دراسة: الإقلاع عن التدخين قد لا يتحقق قبل المحاولة الثلاثين

دراسة: الإقلاع عن التدخين قد لا يتحقق قبل المحاولة الثلاثين
TT

دراسة: الإقلاع عن التدخين قد لا يتحقق قبل المحاولة الثلاثين

دراسة: الإقلاع عن التدخين قد لا يتحقق قبل المحاولة الثلاثين

أشارت دراسة حديثة إلى أن الاعتقاد الشائع بأن المدخنين بحاجة لخمس إلى سبع محاولات للإقلاع عن التدخين قبل أن ينجحوا في تحقيق ذلك قد يكون أقل بكثير من الواقع.
واستنادًا إلى بيانات أكثر من 1200 مدخن بالغ في كندا، فإن المتوسط الحقيقي لمحاولات الإقلاع عن التدخين قد يقترب من 30 محاولة قبل النجاح.
وقال مايكل تشايتون من كلية الصحة العامة بجامعة تورنتو في كندا: «نتحدث منذ وقت طويل عن نحو خمس إلى سبع محاولات للإقلاع، لكن بالنسبة لنا فإنه العدد أكثر بكثير».
وكتب تشايتون وزملاؤه في دورية «بي إم جيه أوبن» أن التقديرات المنخفضة تستند إلى عدد قليل من الدراسات التي اعتمدت في الماضي على ذكريات أشخاص نجحوا في الإقلاع عن التدخين لكنها لم تشمل محاولات أولئك الذين فشلوا.
وحلل الباحثون بيانات 1277 شخصًا في إطار الدراسة التي تتبعت محاولاتهم على مدار ما يصل إلى ثلاث سنوات. وعندما بدأت الدراسة في 2005 سجل المشاركون عدد المرات التي يتذكرون أنهم قاموا فيها بمحاولة جدية للإقلاع عن التدخين. وبمرور كل ستة أشهر كانوا يبلغون عن عدد محاولاتهم الجدية للإقلاع خلال هذه الفترة.
ومعيار نجاح أي محاولة هو الامتناع عن تدخين أي سيجارة لمدة عام على الأقل.
وقال جون هيوز من كلية الطب التابعة لجامعة فيرمونت: «الأثر الرئيسي لهذه الدراسة هو أن الأطباء يجب أن يبعثوا الطمأنينة في نفوس المدخنين ويؤكدون لهم أن الفشل في عشر مرات لا يعني أنه لا يمكنهم الإقلاع عن التدخين».
وأضاف هيوز، الذي لم يشارك في الدراسة: «لكن مشكلة الإقلاع بعد 20 محاولة مثلا هي أن ذلك قد يستغرق عشر سنوات، والمهم ليس هو أن تقلع عن التدخين بل أن تفعل ذلك وأنت في سن صغيرة».



التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
TT

التلسكوب «جيمس ويب» يلتقط «زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون»

ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)
ألوانُها كأنه العيد في الفضاء (ناسا)

التقط التلسكوب الفضائي «جيمس ويب» التابع لوكالة «ناسا»، للمرّة الأولى، صورة لِما بدت عليه مجرّتنا في الوقت الذي كانت تتشكَّل فيه؛ جعلت علماء الفضاء يشعرون بسعادة غامرة. وقالت عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، البروفيسورة كاثرين هيمانز، لـ«بي بي سي»: «أحبُّ المجرّة البراقة والمتألِّقة بأضواء عيد الميلاد، كأنّ هذه ما كان عليه الكون وهو يبلغ من العمر 600 مليون عام فقط». تُظهر الصورة 10 كرات من النجوم بألوان مختلفة، تبدو مثل زِينة شجرة ميلاد مُعلَّقة في الكون. وهذه المرّة الأولى التي شاهد فيها العلماء كتلاً من النجوم تتجمَّع لتُشكل مجرّة مثل «درب التبانة»، فأطلقوا على المجرّة البعيدة اسم «اليراعة المتألّقة»، لتشابُهها أيضاً مع سرب من اليراعات متعدِّد اللون.

من مداره في الفضاء، من دون عوائق من الغلاف الجوّي للأرض، أظهر لنا أقوى تلسكوب على الإطلاق، مزيداً من المجرّات الأبعد، وبالتالي الأقدم؛ لكنها ليست مثل مجرّتنا في المراحل المُبكرة من التشكيل. ووفق الدكتورة لاميا ماولا، من كلية «ويليسلي» في ماساتشوستس، المُشاركة في قيادة البحث، فإنّ «البيانات الخاصة بما حدث في هذه المرحلة من الكون ضئيلة جداً». وأضافت: «هنا نُشاهد مجرّة وهي تتشكَّل حجراً بحجر. فالمجرّات التي نراها عادة حولنا تشكَّلت بالفعل، لذا فإنها المرّة الأولى التي نشهد فيها هذه العملية».

ووصفت البروفيسورة هيمانز، عالِمة الفلك الملكية في اسكوتلندا، والمستقلّة عن فريق البحث، الاكتشاف بأنه «رائع، ومهمّ علمياً وبالغ الاحتفاء»؛ وقالت: «مدهش أن يبني البشر منظاراً يتيح التطلُّع إلى الماضي البعيد جداً، فنرى هذه المراحل الوليدة جداً من المجرّة بطريقة احتفالية جميلة كهذه».

لغز الكون وعجائبه (ناسا)

وتختلف ألوان العناقيد النجمية باختلاف مراحل تكوينها، وفقاً للدكتورة ماولا: «إنها جميلة لأنّ الحياة الباكرة للمجرّة نشطة جداً. نجوم جديدة تولد، ونجوم ضخمة تموت، وكثير من الغاز والغبار حولها، وكثير من النيتروجين والأكسجين... بسبب الحالة التي هي فيها، تتراءى هذه الألوان الجميلة». عندما صادفت ماولا المجرّة، لم ترَ قط كتلاً من النجوم بمثل هذه الألوان الزاهية والمتنوّعة. قادها ذلك للاعتقاد بأنّ ثمة شيئاً مختلفاً حول هذا النظام، لذا تحقّقت من مدى بُعد ذلك. لدهشتها تبيَّن أنه يبعد أكثر من 13 مليار سنة ضوئية.

النور الآتي من «اليراعة المتألّقة» استغرق أكثر من 13 مليار سنة ليصل إلينا. صغير جداً وبعيد جداً، حدَّ أنه لم يكن بإمكان تلسكوب «جيمس ويب» رؤيته، لولا حظوظ المصادفة الكونية. وكان هناك تجمّع من المجرّات بين «اليراعة المتألّقة» وتلسكوب «جيمس ويب»، شوَّهت الزمكان لتمدُّد الضوء من المجرّة البعيدة، وتعمل بفعالية مثل عدسة مكبرة عملاقة.

يٌسمّي علماء الفلك هذه العملية «عدسة الجاذبية»، التي، في هذه الحالة، مكَّنت الباحث المُشارك الدكتور كارثيك أيير من جامعة «كولومبيا» في نيويورك، وأعضاء آخرين من الفريق، من أن يروا للمرّة الأولى، تفاصيل مذهلة لكيفية تكوُّن المجرّات الأولى مثل مجرتنا «درب التبانة». وقال: «إنها تأخذ الضوء الآتي من اليراعة وتثنيه وتضخّمه حتى نتمكن من رؤيته بتفاصيل رائعة».