سانتوس يشيد بالانتصار الخططي للبرتغال رغم الفقر في الإبداع

كرواتيا تعيش الصدمة.. وعاصفة انتقادات للمدرب كاسيتش بعد الخروج من كأس أوروبا

كواريزما يسدد برأسه في شباك كرواتيا ليمنح البرتغال انتصارًا مثيرًا (أ.ف.ب)
كواريزما يسدد برأسه في شباك كرواتيا ليمنح البرتغال انتصارًا مثيرًا (أ.ف.ب)
TT

سانتوس يشيد بالانتصار الخططي للبرتغال رغم الفقر في الإبداع

كواريزما يسدد برأسه في شباك كرواتيا ليمنح البرتغال انتصارًا مثيرًا (أ.ف.ب)
كواريزما يسدد برأسه في شباك كرواتيا ليمنح البرتغال انتصارًا مثيرًا (أ.ف.ب)

أشاد فرناندو سانتوس مدرب البرتغال بنجاح لاعبيه في تنفيذ تعليماته بعد مباراة خططية انتهت بالتفوق 1 - صفر على كرواتيا بعد وقت إضافي ليتقدم فريقه إلى الدور ربع النهائي ليورو 2016.
واعتمدت البرتغال على لمسة واحدة من الإبداع قرب النهاية لتحقق فوزها الأول في البطولة، وتتأهل إلى دور الثمانية رغم الإخفاق في تسديد أي كرة على مرمى كرواتيا لنحو ساعتين من اللعب.
وفي ظل وجود الكثير من المواهب في الفريقين كانت الجماهير تترقب مباراة مثيرة وبمشاركة الهداف كريستيانو رونالدو ضد زميله في ريال مدريد الفائز بدوري أبطال أوروبا لوكا مودريتش لاعب وسط كرواتيا.
وتعرضت البرتغال لضغط مكثف قبل أن يتابع البديل ريكاردو كواريزما كرة سددها كريستيانو رونالدو ويسجل برأسه هدف المباراة الوحيد في الدقيقة الـ117 لتتأهل بلاده لمواجهة بولندا في دور الثمانية.
وفي الواقع لم تكن البرتغال تنتظر الكثير من كواريزما في هذه المباراة بعدما تعرض لتوبيخ المدرب سانتوس بشكل علني؛ بداعي عدم التزامه بالتعليمات في مباراة انتهت بالتعادل من دون أهداف أمام النمسا في دور المجموعات.
وسبق أن تعرض كواريزما (32 عاما) الذي أنعش مشواره في الملاعب بعد تألقه مع بشيكتاش التركي في تجربته الثانية هناك، لانتقادات حادة بسبب عدم بلوغ مستوى التوقعات في ظل امتلاك موهبة كبيرة، لكنه نجح أخيرا في وضع بلاده بدور الثمانية ليجد بعض المساندة.
وقال سانتوس: «كانت مباراة خططية جدا. حاولت البرتغال التفوق، لكن كرواتيا لم تمنحنا الفرصة. عندما حاول المنافس التقدم لم نمنحه الفرصة.. كنا نواجه فريقا مذهلا».
وتركت البرتغال الاستحواذ لكرواتيا في كثير من الفترات، لكن الواقع أنه لم يسدد أي لاعب من الفريقين الكرة على المرمى قبل أن تأتي تسديدة رونالدو في لقطة الهدف الوحيد.
وقال سانتوس: «كنا مستعدين. جهزت الفريق للقتال أمام نقاط قوة كرواتيا ومحاولة الاستفادة من نقاط الضعف. لم نمنح المنافس أي فرصة لتنفيذ هجمات مرتدة، ومنحنا اهتماما خاصا بهذا الأمر».
وأشاد سانتوس برغبة كرواتيا في محاولة اللعب بأسلوبها المعتاد، حتى وإن لم يكلل ذلك بالنجاح في النهاية.
وحصلت كرواتيا على فرص عدة، لكن سانتوس لم يتقدم بأي اعتذار على خروج المباراة بشكل متواضع وممل لكثير من المشجعين.
وقال مدرب البرتغال: «أحيانا نود أن نلعب مباراة جميلة، لكن ليست هذه الطريقة المناسبة دائما للفوز بالبطولات».
وستلعب البرتغال الخميس المقبل مع بولندا التي تفوقت بركلات الترجيح على سويسرا بعد التعادل 1 - 1 في الوقت الأصلي ثم الإضافي.
وقال سانتوس عن مواجهة بولندا: «إذا بلغ الفريق دور الثمانية فهو فريق قوي جدا. شاهدت المباراة وظهرت بولندا بشكل أفضل ثم تطور أداء سويسرا. في الوقت الإضافي كانت المباراة متكافئة».
وأضاف: «واجهنا بولندا في 2012، المهاجم روبرت ليفاندوفسكي لاعب جيد جدا، وينتمي معظم اللاعبين إلى فرق بالدوري الألماني.. ستكون مباراة قوية جدا».
في المقابل انهالت الانتقادات على مدرب كرواتيا انتي كاسيتش بعد خروج الفريق من المنافسة وسط صدمة الجماهير التي كانت تبني توقعات كبيرة على هذا الفريق.
وانتقد المحللون والمشجعون على حد سواء قرار كاسيتش بتأجيل تبديلات اللاعبين خلال المباراة أمام البرتغال إلى وقت متأخر، وقال اللاعب الكرواتي المعتزل يوسكو يليسينش: «كان ينبغي عليه أن يجري التبديلات في وقت مبكر».
وأشارت بوابة «اتش.ار» إلى أن القراء اجتمعوا على أن كاسيتش هو السبب الرئيسي في الخروج من كأس الأمم الأوروبية.
ونقلت بوابة «اتش.ار» تعليقات القراء التي جاء فيها «كاسيتش هو المذنب الوحيد»: «كاسيتش أجرى تبديلاته قبل دقيقتين من نهاية المباراة» : «أرسلوه إلى بيته» : «الحكم يطلق صافرة النهاية وكاسيتش يبدأ التفكير في إجراء تغييرات».
وقال كاسيتش: «كل شيء كان رائعا باستثناء عدم التسجيل؛ ولذلك لم نكن ناجحين على مستوى الهجوم». وسجلت كرواتيا خمسة أهداف في دور المجموعات، لكنها أخفقت في هز شباك البرتغال في أربع مواجهات بينهما، وخسرت في كل مرة.
وأثار قرار تعيين كاسيتش العام الماضي في منصب المدير الفني للمنتخب الكرواتي حالة من البلبلة؛ نظرا لأنه لا يمتلك خبرة كبيرة، حتى أن بعض اللاعبين رفضوا اللعب تحت قيادته.
وبعد المباراة قال كاسيتش: «منتخب كرواتيا كان الأفضل، ولكنه عانى سوء الحظ، نحن على غير المتوقع تصدرنا المجموعة، ولكن أحيانا الفريق الأفضل لا يفوز، إذا كان هناك حصان أسود مرشح للفوز بالبطولة، إذن فهو المنتخب البرتغالي».



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».