراطية في دولة فلسطين التي تعيش في سلام وأمن مع دولة إسرائيل.



أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.