الإسبان يتوجهون لصناديق الاقتراع للمرة الثانية في الانتخابات التشريعية

يتوجه الإسبان اليوم إلى صناديق الاقتراع للمرة الثانية، بعد أن توجهوا سابقا في 20 ديسمبر (كانون الأول) 2015، وذلك في إطار الانتخابات التشريعية التي تشهدها البلاد، وذلك بعد أن فشلت في الجولة الأولى الأحزاب السياسية في التوصل لتشكيل حكومة وحدة.
الإسبان أنهوا يوم الجمعة السابق حملاتهم الانتخابية تجهيزا لليوم، إلا أن كثيرا من المحللين والساسة الإسبان يرون أن هذه الجولة لن تشهد جديدا عن سابقتها، وذلك لأن التقسيمة السياسية في البلاد أصبحت معروفة، وأن المشكلة الكبرى التي تواجه إسبانيا هي تكوين تحالفات بعد إجراء هذه الانتخابات، وذلك لتشكيل الحكومة المقبلة.
التقسيمة السياسية في إسبانيا تسمح للحزب الحاكم والمعروف باسم «الحزب الشعبي» أو اختصارا بالإسبانية «PP» بالفوز في هذه الانتخابات، إلا أن المعضلة التي تواجه الحزب هي أنه لا يستطيع أن يشكل الحكومة بمفرده، وذلك لعدم سيطرته على الأغلبية المطلقة في البرلمان، وبالتالي فإن الحزب مضطر للتحالف مع أحزاب أخرى، وذلك للقدرة على تشكيل حكومة ائتلافية، وهذا ما فشل في تحقيقه في الجولة الأولى لعدم وجود أي اتفاقات مع الأحزاب الأخرى.
السياسة الإسبانية الحالية سمحت بخروج أحزاب شبابية جديدة، وخاصة اليسارية، مثل حزب «بوديموس» وهو الحزب الذي يقوده اليساري بابلو إيغليسياس المثير للجدل في إسبانيا، والذي استطاع استقطاب فئة عريضة من الشباب وإحداث انقسامات في الخريطة السياسية الإسبانية، والتي كانت – تقليديا - مكونة من «الحزب الشعبي»، وغريمه «الحزب الاشتراكي»، والمعروف في إسبانيا باسم «PSOE».
بالطبع في خلال الستة أشهر التي تبعت الجولة الأولى، أصبحت التقسيمة الحزبية في البلاد تشير إلى أن الحزب الشعبي «PP» يأتي في المرتبة الأولى من حيث الأصوات، يليه التحالف اليساري الذي يضم حزب «بوديموس» وحزب «أونيدوس»»، والمعروف باسم «أونيدوس بوديموس»، ثم الحزب الاشتراكي «PSOE» وأخيرا حزب «سيودادانوس». ويرى خبراء ومحللون أنه من المتوقع أن تذهب إسبانيا إلى جولة ثالثة من الانتخابات، إذا لم تفلح الأحزاب هذه المرة في حسم تشكيل حكومة ائتلافية، وهو تكرار لسيناريو إسبانيا عام 1918 - 1920.