ليبيا: الجيش ينفذ غارات جوية ضد «داعش» في سرت

معارك عنيفة مع ميليشيات إرهابية حاولت اقتحام أجدابيا

ليبيا: الجيش ينفذ غارات جوية ضد «داعش» في سرت
TT

ليبيا: الجيش ينفذ غارات جوية ضد «داعش» في سرت

ليبيا: الجيش ينفذ غارات جوية ضد «داعش» في سرت

بينما عزز أمس وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي موقفهم المؤيد للعملية البحرية الأوروبية (صوفيا) قبالة ليبيا بهدف وقف تهريب البشر عبر المتوسط، لتشمل تدريب حرس السواحل الليبيين وفرض حظر دولي على الأسلحة، ظهرت قوات بحرية موالية لحكومة حكومة الوفاق الوطني، التي يترأسها فائز السراج، وهي تقوم للمرة الأولى بتنفيذ دوريات بحرية قبالة سواحل سرت.
ووزعت غرفة «البنيان المرصوص»، وهو اسم العملية التي تشنها قوات السراج ضد تنظيم داعش في سرت لقطات مصورة فيديو، تظهر فيها قوات من خفر السواحل خلال تأمينها ميناء سرت. فيما أعلنت غرفة عمليات الطوارئ بسلاح الجو التابع لهذه القوات أنها نفّذت غارتين جويتين استهدفت إحداها آليات وتمركزات لـ«داعش» بالقرب من ميناء الصيد، فيما استهدفت الغارة الأخرى مخازن ذخيرة تابعة لـ«داعش» قرب مجمع قاعات واغادوغو.
وتقررت عملية صوفيا قبل عام للتصدي لمهربي المهاجرين في وسط البحر الأبيض المتوسط والذين كانت ليبيا قاعدتهم الخلفية، وحصلت المهمة الأسبوع الماضي على موافقة الأمم المتحدة لتتولى فرض احترام حظر الأسلحة على ليبيا الساري منذ 2011 في أعالي البحار.
وإثر اجتماع لوكسمبورغ أصدر الوزراء بيانا ينص على أن «مجلس (الدول الأعضاء) مدد إلى 27 يوليو (تموز) من العام المقبل تفويض عملية صوفيا للبحرية الأوروبية الهادفة إلى تفكيك بنى مهربي البشر في جنوب وسط البحر المتوسط».
وأضاف: «كما عزز المجلس تفويض العملية بإضافة مهمتين مكملتين هما تدريب قوتي البحرية وخفر السواحل الليبيتين والمساهمة في تطبيق حظر الأسلحة الأممي في أعالي البحار قبالة سواحل ليبيا».
وأطلق الاتحاد الأوروبي عملية صوفيا في العام الفائت بعد مقتل مئات المهاجرين جراء غرق مراكبهم المتهالكة قبالة سواحل جنوب إيطاليا، ما أثار استنكارا عاما إزاء معاناتهم، وأوضح وزراء الاتحاد أمس أنه من المرجح أن يدرب الاتحاد الأوروبي المجموعة الأولى المؤلفة من نحو 100 من حرس السواحل الليبيين، ودفعة أخرى بعد ذلك، وبحلول ذلك الوقت ستتسلم ليبيا عشرة قوارب كان طلبها الزعيم الراحل معمر القذافي من إيطاليا.
ولا تستطيع قوة الاتحاد الأوروبي دخول المياه الإقليمية الليبية من دون طلب رسمي من السراج، والتي تحاول بسط سلطتها من طرابلس إلى باقي البلاد.
وتعم الفوضى ليبيا بعد الإطاحة بالقذافي في 2011، حيث يسيطر المتمردون على معظم أراضي البلاد، وقد استفاد مقاتلو تنظيم داعش من الفراغ والفوضى لترسيخ وجودهم، ما يزيد من مخاوف الاتحاد الأوروبي بشأن أمن خاصرتها الجنوبية.
وفرض حظر الأسلحة على ليبيا للمرة الأولى في 2011، حيث تنتشر الأسلحة بشكل كبير في الدولة التي لا يزيد عدد سكانها على ستة ملايين، طبقا للأمم المتحدة.
إلى ذلك، قالت مصادر عسكرية إن معارك وقعت أمس بين قوات الجيش وميليشيات إرهابية حاولت اقتحام مدينة أجدابيا، فيما شن الطيران الحربي غارات جوية استهدفت مواقع هذه الميليشيا جنوب أجدابيا.
وقال العقيد أحمد، الناطق باسم الجيش الليبي، إن إرهابيين ينتمون إلى تنظيم القاعدة هاجموا أجدابيا من ناحية الجنوب قبل أن تنجح قوات الجيش في المدينة في صدها. فيما قال أكرم بوحليقة الناطق باسم غرفة عمليات أجدابيا إن ثلاثة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب عشرة آخرون.
وتتألف سرايا الدفاع عن بنغازي في معظمها من مقاتلين أجبرتهم قوات خليفة حفتر الموالي لحكومة الشرق على التراجع في وقت سابق من هذا العام.
ويهدد الهجوم الذي يستهدف منطقة على مقربة من أجدابيا، التي تبعد مسافة قصيرة عن ثلاثة مرافئ نفطية وشمالي حقول نفط رئيسية، بفتح جبهة جديدة في الحرب بين القوى العسكرية التي تدعم الحكومتين المتنافستين المتمركزتين في طرابلس وفي شرق البلاد منذ عام 2014.
وتسعى حكومة السراج منذ مايو (أيار) الماضي إلى أن تحل محل البرلمانين والحكومتين المتنافستين، وإلى دمج الكتائب الليبية في قوات الأمن الشرعية وبينها القوات الموالية لحفتر. لكن الصادق الغرياني، مفتي ليبيا المعزول من منصبه، أشاد في المقابل بدخول من سماهم بالثوار إلى أجدابيا، وطالب عبر برنامج تلفزيوني محلي مساء أول من أمس بمناصرة ثوار أجدابيا وميليشيا الدفاع عن بنغازي.
وفي أعنف هجوم على القائد العام للجيش الليبي، قال الغرياني «أطلب رفع قضايا ضد حفتر في بلده أميركا الذي يحمل جنسيته لجرائم القتل التي يرتكبها».
وما زالت القوات المسلحة الليبية مقسمة في أعقاب الاضطرابات السياسية التي تلت الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011، وقد أنشأ تنظيم داعش معاقل له في أجزاء من البلاد منذ عام 2014، وهو ينشط بين بنغازي ومدينة سرت التي تعد أحد معاقله الساحلية وتبعد نحو 380 كيلومترا إلى الغرب. ولكن في الأسابيع الأخيرة تراجع التنظيم المتشدد إلى وسط سرت بعد تقدم القوات الموالية لحكومة السراج من مدينة مصراتة في غرب البلاد.
وأجبر حرس المنشآت النفطية، وهو قوة منفصلة تسيطر على مرافئ النفط قرب أجدابيا ومؤيدة لحكومة الوفاق الوطني، مقاتلي التنظيم المتشدد على التراجع إلى شرق سرت. وقال متحدث باسم الحرس إن الاشتباكات التي اندلعت في الآونة الأخيرة لا تهدد بشكل فوري المنشآت النفطية لكنهم مستعدون لحمايتها عند الضرورة.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.