قبل ساعات من استفتاء بريطانيا..المعسكران يستميتان لحشد الأصوات

ديفيد كاميرون: السباق محتدم للغاية ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث

قبل ساعات من استفتاء بريطانيا..المعسكران يستميتان لحشد الأصوات
TT

قبل ساعات من استفتاء بريطانيا..المعسكران يستميتان لحشد الأصوات

قبل ساعات من استفتاء بريطانيا..المعسكران يستميتان لحشد الأصوات

جاب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وخصومه المؤيدون للانسحاب من الاتحاد الاوروبي، شتى أنحاء بريطانيا اليوم (الاربعاء)، في محاولة أخيرة لحشد الاصوات، عشية استفتاء يصعب التكهن بنتيجته على عضوية بريطانيا في الاتحاد الاوروبي.
وسيؤدي هذا الاستفتاء الذي يعيد للاذهان صعود الشعوبية في أوروبا والولايات المتحدة، إلى تشكيل مستقبل أوروبا. وقد يؤدي انتصار معسكر "الخروج"، إلى اضطراب في الاسواق المالية.
وقال كاميرون لصحيفة "فايننشال تايمز" اليوم، "السباق محتدم للغاية ولا أحد يعلم ما الذي سيحدث". وأظهرت استطلاعات الرأي التقارب الشديد في نسب تأييد المعسكرين المتنافسين.
ويأتي استفتاء الخميس، بعد أسبوع من مقتل نائبة البرلمان المؤيدة للبقاء في الاتحاد الاوروبي جو كوكس الذي أحدث صدمة للبلاد وأثار تساؤلات بشأن نبرة حملة تتزايد شراستها.
وتركزت معظم المناظرة بين المعسكرين على قضيتين هما الاقتصاد والهجرة.
ودعمت مدينة لندن وصندوق النقد الدولي وغالبية رجال الاعمال كاميرون، ومعسكر البقاء في الاتحاد الاوروبي الذي يرى أن الخروج منه سيؤدي لدخول بريطانيا حالة من الركود وخسارة الوظائف ورفع الاسعار.
وصادف داعمو "الخروج" من بريطانيا هوى في نفس العديد من الناخبين بالقول إنّ بريطانيا ستستعيد سيطرتها على الهجرة إذا خرجت من اتحاد يرونه مستبدا وغير مواكب للاحداث. فيما اتهم المعسكران باستخدام دوافع بلا أساس وتكتيكات التخويف.
وفي واحدة من المناظرات الاخيرة، اتهم صادق خان رئيس بلدية لندن المنتخب في الآونة الاخيرة، بوريس جونسون الزعيم الرئيسي لحملة الخروج من الاتحاد، باستغلال المخاوف من الهجرة لحشد الآراء المناهضة للاتحاد الاوروبي. قائلًا لحشد ضخم من المؤيدين بلغ نحو ستة آلاف شخص، في مناظرة بثها التلفزيون على الهواء من ملعب ويمبلي مساء أمس، "حملتكم لم تكن مشروعا للخوف، إنّها مشروع للكراهية ما دام تعلّق الامر بالهجرة". فيما قال جونسون -المفضل لدى المراهنين ليحل محل كاميرون في حال التصويت بالخروج- لمؤيديه "الخميس المقبل يمكن أن يصبح عيد استقلالنا".
كما أفاد جونسون الذي ينتمي لحزب المحافظين وسبق خان في منصب رئيس بلدية لندن، أنّ معسكر البقاء في الاتحاد لم يتحدث عن شيء سوى الخوف وأنّه "يقلّل" من شأن بريطانيا. وخطط للسفر في أنحاء بريطانيا بهليكوبتر اليوم في محاولة لحشد الاصوات.
ورسمت استطلاعات الرأي صورة متناقضة للرأي العام في أمة تعاني من انقسام عميق. لكن بعض استطلاعات الرأي المنشورة منذ مقتل كوكس أظهرت تقدما طفيفا لمعسكر البقاء، على الرغم من أنّ هذا التقدم غالبًا ما يكون في نطاق هامش الخطأ.
وبلغت نسبة احتمالية البقاء في الاتحاد 76 في المائة وفقا لتقديرات شركة بيتفير للمراهنات. وعاد الجنيه الاسترليني للهبوط مقابل الدولار إلى 1.4659 دولار، بعد وصوله لاعلى مستوى منذ الرابع من كانون الثاني (يناير)، عند 1.4788 دولار أمس.
وتفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة (06:00 بتوقيت غرينتش)، غدا الخميس، وستغلق في الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش. ومن المقرر أن تعلن النتيجة الرسمية بعد الساعة 06:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة؛ لكن النتائج الجزئية وأرقام معدلات المشاركة من 382 مركز احصاء ستعلن اعتبارا من الساعة 01:00 بتوقيت غرينتش.
وحث زعماء العالم ومنهم الرئيس الاميركي باراك أوباما والرئيس الصيني شي جين بينغ والمستشارة الالمانية أنجيلا ميركل وحلف شمال الاطلسي وحلفاء الكومنولث، بريطانيا على البقاء في الاتحاد الاوروبي. وحذر البعض من تداعيات العزلة. كما اعتبر متحدث باسم الحكومة الفرنسية اليوم، أنّ بريطانيا ستخسر الوجود في السوق الموحدة الثمينة للاتحاد الاوروبي، إذا جاءت نتيجة التصويت بالخروج من الاتحاد وتوقفت بريطانيا عن السداد في الميزانية المشتركة.
وقال كاميرون لمؤيديه في بريستول في غرب انجلترا "إذا خرجنا من الاتحاد فسوف نحط من شأن بلدنا وقدرتنا على المشاركة في العالم". وأضاف "أمامكم يوم واحد لصياغة هذه الرسالة بشكل أقوى وأفضل وأكثر أمنا. أرجوكم أفعلوا كل ما في وسعكم في هذه الساعات الاخيرة لتتأكدوا من خروج الناس للتصويت غدا".
ومصير رئيس الوزراء معلق على نتيجة الاستفتاء. وسيؤدي التصويت بالخروج، قطعا، لمغادرته منصبه على الرغم من أنه قال إنّه سيبقى. لكن حتى التصويت بالبقاء في الاتحاد بهامش ضيق سيؤثر على نفوذه وسيختصر مدته.
ووقع رؤساء 51 شركة من 100 شركة مدرجة على مؤشر "فايننشال تايمز" و1285 من رجال الاعمال يعمل لديهم 1.75 مليون موظف، خطابًا مشتركًا أرسلوه إلى صحيفة "التايمز"، حثوا فيه البريطانيين على التصويت بالبقاء في الاتحاد. وقالوا في الخطاب "خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي سيؤدي لتقلبات في شركاتنا وانخفاض معدل التجارة مع أوروبا وقلة فرص العمل. وبقاء بريطانيا في الاتحاد الاوروبي سيعني العكس أي المزيد من الثقة والمزيد من التجارة والوظائف".
وقد يؤدي التصويت بالخروج من الاتحاد إلى اضطراب في النقد الاجنبي وأسواق الاسهم والسندات، وقد يؤدي لأزمة سياسية في بريطانيا وتفكك النظام الاوروبي الذي أعقب حقبة الحرب الباردة.
من جهة اخرى، أفاد موقع "ترانسفيرويز" لتحويل الاموال الذي يتخذ من لندن مقرًا له، إنّه سيُعلّق التحويلات بالجنيه الاسترليني يوم غد، تحسبًا لتقلبات العملة.
وسيكون على الاتحاد الاوروبي تحمل خروج ثاني أكبر اقتصاد به يمثل 2.9 تريليون دولار من الناتج المحلي الاجمالي به، والعاصمة المالية الاوروبية الوحيدة المنافسة لنيويورك، وواحدة من قوتين نوويتين فقط به. وفي الوقت نفسه قد يتباطأ الاقتصاد البريطاني.
أما التصويت بالبقاء في الاتحاد فسيؤدي لصعود الاسترليني وراحة في العواصم الاوروبية واطلاق الاستثمارات غير المستغلة في بريطانيا؛ لكنّه سيترك البلاد وحزب المحافظين في حالة انقسام حاد خصوصًا إذا كان هامش الانتصار بسيطا.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.