الشر الجذري عند كانط

رغم طبيعته فإن سلوكه وأفعاله الأخلاقية ينطويان على الخير والشر معًا

الشر الجذري عند كانط
TT
20

الشر الجذري عند كانط

الشر الجذري عند كانط

«إنّ دينا يعلن الحرب على العقل سوف يصبح مع مرور الزمن غير قادر على الصمود أمامه»
كانط، «الدين في حدود مجرّد العقل»، تصدير الطبعة الأولى.
يتعلق الأمر في هذه المساهمة، بمفهوم فلسفي طرح على بساط البحث والتداول منذ الفلسفة اليونانية، وما يزال مطروحا على الفكر الفلسفي المعاصر، إن لم نقل أن سؤال الشر سيظل مطروحا، أخذا بعين الاعتبار، أن سياقات مقاربته تختلف. ونميز في الشر بين أربعة مستويات أساسية: الشر الطبيعي، الشر الميتافيزيقي، الشر الأخلاقي، الشر السياسي. وليس ثمة من حدود فاصلة في القول السياسي والأخلاقي والميتافيزيق والطبيعي للشر؛ ذلك أن معظم المساهمات الفلسفية، حاولت مقاربة هذا المفهوم باعتباره مبدأ يحكم الوجود عامة (الميتافيزيقا)، ويحضر بشكل قبلي أو بعدي في الطبيعة البشرية (الطبيعي)، ويتعلق بالسلوك والتعامل البشريين وما يقتضيه الواجب والحق (الأخلاقي)، ويتعارض وضرورة الاجتماع البشري المعاصر (السياسي)؛ بل ثمة تداخل بين كل هذه الأبعاد في كل مناقشة لسؤال الشر.
في كتابه «الدين في حدود مجرد العقل»، يعالج كانط أربع قضايا أساسية، وهي على التوالي، عناوين الأقسام الأربعة للكتاب:
1 - الشرّ الجذري في الطبيعة الإنسانية.
2 – صراع مبدأ الخير ضدّ مبدأ الشر من أجل السيطرة على الإنسان.
3 - إمكانية انتصار مبدأ الخير على مبدأ الشر، والأمل في أن يؤدّي إلى إقامة مملكة الرب على الأرض.
4 - التمييز في خدمة الله بين عبادة صحيحة وعبادة باطلة، أي بين الدّين والكهنوت.
ويذهب إلى أن الشر الأخلاقي، هو كل فعل يسبب في إلحاق الضرر بالغير، شريطة أن يكون ذلك الفعل متعارضا مع القوانين الأخلاقية. فالإنسان بطبيعته يحمل في ذاته ميلا نحو تغليب الأفعال اللاأخلاقية على الأفعال المنسجمة مع القانون الأخلاقي. ولكن الحل لا يكمن في تشبث الإنسان بحرفية القانون الأخلاقي، لأن ذلك أمر مستحيل، وعلى هذا الأساس، يبحث في الأقسام الأخرى إمكانية الأمل في بلوغ حالة مدنية قوامها السلوك الإنساني الخير، فالشر في التعريف الكانطي الدقيق: «هو الأساس الذاتي الأول لإمكانية النزوع نحو الشر»، أي ذلك الميل المتجذر في الطبيعة الإنسانية.
عمل كانط في مقالته حول الشر الجذري في الطبيعة البشرية، على بيان أن «الإنسان شرير بطبعه». ولكن ليس بالمعنى الذي يورده هوبز، أي أن الإنسان ذئب لأخيه الإنسان، وإنما لأنه يتضمن في طبيعته، ميلا نحو الشر. وهو شر جذري لأنه يفسد أساس كل القواعد الأخلاقية. وهو كوني ويتعلق بكل النوع البشري، ويمتد إلى المؤسسات الدينية. ولكن هذه الجذرية الكانطية، لا تعني أن الشر مطلق، ببساطة، لأنه لا يلغي إمكانية فعل الخير. فالإنسان من وجهة نظره، هو وحده من يتحمل مسؤولية أفعاله التي تتعارض مع القانون الأخلاقي. ولهذا أشرنا سلفا، إلى أن مجال الشر هو مجال الحرية، مجال الأفعال الحقيقية والواقعية كما يسميها كانط. إذن، كل أفعالنا اليومية التي توصف بأنها سيئة (شريرة) إنما هي نابعة من ميلنا إلى الغريزة وتغليب الدوافع الحسية على العقلية؛ وهذا ما فعله آدم أيضا في تعارض مع القانون - التشريع الإلهي؛ في تعارض مطلق مع القانون الأخلاقي. إلا أن الفارق بيننا وبين آدم، هو أن آدم انتقل بفعله المتعارض ذاك مع القانون الإلهي، من حالة البراءة إلى حالة الخطيئة، وهذا ما تعبر عنه حالة السقوط. أما نحن البشر، فإننا ننتقل بأفعالنا الشريرة من حالة الخطيئة الأولى إلى حالة ثانية للخطيئة وهكذا دواليك.
انكب كانط على إعادة بناء مضمون الروايات والتفسيرات التاريخية التي تقدمها النصوص الدينية، بمقتضيات العقل، وليس بتأويلات مجردة وأسطورية تحاول التأثير في الناس من دون أن تقدم بديلا لدوامة الخطيئة التي يتخبطون فيها. بحيث «لا يمكن أن يكون الشر قد نشأ إلا عن الشر الأخلاقي (لا عن الحدود البسيطة لطبيعتنا)، ومع ذلك فإن استعدادنا الأصيل (الأول) استعداد للخير (ولا أحد غير الإنسان نفسه هو الذي أفسد هذا الاستعداد، إذا كان ينبغي أن ينسب هذا الفساد إليه). ولهذا لا يوجد لدينا سبب مفهوم لمعرفة من أين جاءنا الشر الأخلاقي أول ما جاء». وستكون هذه الفكرة منطلق آرنت في نقد كانط ومحاولة تأصيل الشر من منظور سياسي جديد.
«الإنسان شرير بطبعه»: لا تعني هذه الصيغة شيئا آخر؛ في نظر كانط؛ غير أن الإنسان يعرف جيدا القانون الأخلاقي، ولكنه من حيث هو كائن حر يتصرف على نحو مخالف لذلك القانون، وهو التبرير الذي يعطيه كل فرد لممارسة أعمال سيئة تؤدي إلى الفظاعات. غير أن كانط هنا، لم يكن يعالج الشر كمعضلة سياسية كجرائم ترتكب في حق البشرية باسم القانون. صحيح أن عصره كان عصرا تبريريا من وجهة نظر دينية، حيث سلطة الكنيسة تستطيع تبرير كل الأفعال البشرية بمبررات دينية واهية، نابعة من تأويلات خاطئة للنص الديني. وقد حاول التأسيس لأطروحة أن الإنسان شرير بطبعه، من محاولة نقده لأطروحة الإنسان خير بطبعه. ولكنه يغض النظر عن أطروحة توماس هوبز، ولم يشر إليها حتى. فقد رد على روسو وكل الأخلاقيين الذين يعتبرون أن حالة الطبيعة هي حالة خير. فإذا كان هؤلاء الفلاسفة يبررون أطروحتهم بإحالتهم على الشعوب البدائية التي تعيش في ود وسلام، فإن كانط يستمد أمثلة من شعوب بدائية عاشت المأساة في عصره، بل حالات إبادة بدائية جدا لا تعود إلى قرارات سياسية أو إلى حروب دينية أو سياسية. فهؤلاء الناس مدفوعون بالطبيعة نحو الشر. غير أن التبرير الكانطي هنا يعود بنا إلى الأطروحة الفلسفية التي تعتبر أن الشر أمر غير معروف أو غير مفهوم، والتي نجدها عند لايبنيز Leibniz وعند شوبنهاور Schopenhauer.
يؤكد كانط أنه «من وجهة نظر أخلاقية، الإنسان هو إمّا خيّر أو شرّير، ومن الضروري أن يصبح كذلك بفضل إرادته الحرّة». فالإنسان يميل دوما نحو الخير، رغم أن طبيعته شريرة، فإن سلوكه وأفعاله الأخلاقية يحملان في ذاتهما الخير والشر معا. ما يعني أن السلوك البشري متناقض بطبعه، أي لا يمكن أن ننزع عنه المسؤولية الأخلاقية عن فعله ذاك فـ «كيف يمكن للإنسان ذي الميل الطبيعي الشرّير أن يصبح خيّرا من ذاته؟» يمكننا أن نحدس مسبقا، الإجابة: «هذا شيء يتخطى كل مفاهيمنا»! هذه العبارة الفلسفية هي ما جعل حنا آرنت، تنتفض في وجه كانط، وفي وجه طبيعة الأحكام التي تصدر عن الإنسان. فالحكم لا يمت صلة بالتفكير، لأن الحكم مرتبط بالمعاش بالأشياء المحيطة بالبشر، في حين أن التفكير، كما تؤكد ذلك، هو مجرد تمثل، هو استحضار لأشياء كصور ذهنية. ولا شيء يمكن أن يكون غير قابل للفهم.
فحتى الظواهر الميتافيزيقية تقبل التأمل ويقربها الفكر إلى الفهم، إلا إذا اعتبرنا أن الفهم ملكة متعالية ومحدودة. الشر فعل مرتبط بالوجود بالمعيش بالحياة اليومية.
هو فعل محايث لوجودنا ولا ينبغي أن نعده أمرا غير مفهوم. لذلك تقول آرنت: «موضوع التفكير هو دوما تمثل، بمعني شيء أو شخص غائب فعليا، ويتم استحضاره فقط في الفكر بفضل الخيال الذي يستحضره على شكل صورة».
«الأمل في نزع الشر: أو نحو حالة إثيقية مدنية»: على الرغم مما يظهر في تحليل مسألة الشر الجذري عند كانط من صعوبات، وأحيانا من انتقالات بين هذه الدروب وتلك، فإن كانط يسعى في كتابه «الدين في حدود مجرد العقل»، إلى عقد الأمل في ثورة دينية، إن لم نقل جذرية في الطبيعة البشرية، من أجل تخليص الإنسان من قلقه الوجودي ومن طبعه السيئ، ومن ميوله الدائمة ونزوعه نحو الشر والأفعال الشنيعة، إيمانا منه أن كونية الشر وانغراسه في الطبع الإنساني لا يعنيان أنه مطلق أو أنه قدر محتوم لا مفر منه. بل على العكس من ذلك، يمكن تجنبه بإصلاح أخلاقي للأفراد والجماعة معا، وبالسعي نحو دين واحد (...) شريطة الاقتداء بالعبادة الصحيحة بعد تطهير الدين من الترهات والخرافات التي تحيط به وتشوبه. فالإنسان الأمثل موجود في نظره، ويمكن الاقتداء به. وقد تعرض كانط إلى نقد لاذع بخصوص هذا الأمل المسيحاني، كما يرى جاك دريدا (الدين في عالمنا ص، 18)، ما يضعه هنا في تعارض تام مع أنواريته. وهو الأمر الذي يبرره شراحه وتلامذته بالتوبة الأخيرة، بعد أن تلقى صفعة من الملك وهو في مرحلة الشيخوخة، مخافة أن يكرر ولربما قصة سقراط.



كنوز غزة.... قصة القطع الأثرية التي نجت من الدمار

تدمير المسجد العمري
تدمير المسجد العمري
TT
20

كنوز غزة.... قصة القطع الأثرية التي نجت من الدمار

تدمير المسجد العمري
تدمير المسجد العمري

قبل أن تشرح السيدة إلودي بوفار، المشرفة على معرض «كنوز غزة التي أنقذت، 5000 سنة من التاريخ»، أهمية هذا الحدث الثقافي الذي يحتضنه معهد العالم العربي في باريس إلى غاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بدأت بالتذكير بأن «الأولوية هي لإنقاذ الأرواح البشرية قبل القطع الأثرية، لكن مساعينا انطلقت من الرغبة في إعادة الاعتبار لتراث غزة الذي طوته المأساة، نريد أن يرى العالم الوجه الآخر لغزة، المدينة الحضارية الغنية بتراث عمره أكثر من خمسة آلاف عام».

هذا الحدث الذي يسعى إلى إحياء الذاكرة الثقافية للمنطقة وإبراز عمقها الحضاري الذي طمرته الحرب هو الأول من نوعه في فرنسا بشهادة رئيسه جاك لانغ، وهو يعرض أكثر من 130 قطعة أثرية تشهد على تاريخ غزة الطويل الممتد على مدى ثماني حضارات مختلفة. المجموعات المعروضة مستمدة من التنقيبات الأثرية لفرق فرنسية وفلسطينية عملت معاً في غزة منذ 1995 بإشراف عالم الآثار الفرنسي القس الدوميناكي جان باتيست همبير (84 سنة). أقدمها تعود إلى العهد البرونزي، أي 3200 سنة قبل الميلاد، وأحدثها من العهد العثماني في نهاية القرن التاسع عشر: منها التماثيل والأحجار والجرار والقطع النقدية، ومنها ما يحمل قيمة تاريخية كبيرة كوعاء فخاري يعود إلى أربعة آلاف عام وفسيفساء بيزنطية تعود إلى القرن السادس وتمثال لأفروديت كشاهد على التأثيرات الهلنستية في المنطقة.

المعرض رفع النقاب أيضاً عن القصة المذهلة لهذه القطع الأثرية التي حلّت في باريس قادمة من سويسرا، حيث ظلّت عالقة في منطقة جنيف الحرة لمدة تناهز 17 سنة في انتظار عودتها إلى موطنها الأصلي بعد أن عُرضت في متحف جنيف في 2006. القطع التي لم يعرض منها في باريس سوى 150 من أصل 529 لم تتمكن من العودة إلى غزة بسبب الحصار وعرقلة السلطات الإسرائيلية، يومية «لوتون» السويسرية كانت قد وصفتها بـ«الكنوز التي أصبحت عبئاً»، وكان مصممو المعرض قد اختاروا عرضها في قواعد معدنية مثبتة على عجلات وكأنها مستعدة للرجوع إلى الوطن في أي لحظة في مفارقة محزنة بين النفي القسري الذي تعرضت له هذه الكنوز الأثرية التي تنتظر في المنفى منذ 17 سنة.

تضمن المعرض أيضاً جولة افتراضية ثلاثية الأبعاد داخل دير القديس هيلاريون، الذي شُيّد عام 329 ميلادياً، ويُعد من أقدم الأديرة في الشرق الأوسط، وقد أُدرج على قائمة الممتلكات الثقافية المحمية دولياً من قبل «اليونيسكو» في يوليو (تموز) 2024. وإن كان من الصعب إجراء جرد دقيق لكل المعالم الأثرية التي تعرضت للدمار منذ بداية الحرب على غزة إلا أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والتعليم والثقافة (اليونيسكو) رصدت استناداً إلى صور الأقمار الاصطناعية الأضرار التي لحقت بأكثر من 94 موقعا أثريا في القطاع.

من هذه المعالم المسجد العمري الكبير، الذي شُيّد عام 700 ميلاديا على أنقاض كنيسة بيزنطية، وتحول لاحقاً إلى كنيسة في عهد الصليبيين ثم أعيد مسجداً في زمن المماليك، قبل أن يتوسع في الحقبة العثمانية، حيث تعرض للقصف مراراً، وكان آخرها في نوفمبر عام 2023، حيث تعرضت مئذنته لأضرار جسيمة، إضافة إلى متحف قصر الباشا الذي يضم قطعاً من العهود اليوناني والروماني والبيزنطي والإسلامي، وتعود بنيته إلى القصر المملوكي في زمن الظاهر بيبرس، ويعرف أيضا باسم «قلعة نابليون» لأن نابليون بونابرت أقام فيه ثلاثة أيام خلال رحلته لمصر. وقصفته قوات الاحتلال الإسرائيلي ودمرت أجزاء كبيرة منه في ديسمبر (كانون الأول) 2023، إضافة إلى تدمير الكنيسة البيزنطية وكنيسة القديس برفيريوس ثالث أقدم كنيسة في العالم.

وإن كانت الأولوية منذ بداية الحرب هي لإنقاذ الأرواح البشرية إلا أن كثيرا من المبادرات عرفت النور في محاولة لإنقاذ التراث أيضاً. فقد تم نقل مجموعات من متحفين إلى مناطق آمنة داخل قطاع غزة بدعم مالي من التحالف الدولي لحماية التراث (Aliph) الذي خصّص لها مبلغ 602 ألف يورو، كما تم أيضاً تدريب حوالي ستين محترفاً (عبر الإنترنت) من أجل التدخل الطارئ لحماية القطع أو استخراجها من الأنقاض. تشرح السيدة الودي بوفار المشرفة على معرض «كنوز غزة»: «لا نستطيع التدخل قبل وقف التدخل العسكري وترتيب الوضع الإنساني، وأول ما يمكن القيام به هو تأمين المواقع من أخطار الألغام ثم تفقّد حجم الأضرار والبدء في عمليات الجرد والتوثيق لإعادة بناء المواقع وترميمها».

وقد لاحظ رينيه إيلتر عالم الآثار في جمعية الطوارئ الدولية ومدير برنامج الحفاظ على دير سانت هيلاريون أن سكان غزة واعون بقيمة تراثهم وضرورة حمايته وهو مصدر فخر كبير، حيث أقيم مخيم للاجئين في محيط موقع دير سانت هيلاريون لكن السّكان لم يسعوا أبدا إلى دخوله، متهماً في نفس الوقت الجيش الإسرائيلي بسرقة المجموعات التي كان يحتويها متحف الباشا، حيث أردف: «أفضل القطع كانت في هذا المتحف، بعد القصف ذهب بعض زملائنا الفلسطينيين لتفقد الوضع فاكتشفوا أن الجنود الإسرائيليون قد فتحوا الصناديق وأخذوا منها بعض المقتنيات».

وكان مدير الآثار الإسرائيلي ايلي اسكوسيدو قد نشر تسجيلاً يظهر جنودا إسرائيليين محاطين بأوان فخارية قديمة من مستودع المدرسة الفرنسية للكتاب المقدّس والآثار بعد اقتحامه، مما أثار ردود أفعال منددة بسرقة التراث الفلسطيني.

إن قصة اكتشاف التراث التاريخي لغزة تعود إلى السنوات التسعين من القرن الماضي، فبعد إمضاء معاهدة أوسلو قامت السلطات الفلسطينية بإنشاء دائرة الآثار التي كانت تعمل بالتعاون مع المدرسة الفرنسية للكتاب المقدّس والآثار في التنقيب عن الآثار، وأسفرت الأبحاث عن العثور على الكثير من القطع الأثرية الثمينة، هذه الجهود لقيت أيضاً مساندة من قبل رجل الأعمال والمجمع الفلسطيني جودت الخضري الذي قام بشراء آلاف القطع الأثرية لحمايتها من التهريب والتجارة، بعضها كان معروضاً في «فندق المتحف» الذي أسّسه في 2008 وكان يضم قطعا نادرة من العصور الكنعاني والروماني والإسلامي قبل أن يدمره الاحتلال الإسرائيلي بالكامل في الـ3 من نوفمبر 2023.