مطرقة الرسوم وسندان العزوف يدفعان أسعار العقار السعودي للانخفاض

عقاريون: «اللائحة التنفيذية» شاملة.. والسوق ستشهد غربلة

تشهد السوق الآن ضخ عشرات ملايين الأمتار المربعة انعكاسا لقرار الرسوم التي كانت متوقفة منذ سنوات مما سيدفع بميزان العرض إلى تحقيق فائض كبير
تشهد السوق الآن ضخ عشرات ملايين الأمتار المربعة انعكاسا لقرار الرسوم التي كانت متوقفة منذ سنوات مما سيدفع بميزان العرض إلى تحقيق فائض كبير
TT

مطرقة الرسوم وسندان العزوف يدفعان أسعار العقار السعودي للانخفاض

تشهد السوق الآن ضخ عشرات ملايين الأمتار المربعة انعكاسا لقرار الرسوم التي كانت متوقفة منذ سنوات مما سيدفع بميزان العرض إلى تحقيق فائض كبير
تشهد السوق الآن ضخ عشرات ملايين الأمتار المربعة انعكاسا لقرار الرسوم التي كانت متوقفة منذ سنوات مما سيدفع بميزان العرض إلى تحقيق فائض كبير

أكد عقاريون أن اللائحة التنفيذية لنظام رسوم الأراضي البيضاء التي أعلنتها وزارة الإسكان السعودية متكاملة المعالم، وتؤدي إلى الهدف المرسوم إليه، وهو خفض الأسعار وتوفير الطلب، حيث إن مواد اللائحة شملت بشكل كبير السواد الأعظم من الأراضي المطروحة، وأغلقت منافذ التهرب من دفع الرسوم والتلاعب بها، الأمر الذي يعزز من تأثيرها على السوق وغربلتها نحو السيطرة على قيمته وإتاحة التملك بأسعار معقولة.
وعددت مواد اللائحة التفاصيل الدقيقة التي توجب فرض الرسوم وآلياتها وتحصيلها وأوجه صرفها لتطوير خطط ومشاريع الإسكان.
وذكر خالد المرزوق، المدير التنفيذي لشركة «الموج» العقارية، أن تأثير اللائحة يتضح من الأسعار الحالية التي شهدت تراجعًا ملحوظًا وبنسب جيدة في معظم المناطق والمدن، خصوصًا الرئيسية منها، متوقعًا أيضًا زيادة هذه النسبة فور دخولها فترة السداد، مما سيكشف الوجه الحقيقي للسوق، التي ستشهد ضخ كميات أكبر من الأراضي للهرب من دفع الرسوم، وهو الأمر الذي سيضغط على الأسعار بشكل إيجابي ليحقق الهدف المرجو من فرض الرسوم.
وأضاف أن القطاع العقاري السعودي مقبل على مرحلة جديدة كليًا من ناحية الأسعار والمعروض والحركة العامة للسوق، وأن الانخفاض هو السمة الأكثر رواجًا حتى هذه اللحظة، وهو ما يثبت فعليًا الآن، عبر نزول قيمة العقار بشكل عام، خصوصًا الأراضي التي كانت الأكثر تأثرًا، في الوقت الذي يشهد فيه الطلب انخفاضًا ملحوظًا بانتظار الوجه الجديد للأسعار التي لا يستطيع شريحة كبرى من الراغبين في الشراء الحصول عليها في ظل هذه القيمة المرتفعة، مما يعني أن الحركة تتوقف فقط على قيمة المعروض، وهو ما تدعمه الرسوم الآن.
واعتبر أن على شركات التطوير العقاري التي تريد البقاء في السوق، سماع نبض السوق الذي بدأ يسجل نزولاً حقيقيًا في قيمته، نتيجة العزوف في الطلب وضخ كميات كبرى من الأراضي المتوقفة منذ سنوات طويلة، وهما عنصران يستطيعان أن يعيدا حالة السوق إلى ما كانت عليه قبل عقد تقريبًا عندما كانت الأسعار توازي نصف قيمة المعروضة الآن، مما يشير إلى تضخم حقيقي في القيمة بعيدًا عن أي حسابات اقتصادية قد تطرح، مشددًا على أن الحديث عن حل آخر غير انخفاض الأسعار غير مجدٍ في ظل توقف الطلب والقرارات الحكومية الأخيرة وأهمها فرض الرسوم الذي سيغير المعادلة العامة.
وتضمنت اللائحة التنفيذية لرسوم الأراضي التي أصدرتها وزارة الإسكان السعودية 18 مادة، حيث شملت فصلاً خاصًا للتعريفات، وآخر للأراضي الخاضعة للرسوم، وآخر لضوابط تطبيق الرسوم، والتي تضمنت 6 مواد، أما الفصل الرابع فشمل 3 مواد تتعلق بالتواصل مع المكلفين بما في ذلك حق المكلف في التظلم من القرار، بحسب الإجراءات النظامية، فيما فصل الفصل الخامس تحصيل الرسوم والغرامات.
وفي الاتجاه ذاته، أكد المستثمر العقاري علي البشر أن ضخ كميات كبرى من العرض سيكون ذا انعكاسات كبيرة على أرض الواقع في المستقبل القريب من ناحية الأسعار، مؤكدا أن القطاع العقاري السعودي يسير نحو النزول رغم المحاولات المستميتة من قبل بعض المستثمرين لإبقاء الأسعار مرتفعة، وفصل الأسعار عن أداء القطاع، وهو ما تمكنوا من تحقيقه خلال السنوات الأخيرة، لكنهم لن يستطيعوا الاستمرار به طويلاً، في ظل قرار الرسوم الذي سيجبر التجار على البيع بأسعار منخفضة هروبًا من دفع الرسوم.
ولفت إلى أن اللائحة التنفيذية لوزارة الإسكان متميزة من نواح كثيرة، خصوصًا محاولاتها سد الثغرات التي قد يلجأ إليها البعض، وإضافة بند خاص بالعقوبات التي قد تلحق بمن يتخلف على دفع الرسوم، في إشارة واضحة إلى سعي الحكومة لتطبيق القرار، وهو ما سينعكس بشكل كبير على قيمة العقار، وهو السبب الرئيسي لوضع الرسوم، موضحًا أن هناك نزولا كبيرا في الأسعار، خصوصًا في الأراضي المتاخمة للمدن الكبرى وأراضي المنح والمخططات الجديدة الأكثر تأثرًا من الرسوم، وخلال فترة قصيرة سيشهد العقار سيطرة في الأسعار بين سندان العزوف ومطرقة الرسوم.
وتعتبر رسوم الأراضي البيضاء من أهم القرارات التاريخية التي أثرت على أسعار الأراضي والعقارات قبل تطبيقها، إذ ازداد المعروض وانخفضت القيمة بشكل طفيف وقلت عمليات الشراء، كما أن عام 2016 شهد مستويات جديدة في عمليات تسييل الأراضي وانخفاض في قيمتها لأول مرة منذ أقل من عقد، وهو الوقت الذي تصاعدت فيه قيمة العقار.
من جانبه، تطرق إبراهيم العبيد، المستشار العقاري، إلى وجود محاولات لامتصاص الصدمة من قبل المستثمرين ومحاولة إبقاء الأسعار مرتفعة، إلا أن ذلك لن يحصل، ولن يستطيعوا تحمل الرسوم، خصوصًا أن بعضهم يمتلك مساحات شاسعة تقدر بمئات آلاف الأمتار، متوقعا انخفاضا أكثر حدة في السعر فور حلول موعد دفع الرسوم، وزيادة العرض بشكل ملحوظ كما هو مشاهد الآن، وهو التحدي الأكبر الذي سيخفض الأسعار إلى مستويات كبرى، حيث ستسجل السوق مستويات متتالية من العرض ستؤثر بشكل مباشر على أسعار العقار بشكل أو بآخر، خصوصا في ظل ضغوطات دفع الرسوم ونقص السيولة التي تعيشها السوق.
وذكر العبيد أن هناك أحداثًا ستشهدها السوق خلال المستقبل القريب، أهمها تسجيل مستويات متتالية من الانخفاض في الطلب الذي لن يستمر حتى فرض الرسوم، حيث إن الترقب هو الدافع الأول لانخفاض الطلب وبالتالي السعر، لافتًا بأن السوق الآن تشهد ضخ عشرات ملايين الأمتار المربعة انعكاسا لقرار الرسوم التي كانت متوقفة منذ سنوات، مما سيدفع بميزان العرض إلى تحقيق فائض كبير، ينعكس إيجابا على الأسعار.
ويهدف نظام رسوم الأراضي البيضاء إلى زيادة المعروض من الأراضي المطورة بما يحقق التوازن بين العرض والطلب وتوفير الأراضي السكنية بأسعار مناسبة، إضافة إلى حماية المنافسة العادلة، ومكافحة الممارسات الاحتكارية، حيث يفرض رسمًا سنويًا على الأراضي البيضاء، المملوكة لشخص أو أكثر من ذوي الصفة الطبيعية أو الصفة الاعتبارية غير الحكومية، بنسبة 2.5 في المائة. وستستعمل الوزارة إيرادات الرسوم للصرف على مشاريع الإسكان والبنية التحتية، مما يدعم العرض في قطاع الإسكان لتقديم الحلول والمنتجات.



هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
TT

هل تعزز زيادة الإيجار من مستقبل جزيرة كوني في نيويورك؟

أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل
أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند ومجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل

يتعين على ديانا كارلين الانتهاء من تأليف الكتاب الذي تعمل عليه بشأن متعة امتلاك بوتيك لولا ستار، ذلك المتجر الصغير والساحر للغاية في ممشى كوني آيلاند، على مدى السنوات الـ19 الماضية. لكن بدلا من ذلك، انتابت السيدة كارلين حالة من الخوف والتوتر منذ أن عرض عليها مالك المتجر الذي تعمل فيه عقدا جديدا للإيجار منذ عدة أسابيع - تزيد فيه القيمة الإيجارية بنسبة 400 في المائة دفعة واحدة. وقالت: «إنني أتساءل إن كان ينبغي علي أن أطلب لافتات (التوقف عن العمل!)».
وفي الصيف الماضي، كانت كوني آيلاند في حي بروكلين بمدينة نيويورك تزدحم بالباحثين عن الاستمتاع على الشواطئ ومختلف أشكال الترفيه الأخرى، ولكنها تميل لأن تكون أكثر هدوءا في فصل الشتاء. وقبل أكثر من عشر سنوات مضت، تعهدت مدينة نيويورك بإنشاء وجهة سياحية ذات حديقة مائية، وساحة كبيرة، وحلبة للتزلج على الجليد، تعمل على مدار السنة، مع ملايين الدولارات من الاستثمارات السكنية والتجارية.
وفي الأثناء ذاتها، قال مايكل بلومبيرغ - عمدة مدينة نيويورك آنذاك، إنه سوف تتم حماية مطاعم الأكل والمتاجر الرخيصة في المنطقة. وكان مارتي ماركويتز رئيس مقاطعة بروكلين قد أعلن في عام 2005 أن الخطة المزمعة سوف تحافظ على الروعة التي تنفرد بها كوني آيلاند مع روح المحبة والمرح المعهودة. ولكن على غرار الكثير من الخطط الكبرى في مدينة نيويورك، لم تتحقق الرؤية الكاملة للمشروع بعد. فلقد بدت كوني آيلاند خالية بصورة رسمية بعد ظهيرة يوم من أيام يناير (كانون الثاني) الماضي، وصارت بعيدة كل البعد عما تعهدت به إدارة المدينة عن الجاذبية والنشاط على مدار العام كما قالت. إذ تهب الرياح الصاخبة على منشآت مدن الملاهي الشهيرة مثل لونا بارك وستيبلشيز بارك، ولكن لا وجود لحلبة التزلج أو الحديقة المائة، حيث لم يتم إنشاء هذه المنشآت قط.
والآن، وفي مواجهة آلة التحسين التي تتحرك بوتيرة بطيئة للغاية، أصبحت مجريات العمل شديدة الغرابة في كوني آيلاند مجبرة على الدخول إلى حالة من عدم اليقين بشأن المستقبل. تقول السيدة كارلين: «إنهم يحاولون الآن تحويل ساحة اللعب المخصصة لعوام الناس إلى ملعب خاص بالأثرياء فقط».
وكانت السيدة كارلين، رفقة 5 آخرين من أصحاب الشركات الصغيرة في كوني آيلاند - وهم: ناثان فاموس، وروبي بار آند جريل، وبولز دوتر، ومطعم توم، وبيتش شوب - يتفاوضون على عقود جديدة للإيجار تمتد لمدة 10 سنوات مع شركة «زامبيرلا»، وهي الشركة المالكة للمتنزه الإيطالي التي تعاقدت معها مدينة نيويورك قبل عشر سنوات لبناء وإدارة منطقة لونا بارك الترفيهية في كوني آيلاند، والتي تعد الشركات الصغيرة المذكورة جزءا لا يتجزأ منها.
وجاءت شركة «زامبيرلا» بشروط جديدة: زيادة القيمة الإيجارية من 50 إلى 400 في المائة لكل شركة من الشركات المذكورة. وتقول السيدة كارلين عن ذلك: «إنني أعشق كوني آيلاند، والحصول على هذا المتجر على الممشى السياحي كان من أحب أحلام حياتي. ولكن ليست هناك من طريقة أتمكن بها من تحمل الشروط الجديدة».
وفي رسالة وصلت إلى صحيفة «نيويورك تايمز» من أليساندرو زامبيرلا رئيس الشركة المذكورة، جاء فيها: «نحن نهتم بشؤون كوني آيلاند ومستقبلها، ونحن ملتزمون بتحويلها إلى أقوى مجتمع يمكن بناؤه. وذلك هو السبب في تواصلنا مع المستأجرين لضمان نجاح أعمالهم ضمن المحافظة على شخصية كوني آيلاند المميزة».
ورفض السيد زامبيرلا، الذي كان في رحلة سفر إلى إيطاليا، الإجابة عن أسئلة محددة طرحتها عليه صحيفة «نيويورك تايمز»، غير أنه أضاف يقول إن ثلاثة من أصل ست شركات قد وافقت بالفعل على عقود الإيجار الجديدة ووقعت عليها، وإن الشركات الأخرى تحقق تقدما ملموسا على هذا المسار.
أثارت الزيادات المقترحة في القيمة الإيجارية على الشركات الست الصغيرة حالة من الشد والجذب الشديدة المستمرة منذ سنوات داخل كوني آيلاند.
ففي عام 2009، وبعد مواجهة استغرقت 4 سنوات كاملة حول أفضل خطط إحياء وتجديد المنطقة، ابتاعت المدينة تحت رئاسة مايكل بلومبيرغ 7 أفدنة في منطقة الترفيه المضطربة من المطور العقاري جوزيف سيت مقابل 95.6 مليون دولار.
وأراد مايكل بلومبيرغ استعادة المنطقة إلى سابق عهدها، والتي بدأت تواجه الانخفاض منذ ستينات القرن الماضي، من خلال تعزيز تطوير المتاجر والشقق على طول طريق سيرف في المنطقة. وكانت الشركات التي افتتحت في فصل الصيف تنتقل إلى جدول زمني للعمل على مدار العام، مما يساعد على تعزيز رؤية مايكل بلومبيرغ باعتبار كوني آيلاند أكبر مدينة للملاهي الترفيهية والحضرية في البلاد.
ثم استأجرت شركة «زامبيرلا» الأرض من المدينة، مما أتاح لها افتتاح مدينة لونا بارك الترفيهية في عام 2010، مع إملاء عقود الإيجار الخاصة بالشركة مع أصحاب الشركات الصغيرة، ومطالبة هذه الشركات بتسليم جانب من الأرباح المحققة إلى المدينة.
وتعرضت الشركات العاملة على الممشى السياحي في المنطقة للإغلاق، حيث عجزت عن الاتساق مع الرؤية الجديدة للشركة الإيطالية. وكانت شركات صغيرة أخرى، مثل متجر السيدة كارلين، قد عاد للعمل بعد قرار الإخلاء الذي تعرضت له في عهد المطور العقاري جوزيف سيت.
وبحلول عام 2012، كانت جهود الانتعاش جارية على قدم وساق، وشهدت المنطقة نموا في الجماهير والإيرادات. وقالت السيدة كارلين إنها حققت أرباحا بنسبة 50 في المائة تقريبا بعد تولي شركة «زامبيرلا» مقاليد الأمور.
وقال سيث بينسكي، الرئيس الأسبق لمؤسسة التنمية الاقتصادية، حول المنطقة: «يعتقد أغلب الناس أنه قد جرى تطوير المنطقة لتتوافق مع التاريخ المعروف عن كوني آيلاند». ومع ذلك، فإن منطقة الملاهي لا تعمل على مدار السنة. وقال مارك تريغر، عضو مجلس المدينة الممثل لقطاع بروكلين الذي يضم كوني آيلاند، إنه يعتقد أن الوضع الراهن نابع من ندرة الاستثمارات من قبل مجلس المدينة وعمدة نيويورك بيل دي بلاسيو ضمن أهداف المدينة لعام 2009. وقال السيد تريغر: «لا تعرف الشركات إلى أين تذهب كوني آيلاند في ظل إدارة دي بلاسيو للمدينة. فهناك قصور واضح في الرؤية ولا وجود للخطط الشاملة بشأن تحسين المنطقة». وأضاف أن الوعود غير المتحققة منحت شركة «زامبيرلا» قدرا من النفوذ لإضافة المزيد من الأعباء على المستأجرين للمساعدة في استرداد الأرباح المهدرة. وقال إن هؤلاء المستأجرين قد استثمروا أموالهم هناك تحت فكرة تحول هذه المنطقة إلى وجهة سياحية تعمل طوال العام، مع حركة السير على الممشى طيلة السنة، على العكس من 3 إلى 4 أشهر من العمل فقط في العام بأكمله. ولا يمكن لأحد السماح بتحويل الأراضي العامة إلى سلاح باسم الجشع لإلحاق الأضرار بالشركات الصغيرة.
ولقد أعربت السيدة كارلين رفقة العشرات من العمال الآخرين في كوني آيلاند عن اعتراضهم على زيادة القيمة الإيجارية وذلك بالوقوف على درجات سلم مجلس المدينة في أوائل شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي.
وفي مقابلة أجريت مع صحيفة «نيويورك تايمز»، وصف نورمان سيغيل محامي الحقوق المدنية قرار شركة «زامبيرلا» بأنه غير مقبول تماما، وأضاف أنه ينبغي على عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو التدخل في الأمر. وأضاف المحامي سيغيل أن إدارة مجلس المدينة يجب أن تطالب الشركة الإيطالية طرح شروط إيجارية معقولة، وإذا لم يحدث ذلك، فينبغي على المدينة التفكير جديا في سحب عقد الإيجار من شركة «زامبيرلا»، التي أفادت في محاولة لتحسين النوايا بأنها سوف تمدد الموعد النهائي للسيدة كارلين لتوقيع عقد الإيجار الخاص بها حتى يوم الأربعاء المقبل.
وقالت السيدة كارلين عن ذلك: «يقضي صاحب الشركة عطلته في إيطاليا في حين أنني أبذل قصارى جهدي لمجرد إنقاذ متجري الصغير ومصدر معيشتي الوحيد». ورفض السيد زامبيرلا وأصحاب الشركات الخمس الأخرى التعليق على عقود الإيجار الخاصة بهم، برغم أن الكثير من الشخصيات المطلعة على الأمر أكدوا أن الزيادة تتراوح بين 50 في المائة للمتاجر الكبيرة و400 في المائة لمتجر السيدة كارلين الصغير، والتي قالت إنها تعتقد أن الشركات الأخرى لم تتحدث عن المشكلة علنا خشية الانتقام من الشركة الإيطالية ومخافة قرارات الطرد.
وأضافت السيدة كارلين تقول: للتعامل مع الزيادات المطلوبة في الإيجار قرر أصحاب المتاجر رفع الأسعار، وإن أحد المطاعم أجرى تغييرات للانتقال من مطعم للجلوس وتناول الطعام إلى مطعم للوجبات السريعة للحد من التكاليف.
واستطردت السيدة كارلين تقول: «حاولت تقديم الالتماس إلى مجلس المدينة مرارا وتكرارا من خلال المكالمات الهاتفية ورسائل البريد الإلكتروني والاحتجاجات خلال الشهر الماضي - ولكن لم يتغير شيء حتى الآن. وقال لها مجلس المدينة إنه غير قادر على المساعدة وليس هناك الكثير مما يمكن القيام به، ولكنني لا أوافق على ذلك، فهم أصحاب الأرض التي يستأجرها منهم زامبيرلا».
وقال المحامي سيغيل إن الزيادات باهظة للغاية لدرجة أنها قد تكون سببا وجيها للتقاضي، وأضاف: «هناك عدد من السوابق القضائية في ذلك إذا قررت المحكمة أن ما تقوم به الشركة غير معقول، ويمكن أن يكون ذلك من المطالب القانونية المعتبرة في حد ذاتها».
وليست هناك مؤشرات عامة في مجلس المدينة بشأن خطط سحب عقد الإيجار من زامبيرلا، أو التدخل، إذ إن زيادة القيمة الإيجارية لا تنتهك الاتفاقية المبرمة بين مجلس المدينة وبين شركة زامبيرلا. ونفت السيدة جين ماير، الناطقة الرسمية باسم عمدة نيويورك، الادعاءات القائلة بأن إدارة المدينة تفتقد للرؤية الواضحة أو الخطة الشاملة حيال كوني آيلاند. وقالت إن المدينة أنفقت 180 مليون دولار على تطوير البنية التحتية في كوني آيلاند خلال السنوات العشر الماضية، مع التخطيط لتوسيع نظام النقل بالعبّارات في نيويورك إلى كوني آيلاند بحلول عام 2021.
وأضافت السيدة ماير تقول: «تلتزم إدارة المدينة بالمحافظة على شخصية كوني آيلاند مع ضمان الإنصاف والمساواة والاستعداد للمستقبل». في حين تساءل المحامي سيغيل: لمن يُخصص هذا المستقبل؟ وهو من مواطني المدينة ونشأ في حي بروكلين، واعتاد قضاء فترات من الصيف على الممشى السياحي هناك، ويتذكر إنفاق دولار واحد لدخول مدينة الملاهي ثم العودة لتناول وجبة العشاء الشهية لدى مطعم ناثان فاموس المعروف، وقال: «علينا مواصلة الكفاح لإنقاذ كوني آيلاند التي نحبها».
- خدمة «نيويورك تايمز»