تركيا تتوسط بين إسرائيل وحماس لإبرام صفقة تبادل «خفيفة الثمن»

حديث عن مدني إسرائيلي مصاب بخلل وجنديين مفقودين مقابل أسرى فلسطينيين

تركيا تتوسط بين إسرائيل وحماس لإبرام صفقة تبادل «خفيفة الثمن»
TT

تركيا تتوسط بين إسرائيل وحماس لإبرام صفقة تبادل «خفيفة الثمن»

تركيا تتوسط بين إسرائيل وحماس لإبرام صفقة تبادل «خفيفة الثمن»

كشف مصدر سياسي إسرائيلي أن تركيا تحاول التوسط بين الحكومة الإسرائيلية وحكومة حماس في قطاع غزة، في سبيل التوصل إلى صفقة تبادل أسرى وصفت بأنها «صغيرة وبثمن خفيف». ويجري الحديث، عن ثلاثة إسرائيليين محتجزين لدى حماس، هم: الجندي برتبة عريف أول، أورن شاؤول، والملازم أول هدار غولدين، اللذان فقدا خلال الحرب الأخيرة، واعتبرتهما إسرائيل ميتين وأعادت بعضا من جثتيهما. لكن ذويهما اعترضوا وناضلوا حتى غيرت الحكومة موقفها، وأعلنت عنهم قبل أسبوع أنهما «مفقودان». في حين تعاملت حماس مع الموضوع كأنهما حيان. وأما الأسير الثالث، فهو المواطن من أصل إثيوبي، إبرا منغستو، الذي دخل بإرادته إلى قطاع غزة، ويقال في إسرائيل أنه مصاب بخلل ذهني.
وكانت إسرائيل قد رفضت طروحات حماس لصفقة تبادل أسرى كبيرة، كما حصل لدى إطلاق سراح غلعاد شليط، وأقنعت ذوي الثلاثة بأن أي احتجاج سيقومون به لإطلاق سراح أبنائهم، سيساعد حماس على ممارسة الضغوط. ولكن، ومع ازدياد التقارير حول اقتراب موعد التوقيع على اتفاق المصالحة الإسرائيلي - التركي، الذي تدخل حماس في بنود عدة منه، خرجت عائلات شاؤول وغولدين ومنغيستو، للاحتجاج مطالبة بوضع شرط إسرائيلي جديد قبل توقيع الاتفاق، وهو إعادة الثلاثة. وقد تكلم رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أمس، مع عائلتي الجنديين، لثنيها عن إحداث مشكلة، وأبلغها بأن هناك تطورات لا يستطيع الحديث عنها في القضية وناشدهم الصبر.
وقال هرتسل شاؤول، والد الجندي القتيل أورون شاؤول، إن «رئيس الحكومة قال لنا طوال العامين الماضيين، بأن إعادة الجثتين سيكون شرطا أساسيا في كل اتفاق مع تركيا. وطوال العامين كان يعدنا بأن حماس لن تحصل على أي شيء دون أورون وهدار، ونحن نريد أن نقول له: هذه المفاوضات ترتبط بحماس، فلا تهملونا». وقال سمحا غولدين، والد هدار: «حسب رأينا يجب في كل مفاوضات أو صفقة سياسية أو اقتصادية في منطقتنا، إقحام موضوع هدار وأورون كقضية حتمية، من أجل التأثير في حماس لإعادة الأبناء»، كما دعت عائلة منغيستو نتنياهو إلى الإعلان جهارا بأن لا يجري توقيع أي اتفاق مع الأتراك من دون دفع قضية المحتجزين في غزة.
وطرح النائب أليعزر شتيرن هذا الموضوع في الكنيست، أمس، وقال: «يتضح أنهم أهملوا عائلتي غولدين وشاؤول مرة أخرى، لا يمكن أن يتم إهمال هاتين العائلتين، المرة تلو الأخرى، بسبب سلوكهما النبيل وعدم قيامهما بتنظيم حملات وإحداث ضجة. وبسبب سلوكهما بالذات، يجب الإصرار أمام الأتراك على قيامهم بتفعيل كل ما يملكونه من تأثير في حماس لإعادة الأبناء».
وقال ديوان رئيس الحكومة معقبا: «إن الاتفاق مع تركيا لا يشمل أي لفتات لصالح حماس. أبناء العائلات يجري اطلاعهم بشكل متواصل من قبل الجهات المهنية في ديوان رئيس الحكومة، وتم تحديد موعد لإجراء محادثة هاتفية بين نتنياهو والعائلتين صباح الخميس».
ولكنَّ الضالعين بشؤون العلاقات مع تركيا، يصرحون بأن هناك جهودا سرية لربط الموضوعين. وفي حديث مع «الشرق الأوسط»، قال دبلوماسي إسرائيلي سابق، ممن يتخصصون في الشؤون التركية، ويقيمون علاقات معمقة مع شخصيات تعتبر من مفاتيح السياسة التركية تجاه إسرائيل: «إن الحكومة التركية تتابع باهتمام ومعرفة كبيرين ما يدور في ساحتنا السياسية، وهم يعرفون أن انطلاق حملة احتجاج كبيرة في إسرائيل، سوف يفرض على نتنياهو التراجع عن المصالحة. ولذلك، يتدخلون لدى حماس، ويدعونها إلى الاكتفاء بثمن خفيف مقابل تحرير الإسرائيليين الثلاثة. وعدم الإصرار على إطلاق سراح آلاف الأسرى الفلسطينيين، كما تطلب حماس».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.