جاك ويلشير يدفع ثمن بقائه لموسم كامل مصابًا

ضمه مدرب إنجلترا في اللحظة الأخيرة وادخره على مقاعد البدلاء في يورو 2016

ويلشير في مبارة تركيا الودية قبل يورو 2016  و ويلشير انضم إلى المنتخب الإنجليزي في فرنسا بديلا لروني (رويترز)
ويلشير في مبارة تركيا الودية قبل يورو 2016 و ويلشير انضم إلى المنتخب الإنجليزي في فرنسا بديلا لروني (رويترز)
TT

جاك ويلشير يدفع ثمن بقائه لموسم كامل مصابًا

ويلشير في مبارة تركيا الودية قبل يورو 2016  و ويلشير انضم إلى المنتخب الإنجليزي في فرنسا بديلا لروني (رويترز)
ويلشير في مبارة تركيا الودية قبل يورو 2016 و ويلشير انضم إلى المنتخب الإنجليزي في فرنسا بديلا لروني (رويترز)

كان نصف المباراة الأول على وشك الانتهاء عندما ابتعدت الكرة وسط زحام اللاعبين في منطقة جزاء الفريق السلوفاكي لتصل للاعب الإنجليزي المنتظر على حدود المنطقة. كان جاك ويلشير يقف وحده بعيدًا عن الزحام ووقتها شعر وكأن موهبته تناديه بأن اللحظة قد حانت. لو أن هذا حدث العام الماضي لربما استقبل الكرة على صدره ليختبر بها الحارس السلوفاكي ماتوس كوزاتشيك، أو ربما فكر في لمسة مختلفة تجعل المدافعين يتسمرون في أماكنهم. فهو من تلك النوعية من لاعبي خط الوسط الذين يعرفون كيف يستحضرون لحظات العبقرية.
بالفعل هذا ما كشفت عنه التمريرة العكسية التي من المفترض أنه يتقنها، والتي ذهبت إلى مهاجم إنجلترا دانيل ستوريدج. توقع مدافع سلوفاكيا توماس هوبوكان التمريرة، حيث تلقى الكرة وانطلق بها ومررها بعيدًا، تاركا ويلشير الذي طأطأ رأسه، عائدا إلى خط المنتصف. في مناسبات كتلك، وعندما يُظهِر لاعب كل هذا القدر من التألق بعد كفاح لاكتساب اللياقة لا بد أن يكون قد مر بأوقات عصيبة لا تخلو من قسوة. وبالعودة إلى الوقت الذي كان فيه الفريق الإنجليزي يتربع على قمة مجموعته المؤهلة للبطولة، كان ويلشير أحد هؤلاء اللاعبين الذين ميزوا فريقهم عن غيره. غير أن هذا يعتبر ذكرى مؤلمة لأن هذه الفترة لم تَدُم سوى 141 دقيقة لعبها لناديه الموسم الماضي، وبالطبع لم تكن هذه الفترة القصيرة كافية للإعداد لبطولة دولية كبرى.
وبالعودة إلى منتصف أبريل (نيسان) الماضي حيث بدا الأمر كالحلم، سجل ويلشير أول ظهور له في 9 أشهر، وكان ذلك في مباراة الآرسنال تحت 21 سنة أمام نيوكاسل، في مباراة لم يشاهدها في استاد الإمارات سوى 2831 متفرجًا حضروا ليشاهدوا عودة لاعب الفريق المضيف في المركز رقم 10 بعد أن عانى من كسر في قصبة الساق، إلى جانب لاعبين مثل ماركوس ماكغوان، وجيف رين أديليد وتمرير كرات خطرة على فترات مختلفة في منطقة جزاء الخصم إلى ستيفي مفديدي. أدى ويلشير 65 دقيقة رائعة، شعر بعدها أنه عاد لسابق عهده ولجو المباريات بأدائه الذي تفوق به على حيوية دانييل كرولي الذي يبلغ عمره 18 عامًا، ولم يعِب أداءه شيئا سوى شجاره مع لاعب الفريق الضيف هنري سافيت، حيث استبدل به بعدها اللاعب جوش دا سيلفا.
لم يلعب ويلشير سوى مباراة واحدة أساسيا في الدوري الممتاز، وها قد وصل إلى ملعب غوفروا غيشار في مدينة سانت ايتان الفرنسية لمواجهة سلوفاكيا في يورو 2016، وقد تم الاعتماد عليه في مساعدة لاعبي المنتخب الإنجليزي على الاستحواذ على الكرة ثم الانطلاق نحو مرمى الخصم. لا تزال الذاكرة منتعشة بذكريات الأداء أمام سلوفينيا العام الماضي التي قدم فيها أفضل ما لديه. ضبط اللاعب المعايير في الفريق ولعب بعقل روي هودجسون منذ ذلك الحين. فعندما يكون ويلشير في كامل لياقته وجاهزيته، فبمقدوره مد الفريق بما يحتاجه من طاقة ونشاط كما حدث في المباراة التي أقيمت في العاصمة السلوفينية ليوبليانا، والتي كانت الوحيدة التي أكمل فيها الـ90 دقيقة. «بالنسبة لي، الأمر يتعلق بنوعية اللاعب»، حسب مدرب الفريق الإنجليزي في مارس (آذار) الماضي، مضيفا أن «الجاهزية مؤقتة لكن النوعية دائمة».
المشكلة هي أن اللاعب البالغ عمره الآن 24 عامًا لا يزال يبدو كلاعب يبحث عن المتعة في المباراة، فقد نزل ويلشير للمباراة وظهر مؤثرًا في الملعب أمام واين روني الذي تألق بشكل لافت في المباراتين الأوليين في المجموعة الثانية، وقبل لاعب وسط الآرسنال المسؤولية بوضوح. ولا يوجد من بين اللاعبين الذين يلعبون أمام المدافعين الإنجليز من يفوقه في عدد المباريات الدولية التي لعبها، مما يتيح له فرصة إثبات قدرته على القيادة، والإلهام والتأثير. فكان دائما ما يصدر تعليمات لزملائه من حوله ليوجه به فريقه، ولذلك فإن طاقته ليست محل جدال.
كانت التمريرة التي أرسلها فوق خط دفاع سلوفاكيا في الدقيقة التاسعة لزميلة جيمي فاردي أكثر من رائعة وذكرت الجمهور بقدراته، بيد أن تلك اللحظات كانت نادرة. تحدث روني عن قدرات زميله في الفريق الليلة التي سبقت المباراة وعن «الاستحواذ على الكرة والركض باتجاه اللاعبين وخلق الفرص». كان تأثيره كبيرًا من هذه الناحية، وكانت طاقته متفجرة وقلت المرات التي كنا نراه فيها متراخيًا. اعترض فيكتور طريق تمريرات ويلشير القصيرة في المنتصف، ووجدت إنجلترا نفسها تتراجع بتهور لتتصدى لهجمة مرتدة شنها الفريق السلوفاني.
وعلى اعتبار أنه عدد المباريات التي لعبها للمنتخب الإنجليزي تفوق عدد المباريات التي لعبها لفريقه الآرسنال، فإن السبب بات واضحًا. بيد أنه كان من الواضح أن إنجلترا مستعدة للتضحية بقبولها اللعب من دون قيادة روني الذي حمل شارة الكابتن 133 مباراة وبخبراته العريضة التي بنو حولها خطوط الفريق في المجموعة «ب» كي يمنحوا ويلشير الفرصة. وفر روني قائد الفريق ثماني فرص لزملائه في هاتين المباراتين، غير أن الأكفأ بين جميع لاعبي وسط المدرب هودجسون في مباراة سلوفاكيا كان اللاعب جوردان هندرسون.
وجاءت الهتافات التي صدح بها الجمهور لروني في أرجاء الملعب أثناء المباراة لتضع المزيد من الضغط على كاهل ويلشير، فقد توقع النداء وخرج في هدوء. «هو لاعب جيد جدا وسوف يكون عضوا في فريقنا، بالتأكيد لم يرَ العالم مشتعلا من حوله، لكن لو أن فريقنا استمر لما بعد الجولة المقبلة فسوف تتحدث عنه بشكل مختلف»، ويبقى الأمل في أن يستدعي ويلشير كل تلك الخصائص.
جدير بالذكر أن مدرب إنجلترا هودجسون بدأ مباراة سلوفاكيا بعد أن أجرى ستة تغييرات في تشكيلته فأراح قائد الفريق واين روني ودفع بجاك ويلشير بدلاً منه، كما أشرك المهاجمين جيمي فاردي ودانييل ستاريدج أساسيين مكان هاري كاين رحيم سترلينغ اللذين خيبا الآمال في المباراتين الأوليين. وزج أيضًا بجوردان هندرسون بدلا من ديلي إلى في الوسط، وبناثانيل كلاين وراين برتراند في الجهتين اليمنى واليسرى مكان كايل ووكر وداني روز على التوالي في الدفاع. ودفع هودجسون بروني بدلا من ويلشير في الدقيقة 56 لتفعيل السيطرة على منطقة العمليات، ثم أشرك ديلي إلى مكان لالانا بعد أربع دقائق.
«لا تغير فريقا يحقق الفوز»، تلك المقولة تشكل واحدة من الأفكار التي تتمتع بشعبية كبيرة في عالم كرة القدم، وربما سيحتاج هودجسون إلى التفكير فيها كثيرا بعد التعادل السلبي مع منتخب سلوفاكيا. وجاء التعادل السلبي للمنتخب الإنجليزي في توقيت فوز منتخب ويلز على نظيره الروسي 3/ صفر، لتتأهل ويلز إلى الدور الثاني من صدارة المجموعة الثانية بينما تأهل المنتخب الإنجليزي من المركز الثاني. وتعد سياسة إراحة بعض اللاعبين الأساسيين خلال مباراة بدور المجموعات مفيدة بشكل كبير، ولكنها أيضًا تهدد بعدم فوز الفريق بصدارة مجموعته، وهو ما حدث مع المنتخب الإنجليزي.



بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
TT

بطولة إيطاليا: إنتر للنهوض من كبوة الديربي... ويوفنتوس للعودة إلى سكة الانتصارات

لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)
لاعبو ميلان وفرحة تخطي الجار اللدود إنتر (أ.ب)

يسعى إنتر حامل اللقب إلى النهوض من كبوة الديربي وخسارته، الأحد الماضي، أمام جاره اللدود ميلان، وذلك حين يخوض (السبت) اختباراً صعباً آخر خارج الديار أمام أودينيزي، في المرحلة السادسة من الدوري الإيطالي لكرة القدم. وتلقى فريق المدرب سيموني إينزاغي هزيمته الأولى هذا الموسم بسقوطه على يد جاره 1-2، بعد أيام معدودة على فرضه التعادل السلبي على مضيفه مانشستر سيتي الإنجليزي في مستهل مشواره في دوري أبطال أوروبا.

ويجد إنتر نفسه في المركز السادس بثماني نقاط، وبفارق ثلاث عن تورينو المتصدر قبل أن يحل ضيفاً على أودينيزي الذي يتقدمه في الترتيب، حيث يحتل المركز الثالث بعشر نقاط بعد فوزه بثلاث من مبارياته الخمس الأولى، إضافة إلى بلوغه الدور الثالث من مسابقة الكأس الخميس بفوزه على ساليرنيتانا 3-1. ويفتقد إنتر في مواجهته الصعبة بأوديني خدمات لاعب مؤثر جداً، هو لاعب الوسط نيكولو باريلا، بعد تعرّضه لإصابة في الفخذ خلال ديربي ميلانو، وفق ما قال بطل الدوري، الثلاثاء.

وأفاد إنتر بأنّ لاعب وسط منتخب إيطاليا تعرّض لتمزق عضلي في فخذه اليمنى، مضيفاً أنّ «حالته ستقيّم من جديد الأسبوع المقبل». وذكر تقرير إعلامي إيطالي أنّ باريلا (27 عاماً) سيغيب إلى ما بعد النافذة الدولية المقررة الشهر المقبل، ما يعني غيابه أيضاً عن المباراتين أمام النجم الأحمر الصربي (الثلاثاء) في دوري أبطال أوروبا، وتورينو متصدر ترتيب الدوري.

«كانوا أفضل منا»

وأوضحت صحيفة «غازيتا ديلو سبورت»، التي تتخذ من ميلانو مقراً لها، أن إينزاغي حاول تخفيف عبء الخسارة التي تلقاها فريقه في الديربي بهدف الدقيقة 89 لماتيو غابيا، بمنح لاعبيه فرصة التقاط أنفاسهم من دون تمارين الاثنين، على أمل أن يستعيدوا عافيتهم لمباراة أودينيزي الساعي إلى الثأر من إنتر، بعدما خسر أمامه في المواجهات الثلاث الأخيرة، ولم يفز عليه سوى مرة واحدة في آخر 12 لقاء. وأقر إينزاغي بعد خسارة الدربي بأنهم «كانوا أفضل منا. لم نلعب كفريق، وهذا أمر لا يمكن أن تقوله عنا عادة».

ولا يبدو وضع يوفنتوس أفضل بكثير من إنتر؛ إذ، وبعد فوزه بمباراتيه الأوليين بنتيجة واحدة (3 - 0)، اكتفى «السيدة العجوز» ومدربه الجديد تياغو موتا بثلاثة تعادلات سلبية، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى سكة الانتصارات حين يحل (السبت) ضيفاً على جنوا القابع في المركز السادس عشر بانتصار وحيد. ويأمل يوفنتوس أن يتحضر بأفضل طريقة لرحلته إلى ألمانيا الأربعاء حيث يتواجه مع لايبزيغ الألماني في مباراته الثانية بدوري الأبطال، على أمل البناء على نتيجته في الجولة الأولى، حين تغلب على ضيفه أيندهوفن الهولندي 3-1. ويجد يوفنتوس نفسه في وضع غير مألوف، لأن جاره اللدود تورينو يتصدر الترتيب في مشهد نادر بعدما جمع 11 نقطة في المراحل الخمس الأولى قبل استضافته (الأحد) للاتسيو الذي يتخلف عن تورينو بفارق 4 نقاط.

لاعبو إنتر بعد الهزيمة أمام ميلان (رويترز)

من جهته، يأمل ميلان ومدربه الجديد البرتغالي باولو فونسيكا الاستفادة من معنويات الديربي لتحقيق الانتصار الثالث، وذلك حين يفتتح ميلان المرحلة (الجمعة) على أرضه ضد ليتشي السابع عشر، قبل رحلته الشاقة جداً إلى ألمانيا حيث يتواجه (الثلاثاء) مع باير ليفركوزن في دوري الأبطال الذي بدأه بالسقوط على أرضه أمام ليفربول الإنجليزي 1-3. وبعد الفوز على إنتر، كان فونسيكا سعيداً بما شاهده قائلاً: «لعبنا بكثير من الشجاعة، وأعتقد أننا نستحق الفوز. لا يمكنني أن أتذكر أي فريق آخر تسبب لإنتر بكثير من المتاعب كما فعلنا نحن».

ويسعى نابولي إلى مواصلة بدايته الجيدة مع مدربه الجديد، أنطونيو كونتي، وتحقيق فوزه الرابع هذا الموسم حين يلعب (الأحد) على أرضه أمام مونتسا قبل الأخير، على أمل تعثر تورينو من أجل إزاحته عن الصدارة. وفي مباراة بين فريقين كانا من المنافسين البارزين الموسم الماضي، يلتقي بولونيا مع ضيفه أتالانتا وهما في المركزين الثالث عشر والثاني عشر على التوالي بعد اكتفاء الأول بفوز واحد وتلقي الثاني ثلاث هزائم. وبعدما بدأ مشواره خليفة لدانييلي دي روسي بفوز كبير على أودينيزي 3-0، يأمل المدرب الكرواتي إيفان يوريتش منح روما انتصاره الثاني هذا الموسم (الأحد) على حساب فينيتسيا.