أحزاب المعارضة الكردية تبحث تشكيلة البرلمان والحكومة

قيادي: الحكومة المقبلة يجب تشكيلها وفق الوزن الانتخابي

نوشيروان مصطفى و مسعود بارزاني
نوشيروان مصطفى و مسعود بارزاني
TT

أحزاب المعارضة الكردية تبحث تشكيلة البرلمان والحكومة

نوشيروان مصطفى و مسعود بارزاني
نوشيروان مصطفى و مسعود بارزاني

مع انتهاء عطلة عيد الأضحى المبارك تستعد أحزاب المعارضة الكردية الثلاثة (حركة التغيير والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية) لعقد سلسلة من اجتماعات لجنة التنسيق المشتركة للتباحث وتوحيد الموقف من التشكيلة المقبلة لرئاسة البرلمان والحكومة، والتداول في السيناريوهات المطروحة بشأنهما.
وقال يوسف محمد عضو لجنة التنسيق المشتركة عن حركة التغيير في اتصال مع «الشرق الأوسط» إن أطراف المعارضة تنتظر صدور النتائج النهائية للطعون المقدمة إلى الهيئة القضائية حول الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وبعد صدور تلك النتائج، سنبدأ بعقد اجتماعاتنا من أجل بلورة موقف واضح ومحدد من كل المسائل المتعلقة بتشكيلة البرلمان والحكومة المقبلة.
وكانت مفوضية الانتخابات قد أعلنت، في وقت سابق في العاشر من الشهر الحالي، قبولها للطعون في النتائج الانتخابية وحددت مدة 10 أيام أمام الهيئة القضائية (محكمة التمييز) للبت فيها، وتنتهي المهلة (اليوم) 20/ 10، ولكن محمد أكد أنه لا يتوقع أن تعلن نتائج الطعون اليوم. وقال: «لقد كانت المهلة 10 أيام، بدأت قبيل حلول العيد، والحكومة أعلنت عطلة طويلة أمدها أسبوع واحد للعيد، ولذلك لم يبقَ أمام الهيئة القضائية سوى يومين أو ثلاثة للنظر بالطعون الانتخابية، وهذه مدة قصيرة وغير كافية للنظر بمئات الشكاوى والطعون، عليه، لا أتوقع أن تعلن النتائج اليوم».
ويتوقع حسب مصادر المعارضة وأحزاب السلطة أن تبدأ مشاورات تشكيل الحكومة الجديدة في غضون الأيام المقبلة، وسط توقعات بأن يستقر شكلها على حكومة القاعدة العريضة، التي تضم الأحزاب الفائزة بالانتخابات، مع ضم ممثلي الأقليات الدينية والقومية الأخرى.
أما الهيئة الرئاسية للبرلمان، فهناك حديث يدور وسط الأحزاب الفائزة بالانتخابات، بأنها ستتغير وفقا للنتائج الجديدة للانتخابات، بمعنى دخول أحزاب المعارضة طرفا في المفاوضات التي تجري بشأن تقاسم مناصبها (الرئيس ونائبه وسكرتير البرلمان).
وعلى الرغم من أن المشاورات لم تبدأ بعد، فإن بعض أطراف المعارضة التي قاطعت المشاركة بالحكومة السابقة تستبق تلك المشاورات بطرح عدة شروط على شكل مطالب أساسية من الجهة المكلفة بتشكيل تلك الحكومة، التي يرجح أن تكون الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني الفائز بأغلبية المقاعد البرلمانية بواقع 38 مقعدا، مقابل 24 لحركة التغيير و18 للاتحاد الوطني و10 مقاعد للاتحاد الإسلامي، وستة مقاعد للجماعة الإسلامية، وتتحدد تلك الشروط بجعل الحكومة ذات قاعدة عريضة، وتحديد برنامج واضح المعالم يحقق العدالة الاجتماعية، وإخراج الحكومة المقبلة من تحت الهيمنة الحزبية باتجاه مأسستها.
ففي تصريحات صحافية، أدلى بها علي بابير أمير الجماعة الإسلامية، أكد أن «الجماعة تتطلع وتأمل من الحكومة المقبلة أن تحقق سيادة واستقلالية القضاء، وأن ترفع الهيمنة الحزبية عن الحكومة، وتحقق العدالة الاجتماعية، وهذه بمجملها مطالب أساسية للجماعة الإسلامية، وتُعدّ شروطا للمشاركة في الحكومة المقبلة، وأضاف بابير، في تصريحات نقلتها فضائية «إن آر تي» الكردية: «على الحكومة المقبلة أن تكون مختلفة تماما عن سابقاتها، وعليها أن تتعظ من دروس وإخفاقات الحكومات السابقة بالإقليم، وأن تنأى بنفسها عن التدخلات الحزبية، وتسعى لتحقيق العدالة والمساواة، وأن لا تكون قراراتها محتكرة بيد طرف أو حزب واحد».
من جهته، حدد القيادي الكردي محمد حاجي رئيس غرفة العلاقات السياسية بحركة التغيير المعارضة شروط حركته، مشددا على «ضرورة أن تكون الحكومة المقبلة حكومة ذات قاعدة عريضة تتمثل فيها جميع الكتل الفائزة، كل حسب وزنه الانتخابي» رافضا «تشكيل حكومة الوحدة الوطنية».
وأوضح حاجي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن حكومة القاعدة العريضة هي أنسب صيغة لإدارة الحكم بالمرحلة المقبلة، لأنها ستضمن مشاركة فاعلة من القوى الفائزة بالانتخابات، ويجب أن تتوزع المناصب بالحكومة المقبلة على أساس الوزن الانتخابي، وحسب قناعتي الشخصية، فإن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية غير ضرورية بهذه المرحلة، لأنه ليس هناك ما يستدعي تشكيل مثل هذه الحكومة».
وتابع: «هناك اختلاف بين مفهومي القاعدة العريضة والوحدة الوطنية، فحكومة القاعدة العريضة تنحصر المشاركة فيها بالقوى الفاعلة التي لديها برامج عمل محددة من أجل خدمة الشعب، وستكون مشاركة القوى الفائزة بالانتخابات أكثر فعالية، بما يمتلكه كل طرف من وزن انتخابي، وبما أن القوى الأساسية الفائزة بالانتخابات تنحصر بحزب بارزاني وحركة التغيير والاتحاد الوطني والاتحاد الإسلامي والجماعة الإسلامية، يفترض مشاركتها جميعا بالحكومة المقبلة. أما في حال تشكيل حكومة الوحدة الوطنية، فإن ذلك سيسمح حتى لمن فاز بمقعد واحد بأن يتسلم وزارة بالحكومة، وطبعا سيكون ذلك على حساب الكتل الأخرى، التي فازت بعدد كبير من المقاعد، وهذا ما لا أؤيده، لأني لا أرى أي داعٍ لتشكيل حكومة وحدة وطنية، فلسنا في حالة حرب أو أزمة كبيرة، وليست هناك كوارث طبيعية أو ما شابهها تستدعي التوجه نحو تشكيل مثل هذه الحكومة، ثم أنه لا ضير في أن تتحول هذه الأحزاب الصغيرة إلى معارضة داخل البرلمان».
وأشار محمد حاجي إلى أنه «يجب أن يكون هناك معيار محدد لتوزيع الحقائب الوزارية والمناصب على الكتل الفائزة بالانتخابات، فلا تجوز المقارنة بكتلة حصلت على 24 مقعدا بالانتخابات مع حزب حصل بالكاد على ما يؤهله للفوز بمقعد واحد».
وختم تصريحه قائلا: »نحن بالدورة السابقة حصلنا على 25 مقعدا بالانتخابات، ولكننا فضلنا البقاء كقوة معارضة برلمانية ولم نجرِ وراء مغانم السلطة، وعليه، أعتقد أن على بقية الأحزاب الصغيرة أن تتجرأ وتقبل بهذا المبدأ، وأن تواصل نشاطها السياسي من داخل البرلمان، وليس الاستحواذ على الحصص الشرعية للآخرين.



تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
TT

تأكيد عربي على دعم «عملية انتقالية جامعة» في سوريا

المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)
المشاركون في أعمال اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا (وزارة الخارجية الأردنية على إكس)

أصدرت الدول العربية المجتمعة في مدينة في الأردن، اليوم السبت، بيانها الختامي الذي أكدت فيه دعمها لعملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية.

وقال البيان بعد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا التي تضم: الأردن، والسعودية، والعراق، ولبنان، ومصر، وأمين عام جامعة الدول العربية، وبحضور وزراء خارجية الإمارات، ومملكة البحرين، الرئيس الحالي للقمة العربية، ودولة قطر، وذلك ضمن اجتماعات العقبة حول سوريا: «أكد المجتمعون الوقوف إلى جانب الشعب السوري الشقيق، وتقديم كل العون والإسناد له في هذه المرحلة الدقيقة، واحترام إرادته وخياراته».

وأضاف: «ندعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية - سورية جامعة، تتمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبمن فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية، ووفق مبادئ قرار مجلس الأمن رقم 2254 وأهدافه وآلياته».

كما دعا البيان إلى «تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، والبدء بتنفيذ الخطوات التي حددها القرار للانتقال من المرحلة الانتقالية إلى نظام سياسي جديد، يلبي طموحات الشعب السوري بكل مكوناته، عبر انتخابات حرة ونزيهة، تشرف عليها الأمم المتحدة، استناداً إلى دستور جديد يُقره السوريون، وضمن تواقيت محددة وفق الآليات التي اعتمدها القرار».

وأكد البيان على «دعم دور المبعوث الأممي إلى سوريا، والطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تزويده بكل الإمكانات اللازمة، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا؛ لدعم العملية الانتقالية في سوريا ورعايتها، ومساعدة الشعب السوري الشقيق في إنجاز عملية سياسية يقودها السوريون وفق القرار 2254».

وشدد على أن «هذه المرحلة الدقيقة تستوجب حواراً وطنياً شاملاً، وتكاتف الشعب السوري بكل مكوناته وأطيافه وقواه السياسية والاجتماعية؛ لبناء سوريا الحرة الآمنة المستقرة الموحدة التي يستحقها الشعب السوري بعد سنوات طويلة من المعاناة والتضحيات».

إلى ذلك طالب البيان بـ«ضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية»، وأكد «ضرورة احترام حقوق الشعب السوري بكل مكوناته، ومن دون أي تمييز على أساس العرق أو المذهب أو الدين، وضمان العدالة والمساواة لجميع المواطنين».

ودعا إلى «ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية، وتعزيز قدرتها على القيام بأدوارها في خدمة الشعب السوري، وحماية سوريا من الانزلاق نحو الفوضى، والعمل الفوري على تمكين جهاز شرطي لحماية المواطنين وممتلكاتهم ومقدرات الدولة السورية».

وحث على «الالتزام بتعزيز جهود مكافحة الإرهاب والتعاون في محاربته، في ضوء أنه يشكل خطراً على سوريا وعلى أمن المنطقة والعالم، ويشكل دحره أولوية جامعة».

أيضاً، أكد البيان «التضامن المطلق مع الجمهورية العربية السورية الشقيقة في حماية وحدتها وسلامتها الإقليمية وسيادتها وأمنها واستقرارها وسلامة مواطنيها. وتوفير الدعم الإنساني الذي يحتاج إليه الشعب السوري، بما في ذلك من خلال التعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

وتطرق إلى العمل على «تهيئة الظروف الأمنية والحياتية والسياسية للعودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم، وتقديم كل العون اللازم لذلك، وبالتعاون مع منظمات الأمم المتحدة المعنية».

كذلك، أدان البيان توغل إسرائيل داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق، ورفضه احتلالاً غاشماً وخرقاً للقانون الدولي ولاتفاق فك الاشتباك المبرم بين سوريا وإسرائيل في عام 1974، مطالباً بانسحاب القوات الإسرائيلية.

كما أدان الغارات الإسرائيلية على المناطق والمنشآت الأخرى في سوريا، وأكد أن هضبة الجولان أرض سورية عربية محتلة يجب إنهاء احتلالها، مطالباً مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف هذه الاختراقات.

وأوضح أن التعامل مع الواقع الجديد في سوريا سيرتكز على مدى انسجامه مع المبادئ والمرتكزات أعلاه، وبما يضمن تحقيق الهدف المشترك في تلبية حقوق الشعب السوري وتطلعاته.